|
عضو متواجد
|
رقم العضوية : 70758
|
الإنتساب : Feb 2012
|
المشاركات : 80
|
بمعدل : 0.02 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى العقائدي
حقيقة آدم والخليفة القادم ج2ح1
بتاريخ : 08-02-2012 الساعة : 06:42 PM
أتمنى التعرف على رأي الجميع بما جاء في بحثي وهل هناك مايخالفه في نهج أهل البيت
نتائج البحث
1 - لن يدخل جهنم من إتبع الشيطان أبدا
2 - لن يعذب من يتبع إبليس عذاب القبر أبدا بل يلتقي بإبليس ويعبث معه
3 - يستطيع كل إنسان أن يعرف أنباء الغيب
4 - التعرف على الروح والعلم وبيان ماهيتهما ، وسوف نبحثهما أولاً لأن النتيجة - 1 و2 و3 - هن من جراء بحثنا عن الروح .
بحث في المفاهيم البلاغية للآيات
المقدمة
عزيزي القارئ أقول لك في بداية البحث وفي نهايته
أتوسل بك أن تعلق كمستهزءٍ أو كمحاورٍ لأثبت لك قولي هذا أو تثبت لي رأيك ، لا أن تدخل شاكراً ولا تاركاً .
ويا عزيزي القارئ البعيد ، حين فكر إبراهيم وسأل عن ربه ، فإن الله لم يمنعه ولم يخرسه ويقل له كفاك يا إبراهيم فأنا ربك ؟
بل ولم يمنعه حتى من الحديث بأن قال للقمر هذا ربي ، وقال للشمس هذا ربي ، وبقي هكذا حتى أدرك الحق بهدى من الله ، في حين إن إبراهيم يعرف ربه قبل ولادته ، فجاء بحثه حجة على الناس لا عليه ، وآية لنا لا له ،
ولا تظن إني أدعي الإجتهاد أو القدرة على الإفتاء ، لالالا
اللهم لا تجعلني بهما عارفا وأجعلني عنهما عازفا ولهما خائفا
كلما في الأمر إني ومنذ طفولتي أعشق البلاغة عشقا جاوز عشق أمي وأبي وذاتي ، وأثمل بالصور البلاغية، وما كان يشجي نفسي إلا آيات الله لما فيها من صور بلاغية عملاقة .
لذا كنت أسأل نفسي كثيراً ، لماذا أفهم الآية غير ما تقوله كتب التفسير ؟ ولماذا حين أقرأ آراء المفسرين أجد تضاربا في الآيات يحاولون أن يهربوا منه بقوله تعالى - لا يعلم تأويله إلا الله - .
وقد علمنا في الجزء الأول معنى تأويله -
فعلي أن أعرف الله جيدا لأخافه لا أن أخافه من أحدٍ يشرح لي آيات الله المخوفات ولا يشرح لي شيئا عن عظمة الله في خلقه ، ويختصر لي حديثه عن عظمة الله بأنه قادر على كل شيئ .
فلماذا أعطاني الله العقل هل لأرى ضعفي ؟ أم لأرى قدرته ؟
الجزء الثاني
إستحداث الكون
ذكرنا في الجزء الأول إن دراسة حقيقة آدم تحتاج إلى دراسة أكثر منها عمقاً وهي النشأة الأولى للكون أما الآن فإننا نقول إن دراسة النشأة الأولى تحتاج إلى دراسة أكثر منها عمقا وهي دراسة المكونات والمقومات الأساس لخلق الكون كله .
ومن ثم التعرف على سبب إستحداث الكون ثم النظر أخيرا بما كان وما حصل
وقد رأيت بعض اللبس في نشر ملخصٍ للجزء الأول ، نتيجة عدم بيان كل التفصيلات ، فأرى الآن أن أورد البحث كاملا إبتداءً من هذا الجزء ولكن بحلقات .
ولكل ماتقدم فقد قسمنا هذا الجزء إلى بابين نتناول الآن الباب الأول منه . ونسميه كيان الكون والثاني حراك الكون
الباب الأول
كيان الكون
لابد أن يكون لهذا الكون مقومات حيوية ومكونات حسية وسوف نفترضها حتى نبحثها ونثبتها .
