محللون: التجربة اللبنانية تقوي قناعة الشعوب العربية باسلوب المقاومة على حساب اسلوب المفاوضات مع اسرائيل.
يرى محللون سياسيون فلسطينيون ان صمود حزب الله خلال حربه مع اسرائيل في الجنوب اللبناني 34 يوما سيعزز مواقف الفلسطينيين الداعين الى المقاومة الذين يرفضون التفاوض مع اسرائيل.
وقال غسان الخطيب مدير مركز القدس للاتصال والاعلام ان "تجربة لبنان الاخيرة قوت قناعة الشعوب العربية باسلوب المقاومة على حساب اسلوب المفاوضات مع الجانب الاسرائيلي".
واشار الخطيب الى تاثر الفصائل الفلسطينية بحزب الله حينما اجبر اسرائيل على الانسحاب من الجنوب اللبناني العام 2000، وانتهاج هذه الفصائل الانتفاضة المسلحة ضد اسرائيل منذ ذلك العام.
وقال الخطيب " نتيجة حرب لبنان وصمود حزب الله اضعفا قوة الاقناع في العالم العربي بفكر المفاوضات ورفعت قوة الاقناع بالمقاومة".
وشهدت الاراضي الفلسطينية تظاهرات واسعة تأييدا لحزب الله طوال ايام الحرب على لبنان، وارتفعت شعبية امين عام الحزب حسن نصر الله بين الفلسطينيين بشكل لافت. وهتف المشاركون في كل التظاهرات التي جرت لنصر الله واصفين اياه بـ"الثائر العربي".
وبحسب الخطيب فان تاثير حرب لبنان على الانظمة العربية سيكون كبيرا جدا ايضا. وقال ان "ما حققه حزب الله في لبنان هز متانة الانظمة العربية لصالح المعارضة فيها خاصة المعارضة الاسلامية".
وقال الخطيب " بتقديري ان نتائج حرب لبنان لم تبق اي مجال للتفاوض التقليدي السابق".
ويتفق معه النائب المستقل السابق عزمي الشعيبي فيما يتعلق بتاثير صمود حزب الله على "الفكر الفلسطيني المقاوم" لكنه يرى هذا التاثير من زاوية اخرى.
وقال الشعيبي الذي يدير الان مؤسسة تعنى بمحاربة الفساد "المواطن الفلسطيني العادي والنشط سياسيا، وجد نفسه مضطرا للمقارنة بين شكل ومضمون واليات مقاومة حزب الله مع المقاومة الفلسطينية".
واضاف "ما حققه حزب الله في لبنان وضع المقاومة الفلسطينية على المشرحة امام الجمهور والفصائل الفلسطينية، خاصة وان المقاومة اللبنانية كشفت اخطاء في المقاومة الفلسطينية ما سيدفع المجتمع الفلسطيني لاعادة النظر فيها لتعزيزها".
وتابع الشعيبي "وفيما تعلق بالفكر التفاوضي، بتقديري ان ما جرى في لبنان سينسف النهج التفاوضي القديم، وقد يكون هناك تغييرا في الاداء العربي التفاوضي، سببه ما حققه حزب الله".
من جهته، يرى عميد كلية الادارة والقانون في جامعة بيرزيت علي الجرباوي ان "الفكر المقاوم سيتعزز بين الفلسطينيين على حساب الفكر التفاوضي" رغم قلة امكانيات الفصائل الفلسطينية العسكرية.
وقال الجرباوي "صحيح ان الوضع الفلسطيني يختلف تماما من حيث اساليب ومعدات المقاومة الفلسطينية، الا ان المجتمع الفلسطيني سيشعر بالحنين الى اسلوب المقاومة على غرار حزب الله".
وتعتمد الفصائل الفلسطينية المسلحة في هجماتها ضد اهداف اسرائيلية على صواريخ بدائية الصنع تطلقها بين الحين والاخر من غزة باتجاه اسرائيل، اضافة الى اسلوب العمليات الانتحارية داخل اسرائيل.
ومما سيساهم في تعزيز "الفكر المقاوم" حسب ما يرى الجرباوي، هو ضعف المردود السياسي الذي حصل عليه الفلسطينيون خلال المفاوضات طوال السنوات الثلاثة عشر الاخيرة.
وقال الجرباوي" طوال السنوات الماضية من المفاوضات لم يتحقق شيئا، لا للفلسطينيين ولا للعرب ومن هذا الجانب قد يتعزز مفهوم تاثير المقاومة المسلحة".
وحول تاثير حرب لبنان على الانظمة العربية في موقفها من الصراع العربي الاسرائيلي، قال الجرباوي "العديد من الانظمة العربية لديها حساباتها وارتباطاتها مع اميركا وغيرها لكن اتوقع ان بعض الانظمة العربية ستشعر بالحرج مما الت اليه نتيجة الحرب في لبنان، وستقف امام تساؤل لماذا يستمر تكديس هذه الجيوش لديها؟".
وقال القيادي في حركة حماس محمود الرمحي امين سر المجلس التشريعي الفلسطيني ان نتائج الحرب في لبنان ستنعكس "ايجابا" على قضية الجندي الاسرائيلي المخطوف.
وتحتجز مجموعات مسلحة فلسطينية، ومنها الجناح التابع لحركة حماس، الجندي الاسرائيلي جلعاد شليط في غزة منذ قرابة الشهرين، وتشن اسرائيل منذ ذلك الحين هجمات جوية وبرية على قطاع غزة.
واشار الرمحي الى قناعته بان اسرائيل "اصبح لديها الان القابلية للتفاوض بشأن الجندي المحتجز في غزة، بعدما فشلت في لبنان، لان هزيمتها في لبنان جعلت المجتمع الاسرائيلي نفسه يتراجع عن فكرة القوة لاعادة الجندي".
وقال "سيكون هناك ضغط اسرائيلي، وهو قائم اصلا، واسرائيل اصبحت قابلة لمبادلة الجندي باسرى فلسطينيين، لكن الامر بحاجة الى الصبر".