1- وفاة سلمان المحمدي(رضي الله عنه)
2- شهادة أويس القرني (رضي الله عنه)
3- وفاة السيّد أبو القاسم الخوئي(قدس سره)
وفاة سلمان المحمدي(رضي الله عنه)(1)
اسمه وكنيته ونسبه(رضي الله عنه)
أبو عبد الله، سلمان بن عبد الله الفارسي، ولُقّب بسلمان المحمّدي.
أخباره(رضي الله عنه)
كان(رضي الله عنه) من أهل فارس، قرأ أخبار الأديان وسافر إلى الحجاز، ويُعدّ من السابقين الأوائل إلى الإسلام، شهد مع رسول الله(صلى الله عليه وآله) بدراً.
حُظي سلمان بمراقي الشرف والكرامة؛ لموالاته للنبي وآله (عليهم السلام)، فكان أحد الأركان الأربعة مع عمّار والمقداد وأبي ذر، وكان أحد الماضين على منهاج نبيّهم(صلى الله عليه وآله) من جماعة الصحابة الأبرار الأتقياء، الذين لم يبدّلوا تبديلاً.
من أقوال رسول الله(صلى الله عليه وآله) فيه
1ـ «لو كان الدين عند الثُريّا لناله سلمان»(2).
2ـ «سلمان منّا أهل البيت»(3).
3ـ «سلمان منّي، مَن جفاه فقد جفاني، ومَن آذاه فقد آذاني»(4).
4ـ «الجنّة تشتاق إليك ـ مخاطباً عليّاً(عليه السلام) ـ وإلى عمّار، وسلمان، وأبي ذر، والمقداد»(5).
من أقوال الأئمّة(عليهم السلام) فيه
1ـ قال الإمام جعفر الصادق(عليه السلام): «أدرك سلمان العِلم الأوّل والآخر، وهو بحر لا ينزح، وهو منّا أهل البيت»(6).
2ـ قال الإمام الصادق(عليه السلام): «لا تقُل سلمان الفارسي، ولكن قُل سلمان المحمّدي»(7).
3ـ روي أنّ سلمان كان محدّثاً، فسُئل الإمام الصادق(عليه السلام) عن ذلك وقيل له: مَن كان يُحدّثه؟ فقال: «رسول الله(صلى الله عليه وآله) وأمير المؤمنين، وإنّما صار محدّثاً دون غيره ممّن كان يُحدّثانه؛ لأنّهما كانا يُحدّثانه بما لا يحتمله غيره من مخزون علم الله ومكنونه»(8).
4ـ قال الإمام موسى الكاظم(عليه السلام): «إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ: أين حواري محمّد بن عبد الله رسول الله(صلى الله عليه وآله)، الذين لم ينقضوا العهد ومضوا عليه؟ فيقوم سلمان والمقداد وأبو ذر... ثمّ ينادى ساير الشيعة مع ساير الأئمّة(عليهم السلام) يوم القيامة، فهؤلاء المتحوّرة أوّل السابقين، وأوّل المقرّبين، وأوّل المتحوّرين من التابعين»(9) .
موقفه(رضي الله عنه) من بيعة الإمام علي(عليه السلام)
كان(رضي الله عنه) أحد الذين بقوا على أمر رسول الله(صلى الله عليه وآله) بعد وفاته، وكان من المعترضين على صرف الأمر عن علي(عليه السلام) إلى غيره، وله احتجاجات على القوم في هذا المجال، هو وأُبيّ بن كعب.
رأيه(رضي الله عنه) في حفر الخندق
أشار(رضي الله عنه) على رسول الله(صلى الله عليه وآله) بحفر الخندق لمّا جاءت الأحزاب، فلمّا أمر رسول الله(صلى الله عليه وآله) بحفره احتجّ المهاجرون والأنصار في سلمان، وكان رجلاً قوياً، فقال المهاجرون: سلمان منّا، وقال الأنصار: سلمان منّا، فقال رسول الله(صلى الله عليه وآله): «سلمان منّا أهل البيت»، وفي ذلك قال أبو فراس الحمداني:
كانت مودّة سلمان لهم رحما ** ولم يكن بين نوح وابنه رحم
ولمّا رأى المشركون الخندق قالوا: هذه مكيدة ما كانت العرب تعرفها، فقيل لهم: هذا من الفارسي الذي معه.