فماهو معنى المقوم وماهو معنى المكون - الفرق بينهما كالفرق بين النظرية والتجربة العلمية ، فالنظرية لن تظهر للوجود بشكل مادي حتى تقوم بتجربتها عملياً ويثبت نجاحها ،
إذاً فالمقوم أسبق من المكون لأن المكون لايمكن تحديده إلا إذا عرف المقوم
- ولكنك بعد أن تثبتها أي النظرية لن تعود نظرية إذا حطمت مكونات التجربة بيدك وذلك لأنك أثبتها فلن تعد مجرد نظرية بل ستبقى إكتشاف أو إختراع ، وبذلك فالمقومات لن تفنى بفناء المكونات .
لذا فإن هذا الباب من هذا الجزء سنقسمه إلى فصلين
1 - الفصل الأول - المقومات الحيوية وهن الروح والعلم والنفس والنور
2 - الفصل الثاني - المكونات الحسية وهن التراب و الماء والنار والهواء
الفصل الأول - المقومات الحيوية ونتناوله في مبحثين
المبحث الأول
سنختار هنا الروح والعلم لترابطهما في الآية الفريدة التي حدثنا الله بها عن الروح .
- نرى خوفا كبيرا من الباحثين والعلماء في دراسة الروح على أساس ما جاءت به الآية
{ ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا }
مع ذلك فهم جميعا بحثوا عن مفهوم إرادة الله ، ومعرفة إرادة الله أعظم من معرفة الروح ألف ألف مرةٍ لو كانوا يعلمون ، لأن الروح مقوم من مقومات الإرادة البشرية فلا إرادة لميت ولا أرادة إلا من حي ، فما بالك بإرادة الله سبحانه وتعالى .
لنرى ما جاء بهذه الآية الشريفة ،
القضية كما ذكرها جمع من المفسرين
- ان هناك جماعة من اليهود جاءت للرسول الكريم (ص) وسألته ما معنى الروح ؟
فأجابهم الرسول الكريم ( ص ) بهذه الآية أو بعد برهةٍ كما ذكر .
هنا يتضح من قوله تعالى أنه أمر الرسول (ص) أن يرد عليهم و يقول .... ماذا يقول ؟
- يقول ( الروح من أمر ربي ) هنا أصبح لدينا جواب لسؤالٍ مبهم يدور مفهومه حول الروح
ولكن ماذا قالوا بالضبط للرسول وكيف كانت صيغة السؤال ؟
- لو كان سؤالهم إعلمنا عن الروح ؟ أو حدثنا عن الروح ؟ أو ما الروح ؟
لكان جواب الله
قل الروح من علم ربي ، مثلما جاءت الآية بخصوص علم الساعة ، فهم ومهما كانت صيغة السؤال يطلبون العلم بها .
لنترك السؤال إلى حديث أمرّ ، أراه غريبا جدا
مَن مِن اليهود والنصارى وحتى المشركين لا يعلم إن الروح هي من شإن الرب ؟
، هؤلاء جميعا يؤمنون ان الروح من شإن الرب .
ولكنهم لايعرفون مفهوم الروح ، أو إنهم يعرفون مفهومها ويريدون أن يختبروا الرسول أو إنهم في إختلافٍ بينهم حول مفهومها .
حسناً أتعرف معي حينما يذكر الله عز وجل فعل الأمر ( قل ) ماذا يكون مدلول الآية ؟
- كل آية فيها ( قل ) تعني إضافة معلومة جديدة للمتلقي لم يسبق له معرفتها ، حتى وان ذكر الله ردا على أنه الأعلم ، لكنه سبحانه يأتي بزخم من المعلومات في ذات الآية أو بآية تسبقها أو تلحق بها ، لأن نفع قل كما ذكرنا هو الإدلاء بالجواب والرد المناسب .
فهل صحيح إن من أهل الكتاب من يجهل ان الروح مسيرة من ربه ؟ وهل كانت الآية رداً مناسبا للسؤال ؟
ماذا لو قلت لك أن أديانهم قامت على التحدث عن الروح ؟
فإذا كانوا يعلمون أن الروح من أربابهم هل سينتظرون أن يقول لهم النبي أن الروح من أمر ربي ؟
لنتابع الآية لنرى ما بعد ذلك ،
( وما أوتيتم من العلم إلا قليلا )
ربما تقول إن مفهوم الآية إن الروح من أمر ربي أي من علمه بدليل أنه قال بعدها وما أتيتم من العلم إلا قليلا - أتدري ما سيكون مفهوم الآية ؟
أستغفر الله ، سيكون معناها ان الله بخل علينا بالعلم ثم قال ما تعلمون إلا قليلا ، في حين انه هو من منع علينا العلم ، ولو قال لنا ماهي الروح لكان العلم عندنا كثيرا -
طيب لو أخذنا جمع العلم وجمع القليل لنكون جملة ،
- علومٌ قليلةٌ -
وأسألك ما كان قصدي بالقليلة ؟ عددها أم مقدارها ؟ أي أقصد علوم قليلة بعددها مثلا الفيزياء والأحياء والكمياء فقط من دون العلوم الأخرى ، أم أعني من كل علم شيئ قليل ؟؟؟؟
أم أحتاج في صياغة الجملة إلى توضيح أكثر لتفهمها ؟ أي يجب أن أقول
علوم قليلة من حيث العدد أو أقول علوم قليلة من حيث المقدار
فلماذا لم يخبرني الله ذلك ؟ أي يقول وما أتيتم من العلم إلا قليل عددا أو يقول قليل مقداره
- مامفهوم العلم الذي عناه وعرّفه الله عز وجل ب ( ال )
حسنا هل يعني علم الروح الذي أنزلت الآية بسببه أم كل العلوم بما فيها علم الروح ؟
فإذا كان يعني علم الروح ، فنحن لانملك أدنى معلومة عنه لا قليله ولا كثيره .
وإذا كان يعني كل العلوم أي جاء العلم بمعناه الكلي لا المركب ، فعلم الروح ليس من هذه العلوم لأننا لانملك منه شيئا ، فأين القليل ؟ فالعلم في الآية سيكون مركب وليس كلي لأننا إستثنينا علم الروح .
فما الفائدة من هذه الآية كجوابٍ للسؤال عن معنى الروح ؟
طيب لنأخذ مفردة إخرى من الآية وهي أوتي
هناك مفردات إستعملها الله وهي (الهبة والعطاء والإتيان) فما الفرق بينهما ؟
الهبة :- بالمفهوم القرآني والمفهوم القرآني لايختلف أبدا عن بلاغة لسان العرب لكن العرب بعد فتوحاتهم إعوج لسانهم
- المهم - الهبة تعني المنحة المرسلة للعبد من دون عمل يقوم به فيستحقها أو من دون سبيل يمكنه التوصل به إليها إلا بالتدخل الإلهي .
ومنظور الهبة هو - هبة من حيث الرب وهبة من حيث العبد
فما هو العطاء :- العطاء هو الجزاء والأجر والإستحقاق لقاء العمل ، وينقسم إلى قسمين وفق العمل الذي يقوم به العبد .
أ - العطاء الحسن
ب - العطاء السيئ
أ - و يختلف عن الأجر بأنه ( أجر + منحة ) ، والهبة مفضلة عند العبد لأنها من دون عناء ، أما العطاء فمفضل عند الرب لأنه عن عناء .
ومنظوره هو - أجر من حيث العبد و جزاء من حيث الرب ، لان أعمالنا ما كانت أن تكون إلا من هداه والقدرة التي منحنا إياها لنقوم بما يرضيه .
