اهداء
لمن منحني الابتسامة بعد جهد يوم طويل من الالم والاندكاك في الوحشة وما اعظم القلب حين تسري في عروقهالاخوة لله تعالى سريان الماء الزلال بعد فورة عطش شديد فيثلج صدرة
ويروى ضمؤه ليعود للقلب..نقاءه وللنفس صفاؤها
فتطمئن الروح وتعود لتنشر أريج الود والحب من جديدفيتز بها الوجدان
..........
((إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ))
.................................
إما أن تملأ بحب الله وتعظيمه وإجلاله لأنه هو الخلاق العظيم
وإما أن تملأ بغيره
فيكون مصدر باطن الإثم القلب المريض
كما أن مصدر العمل الصالح والنية الصالحة القلب السليم
فما يستقر في القلوب يستقر في العقول
هذا حال المهاجر الى الله
.الذي ملاء حب الله قلبة
. الذي ترك العيش الهني .. ترك الوطن الرضي .
. ترك أنواع الشهوات ..
وسافر في البلاد ..
ألم تغتمض عيناك ليلة أرمدا..... وبت كما بات السليمُ مسهدا
ألا أيهذا السائلي أين يممت .....فإن لها في أهل يثرب موعدا
وآليت لا آوي لها من كلالة...... ولا من حَفىً حتى تلاقي محمدا
طلبا للهداية الأبدية ..
عظم الخالق في نفسه ..
واستأنس بذكره وقربه ..
وتنعم بمناجاته وحبه .. فصغر ما دونه في عينه ..
تعب أياما قليلة .. أعقبته راحة طويلة ..
إذا ذكرت له الجنات .. طارت نفسه شوقا إليها ..
وتخيل لو أنه فيها ينعم .. ومن أشجارها يأكل ..
وإلى خالقها ينظر ..
فينسى عند ذلك شدة العذاب ..
وجليل المصاب
ويرى بعين الباطن...........حقائق الوجود........
يروى عن الميرزا عبد الله شالچي ان قال.....
(ذهبت يوما بعد صلاة الصبح الى درس الأخلاق للميرزا جواد بن شفيع الملكي التبريزي في المدرسة الفيضية. قال لي الاستاذ: ماذا ترى يا ميرزا عبدالله؟..
وكان كلام الاستاذ هذا نوعا من التصرف في روحي ورفع حجاب الملكوت من مقابل وجهي
فرأيت الأشخاص الموجودين في المدرسة الفيضية على صورهم الباطنية بأشكال مختلفة ومتنوعة!..
ثم قال لي مرة اخرى: يا فلان ماذا ترى؟..
وعندما نظرت رأيت أرواح المؤمنين قد جلسوا حلقا يتذاكرون في صحن المدرسة الفيضية.
ثم قال لي الاستاذ بعد ذلك:
يا ميرزا عبدالله لا تظن أن هذه مقامات وانك وصلت الى مقام ما!..
إن هذه لا شيء في مقابل ما يعطى للسالك في سيره وسلوكه وتقربه الى الله تعالى)
......................................
(يَوْمَ لا يَنفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ))
.........................
اللهم اجعلنا وصالح المؤمنين من المهاجرين اليك