توليه(رضي الله عنه) المدائن
تولّى المدائن في خلافة عمر بن الخطّاب بأمر الإمام علي(عليه السلام) تقية.
ممّن روى عنهم
النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله)، الإمام علي(عليه السلام)... .
الراوون عنه
سُليم بن قيس الهلالي، أبو الأغر، أبو سعيد الخدري... .
صلاته(رضي الله عنه) على جثمان فاطمة الزهراء(عليها السلام)
قال الإمام علي(عليه السلام): «خلقت الأرض لسبعة بهم يُرزقون، وبهم يُمطرون، وبهم يُنصرون: أبو ذر وسلمان والمقداد وعمّار وحذيفة وعبد الله بن مسعود»، ثمّ قال: «وأنا إمامهم، وهم الذين شهدوا الصلاة على فاطمة».
قال الشيخ الصدوق(قدس سره): «معنى قوله: "خلقت الأرض لسبعة" نفر، ليس يعني من ابتدائها إلى انتهائها، وإنّما يعني بذلك أنّ الفائدة في الأرض قدّرت في ذلك الوقت لمن شهد الصلاة على فاطمة(عليها السلام)، وهذا خلق تقدير لا خلق تكوين»(10).
تاريخ وفاته(رضي الله عنه) ومكان دفنه
8 صفر 34 ه، منطقة المدائن، جنوب العاصمة بغداد، وقبره معروف يُزار.
تجهيزه
تولّى الإمام علي(عليه السلام) غسله، والصلاة على جثمانه، ودفنه، وقد جاء من المدينة إلى المدائن من أجل ذلك، وهذه القضية من الكرامات المشهورة للإمام علي(عليه السلام).
كان أويس من الزهّاد الثمانية، معرضاً عن ملذّات الدنيا وزخارفها، وروي أنّه كان لديه رداء يلبسه، إذا جلس مسَّ الأرض، وكان يردد قول: (اللهم إنّي أعتذر إليك من كبد جائعة، وجسد عارٍ، وليس لي إلّا ما على ظهري وفي بطني).
وروي في زهده أنّ رجلاً من قبيلة مراد، جاء إليه وقال له: (كيف أنت يا أويس؟ قال: الحمد لله، ثمّ قال له: كيف الزمان عليكم؟ قال: لا تسأل الرجل إذا أمسى لم يرَ أنّه يصبح، وإذا أصبح لم يرَ أنّه يمسي.
يا أخا مراد، إنّ الموت لم يبقِ لمؤمن فرحاً.
يا أخا مراد، إنّ معرفة المؤمن بحقوق الله لم تبقِ له فضّة ولا ذهباً.
يا أخا مراد، إنّ قيام المؤمن بأمر الله لم يبقِِ له صديقاً.
والله إنّا لنأمرهم بالمعروف، وننهاهم عن المنكر، فيتخذوننا أعداء، ويجدون على ذلك من الفاسقين أعوانا، حتّى والله لقد يقذفوننا بالعظائم، ووالله لا يمنعني ذلك أن أقول بالحق)(2).
من أقوال الأئمّة(عليهم السلام) فيه
1ـ قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (إنّ الله عزّ وجلّ يحبّ من خلقه الأصفياء الأتقياء، الشعثة رؤوسهم، المغبرة وجوههم، الخمصة بطونهم من كسب الحلال، الذين إذا استأذنوا على الأمراء لم يُؤذن لهم، وإن خطبوا المتنعّمات لم ينكحوا، وإن غابوا لم يفتقدوا، وإن حضروا لم يدعوا، وإن طلعوا لم يفرح بطلعتهم، وإن مرضوا لم يعادوا، وإن ماتوا لم يشهدوا.
