ومعلوم أن الفعل الذي تكون مصلحته راجحة على مفسدته يحصل به من الخير أعظم مما يحصل بعدمه وهنا لم يحصل بالاقتتال مصلحة بل كان الأمر مع عدم القتال
ففي الجملة أهل السنة يجتهدون في طاعة الله ورسوله بحسب الإمكان كما قال تعالى فاتقوا الله ما استطعتم وقال النبي صلى الله عليه وسلم إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم ويعلمون أن الله تعالى بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بصلاح العباد في المعاش والمعاد وأنه أمر بالصلاح ونهى عن الفساد
فإذا كان الفعل فيه صلاح وفساد رجحوا الراجح منهما
فإذا كان صلاحه أكثر من فساده رجحوا فعله
وإن كان فساده أكثر من صلاحه رجحوا تركه
فإن الله تعالى بعث رسوله صلى الله عليه وسلم بتحصيل المصالح وتكميلها وتعطيل المفاسد وتقليلها
فإذا تولى خليفة من الخلفاء كيزيد
وعبد الملك والمنصور وغيرهم فإما أن يقال يجب منعه من الولاية وقتاله حتى يولى غيره
كما يفعله من يرى السيف فهذا رأى فاسد فإن مفسدة هذا أعظم من مصلحته
وقل من خرج على إمام ذي سلطان إلا كان ما تولد على فعله من الشر أعظم مما تولد من الخير كالذين خرجوا على يزيد بالمدينة
وكابن الأشعث الذي خرج على عبد الملك بالعراق وكابن المهلب الذي خرج على ابنه بخراسان وكأبي مسلم صاحب الدعوة الذي خرد عليهم بخراسان أيضا وكالذين خرجوا على المنصور بالمدينة والبصرة وأمثال هؤلاء
(4/262)
وغاية هؤلاء إما أن يغلبوا وإما أن يغلبوا ثم يزول ملكهم فلا يكون لهم عاقبة فإن عبد الله بن علي وأبا مسلم هما اللذان قتلا خلقا كثيرا وكلاهما قتله أبو دعفر المنصور وأما أهل الحرة وابن الأشعث واب المهلب وغيرهم فهزموا وهزم أصحابهم فلا أقاموا دينا ولا أبقوا دنيا والله تعالى لا يأمر بأمر لا يحصل به صلاح الدين ولا صلاح الدنيا وإن كان فاعل ذلك من أولياء الله المتقين ومن أهل الجنة فليسوا أفضل من علي وعائشة وطلحة والزبير وغيرهم ومع هذا لم يحمدوا ما فعلوه من القتال وهم أعظم قدرا عند الله وأحسن نية من غيرهم وكذلك أهل الحرة كان فيهم من أهل العلم والدين خلق وكذلك أصحاب ابن الأشعث كان فيهم خلق من أهل العلم والدين والله يغفر لهم كلهم
وقد قيل للشعبي في فتنة ابن الأشعث أين كنت يا عامر قال كنت حيث يقول الشاعر ...
عوى الذئب فاستأنست بالذئب إذ عوى ... وصوت إنسان فكدت أطير ...
أصابتنا فتنة لم نكن فيها بررة أتقياء ولا فجرة أقوياء
وكان الحسن البصري يقول إن الحجاج عذاب الله فلا تدفعوا عذاب الله بأيديكم ولكن عليكم بالاستكانة والتضرع فإن الله تعالى يقول ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون وكان طلق بن حبيب يقول اتقوا الفتنة بالتقوى فقيل له أجمل لنا التقوى فقال أن تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو رحمة الله وأن تترك معصية الله على نور من الله تخاف عذاب الله رواه أحمد وابن أبي الدنيا
وكان أفاضل المسلمين ينهون عن الخروج والقتال في الفتنة كما كان عبد الله بن عمر وسعيد بن المسيب وعلي بن الحسين وغيرهم ينهون عام الحرة عن الخروج على يزيد وكما كان الحسن البصري ومجاهد وغيرهما ينهون عن الخروج في فتنة ابن الأشعث ولهذا استقر أمر أهل السنة على ترك القتال في الفتنة للأحاديث الصحيحة الثابته عن النبي صلى الله عليه وسلم وصاروا يذكرون هذا فيعقائدهم ويأمرون بالصبر على جور
(4/263)
ولهذا لما أراد الحسين رضي الله عنه أن يخرج إلى أهل العراق لما كاتبوه كتبا كثيرة أشار عليه أفاضل أهل العلم والدين كابن عمر وابن عباس وأبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام أن لا يخرج وغلب على ظنهم أنه يقتل حتى إن بعضهم قال أستودعك الله من قتيل وقال بعضهم لولا الشفاعة لأمسكتك ومصلحة المسلمين والله ورسوله إنما يأمر بالصلاح لا بالفساد
