لمعرفة أسباب النسيان لا بد من الرجوع إلى العقل وفهم كيفية تخزينه للمعلومات, ومن ثم استرجاعها عند الضرورة ، إذ أن من أفضل تعريفات التذكر هو استرجاع المعلومة عند الحاجة إليها ، وبالتالي فإن النسيان هو عدم القدرة على استرجاع المعلومة المناسبة في الوقت المناسب .
أما الذاكرة وكيفية عملها فقد احتار العلم وتعددت الأبحاث والاستنتاجات
ولكن اتفق الجميع أن الله وهب للعقل البشري قدرة خارقة على الحفظ حيث أن العقل يحفظ كل ما يأتيه عن طريق الحواس الخمس إضافة إلى قدرة العقل على الابتكار والخيال وبالتالي استحداث أفكار وصور جديدة ، وإذا ما بحثنا في أسباب النسيان اعتمادا على ما سبق أمكننا استنتاج الأسباب التالية
* من أسباب النسيان *
1- عدم تركيز المعلومة في الذهن
تخيل المعلومات في ذهنك مثل ورقة معلقة على إحدى اللوحات ، فإن لم يتم تثبيت هذه الورقة جيداً سقطت وإن كانت ثابتة لفترة معينة ، وكذلك حال المعلومات في العقل البشري بحاجة إلى تثبيت وتركيز حتى لا تضيع ، وذلك ما سوف نأتي عليه بالتفصيل في قسم : طرق وأفكار لتقوية الذاكرة
2- تزاحم المعلومات وعدم ترتيبها إضافة إلى الإرهاق وكثرة المسئوليات
يشترك هذا السبب مع سابقه في نقطة عدم التركيز ، ولكنه يختلف من حيث كم المعلومات الهائل الذي قد يؤدي عدم ترتيبه إلى تشابك الأفكار وبالتالي صعوبة استرجاعها . ومما قد يزيد في صعوبة الاسترجاع الإجهاد الذهني الناتج عن تدفق الكم الهائل من المعلومات الغير مرتبطة أو نتيجة الإرهاق البدني الذي يؤثر بطبيعة الحال على قدرة الإنسان الذهنية
3- عدم ربط المعلومات بقرائتها
من أهم ميزات العقل هو الوصول العشوائي للمعلومات حيث أنه مثل صفحات الإنترنت تستطيع الوصول لأي معلومة مباشرة بالضغط على الوصلة المناسبة حيث لا يجب عليك قراءة جميع الصفحات مثل الكتاب مثلا للوصول إلى ما تريد ، وبما أن العقل البشري يحتوي على ملايين المعلومات التي تتشارك في معطيات معينة ،
فقد يلتبس الأمر عند استحضار أحد المعلومات بالوصول إلى معلومة خاطئة ! لذلك تحتاج إلى عمل ربط قوي ومحكم لكل معلومة مع التصنيف التي يتبعه كمثل آيات القرآن التي قد تتكرر في أكثر من سورة حيث يجب عليك ربط كل آية بالتي بعدها أو قبلها لمعرفة أي سورة تتبع لها تلك الآية
4- عدم تثبيت المعلومات بالكتابة
إذا رجعنا بذاكرتنا للوراء لعلنا نتذكر أيام دراستنا الابتدائية وكيف أنه كان يطلب منا تكرار كتابة أي مقطع عشر مرات على الأقل !!! وذلك لأن كتابة العلم يرسخه في الأذهان وينطبق ذلك أيضا على تدوين المواعيد والمعلومات العامة حيث أن لها أثرا سحرياً على قدرة التذكر والاستحضار
وبالإضافة إلى ما سبق توجد العديد من الأسباب التي قد لا يلقي لها الإنسان بالاً مثل ..
النظام الغذائي , والصحة العامة, ومدى حب الإنسان للقراءة , والتزود من العلم ...
كما قال الإمام علي بن ابي طالب عليه أفضل الصلاة و السلام :
( من لم يكن إلى زيادة فهو إلى نقصان )
مع خالص تحياتي
إيمان الروح