قالوا: يا رسول الله، كيف لنا برجل منهم؟ قال: ذاك أويس القرني، قالوا: وما أويس القرني؟ قال: أشهل ذو صهوبة، بعيد ما بين المنكبين، معتدل القامة، آدم شديد الأدمة، ضارب بذقنه إلى صدره، رام ببصره إلى موضع سجوده، واضع يمينه على شماله، يتلو القرآن، يبكى على نفسه، ذو طمرين لا يؤبه له، متزر بإزار صوف، ورداء تحت منكبه لمعه بيضاء ألا وإنّه إذا كان يوم القيامة قيل للعباد: ادخلوا الجنّة، ويُقال لأويس: قف لتشفع، فيشفّعه الله في مثل عدد ربيعة ومضر)(3).
2ـ قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): (ليشفعن رجل من أُمتي لأكثر من بني تميم ومن مضر، وإنّه أويس القرني)(4).
3ـ قال الإمام الكاظم(عليه السلام): (إذا كان يوم القيامة نادى مناد: أين حواري محمّد بن عبد الله رسول الله(صلى الله عليه وآله)، الذين لم ينقضوا العهد ومضوا عليه؟ فيقوم سلمان والمقداد وأبو ذر، ثم يُنادى مناد: أين حواري عليّ بن أبي طالب(عليه السلام)، وصي رسول الله(صلى الله عليه وآله)؟ فيقوم عمرو بن الحمق، ومحمّد بن أبي بكر، وميثم بن يحيى التمّار ـ مولى بني أسد ـ، وأويس القرني.
قال: ثمّ يُنادى المنادى:... فهؤلاء المتحوّرة أوّل السابقين، وأول المقرّبين، وأوّل المتحوّرين من التابعين)(5).
من أقوال العلماء فيه
1ـ قال الشيخ الكشّي(قدس سره) في رجاله: (كان أويس من خيار التابعين، ولم يرَ النبيّ(صلى الله عليه وآله) ولم يصحبه).
2ـ قال أبو نعيم الأصفهاني في حلية الأولياء: (سيّد العبّاد، وعلم الأصفياء من الزهّاد، بشّر النبيّ(صلى الله عليه وآله) به، وأوصى به أصحابه).
3ـ قال ابن عدي: (ليس لأويس من الرواية شيء، إنمّا له حكايات ونتف في زهده، وقد شكّ قومه فيه، ولا يجوز أن يشكّ فيه لشهرته، ولا يتهيأ أن يحكم عليه بالضعف، بل هو ثقة صدوق)(6).
من الراوين عنه
يسير بن عمرو، عبد الرحمن بن أبي ليلى، موسى بن يزيد، أبو عبد رب الدمشقي.
سبب شهادته
قاتل أويس القرني بين يدي الإمام عليّ(عليه السلام) في معركة صفّين حتّى استُشهد أمامه، فلمّا سقط نظروا إلى جسده الشريف، فإذا به أكثر من أربعين جرح، بين طعنة وضربة ورمية.
شهادته
استُشهد(رضي الله عنه) في الثامن من صفر 37ه، ودُفن في منطقة صفّين.
ـــــــــ
1ـ اُنظر: أعيان الشيعة 3/512، معجم رجال الحديث 4/154.
السيّد أبو القاسم ابن السيّد علي أكبر بن هاشم الخوئي.
ولادته
ولد في الخامس عشر من رجب 1317ه بمدينة خوي في إيران.
دراسته
بعد أن تعلّم القرآن الكريم والقراءة والكتابة في بلده، سافر عام 1330ه إلى مدينة النجف الأشرف لدراسة العلوم الدينية، وكان معروفاً بذكائه وقوّة ذاكرته، ولمّا بلغ عمره ستّ عشرة سنة أخذ يحضر دروس البحث الخارج عند أساتذة حوزة النجف الأشرف.
ولم يقتصر على دراسة الفقه والأُصول، بل واصل دراسته للعلوم الأُخرى، كعلم الكلام، والتفسير والمناظرة، والحكمة والفلسفة، والأخلاق والسير والسلوك، والرياضيات والحساب الاستدلالي، والهندسة والجبر.
