بحار الانوار /جزء 33 / صفحة [208]
قوله: * (والشجرة الملعونة في القرآن) * [60 / الاسراء] ولا خلاف بين أحد أنه تبارك
وتعالى أراد بها بني أمية. ومما ورد من ذلك في السنة ورواه ثقاة الامة قول رسول
الله صلى الله عليه وآله فيه وقد رآه مقبلا على حمار ومعاوية يقوده ويزيد يسوقه:
لعن الله الراكب والقائد والسائق. ومنه ما روته الرواة عنه من قوله يوم بيعة عثمان:
" تلقفوها يا بني عبد شمس تلقف الكرة فو الله ما من جنة ولا نار " وهذا كفر صراح
يلحقه اللعنة من الله كما لحقت * (الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى
بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون) * [77 / المائدة: 5]. ومنه ما يروى من وقوفه
على ثنية أحد بعد ذهاب بصره وقوله لقائده: هاهنا دمينا محمدا وقتلنا أصحابه (1).
ومنها الكلمة التي قالها للعباس قبل الفتح - وقد عرضت عليه الجنود -: لقد أصبح ملك
ابن أخيك عظيما ! ! فقال له العباس: ويحك إنه ليس بملك إنها النبوة. ومنه قوله يوم
الفتح وقد رأى بلالا على ظهر الكعبة يؤذن ويقول: أشهد أن محمدا رسول الله صلى الله
عليه وآله: لقد أسعد الله عتبة بن ربيعة إذ لم يشهد هذا المشهد.
وفي تاريخ الطبري: فمما لعنهم الله به على لسان نبيه صلى الله عليه وآله وأنزل به
كتابا قوله: " والشجرة الملعونة في القران ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغيانا كبيرا "
[60 / الاسراء: 17] ولا أختلاف بين أحد انه اراد بها بني أمية. ومنه قول الرسول
عليه السلام: وقد رآه مقبلا على حمار ومعاوية يقود به ويزيد ابنه يسوق به: لعن الله
القائد والراكب. (1) كذا في أصلي، وفي ط الحديث ببيروت من شرح ابن أبي الحديد: " ها
هنا رمينا محمدا... " وفي ط بيروت من تاريخ الطبري: " ها هنا ذببنا محمدا
وأصحابه... ".
بحار الانوار /جزء 33 / صفحة [209]
ومنها الرؤيا التي رآها رسول الله صلى الله عليه وآله فوجهم لها قالوا: فما رئي
بعدها ضاحكا رأى نفرا من بني أمية ينزون على منبره نزو القردة (1) ومنها طرد رسول
الله صلى الله عليه وآله الحكم بن [أبي] العاص لمحاكاته إياه في مشيته وألحقه الله
بدعوة رسول الله صلى الله عليه وآله آفة باقية حين التفت إليه فرآه يتخلج يحكيه
فقال " كن كما أنت " فبقي على ذلك سائر عمره. هذا إلى ما كان من مروان ابنه
وافتتاحه أول فتنة كانت في الاسلام واحتقابه كل دم حرام سفك فيها أو أريق بعدها
(2). ومنها ما أنزل الله تعالى على نبيه صلى الله عليه وآله: * (ليلة القدر خير من
ألف شهر) * قالوا: ملك بني أمية (3). ومنها أن رسول الله صلى الله عليه وآله دعا
معاوية ليكتب بين يديه فدافع بأمره واعتل بطعامه فقال صلى الله عليه وآله: لا أشبع
الله بطنه. فبقي لا يشبع ويقول: والله ما أترك الطعام شبعا ولكن إعياءا. ومنها أن
رسول الله صلى الله عليه وآله قال: يطلع من هذا الفج رجل من أمتي يحشر على غير
ملتي. فطلع معاوية. ومنها أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: إذا رأيتم معاوية
على منبري فاقتلوه .