بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
عظم الله أجورنا وأجوركم باستشهاد سبط رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم)
الحمد لله محيي الحق وناصره ومميت الباطل وقاهره..
أما بعد فان بعض من المخالفين وحثالات المعاصرين والسالفين قد تجرأوا على تصويب فعل يزيد في قتله أبا عبد الله الحسين(عليه السلام) ويتولونه ويدافعون عنه
ويغضون الطرف عن جرائمه وموبقاته..ويقولون -مظللين-:مايجديكم التكلم في لعن يزيد وطرق هذا الباب وقد أفضى الى ما قدم وهلك منذ قرون وأحقاب.. ويحتجون بقول رسول الله(صلى الله عليه وآله) :
(( لاتسبوا الاموات فانهم قد أفضوا الى ما قدموا))
مسند أحمد 6 /180
قال تعالى في محكم كتابه العزيز
بسم الله الرحمن الرحيم
((ان الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا))
الأحزاب 33
فمن ذا الذي يشك في أن قتل الحسين (عليه السلام) وجماعة من آل الرسول (صلى الله عليه وآله) وسبي الذرية الطاهرة على أقتاب الجمال وضرب الثنايا الشريفة (التي كان يقبلها رسول الله) بالقضيب..وغيرذلك مما يذوب الفؤاد بذكره، ايذاء لرسول الله(صلى الله عليه وآله) وعلي وفاطمة (عليهما السلام)ومحاربته لهم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟مع ما قد فرض الله من مودتهم وأوجب على العباد من محبتهم.. وما أحسن قول الهيتي في ذلك :
بأية آية يأتي يزيد ========= غداة صحائف الاعمال تتلا
وقام رسول رب العالمين يتلو (وقد صمت جميع الخلق)قل لا)
يعني قوله تعالى( قل لا أسألكم عليه أجرا الا المودة في القربى)
أما النبي(صلى الله عليه وآله) فالحسين(عليه السلام) منه كما قال (صلى الله عليه وآله):
((حسين مني وأنا من حسين ))
(( أحب الله من أحب حسينا ))
(( حسين سبط من الاسباط ))
رواه الترمذي وابن ماجه والبخاري في الادب المفرد وأحمد والحاكم
وقد قال رسول الله(صلى الله عليه وآله) :
(( من آذى عليا فقد آذاني ))
رواه أحمد والبخاري في تاريخه وابن حبان في صحيحه وابن منده والحاكم في المستدرك
واذكر كل المخالفين وكل المدافعين عن يزيد بأن يزيد لعنه علماؤكم..
فقد اشتهر عنه لما جاء رأس الحسين(عليه السلام) جمع أهل الشام وجعل ينكت رأسه بالخيزران وينشد أبيات ابن الزعبرى المشهورة :
ليت أشياخي ببدر شهدوا جزع الخزرج من وقع الاسل
فأهلوا واستهلوا فرحا ثم قالوا يا يزيد لاتشل
قد قتلنا القرم من ساداتهم وعدلناه ببدر فاعتدل
قال ابن كثير - بعد ايراد الابيات -:
(( فهذا ان قاله يزيد بن معاوية فلعنة الله عليه ولعنة اللاعنين))
البداية والنهاية 8 / 154
قال الطبري :
(( فقال ( يعني يزيد) مجاهرا بكفره ومظهرا لشركه.. ثم قال -بعد ذكره الابيات- :
هذا هو المروق من الدين وقول من لايرجع الى الله ولا الى دينه ولا الى كتابه ولا الى رسوله ولا يؤمن بالله ولا بما جاء من عند الله...))
قال مجاهد : ( نافق ) تذكرة الخواص 261
وقال ابن عقيل - من الحنابلة :ومما يدل على كفره وزندقته فضلا عن سبه ولعنه أشعاره التي أفصح بها بالالحاد و أبان عن خبث الضمائر وسوء الاعتقاد..
قال مجاهد :نافق فيها ثم والله ما بقي في عسكره أحد الا تركه أي عابه وسبه..
قال ابن أبي الدنيا : وكان عنده أبو بزرة الاسلمي ، فقال له : يايزيد ! ارفع قضيبك فوالله لطالما رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله يقبل ثناياه..
ونختم حديثنا بقوله تعالى
(( فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين ))
ويزيد ظالم غشوم بلا شبهة فيشمله اللعن الوارد في الاية .. وقد تبين ان الايات باطلاقها وعمومها تدل على جواز لعن هذا اللعين وأضرابه من الفاسقين كما ذهب اليه الامام أحمد وغيره من علماء السنة