رد شبهات النواصب, شبهة كثرة زواج و طلاق الامام الحسن عليه السلام
بتاريخ : 02-01-2011 الساعة : 09:49 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد و آل محمد, و عجل فرجهم و العن عدوهم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
كثيرا ما يتناقل العوام البسطاء من أهل السنة و الجماعه شبهات حول عصمة الأئمة من آل محمد عليهم السلام محاولين من خلالها الطعن في احدى عقائد مذهب الشيعة الإمامية، منقادين للأسف من قبل بعض شراذم الوهابيه النواصب الجهلة. و بهذا يقعون بالنصب و الآثام من حيث لا يعلمون.
يتناقل بعض قليلي العلم شبهة أن سبط وريحانة الرسول الأعظم صلى الله عليه و سيد شباب أهل الجنة و شبيه رسول الله خَلقا و خُلقا الامام الحسن المجتبى عليه السلام كان كثير الزواج و كثير الطلاق. معتمدين فقط على أحاديث ضعيفة رويت في كتبنا, بدون أدنى تدبر وبصيرة.
قبل الرد على هذه الشبه, فليعلم الجميع بأن أي رواية عندنا تطعن في عصمة أو إمامة الرسول صلى الله عليه و آله أو أحد الأئمة المهديين الأطهار من أهل بيته, فإنها تأول أو يضرب بها عرض الجدار وتعتبر ساقطة لمعارضتها أدلة قطعية ثابته من القرآن الكريم و السنة المتواتره لعصمتهم و إمامتهم صلوات ربي عليهم أجمعين.
على سبيل المثال وللتوضيح أكثر, حين يقول الرسول الأعظم صلى الله عليه و آله كما ذُكِر في مذهب أهل السنة و الجماعه: حبب إلي من دنياكم النساء و الطيب, و جعلت قرة عيني في الصلاة. و يأتي مسيحي ضال الى أخينا السني يريد أن يطعن في عصمة الرسول صلى الله عليه و آله وفي الدين ويقول: نبيكم يحب النساء كثيرا بإعترافه, تزوج 12 إمرأة, واحده منهن كان عمرها 6 سنين, و يستشهد بروايات عائشة في البخاري و كيف أنه كان لا يستطيع إلا ان يقبلها في نهار رمضان و يباشرها و هي حائض. فأنت أخي السني المنصف و نقي الفطرة و السريره ستأول هذه الأحاديث أو ترميها و تضرب بها عرض الجدار لثبوت عصمة النبي الأعظم صلى الله عليه و آله لديك.
نأتي الى شبهة الوهابي الناصبي
يقول الوهابي:
اقتباس :
حميد بن زياد, عن الحسن بن محمد بن سماعة, عن محمد بن زياد بن عيسى, عن عبد الله بن سنان, عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن عليا صلوات الله عليه قال وهو على المنبر: لا تزوجوا الحسن فإنه رجل مطلاق, فقام رجل من همدان فقال: بلى والله لنزوجنه, وهو ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وابن أمير المؤمنين فإن شاء أمسك وإن شاء طلق. الكافي
نقول:
هذه الرواية ضعفها المحقق الأردبيلي في مجمع الفائده, فيها حميد بن زياد والحسن بن محمد بن سماعة وهما واقفيان والثاني على وجه الخصوص قال عنه النجاشي كان يعاند في الوقف ويتعصب. أما متنا فنقول أيضا غير مقبوله, عقلا لماذا يعرض الامام علي بن ابي طالب عليه السلام بأبنه و يصفه بهذه الطريقة أمام الناس على المنبر. ألم يسعه حاشاه أن يقول له بشكل سري, أم أنه نصحه بالسر و لم ينفع مع سبط الرسول والعياذ بالله حتى اضطر أمير المؤمنين لقول هذا على الملأ!
