ورد في كتب التفاسير ومجاميع روايات أهل البيت (ع) مجموعة من الروايات الدالة على فضائل أهل البيت في تفسير الآية المذكورة، نوجزها في ما يلي:
الخير الكثير معرفة أمير المؤمنين والأئمة :
لقد ورد في كتاب تفسير نور الثقلين للشيخ الحويزي: نقلاً من أصول الكافي
* بعض أصحابنا رفعه عن هشام بن الحكم قال: قال لي أبو الحسن موسى بن جعفر : يا هشام إن الله ذكر أولى الألباب بأحسن الذكر و حلاهم بأحسن الحلية فقال: ﴿يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاء وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ﴾.
* وعن علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن أيوب بن الحر عن أبي بصير عن أبي عبد الله في قول الله عز وجل: ﴿وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا﴾ فقال طاعة الله ومعرفة الإمام.
* وعن يونس عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبد الله قال: سمعته يقول ﴿وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا﴾ قال: معرفة الإمام واجتناب الكبائر التي أوجب الله عليها النار.
* وعن علي بن إبراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله عن آبائه قال: قال رسول الله وسلم - وقد ذكر القرآن - لا تحصى عجايبه، ولاتبلى غرايبه. مصابيح الهدى ومنار الحكمة.
* وفي تفسير علي بن إبراهيم قوله ﴿ يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاء وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا ﴾ قال: الخير الكثيرة معرفة أمير المؤمنين والأئمة .
وفيه خطبة له وفيها ورأس الحكمة مخافة الله.
* في تفسير العياشي عن سليمان بن خالد قال سألت أبا عبد الله عن قول الله: ﴿وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا﴾ فقال إن الحكمة المعرفة والتفقه في الدين فمن فقه منكم فهو حكيم، وما أحد يموت من المؤمنين أحب إلى إبليس من فقيه.
* وفي محاسن البرقي عن أبيه عن النضر بن سويد عن الحلبي عن أبي بصير قال سألت أبا عبد الله عن قول الله تبارك وتعالى و ﴿وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا﴾ فقال: هي طاعة الله ومعرفة الإسلام.
* وفي مجمع البيان وروى عن النبي وسلم أنه قال: إن الله آتاني القرآن وآتاني من الحكمة مثل القرآن، وما من بيت ليس فيه شئ من الحكمة إلا كان خرابا. ألا فتفقهوا وتعلموا ولا تموتوا جهّالا.
* وفي مصباح الشريعة قال الصادق : الحكمة ضياء المعرفة و ميزان التقوى وثمرة الصدق، ولو قلت: ما أنعم الله على عباده بنعمة أنعم وأنظم وأرفع وأجزل وأبهى من الحكمة لقلت قال الله عز وجل: ﴿يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاء وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا﴾ أي لا يعلم ما أودعت وهيأت في الحكمة إلا من استخلصته لنفسي: وخصصته بها والحكمة هي النجاة وصفة الحكمة الثبات عند أوايل الأمور والوقوف عند عواقبها، وهو هادي خلق الله إلى الله.
ورأس الحكمة مخافة الله:
* وجاء في كتاب تفسير القمي لعلي بن إبراهيم القمي (أعلى الله مقامه):
وقوله عز وجل: ﴿يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاء وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا﴾ قال الخير الكثير معرفة أمير المؤمنين والأئمة .
* وورد في كتاب شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني: في قوله تعالى: ﴿يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاء وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا﴾، أخبرني أبو القاسم المغربي بقراءتي عليه من أصله، قال: أخبرنا أبو بكر ابن عبدان الحافظ بالأهواز قال: حدثني صالح بن أحمد، قال: حدثنا محمد بن عبيد بن عتبة قال: حدثنا محمد بن علي الذهبي قال: حدثنا أحمد بن عمران بن سلمة - وكان عدلا ثقة مرضيا - قال: أخبرنا سفيان الثوري، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة: عن عبد الله قال: كنت عند رسول الله وسلم فسئل عن علي فقال: قسمت الحكمة عشرة أجزاء فأعطي علي تسعة أجزاء وأعطي الناس جزءا واحدا.
* وجاء في كتاب تأويل الآيات لشرف الدين الحسيني:
قوله تعالى: ﴿يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاء وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا﴾ تأويله: ما ذكره الشيخ محمد بن يعقوب (ره)، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس عن أيوب بن الحر، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله في قوله عز وجل: ﴿يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاء﴾ قال: طاعة الله ومعرفة الإمام. إعلم أنها السبب الأقوى في الإسلام، لان طاعة الله سبحانه طاعة الرسول لقوله تعالى: ﴿مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ﴾ ومعرفة الإمام تدخل في طاعة الرسول ولا شك أن من يؤتى( طاعة الله وطاعة الرسول ومعرفة الإمام فقد أوتي خيرا كثيرا، ووجبت له الجنة في دار السلام،