العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية منتدى الجهاد الكفائي

منتدى الجهاد الكفائي المنتدى مخصص للجهاد الكفائي الذي أطلق فتواه المرجع الأعلى السيد السيستاني دام ظله

 
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next

الصورة الرمزية kumait
kumait
عضو برونزي
رقم العضوية : 65773
الإنتساب : May 2011
المشاركات : 452
بمعدل : 0.09 يوميا

kumait غير متصل

 عرض البوم صور kumait

  مشاركة رقم : 3  
كاتب الموضوع : kumait المنتدى : منتدى الجهاد الكفائي
افتراضي صانعة الحروب: هل تخوضها (نظيفة)؟!
قديم بتاريخ : 10-11-2012 الساعة : 02:51 AM


صانعة الحروب: هل تخوضها (نظيفة)؟!
محمد قستي

قد يكون مفاجئاً أن يكتب صحافي ذو توجه سعودي مقالاً عن حروب تخوضها السعودية أوتنخرط فيها؛ فهذا وإن كان صحيحاً في عمقه وواقعه خلاف ظاهره، فإن السعودية نفسها لاتعترف بأنها داعية حرب، ولا دولة حرب، بل هي تروّج عن نفسها وتبرزها كدولة (ناعمةالملمس) (محبّة للسلام) (تائقة للإستقرار)، وتفاخر بأنها لا تخوض حروباً ولا تستفزّأحداً حتى اسرائيل؛ بعكس من تناصبهم العداء من صداميين وخمينيين وناصريين وإسلاميينوغيرهم!

مفاجأة مقال جهاد الزين في النهار (11/10/2012) عن (السعودية والحروب "النظيفة") لا تؤكد انخراط السعودية في الحروب الإقليمية العديدة فحسب، بل الأهم بزعم الكاتبأنها انتصرت في تلك الحروب جميعاً، دون ان تنتقل شعلة النار الى أراضيها، أو تتورطبمهجري الحروب التي ساهمت فيها أو صنعتها، ليطلب الكاتب دراسة وتأمل هذه التجربةالسعودية الناجحة (في خوض أخطر الحروب التي تعيد تشكيل هوية المنطقة والبقاء فيمنطقة بعيدة عن رذاذ الدم وشظايا القنابل). وهي ـ بحسب الكاتب ـ تجربة ناجحة فيتفريغ شحنة ما أسماه (العصب القتالي) ورسم أهدافه (عبر النفوذ لا الإشتباك).

لعلنا لا نحتاج الى تأكيد أن الحروب التي انخرطت فيها السعودية كثيرة، اكثر منتلك الحروب الأربع التي ذكرها جهاد الزين:

(الحرب الأفغانية ضد السوفيات 1979؛والحرب العراقية الإيرانية 1980؛ والحرب على العراق بعد احتلال الكويت 1990، والحربالأهلية السورية الآن).. فهناك حروب أخرى اقتصادية وسياسية واستخباراتية تتعدّىمنطقة الشرق الأوسط الى افريقيا وامريكا اللاتينية وغيرهما؛ وهناك الحرب العسكريةبين اليمنين الشمالي والجنوبي عام 1994 حيث اصطفت مع الجنوبيين، وهناك انخراط مباشرفي حرب احتلال أفغانستان 2002، وحرب احتلال العراق 2003، والحرب السعودية المباشرةفي اليمن ضد الحوثيين 2009 وقبلها الحرب بالنيابة في أربع حروب غير مباشرة، ولاتزالالأمور على هذا النحو.

تقييم هذه الحروب من حيث الأسباب والدوافع والنتائج يختلف كثيراً عما توصل اليهجهاد الزين. فهذه الحروب جميعاً تحكي قصة تحلّل الدور السعودي، وليس تناميه. انهاتحكي قصّة التخبّط السعودي فاقد الإستراتيجية، الأمر الذي كانت له انعكاسات خطيرةعلى شرعية النظام وعلى الإستقرار الأمني والسياسي في السعودية نفسها، كما علىالأوضاع الإقتصادية المحلية، ما جعل السعودية بسبب تمويل الحروب المتنوعة، في أزماتمالية وعجز ميزانية ومديونية عامة لمدة تزيد على العقدين.

لن نخوض في تقييم تلك الحروب، لكن هناك ملاحظات أساسية نلفت الإنتباه اليها:

الأولى ـ السعودية: حروب محاور وبالنيابة

تخوض السعودية حروباً بالنيابة كعضو في محور غربي محارب. كل الحروب التي خاضتهاجاءت في سياق الحروب الأمريكية ـ الغربية؛ وكل الأعداء المفترضين للسعودية هم أعداءللولايات المتحدة. وفي كل الحروب كان هناك تنسيق مشترك بين السعوديين والغرب، كونهمجزءً من محور سياسي فاعل سواء كانت الحرب ضد السوفيات، أو ضد دول بعينها ينظر الغرباليها كعدوة، مثل ايران وسوريا أو حتى نيكاراغوا وغيرها، أو ضد جماعات معادية للغربوحلفائه: كما الحوثيين في اليمن، وحزب الله. بمعنى آخر، فإن الحروب التي تخوضهاالسعودية، إنما تخوضها كجزء من محور غربي، ولصالح هذا المحور، وليس بالضرورة لمصلحةسعودية خاصة، كتوسعة نفوذ أو ما أشبه. السعودية تخوض هذه الحروب وتشارك فيها سواءكانت على المستوى الشرق الأوسط أو أبعد من ذلك في سياق هذا المحور، وقد كشف تركيالفيصل ـ رئيس الإستخبارات السعودية الأسبق ـ بأن بلاده كانت لها مساهمات في حربفيتنام الى جانب الأميركيين! ولربما يصدق القول بأن مساهمة السعودية في هذه الحروبالأميركية ـ الغربية المتنقلة إنما هي ثمن تدفعه مالاً ومكانة لصالح المستفيدالأكبر ـ راعي المحور، مقابل بقائها محميّة من قبله.

