شهدت حياة أهالي القرى في البحرين قديماً ، شواهد عديدة فيما يتعلق بطقوس " استقبال العائدين من أداء فريضة الحج "، تلك الطقوس التي تجسد في حقيقتها الكثير من المعاني والمضامين.
يقول الحاج جعفر: أيام زمان ونتيجة لغياب الحجيج فترة طويلة والتي قد تصل في كثير من الأحيان إلى شهرين أو ثلاثة أشهر نتيجة لصعوبة المواصلات آنذاك، وبالتالي كان الناس في القرية يترقبون رجوعهم و يعدّون الليالي والأيام لذلك ..
وهناك أهازيج ترددها النسوة والصبية " أثناء غياب الحاج "حيث يجلسون على الأرجوحة التي هي عبارة عن حبل سميك يربط بين نخلتين :
1. العيد عيدنا في ظل النخيل
ولـ عايدوا ولـ عايدوا ولـ عايدوا
بيتك يا الحجي سيسوا يبنونه
ولـ عايدوا ولـ عايدوا ولـ عايدوا
بيت العدو بالتفق يرمونه
ولـ عايدوا ولـ عايدوا ولـ عايدوا
2- يا نجوم الليل هبوا
وصلوا لـ مكة وردوا
وصلوا الكعبة الشريفة
3- المرجحانه .. المرجحانه
زفوا الحجي إلى نسوانه
وحول ذلك يقول الحاج جمعة: قديماً كان الناس في القرية يستقبلون الحاج عند عودته من أداء فريضة الحج، بذبح خروف على رجله قبل دخوله بيته، هذا الخروف الذي قامت العائلة مسبقاً في أيام غياب الحاج بتربيته والعناية به.
ويستطرد قائلاً: يتم تجهيز زوجة الحاج وكأنها عروس لأول مرة، ثم يقوم الأهالي بعمل زفة له وإدخاله على عروسه. وفيما بعد يتم عمل وجبات الغداء والعشاء للجيران والأقرباء لمدة تصل إلى أسبوع.
ما استعرضناه هنا من خلال حديث الحاج جعفر والحاج جمعة يدوِّن لمرحلة تاريخية اتسمت بعاداتها وطقوسها الخاصة بها نتيجة للظروف الحياتية آنذاك وثقافة الناس حول شعيرة الحج.
مقتطفات من كتاب المرأة في قريتي" قيد النشر " - أمينة الفردان