ب - ويختلف عن الأجر بأنه موفور أي مدخر لحين دخول جهنم
سورة الإسراء
كُلاًّ نُّمِدُّ هَؤُلاء وَهَؤُلاء مِنْ عَطَاء رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاء رَبِّكَ مَحْظُورًا -20
وصفة عطاء الله أنه غير محضور لا على المؤمنين ولا على الكافرين ، بل الكل يظن ان الله قد رضي عنه فأعطاه ما أعطاه ، والحقيقة إن العطاء هو حصاد ما نزرع
فما هو الإتيان - الإتيان يحتاج بعض التبسيط ، لأن الإتيان إختلط علينا مع مفهوم العطاء والهبة ، والصحيح إن موضع الإتيان يكون بين الهبة والعطاء ،
لان الإتيان حركيا يكون منا لا من الرب فهو العمل نفسه الذي نستحق عليه العطاء ، ومادته تكون من الرب لامنا فهو كالهبة ، أي هو عطاء من حيث نحن وهو هبة من حيث الله ، لكنه ليس بعطاء ولا هبة من حيث الإثنين معا - كيف ذلك ؟
حينما يؤتي الله بشرا ما شيئا ، فمادته تكون هبةً منه وعطاءً في مفهومنا ، أما مقداره فيكون بمقدار قدرة هذا البشر على الأخذ لا بحجم قدرة الله على الهبة أو العطاء ، أي مقيسا على قدرتنا لا مقيسا على قدرة الله ، وبالتالي بإمكان الكثير منا أن يأتي العلم ، ولكن بعضنا أو أغلبنا على الأصدق لا يستطيع أخذه وإدراكه ، أي يكون قوله سبحانه وتعالى إن ما أخذتموه من العلم قليلا وليس ما أعطيتكم إياه فأنتم السبب بهذا القليل لا أنا ومفهوم الروح موجود ومباح لكم ولكن أنتم الذين لم تأتوه .
وكل شيئ تستطيع أن تقوم به فهو إتيان كالصلاة والصيام والزكاة ووو ، ولايمكن أن يرد معنى للإتيان بالشيئ المستحيل أو المبهم .
فحين يقول سبحانه وآتيناه الحكم صبيا فهذا يعني أنه سبحانه أعطاه قدرته على حمل الحكمة ، إذا كان الحكم هو ما قاله الجمع بأنها الحكمة ، وبذلك فهو أخذ قدرته على حمل الحكمة ، وما أوتي النبيون أي ما إستطاعوا حمله من الآيات لنأخذ بعض الأمثلة لتقريب الفهم
( رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ )
هنا آتنا أي سهل لنا عملا نكسب فيه الحسنة وشهادة تكسبنا حسنة الآخرة
سورة البقرة - 269
يُؤْتِي الحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إلاَّ أُوْلُوا الأَلْبَابِ
هنا لا تظن أنه سبحانه يؤتي الحكمة لمن يشاء ، لأن ذلك يعني إن الخير يعطيه لمن يشاء دون أن يكون للعبد إرادة أو سعي ، بل تعني الآية إن من يشاء منكم فيأتي الحكمة فقد أوتي خيراً كثيرا .
أنظر الآن إلى الآيتين الشريفتين
(رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا) [الكهف/10]
(رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ) [آل عمران/8]
ترى في الأولى - آتنا من لدنك رحمة - وفي الثانية - هب لنا من لدنك رحمة -
فلماذا إختلف الطلب من الإتيان إلى الهبة
الجواب - لإختلاف مفهوم الرحمة في الآية الأولى عن الثانية ، ففي الأولى قصد أصحاب الكهف بالرحمة هي الحماية ، فقد إختاروا أن يحميهم الله فيحتفظوا بإيمانهم
أفضل لهم من أن يدخلوا في كنف الحاكم بكفرهم
أما الرحمة في الآية الأخرى فهي هبة لأن زوغان القلب ليس بمقدور الإنسان منعه إلا برحمةٍ من الله ، أي في الآية الأولى تكون الرحمة حركية ، ويمكنهم إختيار غير الله لحمايتهم وهو الحاكم لكنهم أتوا لرحمة الله ، وفي الثانية معنوية لا يمكن لأحدٍ أن يحرك قلبه أو يتحكم فيه وهي كذلك حماية ولكن من الشيطان الذي يوسوس في صدور الناس .