لكن الرأي يصيب تارة ويخطيء أخرى
فتبين أن الأمر على ما قاله أولئك
ولم يكن في الخروج لا مصلحة دين ولا مصلحة دنيا
بل تمكن أولئك الظلمة الطغاة من سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قتلوه مظلوما شهيدا
وكان في خروجه وقتله من الفساد ما لم يكن حصل لو قعد في بلده فإن ما قصده من تحصيل الخير ودفع الشر لم يحصل منه شيء بل زاد الشر بخروجه وقتله ونقص.الخير بذلك وصار ذلك سببا لشر عظيم
وكان قتل الحسين مما أوجب الفتن كما كان قتل عثمان مما أوجب الفتن
وهذا كله مما يبين أن ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم من الصبر على جور الأئمة وترك قتلاهم والخروج عليهم هو أصلح الأمور للعباد في المعاش والمعاد
وأن من خالف ذلك متعمدا أو مخطئا لم يحصل بفعله صلاح بل فساد ولهذا أثنى النبي صلى الله عليه وسلم على الحسن بقوله إن ابني هذا سيد وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين ولم يثن على أحد لا بقتال في فتنة ولا بخروج على الأئمة ولا نزع يد من طاعة ولا مفارقة للجماعة
(4/264)
يقول مرآة التواريخ :
لا بأس بأن نجمل ما نقلناه عن ابن تيمية في نقاط متسلسلة ، مع بعض التعليقات لإيضاح بعضها ، وإن كان النص لوحده يكفي لبيان الغرض الذي من أجله كتبنا هذه الحلقة .
أن ابن تيمية يعتقد الآتي :
1-أهل السنة أعلم بالدين من الإمام الحسين .
2-الإمام الحسين لا يعلم العمل الصالح من الفاسد .
3-وإن علمَ الإمام الحسين العمل الصالح من الفاسد فقد ترك العمل الذي فيه صلاح وعمل بالذي فيه فساد ، بخلاف أهل السنة .!!
4-إن القول بوجوب الخروج على أئمة الجور كيزيد وعبدالملك بن مروان والمنصور العباسي هو رأي فاسد .
5-إن خروج الإمام الحسين على يزيد هو شبيه بخروج ابن الأشعث وابن المهلب وأبي مسلم الخراساني وأهل الحرة وغيرهم ، فخروجهم مساوق لخروج الحسين .
6-علي وعائشة وطلحة والزبير تقاتلوا ، ولكنهم لم يحمدوا هذا القتال ، وهم أفضل من غيرهم من أمثال الحسين وغيره.
7-استشهاد ابن تيمية – لإثبات فساد خروج الحسين – بموقف الشعبي والحسن البصري في منع الخروج على الحجاج .
8-(تناقض ابن تيمية وارتباكه) حيث يقول أن أفاضل المسلمين كانوا ينهون عن الخروج والقتال في الفتنة ، ولكنه اعترف بأنه قد خرج في يوم الحرة خلق من أهل العلم والدين .!!
وكذلك اعترافه بخروج خلق من أهل العلم والدين مع ابن الأشعث.!!
وكذلك تقاتل علي وعائشة وطلحة والزبير وهم أفضل من غيرهم كما يقول !!
فسيتَّبع ابن تيمية مَـنْ ؟! ، وما هو المرجّح عنده ؟!!
9-(بعد التناقض أعلاه) يقول : استقر رأي أهل السنة على ترك القتال في الفتنة.
10-يقول بأن باب قتال أهل البغي والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يشتبه بالقتال في الفتنة. ثم قال : وليس هنا موضع بسطه.
وكأنه يلمّح إلى أن كل من اشترك في الحروب المذكورة أعلاه – مثل علي وعائشة وطلحة والزبير والحسين وأهل الحرة ..إلخ - قد اشتبه عليهم الأمر .!!!! وأنه على استعداد لتعليمهم الفرق بين قتال أهل البغي والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وبين القتال في الفتنة المُحرّم !!!!!!!!!!!!!!.
11-ثم يوجّه الكلام إلى الإمام الحسين - لائماً ناصحاً له!! – بقوله : (وهم – أي الذين نصحوه - في ذلك قاصدون نصيحته ، طالبون لمصلحته ومصلحة المسلمين ) . ثم يواصل كلامه تأكيداً للوم الإمام الحسين بقوله – أو قول من نصحوه مُقرّهم إياه - : (والله ورسوله إنما يأمر بالصلاح ، لا بالفساد)(!!!!!!!!!!!!!!!)
