|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 51434
|
الإنتساب : Jun 2010
|
المشاركات : 301
|
بمعدل : 0.06 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى العقائدي
وقفة مع أهمية التفكر .....
بتاريخ : 20-02-2011 الساعة : 12:27 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الخلق أجمعين محمد واله الطاهرين ....
[COLOR=window****]اَللّـهُمَّ يا اَجْوَدَ مَنْ اَعْطى، وَيا خَيْرَ مَنْ سُئِلَ، وَيا اَرْحَمَ مَنِ اسْتُرْحِمَ اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ فِى الاَْوَّلينَ، وَصَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ فِى الاْخِرينَ، وَصَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ فِى الْمَلاَءِ الاَْعْلى، وَصَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ فِى الْمُرْسَلينَ، اَللّـهُمَّ اَعْطِ مُحَمَّداً وَآلَهِ الْوَسيلَةَ وَالْفَضيلَةَ وَالشَّرَفَ وَالرَّفْعَةَ وَالدَّرَجَةَ الْكَبيرَةَ، اَللّـهُمَّ اِنّى آمَنْتُ بِمُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَلَمْ اَرَهُ فَلا تَحْرِمْنى فِى الْقِيامَةِ رُؤْيَتَهُ، وَارْزُقْنى صُحْبَتَهُ وَتَوَفَّنى عَلى مِلَّتِهِ، وَاسْقِنى مِنْ حَوْضِهِ مَشْرَباً رَوِيّاً سآئِغاً هَنيئاً لا اَظْمَأُ بَعْدَهُ اَبَداً اِنَّكَ عَلى كُلِّ شَىْء قَديرٌ، اَللّـهُمَّ اِنّى آمَنْتُ بِمُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَلَمْ اَرَهُ فَعَرَِّفْنى فِى الْجِنانِ وَجْهَهُ، اَللّـهُمَّ بَلِّغْ مُحَمَّداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ مِنّى تَحِيَّةً كَثيرَةً وَسَلاماً . [/COLOR]
لنتدبر قوله تعالى :
( الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ {آل عمران/191} )
من الأمور الذاتية في الإنسان والتي أودعها الله تعالى في تكوينه هي قابلية التفكر وذلك لان المراد تحقيقه من الإنسان وبلوغه بما أراد الحق تعالى من التكامل وبلوغ رضا الله تعالى لا يتم إلا بوجود هذا الجانب في تكوين الإنسان .
وحقيقة التفكر هو إجالة الفكرة في الذهن من اجل الاستنتاج ومن هنا كان المعنى الذهني الواحد يسمى ( فكرة ) و التفكر في الكون يؤدي الى استنتاج عظمة الخالق سبحانه و عجيب تدبيره و قدرته ورحمته جلّ جلاله .
ونحن الآن وإن قلنا ان الفكرة تكون في ( الذهن ) وكما هو المتعارف إلا أنّ ( الذهن ) لم يذكره القرآن الكريم وإنما نسب التفكير إلى العقل تارة ( لقوم يعقلون )، وإلى اللب أخرى (ذوي الألباب) ، وإلى القلب ثالثة ( لهم قلوب يعقلون بها ) وإلى النفس رابعة ( أو لم يتفكروا في انفسهم ) وإلى الصدور خامسة ، كقوله تعالى ( يعلم خائنة العين و ما تخفي الصدور ) .
ثم ان الله تعالى دعا الى تفعيل هذا الجانب والاستفادة منه بأسلوبين :
الأول : أسلوب طبيعة الفطرة فجعل الإنسان يلجأ إلى الفكر تلقائيًا في كثير من الأمور الدنيوية والأخروية والتي غالبًا ما نشعر بها تتركز على الأمور المعاشية والدنيوية .
الأسلوب الثاني : هو الحث على الاستفادة منه وذلك عن طريق الكتاب العزيز والمعصومين ( عليهم السلام ) بما تكلموا به من فضل التفكر حتى ورد عنهم ( ع ) : تفكر ساعة خير من عبادة سنه.
ثم إن التفكير في المخلوقات يمكن أن يكون على عدة مستويات حسب مستوى المفكر من حيث الثقافة و الإيمان ومنها :
الأول : الظاهر من التدبير الكوني وهو الذي يستفاد من ظاهر القرآن الكريم في الآيات الكونية .
الثاني : النظر في العلاقات بين الأشياء كالعلاقة بين الشمس و الأرض و بين الشمس والنبات و بين الثمرة و الشجرة و غيرها وهي علاقات مدهشة عرفت البشرية القليل منها للان .
الثالث : النظر في تفاصيل فيزياوية و كهرومغنايسية للأشياء سواء الصغيرة منها كالذرّة ونواتها أو الكبيرة منها كالفضاء الكوني .
الرابع : النظر إلى الأمور التي يتعذر تفسيرها بالعلم التجريبي في كثير من العلوم كالفيزياء وعلم النفس و الباراسيكولوجي .
الخامس : التفكير في هدف الكون فلماذا تسير الأرض والشمس وكل ّ النجوم في مداراتها ؟ وكيف ولماذا تسير جزيئات الذرّة كالألكترونيات والبروتونات وغيرها في مساراتها ؟ وكيف ولماذا وجد الإنسان وسائر الحيوان ؟
وقد جعل الله تعالى بعض أبواب العطاء الإلهي لا تفتح إلا بمفتاح في عالم العقول عبر الآيات الربانية والتفكر عبادة مفروضة لكنها مضيعة من قبل العباد على اختلاف دياناتهم ومشاربهم فلا يتوهم احدنا بأن التفكر فقط أجالت الفكر في الأشياء بل ان كل العبادات السابقة عليه تصب في مرحلة التفكر ولا ينال هذه المرتبة من العبادات وإلا فانه سيكون معرضًا لكثرة الخواطر والخيالات أثناء التفكر فقد قال الإمام علي ( ع ) : النظر في ملكوت السماوات والأرض عبادة المخلصين . ومن هنا فالتفكر هو تفريغ القلب أو العقل من كل ما سوى الله لكن هذا غالبا يحتاج إلى شيء من المجاهدة والتحمل لأنه تفريغ داخلي لخبايا النفس وهو الأصعب ومن هنا تكون النتائج في تعظيم الخالق ومعرفة أولياءه وكذلك عدم الغفلة عن معرفة نعم الله تعالى .
أما إذا كان بغير طاعة لله تعالى فيكون التفكر وبالا على صاحبه و مبعد عن الله تعالى نعم قد يعطي نتائج من سرعة الفهم وتوسيع المعلومات لكنه لا يوصل إلى مرتبة المتفكرين بل أحيانا سعة المدارك العقلية مع وجود النفس الأمارة توصل إلى نتائج وخيمة ومؤسفة .
ثم ان التفكر بأي أمر يولد سعي تجاه ذلك الأمر كما يقول أمير المؤمنين عليه السلام ( من كُثر فكره في المعاصي دعته إليها ) وذلك لما يولد الفكر السيئ لمزيد من السعي نحو الحرام والعصيان .
ثم إن للتفكر أثرا على القلب مما يعزز صفاءه من كدورة الآثام وإزالة الغفلة عنه فبالفكر تنجو القلوب وتفتح حواسها قال امير المتقين (ع): (من طالت فكرته حسنت بصيرته )
ومن هنا كان التفكر في الجانب الإلهي يؤدي إلى غلبة الجانب الإلهي على الجانب الشهواني المؤدي إلى طمس الرغبات النفسية حتى قال بعض العلماء ( ان التفكر دعاء لنزول العطاء الإلهي )
قال الإمام الصادق الصديق )عليه السلام ): ( أفضل العبادة إدمان التفكر في الله وفي قدرته )
اذن التفكير في الخلق من الأمور التي حثّ عليها القرءان الكريم والمعصومين ( ع ) وحين نسمع قوله تعالى :
(سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ {فصلت/53} ) وهي الآيات النفسية والآفاقية و كقوله تعالى :" وفي الأرض آيات للموقنين ،و في انفسكم أفلا تبصرون" مع شجب التعامي وعدم استعمال البصر ( و لهم اعين لا بيصرون بها ) كما شجب القرآن إهمال العقل كقوله تعالى : " و يجعل الرجس على الذين لا يعقلون" .
ونختم كلامنا بما قاله السيد الشهيد الصدر ( قدس ) في كتاب فقه الأخلاق :
وأهم ما يمكن تصوره كأهداف للتفكير ، عدة أمور وقد يجتمع بعضها مع بعض وقد لا يجتمع .
الهدف الأول : استنتاج أمر دنيوي محض كمن يفكر في حسابات تجارته أو المحاضرة التي يلقيها على الطلاب .
الهدف الثاني : استنتاج أمر دنيوي ذي نتيجة دينية ، كالتفكير في بناء مسجد ومقدماته و حساباته .
الهدف الثالث : استنتاج وجود الله عزّ و جل ّ . بعد الإلتفات إلى دقة الترتيب والتدبير في هذا الكون ، وأنّ ذلك لا يكون إلا من قبل فاعل عالم قدير .
الهدف الرابع : استنتاج حسن تدبير الله سبحانه للكون وواسع قدرته ورحمته ، بعد التسليم بوجوده .
وهذه هو الذي يستفاد من ظاهر القرآن الكريم . إلا انه غير مناف مع الهدف الثالث بطبعه ، إذ بعد الإلتفات والتأمل في الكون يكون التدبير و المدبر واضحين .
الهدف الخامس : استنتاج عظمة الله سبحانه في خلقه . وهذا معنى غير مجرد التدبير و الترتيب .
الهدف السادس : استنتاج الهدف من الخلقة ، بالتفكر فيها .كما في قوله تعالى :" وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ". أو غير ذلك من الأهداف الممكنة للخلقة.
أبو فاطمة العذاري
|
|
|
|
|