لنأخذ الآن مفردة أخرى وهي - من العلم - ولأحدد كلامي كي لا نتيه في فلسفة العلم والمعرفة بل نخصص كلامنا بمفهوم العلم الغيبي الذي يدعون بأن علم الروح منه
ما يجعلني أسخر دائما من علماء لايعلمون ولا يفرقون بين العلم والنبأ ، فعلم الغيب ليس هو نبأ الغيب فكل ما وقع أو سيقع من بداية الأرض لنهايتها ماهو إلا أنباء يستطيع حتى الحيوان التعرف عليها وأمهلني أثبت لك كلامي
سورة مريم
وَإِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ (42) يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ (43) ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُون أَقْلامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ (44)
48) وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (49
سورة الروم
الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3) فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (
هذين الآيات مثالا واضحا على نبأ الغيب ، الأولى يخبر الله بها النبي عن قضية سابقةٍ لزمانه وهي تخص الصديقة مريم عليها السلام - والثاني تخص قيام عيسى المسيح عليه السلام بان ينبأ قومه بما يدخرون في بيوتهم
والأخيرة تخص النبأ المستقبلي للروم وهنا ملاحظة هامة جدا ، لاتظن إن آية من آيات القرآن عطلت أبدا فكل آياته سارية وباقية حتى بعد فناء الكون ولتعرف أولا من هم الروم - هم أبناء العيص بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام ويظن الكثير من الناس أن الروم هم النصارى وفي الحقيقة إن الروم هم من قتلوا عيسى النبي والنصارى وليسوا كذلك من بني إسرائيل بل إتبعوا يهودا وأنكروا يوسف فكانوا يهودا ثم أنكروا اليهودية وجاؤا بكتبٍ ملفقةٍ يدعون أنها التوراة فأتبعوا صهيون وأصبحوا صهاينة .
أي إن الروم أي الصهاينة اليوم ، كتب عليهم كلما غلبوا يغلبون - فقد غَلبوا سوريا ثم غُلبوا وغَلبوا مصر ثم غُلبوا وغَلبوا لبنان ثم غُلبوا وستبقى حياتهم هكذا إلى يوم الدين .
وما يظنه العرب من إنهم إنتصروا بفتوحاتهم على الروم هو مجرد خطأ في الفهم فالدولة الرومانية إنتقلت قبل مولد الرسول الكريم بما يقرب من 300 سنة بعد أن أسست معبدا وزورت الإنجيل وإدعت إن أحد الأوصياء - أوصياء عيسى قد جاء لملكهم في المنام وقال له إبني لي مقاما ، والمقام الآن هو الفاتيكان
وإنتقل الروم إلى القسطنطينية لمافيها من موارد ومغانم - هربا من المجاعات والحروب إثر الفتن التي قاموا بها في رومانيا واليونان ومناطق إيطاليا والنمسا وحتى ألمانيا الآن .
يظن الكثير إن بلاد الروم هي بلاد كبيرة جدا تظم كل أوربا الآن أو سابقا - والحقيقة إن الروم كانوا عتاة يصنعون السلام ويتاجرون به ويغزون كل بلدٍ يرون فيه ثروة
إلا إنهم بعد غزوهم البلدان يجعلون عليها حاكما منهم وقادة فقط لأن عددهم قليل جدا إذا قارنتهم بالبلدان التي غزوها .
بعد ذلك دحرهم الفرس فتاهو في البلاد حتى كون لهم صهيون كيانه الآن .