يقول الوهابي:
اقتباس :
عدة من أصحابنا, عن أحمد بن محمد, عن محمد بن إسماعيل بن بزيع, عن جعفر ابن بشير, عن يحيى بن أبي العلا, عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الحسن بن علي عليهما السلام طلق خمسين امرأة, فقال علي عليه السلام بالكوفة فقال: يا معشر أهل الكوفة لا تنكحوا الحسن فإنه رجل مطلاق, فقام إليه رجل فقال: بلى والله لننكحنه إنه ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وابن فاطمة عليها السلام فان أعجبه أمسك وإن كره طلق. الكافي
نقول:
هذه الرواية ضعيفة أيضا لجهالة يحيى بن ابي العلاء ( راجع معجم رجال الحديث للخوئي ج21 ص26). و متنا أيضا ساقطة لنفس سبب الرواية الاولى
------------------------------------------
قد يتسائل البعض, ما هو مصدر هذه الروايات, من أين أتت
و لماذا هي في كتبنا, و لماذ ذكرت بهذه الطريقة, وهل ذكرت في كتب المخالفين أم لا
من يقرأ كتب أهل السنة و الجماعة, سيجدها طافحة بمثل هذه الروايات التي تطعن في الامام المجتبى عليه السلام, يتناقلونها فيما بينهم بدون دراية أو تمحيص, بدءا من العهد الأموي الى يومنا هذا. لنرى كمية هذه الروايات و ما الحكم فيها:
روى ابن أبي شيبة في مصنفه ج4 ص172:
حدثنا أبو بكر قال نا حاتم بن إسماعيل عن جعفر عن أبيه قال: قال علي: يا أهل العراق أو يا أهل الكوفة لا تزوجوا حسنا فإنه رجل مطلاق
وقال ابن أبي شيبة أيضا في نفس المصدر:
نا حاتم، عن جعفر، عن أبيه قال: قال علي: ما زال الحسن يتزوج ويطلق حتى حسبت أن يكون عداوة في القبائل
روى ابن عساكر في تاريخ دمشق ج13 ص249:
من طريق حاتم بن إسماعيل ، عن جعفر، عن أبيه قال: قال علي : يا أهل العراق أو يا أهل الكوفة لا تزوجوا حسناً فإنه رجل مطلاق
روى ابن عساكر أيضا في نفس المصدر ص 250:
اخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو الحسن علي بن الحسين بن علي البيهقي صاحب المدرسة بنيسابور أنا أبو حفص عمر بن احمد بن محمد القرميسيني بها نا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن زياد الطيالسي نا محمد بن حميد الرازي نا سلمة بن الفضل نا عمرو بن أبي قيس عن إبراهيم بن عبد الأعلى عن سويد بن غفلة قال كانت الخثعمية تحت الحسن بن علي فلما أن قتل علي وبويع الحسن بن علي دخل عليها الحسن بن علي فقالت له ليهنئك الخلافة فقال الحسن أظهرت الشماتة بقتل علي أنت طالق ثلاثا فتلفعت في ثوبها وقالت والله ما أردت هذا فمكث حتى انقضت عدتها وتحولت فبعث إليها الحسن بن علي ببقية من صداقها وبمتعة عشرين ألف درهم فلما جاءها الرسول ورأت المال قالت متاع قليل من حبيب مفارق . فأخبر الرسول الحسن بن علي فبكى وقال لولا أني سمعت أبي يحدث عن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) جدي انه قال من طلق امرأته ثلاثا لم تحل له حتى تنكح زوجا غيره لراجعتها
روى ابن عساكر في نفس المصدر:
أنبأنا أبو سعد المطرز، حدثنا أبو نعيم، حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا سهل بن موسى شيران الرامهرمزي، حدثنا محمد بن عثمان بن أبي صفوان الثقفي، حدثنا قريش بن أنس، حدثنا ابن عون، عن محمد قال: خطب الحسن بن علي إلى منظور بن سيار بن زبان الفزاري ابنته فقال: والله إني لأنكحك وإني لأعلم أنك علق طلق ملق، غير أنك أكرم العرب بيتاً وأكرمه نسباً.
