|
عضو جديد
|
رقم العضوية : 4649
|
الإنتساب : May 2007
|
المشاركات : 41
|
بمعدل : 0.01 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتدى القرآن الكريم
لا يمسه إلاّ المطهرون
بتاريخ : 22-06-2007 الساعة : 04:56 PM
بسم الله وسلامٌ على عباده الذين اصطفى محمد وآل محمد واللعنة الدائمة على أعداءهم والمنكرين لفضلهم
قال تعالى(( وإنه لقرآنٌ كريم* في كتابٍ مكنون* لا يمسّه إلا ّ المطهّرون)). سورة الواقعة آية 77 > 79
إنّ هذه الآيات تشير إلى مرتبةٍ من مراتب القرآن الكريم وهي مرتبته في الكتاب المكنون حيث أنّ للقرآن الكريم مرتبتين على الأقل وهذا ما نجده في قوله تعالى((إنا جعلناه قرآنا ً عربيا ً لعلـكم تعقلون* وإنه في أم الكتاب لدينا لعليٌ حكيم)) سورة الزخرف آية 3>4. فالمرتبة الأولى هي مرتبة التنزيل وهي مرتبطة ٌ بعالم الألفاظ والمفاهيم والتي أشير إليها في قوله تعالى(( إنا جعلناه قرآنا ًعربيا ً لعلكم تعقلون)) أي جعلنا القرآن عبارة ًعن ألفاظٍ ومفاهيم لتتمكنوا من الوقوف عليها من خلال التعقــّـل. وأما المرتبة الثانية فهي مرتبة التأويل ِوالتأويلُ مأخوذ ٌمما يؤول إليه الشيء أي ما ينتهي إليه بتحقــّـُـقِـه على أرض الواقع قال تعالى((ودخل معه السجن فتيان قال أحدهما إني أراني أعصر خمرا ً وقال الآخر إني أراني أحمل فوق رأسي خبزا ً تأكل الطير منه نبّئنا بتأويله إنا نراك من المحسنين)) إلى قوله تعالى ((يا صاحبَي السجن أما أحدكما فيسقي ربه خمرا ً وأما الآخر فيُصلب فتأكل الطير من رأسه ُقضيَ الأمر الذي فيه تستفتيان)) سورة يوسف آية 36>41. إذا ً مرتبة التأويل مرتبطة ٌ بالوجود الخارجي لتلك الألفاظ والمفاهيم وهي التي أشير إليها في قوله تعالى(( وإنه في أم الكتاب لدينا لعليٌ حكيم)) أي أنّ مرتبة القرآن الكريم في أم الكتاب عالية ٌعن أن تدركها الأفهام والعقول. وهذه المرتبة هي نفسها مرتبة القرآن الكريم في الكتاب المكنون والتي أشير إليها في قوله تعالى(( وإنه لقرآنٌ كريم* في كتابٍ مكنون)). كما أنه لا سبيل للوقوف على هذه المرتبة من القرآن إلا ّ بالطهارة وهذا ما نجده في قوله تعالى(( لا يمسّه إلا ّ المطهّرون)) والمسّ في اللغة هو الوصول إلى العمق فالمراد بالآية أنه لا يقف على الوجود الخارجي لتلك المفاهيم القرآنية إلا ّ المطهرون فهؤلاء مَعرفتـُهم بحقائق القرآن معرفة ُحضور ٍوشهودٍ لا معرفة ألفاظٍ ومفاهيمَ فقط. وهنا لابدّ لنا من الوقوف على معنى الطهارة في الآية حيث أنّ الطهارة على نوعين طهارة ٌمادية ٌ وهي طهارة الجسد من الخبث أو الحدث وطهارة ٌ معنوية ٌ وهي طهارة القلب من التعلّق بغير الله بحجبه عن المعاصي والذنوب وهذا النوع من الطهارة هو ما سنقف عليه في بحثنا. إذا ً فالمطهرون هم الذين لم تتعلّق قلوبهم إلاّ بالله وحده بحجبها عن المعاصي والذنوب إلاّ أنّ كلمة المطهَّرين جاءت هنا بصيغة اسم مفعول ٍ في إشارة ٍ إلى أنّ الله استخلصهم واصطفاهم لنفسه . وهذا ما تؤكده الروايات الشريفة:
1ـ عن علي(ع) في قوله تعالى( لا يمسه إلا المطهرون) قال((...يعني لا يناله إلا ّ المطهرون إيّـانا عنى نحن الذين أذهب الله عنا الرجس وطهّرنا تطهيرا ً...)). كتاب سليم بن قيس ص847
2ـ عن الصادق(ع) قال((الله أجلّ وأكرم وأرأف بعباده وأرحم من أن يفرض طاعة عبدٍ ثم يكتمه خبر السماء صباحا ً ومساءً قال ثم طلع أبو الحسن موسى(ع)....فقال الصادق(ع) هذا صاحبُ كتابِ علي ٍالكتابِ المكنون الذي قال الله عزّ وجلّ(لا يمسّه إلا ّ المطهرون) )). بحار الأنوار ج48 ص22
|
|
|
|
|