ولاتظن كذلك إن بلاد الفرس هم المجوس - لأن بلاد فارس عربية وإيران كلها بلاد عربية كان قائدهم فارس بن شهوان - ولكن خلاطتهم بالمجوس أي بلاد الهند والسند غيرت لغتهم وطباعهم - فحين ترجع كلامهم تجده الكثير الكثير منه عربي في حين أن إيران لم يغزوها العرب إلا مؤخرا زمان الخليفة عمر
بل هم من غزوا بلاد الرافدين منذ آلاف السنين فلو كانت لغتهم حية آن ذاك لكان كلامنا الآن فيه الكثير من مفرداتهم وليس العكس
وما دعاني للحديث الآن عن الروم والفرس هو ما سوف نناقشه بفصول متقدمة من هذا البحث لأثبت لك إن قابيل الأسود البشرة النتن الرائحة ، هرب إلى أقصى جنوب الأرض بعد فعلته وقتل أخيه والطوفان الذي جرى في الأرض أيام نوح لم يأت على ذريته أبدا ، بل بقت طينة ذريته دون خلاطةٍ وعقولهم دون تفتحٍ حتى إستمكنوا في الأرض بوحشيتهم ، فعرفوا بالزنوج والعبيد والرقيق والأفارقة
نعود لكلامنا بأن هذه الآية تخبرنا بحدثٍ آتٍ دائمٍ ومستمر
فهل تعلم ان النصارى كانوا يعرفون جيدا كل ما جاء من الأخبار عن مريم التي ذكرتها هذه الآية وغيرها ويعرفون أمر الملائكة ووو
فأين الغيب ثم إنك ترى جليا إن عيسى كلم قومه بأني أخلق وأحيي وأبري بإذن الله وحين قال أنبؤكم بما تأكلون وما تدخرون لم يذكر أنه بإذن - الله أتعرف لماذا ؟
حاشا لله هذا لايعني إن عيسى كان يتنبأ بدون إذن الله ، لا بل لأن التنبؤ هو آية سابقة من الله حصلت من يوم أول نبوة ، وهي لآدم إذ أنبأه الله بما لم يكن في علم الملائكة ، فكانت نبوة آدم هو علمه بأسماء هؤلاء ونبوته أثبتها للملائكة حينما أنبأهم بأسماء هؤلاء ، وقد إبتدءت النبوة على أساس أسماء هؤلاء حين علمت الملائكة بهم ، وإنتهت حينما أعلن الرسول الكريم روحي له الفداء عن أسماء هؤلاء للناس .
فهولاء هم سبب النبوة وإنتهائها - وربما كان هؤلاء هم الأنبياء كلهم أو بعضهم ، هذا ما سوف نناقشه في الجزء الأخير - ( ما نراه في خليفة الله ) - وحري بي أن أذكر لك إن بعض من أساتذة الأزهر الشريف قد أخرج تحقيقا مفاده إن ( هؤلاء ) من علم الغيب أي من وراء الوجود وللأمانة العلمية سأتناول ذكرهم وذكر ما جاءت به بحوثهم في الجزء الأخير وفي مصادر البحث ، وأعني هنا إن قيام الله عز وجل بتعليم آدم هو علم الغيب أما قيام آدم بذكر هذه الأسماء للملائكة فهو نبأ الغيب .
إذا فالآية الأخيرة يمكن ببساطة أن نتنبأ من خلالها بكل أحداث حروب الصهاينة ، فأين الغيب ؟
والهدهد جاء لسليمان بنأ غيبي لا يعلمه سليمان الذي كان وكان من خدامٍ له من الإنس والجن والشياطين والعفاريت
والحديث عن ذلك يطول لذا سنفرده بمبحث خاص ، وخلاصة الكلام إن علم الغيب هو العلم الذي يغيب عنه الأدراك بما يخرج عن الكون ولا يعني ما حصل أو سيحصل ، وها نحن الآن بعلومنا نستطيع التوصل لما كان وما سيكون كلا أو جزءً فتلك الأنباء هي غيب زماني أو مكاني لا قيمة له ولا علاقة له بعلم الغيب ونحن الآن نستطيع كشف العالم بإسره ونحن في بيوتنا ونعلم كل خبر وحدثٍ بل حتى من يمشي في الشارع إذا كان في الصين أو في سيبريا ، فهل كوكل إرث أفضل من الأنبياء ، فإن قلت كل في زمانه أقل لك فلماذا لا نحي الموتى ونخلق مثلما كان عيسى يفعل ؟
ولكن حتى هذه التبؤات يجب أن تكون عن دراية ومعرفة بشكل دقيق وبسلطان علمٍ أو عالمٍ متبصر لامحض تنجيمٍ وشعوذة
أبسط وأتفه ما إكتشفه العلماء هو مذنب هالي وحددوا وقت مجيئه بالسنة والشهر واليوم والساعة فتراه كما توقعوا ، فكل الإكتشافات والإختراعات هي أنباء غيبية زمانية أو مكانية .