من أساتذته
الشيخ محمّد حسين الغروي الإصفهاني المعروف بالكُمباني، الشيخ فتح الله الإصفهاني المعروف بشيخ الشريعة، الشيخ محمّد حسين الغروي النائيني، الشيخ ضياء الدين العراقي، أبوه السيّد علي أكبر، الشيخ محمّد جواد البلاغي، الشيخ مهدي المازندراني، السيّد حسين البادكوبي.
تدريسه
قبل أن ينال درجة الاجتهاد ولشدّة ذكائه، كان يواصل دراسته ويدرّس في نفس الوقت، وقد قال في هذا الخصوص: «عندما أنجزت دراسة الجزأين الأوّل والثاني من كتاب شرح اللمعة الدمشقية، قمت فوراً بتدريس الجزء الأوّل منها»، فقد كان ماهراً ومُهيمناً على المادّة الدراسية التي كان يلقيها، مرتّباً لمطالب الدرس، مبتعداً عن الحشو الزائد الذي لا فائدة منه.
وكان يعتمد في بحوثه الاستدلالية على طريقة أساتذته الشيخ النائيني والشيخ العراقي والشيخ الكُمباني، إضافة إلى آرائه الشخصية، فيخرج بآراء معاصرة عميقة ودقيقة، موضّحاً فيها آراء العلماء السابقين.
من تلامذته
الشيخ محمّد تقي بهجة الفومني، السيّد علي الحسيني السيستاني، الشهيد السيّد محمّد باقر الصدر، الشيخ حسين وحيد الخراساني، السيّد محمّد سعيد الطباطبائي الحكيم، الشهيد الشيخ مرتضى البروجردي، الشهيد السيّد عبد الصاحب الحكيم، الشيخ أبو الفضل النجفي الخونساري، الشيخ محمّد إسحاق الفياض، الشهيد الشيخ علي الغروي، السيّد أبو القاسم الكوكبي، الشيخ جواد التبريزي، السيّد أحمد المستنبط، السيّد محمّد الروحاني، الشيخ علي الفلسفي، السيّد علي البهشتي، السيّد تقي القمّي، الشيخ محمّد آصف المحسني، الشيخ محي الدين المامقاني، السيّد إبراهيم الأمين.
من أقوال العلماء فيه
1ـ قال الشيخ علي الهمداني(قدس سره): «لم أرَ بعد وفاة الشيخ النائيني أحداً مثل السيّد الخوئي متمكّناً من المادّة الدراسية، بحيث إنّه كان يلقي الدرس بأكمله باللغة العربية الفصيحة».
2ـ قال السيّد محمّد رضا الكلبايكاني(قدس سره): «كان السيّد الخوئي شمساً مضيئة على العالم الإسلامي في الفقاهة على مدى خمسين عاماً».
3ـ قال السيّد علي الخامنئي(دام ظله): «كان عالماً فقيهاً، عظيم الشأن، ومرجعاً كبيراً من مراجع هذا العصر».
من مؤلّفاته
معجم رجال الحديث، البيان في تفسير القرآن، فقه القرآن على المذاهب الخمسة، مباني تكملة منهاج الصالحين، تعليقة على توضيح المسائل، رسالة في اللباس المشكوك، تعليقة على المسائل الفقهية، تعليقة على العروة الوثقى، منتخب توضيح المسائل، تكملة منهاج الصالحين، تعارض الاستصحابين، مستحدثات المسائل، رسالتان في البداء، رسالة في الخلافة، تلخيص المنتخب، المسائل المنتخبة، أجود التقريرات، منتخب الرسائل، نفحات الإعجاز، مناسك الحج.
وفاته
تُوفّي(قدس سره) في الثامن من صفر 1413ه بالنجف الأشرف، ودُفن سرّاً بعد منتصف الليل ـ حسب أوامر قوّات النظام العراقي البائد ـ بمسجد الخضراء في جوار حرم الإمام علي(عليه السلام).
حفيد الكرار
بارك الله بكم
اطلالة عظيمة اطلتنا على عمالقة الدين والمذهب والفكر والبطولة
مبارك عليكم الطرح
موفقين
مشكوريييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييين