بقلم: نائب رئيس الجمهورية المستقيل عادل عبد المهدي
كان من الطبيعي ان يكتب سماحته وصيته، بمرض او بدونه.. وقد اطلعني المرحوم عليها طالباً ابداء الرأي.. وفي 22/10/2008 (20شوال1429) كتبت اربع ملاحظات بسيطة ارفقتها باصل الوصية -وهي بعض ما القاه نجله سماحة السيد عمار في تشييعه.. واليوم في ذكراه (للسنة الهجرية) لم اجد عزاءً افضل مما كتبته له في حياته، بعد حذف الملاحظات بالطبع:
بقلب يعصره الالم وبال تتقاذفه الهواجس قرأت وصيتكم العقائدية السياسية العائلية وشعرت بعظمة الرجل الذي يستعد لمواجهة ربه بنفس مطمئنة راضية وايمان لا يتزعزع وتمنيت ان امتلك جزءاً صغيراً من هذه الروح المملوءة اعتقاداً وثقة بخالقه جل وعلا وبرسوله صلى الله عليه واله وعترته الطاهرة صلوات الله وسلامه عليه وعليهم اجمعين.. شعرت عمق الوفاء والاخلاص للمبادىء ودرجة المسؤولية التي يأبى اخي وسيدي الا ان يعطينا درساً عن عزيمة الرجال المؤمنين المخلصين الذين لا يكرهون ولا يحبون الا في الله. فهنيئاً لك يااخي ابا عمار. وان الموت حق وان الدنيا عابرة وان الاخرة خير وابقى وان الجنة مثواك ان شاء الله، فان سبقتنا فاشفع لنا عند اجدادك عليهم السلام، وان ذهبنا قبلك ان شاء الله فابرىء ذمتنا واعذرنا عن اخطائنا وسوء افعالنا.. وان مسؤوليتي معكم وحبي لكم ولعائلتكم توجب علي ذكر بعض الملاحظات وقد شرفتني بقراءة وصيتكم داعياً العلي القدير ان يطيل عمركم وان يمن عليكم بالشفاء والصحة والعافية وما ذلك على الله بكثير وهو قادر على ما يشاء.
(تم تأتي الملاحظات لتنتهي الرسالة بالخاتمة ادناه)
سيدي واخي.. اعتذر لهذه الملاحظات المتجرأة.. فان رأيت فائدة مما ذكرت فاكون قد لبيت ما طلبته مني من ملاحظات.. وان كان الامر خلاف ذلك، فهذه وصيتكم لن يقف فيها غيركم امام الله سبحانه وتعالى.. فجزاكم الله عنا جميعاً خير الجزاء اخي وحبيبي. فلقد هزمت المرض بعد ان هزمت الطاغية وسلسلة الاوضاع الصعبة المعقدة في البلاد.. وكنت القائد المبرز الذي حقق من المنجزات والمكاسب ما لم يحققه الاخرون، سلاحك الوعي والمثابرة والمحبة والروح العالية والايمان الذي لا يتزعزع. وادعو الله العلي القدير ان يمنحكم الصحة والعافية وان يمد في عمركم ويبقيكم دخراً لنا وللمؤمنين كافة وللعراق.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.