مرادنا هنا إن كل ما في الأرض من مقومات ومكونات نستطيع التوصل لها والإدراك بها من روح ونفس وعلم ونور ومن ماءٍ وترابٍ ونارٍ وهواء
لكننا لم نأتي لفهمهن عن طريق التدبر والتفكر بآيات الله
تمعن هذه الآية المسكينة
وَاللَّهُ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجاً وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلَا يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ {11} فاطر
أتعرف لماذا أسميها بالمسكينة؟ السبب إن كل المفسرين يركضون بها كل يوم إلى جهه
مرة قالوا لا أحد يعرف متى تحمل المرأة ومتى تضع ، فلما عرف العلماء ذلك ، قالوا لا أحد يعرف جنس الجنين وبعد ان اكتشف العلماء جنس الجنين ، قالوا لا أحد يعلم شكله ولونه وبعد أيام قليلة سيكتشف العلماء اللون والشكل فيقولون لا أحد يعرف أخلاق الجنين .
كل ذلك لأنهم خلطوا بين علم التقرير وهو من أنباء الغيب وعلم التقدير وهو من علم الغيب ، فكان قصد الله واضحا أن بعلمي أقدر ما تضع الأنثى حتى لو عمدت هي إلى تقرير جنسه ، والقضية تشابه من يعاند ويقول أستطيع أن أقرر متى أموت فيذهب منتحرا لإثبات ذلك ، لكن الله عز وجل قدر له هذه الميته قبل أن يقرر ، وقدره كان أن يجن ويقتل نفسه .
وبعد كل ماتقدم فما يكون مفهوم وماهية الروح ، نقول وبكل بساطة هي أمر من أوامر الله يلبيه الجامد الميت فيتحول إلى حي متحرك وهذا كل شيئ لا أكثر ولا أقل ، أي ان جواب الله عز وجل كان صريحا جدا بالاية وهو - الروح من أمر ربي -
سورة يس
إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون ( 82 )
تمعن هذه الآية
« إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون » -1
وتمعن في هذه
2 - فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين
الآية الأولى تذكر لنا كيف خلق عيسى كما خلق آدم والآية الثانية تخبرنا كيف خلق آدم
فما الفرق بينهما - ذكرنا في الجزء الأول موضوع التسوية - الآن ماتبقى من الفرق
هو أن عيسى قال له كن فيكون وآدم نفخ فيه الروح
تمعن هذه الآية
3 - التي أحصنت فرجها فنفخنا فيها من روحنا وجعلناها وابنها آية للعالمين
إتحدَ الآن عيسى وآدم بنفخ الروح ولم يبقى سوى (قال له كن فيكون)
التي لم وردت في خلق آدم فإذا كانت الروح ليست هي الأمر (كن فيكون ) فلماذا لم يذكرها الله في خلق عيسى في الآية - 1 - أنه نفخ فيه الروح - هذا يعني أن الله عز وجل أبدل الروح بقوله كن فيكون .
هناك قضية مهمة سترد علينا في الأبواب القادمة أحب أن أشير إليها هنا
- هل تعلم إن آدم خلق من طين وعيسى خلق من تراب والطين يختلف عن التراب
- بماذا يختلف ؟
التراب يجب أن يسوى بالماء ليكون طيناً
وهذا تأييد لماجاء في الجزء الأول إن التسوية تعني إدخال الماء أي الذرية في صلب آدم
فآدم مخلوق من تراب ولكنه أصبح طينا بفعل تسويته بالذرية ، أما عيسى فبقي ترابا ولم يسوى بالذرية ، وقد كذب من قال إن لعيسى إبن أو حتى شهوة جنسية .
فما معنى نفخت فيه - معناها ، عظمت أمري ، فالنفخ هو التعظيم وليس الهواء الذي يخرج من الإنسان مثلا - لالالا
فهل هناك أمر عظيم وأمر غير عظيم ؟ -
طبعا لا وطبعا نعم
فالأمر الأول كان خلق التراب نفسه فلما تبعه أمر آخر بأن يحيى عَظـُمَ الأمرعلى التراب لا على الله - فتكون ونفخت فيه من روحي أي أمرته أمرا آخر فانتفخ ، أي إمتلى ووصل إلى حده وتكامله الذي يتمكن من خلاله العيش والتفاعل
فلو صح أن النفخ حاشا لله هو هواء خارج لإحتاجت الروح إلى سحبها بالشهيق لتخرج ولكان كل منا إحتاج إلى نفخة ليحيى
فمتى تخرج الروح
الجواب - حين يكون الجسد غير قادرٍ على تنفيذ أمر الله والأستمرار بالحياة لتعطل مكوناته لا لتعطل مقوماته . فالروح فيه والنفس فيه والعلم فيه والنور فيه ، ولكن مكوناته هي من تعطلت
البحث في مفهوم الروح والعلم شارف على المنتصف ، وسوف نأخذ في النصف الآخر المزيد من التوضيحات حول مفهوم الروح ، ولكننا لا نستطيع أن نكمل حتى نؤتي بمبحثٍ إعتراضي وهو - إبليس لم يكن ملاكا ولا شيطانا - لتعلق بقية كلامنا به لذا فستكون الحلقة القادمة مخصصة للمبحث المذكور
وسنعرف فيه إن كل من إتبع إبليس هو من المنظرين وليس إبليس فقط ، ومن يعذب في القبر هو من يتبع الشيطان لامن يتبع إبليس وإن من يدخل جهنم هو من يتبع إبليس لا من يتبع الشيطان ، إلا إذا كان شيطانه قبيلا لإبليس فالله وعد إبليس فقط ومن تبعه بجهنم ولم يعد الشيطان ولا من يتبعه بجهنم ، والفرق بين الشيطان وإبليس كالفرق بين النار وجهنم
فالنار في جهنم وليست جهنم في النار ، والشيطان في إبليس وليس إبليس في الشيطان ، والنار ولي من أولياء جهنم ، والشيطان ولي من أولياء إبليس ، فالنار خاضعة لجهنم والشيطان خاضع لإبليس وكل من إتبع الشيطان فتاب واستغفر فله التوبة والغفران ، ومن اتبع ابليس فماله من توبة ولا غفران ، والشيطان طاقة فينا وفي إبليس ، والنار وإبليس ومن تبعه طاقة في جهنم ، والنار وقودها الناس والحجارة فقط أما جهنم فوقودها إبليس ومن تبعه ، والنار ليست خالدة بل الناس خالدين فيها ، وجهنم خالدة وإبليس وجنده من المخلدين فيها ، والشيطان ليس مخلد ، فالشيطان الذي هو في مادة صنعنا يفنى بفنائنا وكل الشياطين يفنون يوم فناء الكون ، ولكن إبليس وجنده من المخلدين بعد فناء كل شيئ .
وهنا يعرف الذين قالوا ما الفائدة من التفريق بين إبليس والشيطان أي علم هو التفريق بين إبليس والشيطان ؟
وإن كنت ترغب بأخذ فكرة شاملة عن دور ابليس ودور الشيطان فعليك الإطلاع على رواية مسلة إبليس بأكملها ، لأنها بذرة التفريق بين الشيطان وإبليس .
-- أودع البحث باللغتين العربية والإنكليزية لدى المعهد الدولي في ولاية ميزوري
هذه المادة مكفولة بصيغها ولا يجوز نشرها جزئيا أو كليا إلا من قبل أمناء حركة متدبرون
وأتوسل بكم سادتي أن تعلقوا كمستهزئين أو محاورين لأثبت لكم قولي أو لتثبتوا لي رأيكم لا شاكرين ولا تاركين .
الأديب العراقي
المحامي
علاء الصائغ
الولايات المتحدة
2012 - 1 - 4
قام بطباعة الملخص وتنضيده - عبد الرحمن الشمري
|
|
|
|
|