12-قوله انه لم يكن في خروج الحسين لا مصلحة دين ، ولا مصلحة دنيا .!!!
13-كان في خروج الحسين وقتله من الفساد ما لم يكن لو قعد في بلده .
14-لقد زاد الشر بخروج الحسين على يزيد .
15-لقد نقصّ الخير بخروج الحسين على يزيد .
16-صار خروج الحسين على يزيد وقتله سبباً لشر عظيم في الأمّة .
17-إن الإمام الحسين قد خالف أوامر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، بالصبر على جور الأئمة وترك قتالهم (ويقصد ابن تيمية بالأئمة طبعاً : يزيد ..!!)
18-ثم يوجّه ابن تيمية نصيحته للإمام الحسين !! موضحاً له الأمر بقوله إن من خالف القول - بعدم الخروج على أئمة الجور (أمثال يزيد) - متعمداً أو مخطئاً لم يحصل بفعله صلاح !! ، بل فســاد !!! .
19-بل الأكيد أن ابن تيمية يعتقد بأن الإمام الحسين تعمّد الإفساد – والعياذ بالله - في أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم . بدليل نقله كلام من نصحوه – كما زعم – وترجيحه لقولهم ، وأنهم نبهوه إلى الفساد في خروجه ، ثم قوله أو قولهم - ناقلاً له ومقرّهم إياه - : (والله ورسوله إنما يأمر بالصلاح ، لا بالفساد)(!!!!!!!!!!!!!!!) ) .
يعني أن الإمام الحسين – في زعمه – قد أقيمت عليه الحجة !! فلا عذرية له في الخروج بإمكانية اشتباهه !!
ولهذا تجد ابن تيمية يقول في آخر ما نقلناه عنه :
اقتباسوهذا كله مما يبين أن ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم من الصبر على جور الأئمة ، وترك قتالهم ، والخروج عليهم هو أصلح الأمور للعباد في المعاش والمعاد ،
وأن من خالفَ ذلك متعمداً ، أو مخطئاً ، لم يحصل بفعله صلاح (!!) بل فساد (!!) . )
(وهذا كله مما يبين أن ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم من الصبر على جور الأئمة ، وترك قتالهم ، والخروج عليهم هو أصلح الأمور للعباد في المعاش والمعاد ،
وأن من خالفَ ذلك متعمداً ، أو مخطئاً ، لم يحصل بفعله صلاح (!!) بل فساد (!!) . )
فلاحظ قوله (متعمداً ، أو مخطئاً) فقد أدخل الإمام الحسين في احتمال تعمّد مخالفة أوامر النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وبالتالي تعمّد الإفساد في أمته .! ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
ولا أدري كيف يصح لابن تيمية أن ينعت الإمام الحسين بالشهادة بعد أن وصفه بـ :
1-تسبب في زيادة الشر .
2-تسبب في نقص الخير .
3-صار سبباً لشر عظيم .
4-تسبب في الفساد .
5-تسبب في الفتن .
6-خالف أوامر النبي صلى الله عليه وآله وسلم .
7-يترك العمل الصالح ويعمل بالفاسد.
8-صاحب رأي فاسد .
9-لا يفرق بين قتال أهل البغي من قتال الفتنة .
ثم ينعته بالشهيد !!!!
لماذا يفعل هذا ابن تيمية ؟!!!
هل هو تناقض ؟!!
أم جهل ؟!!
أم ضحك على ذقون السلفيين ؟!!
فإذا قال أحد : أليس ما ذكرناه أعلاه - بخصوص الإمام الحسين - يثبت نصب ابن تيمية ؟!.
قال السلفي : كيف يكون ناصبياً وقد نعته بالشهادة ؟!!
قيل له : وكيف يكون شهيداً - لله أنت - وقد وصفه بـأنه :
1-تسبب في زيادة الشر .
2-تسبب في نقص الخير .
3-صار سبباً لشر عظيم .
4-تسبب في الفساد .
5-تسبب في الفتن .
6-خالف أوامر النبي صلى الله عليه وآله وسلم .
7-يترك العمل الصالح ويعمل بالفاسد.
8-صاحب رأي فاسد .
9-لا يفرق بين قتال أهل البغي من قتال الفتنة .
أليس هذا تناقض ؟!!
كيف تجتمع الشهادة مع من يحمل كل هذه الأوصاف ؟!!!
قال السلفي : نعم فليكن هذا من تناقضاته ، ثم ماذا ؟!