روى الطبراني في المعجم الكبير ج3 ص27:
حدثنا سهل بن موسى شيران الرامهرمزي، حدثنا محمد بن عثمان بن أبي صفوان الثقفي، حدثنا قريش بن أنس، حدثنا ابن عون، عن محمد، قال: خطب الحسن بن علي رضي الله تعالى عنهما إلى منظور بن سيار بن ريان الفزاري ابنته، فقال: والله إني لأنكحك وإني لأعلم أنك غلق طلق ملق، غير أنك أكرم العرب بيتا، وأكرمه نسبا
قال ابن سعد كما في تهذيب الكمال (6/237):
أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني علي بن عمر، عن أبيه، عن علي بن حسين قال: كان حسن بن علي مطلاقا للنساء، وكان لا يفارق امرأة إلا وهي تحبه
وقال ابن سعد كما في "تهذيب الكمال" (6/237) أيضا ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (13/249):
أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي الموال، قال: سمعت عبد الله بن حسن يقول: كان حسن بن علي قل ما تفارقه أربع حرائر وكان صاحب ضرائر. وكانت عنده ابنة منظور بن سيار الفزاري وعنده امرأة من بني أسد من آل فطلقهما وبعث إلى كل واحدة منهما بعشرة آلاف درهم وزقاق من عسل متعة وقال لرسوله يسار أبي سعيد وهو مولاه احفظ ما تقولان لك فقالت الفزارية بارك الله فيه وجزاه خيرا وقالت الأسدية متاع قليل من حبيب مفارق فرجع فأخبره فراجع الأسدية وترك الفزارية.
وذكر ابن كثير في البداية والنهاية، و الذهبي في سير أعلام النبلاء أنه عليه السلام كان كثير الزاوج بدون دليل. وذكر الغزالي في إحياء علوم الدين بأنه كان مزواجا مطلاقا بدون دليل أيضا. و غير تلك الرويات الكثير التي وردت في كتب أهل السنة و الجماعه
من الملاحظ ان الروايات الوارده في كتبنا هي نفس ألفاظ الروايات الواردة في كتب أهل السنة و الجماعه. و الجدير بالذكر هو أن مصدر أغلب هذه الروايات في كتب أهل السنة و الجماعه هو عبدالله بن علي المدائني و محمد بن عمر الواقدي. وهما متروكان, و الثاني كذاب يضع الحديث, كما ورد في كتب السنة.
لقد رد الدكتور علي محمد الصلابي و هو شيخ سني في كتابه (خامس الخلفاء الراشدين أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه) شبهة زواج و طلاق الامام الحسن عليه السلام و فند الأحاديث و استخلص نتيجه واحده مفادها هو أن جميع تلك الروايات ملفقه و موضوعه من قبل خصوم الامام الحسن عليه السلام. فليراجع هذا الكتاب لمن أراد تبيان الحق و نصرة محمد وأهل بيته صلى الله عليه و آله.
ولا يخفى على أحد كثرة عدد الروايات التي وضعها أعداء أهل البيت عليهم السلام للطعن بهم بدءا بالامام علي بن أبي طالب عليه السلام. و طال الامام الحسن المجتبى النصيب الأكبر منها بعد أبيه في شتى جوانب حياته عليه السلام, و ليس فقط من هذا الجانب. وهذه كتب التأريخ و السير السنية تشهد على ما نقول. و من أراد الإستزاده نزوده بالمصادر.
الخلاصة:
إن وجود روايات تطعن في عصمة أهل البيت عليهم السلام وفقا لعقائد الشيعة الاماميه, وبنفس الوقت وجود روايات تشوه سمعة و تطعن في عدالة أهل بيت الرسول وفقا لعقائد السنة, لابد أن تكون موضوعه و مصدرها واحد و هم النواصب أعداء الاسلام بإتفاق الشيعة و السنة, وضعوها و دسوها في كتب المسلمين للنيل من الاسلام و أئمة الاسلام. و هؤلاء كان أكثرهم في الشام من بني أمية و أتباعهم, و لا يخفى على أحد من هو ألد خصوم الامام الحسن عليه السلام في زمانه.
تنويه: عدد زوجات الامام الحسن عليه السلام 4, و هن أم اسحق بنت طلحة وهند بنت سهيل وخولة بنت منظور وجعدة بنت الأشعث, والاخيرة هي التي قتلته بالسم مع ذلك لم يطلقها, عدد أبنائه عليه السلام 22 ما بين ولد و بنت.
قال امام الطهر و الكرم أبو محمد الحسن المجتبى عليه السلام:
اسلم القلوب ما طهر من الشبهات, و أسمع الأسماع ما وعى التذكير و انتفع به
خادم المرتضى و أبنائه
التعديل الأخير تم بواسطة خادم المرتضى ; 02-01-2011 الساعة 09:57 AM.