كاد القيء يصيبني وانا اقرء ترجمة ابن الزانية ( عمرو بن العاص ) فوالله ما رايت شبيه له في تاريخ مدون ، من ساقط منحط زنيم ، ولا اله الا الله وانا اليه وانا اليه راجعون ، وعجبي كيف يعتبرونه صحابي ويترضون عليه ؟ الا انهم به اشبه واليق .. والطيور على امثالها تقع ، وقد اخترت مفصلا بسيطا من مفاصل ترجمة هذا الزنديق ليطلع عليه من يجهله :
كانت أمه ليلى أشهر بغي بمكة وأرخصهن أجرة، ولما وضعته ادعاها خمسة كلهم أتوها غير أن ليلى ألحقته بالعاص لكونه أقرب شبها به ، وأكثر نفقة عليها ، ذكرت ذلك أروى بنت الحارث بن عبد المطلب لما وفدت إلى معاوية ،
فقال لها : مرحبا بك يا عمة؟ فكيف كنت بعدنا؟
فقالت: يا بن أخي؟ لقد كفرت يد النعمة، وأسأت لابن عمك الصحبة، وتسميت بغير اسمك، وأخذت غير حقك، من غير بلاء كان منك ولا من آبائك، ولا سابقة في الاسلام، ولقد كفرتم بما جاء به محمد صلى الله عليه وآله فأتعس الله منكم الجدود، وأصعر منكم الخدود، حتى رد الله الحق إلى أهله، وكانت كلمة الله هي العليا، ونبينا محمد صلى الله عليه وآله هو المنصور على من ناواه ولو كره المشركون، فكنا أهل البيت أعظم الناس في الدين حظا ونصيبا وقدرا حتى قبض الله نبيه صلى الله عليه وآله مغفورا ذنبه، مرفوعا درجته، شريفا عند الله مرضيا، فصرنا أهل البيت منكم بمنزلة قوم موسى من آل فرعون يذبحون أبناءهم ويستحيون نساءهم، وصار ابن عم سيد المرسلين فيكم بعد نبينا بمنزلة هارون من موسى حيث يقول: يا بن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني، ولم يجمع بعد رسول الله لنا شمل، ولم يسهل لنا وعر، وغايتنا الجنة، وغايتكم النار.
فقال لها عمرو بن العاص: أيها العجوز الضالة؟ أقصري من قولك، وغضي من طرفك.
قالت: ومن أنت؟ لا أم لك.
قال: عمرو بن العاص.
قالت : يا بن اللخناء النابغة تتكلم وأمك كانت أشهر امرأة بمكة وآخذهن لأجرة، إربع على ظلعك وأعن بشأن نفسك فوالله ما أنت من قريش في اللباب من حسبها ولا كريم منصبها، ولقد إدعاك ستة نفر من قريش كله يزعم أنه أبوك فسألت أمك عنهم فقالت: كلهم أتاني فانظروا أشبههم به فألحقوه به، فغلب عليك شبه العاص بن وائل فلحقت به، ولقد رأيت أمك أيام منى بمكة مع كل عبد عاهر، فأتم بهم فإنك بهم أشبه.