قيل له : إذن تعترفون بتناقضه ؟!!
قال السلفي : خير من اعترافنا بنصبه .
قيل له : ألم تقرأوا حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيمن حارب أهل البيت ؟
قال السلفي : أي حديث تعني ؟
هذا حديث حسن من حديث أبي عبد الله أحمد بن حنبل عن تليد بن سليمان ، فإني لم أجد له رواية غيرها .
وله شاهد عن زيد بن أرقم
4714 حدثناه أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس بن محمد الدوري ثنا مالك بن إسماعيل ثنا أسباط بن نصر الهمداني عن إسماعيل بن عبد الرحمن السدي عن صبيح مولى أم سلمة عن زيد بن أرقم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لعلي وفاطمة والحسن والحسين : "أنا حرب لمن حاربتم ، وسلم لمن سالمتم" . انتهى من الحاكم
وفي صحيح ابن حبان ج: 15 ص: 434
(حدثنا مالك بن إسماعيل عن أسباط بن نصر عن السدي عن صبيح مولى أم سلمة عن زيد بن أرقم : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة والحسن والحسين : أنا حرب لمن حاربكم ، وسلم لمن سالمكم . ) انتهى
وفي صحيح الجامع الصغير للألباني ج 2 / 17
( 1462 - (حسن) : "أنا حرب لمن حاربتم ، وسلم لمن سالمتم" ( ت هـ حب ك) عن زيد بن أرقم . ) انتهى
قال السلفي : .......... (لا تعليق عندي) !!
قيل له : لماذا ؟!
قال السلفي : وماذا تريدني أن أقول ؟!! لقد أخزانا ابن تيمية بفعلته وأقواله المخزية.!
قيل له : وماذا قال ؟!!!!
قال السلفي : أليس يقول عن الإمام الحسين ما نقلته عنه ، من انه : أحدث بخروجه الفساد ، والشر العظيم ، ونقص الخير ، ومخالفة أوامر النبي (ص) وأنه لا يفقه الفرق بين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبين قتال الفتنة ...إلخ !!!!! ، والحال أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول له ولأبيه وأمه وأخيه : (أنا حرب لمن حاربكم ، سلم لمن سالمكم) !
بل إن ما ذكرته أنت من أن ابن تيمية كان يلمّح إلى أن الحسين تعمّد الإفساد – والعياذ بالله - وليس الأمر مجرد اجتهاد قوي جداً .
ان يكون بني آمية و يزيد خاصة الأئمة الإثني عشر الذين بشرت بهم التوراة
بينما أمير المؤمنين علي ابن ابي طالب لا و لا سبطي رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم
قال شيخ الزندقة الأموية
يزال هذا الدين عزيزا ما تولى اثنا عشر خليفة كلهم من قريش </SPAN>
وهؤلاء الاثنا عشر خليفة هم المذكورون في التوراة
حيث قال في بشارته بإسماعيل وسيلد اثنى عشر عظيما
ومن طن أن هؤلاء الاثنى عشر هم الذين تعتقد الرافضة إمامتهم فهو في غاية الجهل فإن هؤلاء ليس فيهم من كان له سيف إلا علي بن أبي طالب ومع هذا فلم يتمكن في خلافته من غزو الكفار ولا فتح مدينة ولا قتل كافرا بل كان المسلمون قد اشتغل بعضهم بقتال بعض حتى طمع فيهم الكفار بالشرق والشام من المشركين وأهل الكتاب حتى يقال إنهم أخذوا بعض بلادالمسلمين وإن بعض الكفار كان يحمل إليه كلام حتى يكف عن المسلمين فأي عز للإسلام في هذا والسيف يعمل في المسلمين وعدوهم قد طمع فيهم ونال منهم
كتاب منهاج السنة النبوية، الجزء 8، صفحة 241.
قال
فأي عز للإسلام !!!!
و العز عند شيخ النواصب خاص ببني أمية الذين قال فيهم بهم حاز الدين عز ومنعة
لا يؤاخذهم بذنوبهم كما يحكي عن بعض أتباع بني أمية أنهم كانوا يقولون إن الخليفة يتقبل الله منه الحسنات ويتجاوز له عن السيئات فهؤلاء مع ضلالهم أقل ضلالا ممن يقول بإمامة المنتظر والعسكريين ونحوهم ويقولون إنهم معصومون فإن هؤلاء اعتقدوا العصمة والإمامة في معدوم
ولفظ البخاري اثنى عشر أميرا وفي لفظ لا يزال أمر الناس ماضيا ولهم أثنا عشر رجلا وفي لفظ لا يزال الإسلام عزيزا إلى أثنى عشر خليفة كلهم من قريش
وهكذا كان فكان الخلفاء أبو بكر وعمر وعثمان وعلي ثم تولى من اجتمع الناس عليه وصار له عز ومنعة معاوية وابنه يزيد ثم عبد الملك وأولاده الأربعة وبينهم عمر بن عبد العزيز وبعد ذلك حصل في دولة الإسلام من النقص ما هو باق إلى الآن فإن بني أمية تولوا على جميع أرض الإسلام وكانت الدولة في زمنهم عزيزة والخليفة يدعى باسمه عبد الملك وسليمان لا يعرفون عضد الدولة ولا عز الدين وبهاء الدين وفلان الدين وكان أحدهم هو الذي يصلي بالناس الصلوات الخمس وفي المسجد يعقد الرايات ويؤمر الأمراء وإنما يسكن داره لا يسكنون الحصون ولا يحتجبون عن الرعية
وكان من أسباب ذلك أنهم كانوا في صدر الإسلام في القرون المفضلة قرن الصحابة والتابعين وتابعيهم وأعظم ما نقمه الناس على بني أمية شيئان أحدهما تكلمهم في علي والثاني تأخير الصلاة عن وقتها
ولهذا روى عمر بن مرة الجملي بعد موته فقيل له ما فعل الله بك قال غفر لي بمحافظتي على الصلوات في مواقيتها وحبي علي بن أبي طالب فهذا حافظ على هاتين السنتين حين ظهر خلافهما فغفر الله له بذلك وهكذا شأن من تمسك بالسنة إذا ظهرت بدعة مثل من تمسك بحب الخلفاء الثلاثة حيث يظهر خلاف ذلك وما أشبهه
ثم كان من نعم الله سبحانه ورحمته بالإسلام أن الدولة لما انتقلت إلى بني هاشم صارت في بني العباس فإن الدولة الهاشمية أول ما ظهرت كانت الدعوة إلى الرضا من آل محمد وكانت شيعة الدولة محبين لبني هاشم وكان الذي تولى الخلافة من بني هاشم يعرف قدر الخلفاء الراشدين والسابقين الأولين من المهاجرين والأنصار فلم يظهر في دولتهم إلا تعظيم الخلفاء الراشدين وذكرهم على المنابر والثناء عليهم وتعظيم الصحابة وإلا فلو تولى والعياذ بالله رافضي يسب الخلفاء والسابقين الأولين لقلب الإسلام
ولم يكن الأمر كذلك ؛ فإن القتال لم يحصل الطاعة المطلوبة ، بل زاد بذلك عصيان الناس لعلي ، حتى عصاه وخرج عليه خوارج من عسكره ، وقاتله كثير من أمراء جيشه ، وأكثرهم ( 1 ) لم يكونوا مطيعين له مطلقا ، وكانوا قبل القتال أطوع له منهم بعد القتال .
فإن قيل : علي كان مجتهدا في ذلك ، معتقدا أنه بالقتال يحصل الطاعة .
قيل : فإذا كان مثل هذا الاجتهاد مغفورا ، مع أنه أفضى إلى قتل ألوف من المسلمين ، بحيث حصل الفساد ، ولم يحصل المطلوب من الصلاح ، أفلا يكون الاجتهاد في قتل واحد ، لو قتل لحصل به نوع المصلحة من الزجر عن الفواحش ، اجتهادا مغفورا؟ مع أن ذلك لم يقتله ، بل هم به وتركه .
وولي الأمر إلى معرفة الأحكام في السياسة العامة الكلية أحوج منه إلى معرفة الأحكام ( 2 ) في الحدود الجزئية ، وعمر - رضي الله عنه - لم يكن يخفى عليه أن المجنون ليس بمكلف : لكن ( 3 ) المشكل أن من ليس بمكلف : هل يعاقب لدفع الفساد؟ هذا موضع مشتبه ؛ فإن الشرع قد جاء بعقوبة غير المكلفين في دفع الفساد في غير موضع ، والعقل يقتضي ذلك لحصول مصلحة الناس ، والغلام الذي قتله الخضر قد قيل : إنه
منهاج ابن تيمية
المهم ان الناصبي ابن تيمية يرى الفساد في كل ما يقوم به أمير المؤمنين علي عليه السلام
و هنا يدعي ان القتال كان اجتهاد و اجتهاد أثمر الفساد في الأمة
و هو يستنكر ان يكون اجتهادا مغفورا بقتل الألوف
و لا ندري ما هو دور عائشة و معاوية عليهما اللعنة في كل هذا الفساد و القتل ؟