الثانية ـ حروب متنوعة بغير جهد بشري

السعودية تخوض حروبها بلا جنود من جيشها؛ فكل المعارك التي خاضتها كان المال هوالعنصر الفاعل فيها، حيث تموّل آلة الحرب، وتدعم حركات مقاتلة أو أنظمة مواليةبالمال والسلاح وتوفير الغطاء الإعلامي والسياسي. في الحرب الأفغانية ضد السوفيات،كان هناك المال السعودي والسلاح الغربي، وكان هناك المقاتلون السعوديون ـ غيرالنظاميين من العناصر السلفية ـ الذين يتم شراء التذاكر لهم وتمويلهم. ذات المشهديتكرر في سوريا الآن، حيث رواتب المقاتلين تدفع سعودياً، وصفقات أسلحة تشترى لترسللا إلى الرياض وإنما مباشرة الى تركيا ومنها الى المقاتلين (نشير الى ما كشف عنهتقرير مصور للبي بي سي بشأن صفقة أسلحة سعودية مع أوكرانيا وجدت في حلب). في الحربالعراقية الإيرانية، قدمت السعودية ما يقرب من مائة مليار (الملك فهد اعترف علانيةبخمسين مليار دولار، والملك عبدالله قال انها سبعين مليار دولار) فضلاً عن تقديمصور لتحركات الجيش الإيراني تلتقطها الأواكس، وكذلك إضعاف الإيرادات الإيرانية عبرتصدير فائض نفطي حتى وصل سعر البرميل الى 12 دولاراً.

في الحرب على العراق الأولى عام 1991 والثانية عام 2003، كانت السعودية منطلقاًللقوات الأجنبية (نصف مليون مقاتل في الأولى) وقد شارك الجيش السعودي اسمياً فيالقتال، ولكن في التمويل دفعت السعودية ما يزيد على ستين مليار دولار لتحريرالكويت. وفي عملية اسقاط حكم الطالبان وحكم صدام 2002-2003 كانت ادارة الحرب قد تمتمن قواعد أميركية في السعودية، بل وكانت الجبهة السعودية فاعلة في السيطرة علىقواعد عراقية.

يضاف الى هذا الجهد المالي والإعلامي والسياسي.. توفير الغطاء الديني كجزء منمشروعية الحرب الغربية ـ السعودية على الدول: إما باسم مكافحة الشيوعية ـ كما فيافغانستان، أو مكافحة الإرهاب كما بشأن الطالبان وصدام، أو باسم الديمقراطيةوالطائفية معاً كما في سوريا الآن، وهكذا. المؤسسة الدينية تعتبر جزءً فاعلاً فيحروب السعودية. لكن في المجمل فإن القوات السعودية نادراً ما تشارك في حروب خارجية، فالجيشالسعودي لا يعتدّ به، ولا خبرة قتالية لديه، وليس لدى السعودية الجرأة للقتالالمباشر، حتى في المناطق القريبة. لكن السعودية تستعيض عن ذلك ليس بالمال فقط، ولكنفي العقود الأخيرة بـ (السلفيين والقاعديين) على النحو الذي شهدناه في العراقوسوريا وحتى اليمن وقبلها افغانستان.

نعم، المكان الوحيد الذي شاركت فيه السعودية مباشرة في حرب حقيقية في السنواتالأخيرة، هي الحرب ضد الحوثيين، وقد خسرت المعركة، وخرس الإعلام السعودي.

كانتتجربة مرّة للسعوديين، فقد تصوروا أنه إن لم يكن بإمكانهم مواجهة جيش نظامي ولوصغير جداً، فإنهم سينجحون حتماً في مواجهة جماعة مسلحة.

فدخلوا الحرب بغباء، ثم لماخسروها قالوا بأن علي صالح هو من ورّطهم فيها!

وهناك قضية أخرى تتعلق بإيران، فالرياض كما تل أبيب تتمنيان أن تقوم امريكاباعلان الحرب على إيران بالنيابة عنهما، وتناستا أنهما هما من تحاربان بالنيابة عنأمريكا وليس العكس. بدت السعودية قبل نحو خمس سنوات ـ وبتحريض وتشجيع من الأميربندر، رئيس الإستخبارات السعودية الحالي ـ أن لديها الإستعداد لدفع فاتورة الحرببأكثر من المال، أي دفعها دماً من جنودها وخراباً ودماراً في اراضيها ومنشآتهاايضاً في حال كانت هناك حرب على إيران. لكن هذه الميول، ومن خلال القراءات السطحيةلأحداث ما بعد الربيع العربي، قد تغيّرت، وظهر ان الرياض أقلّ اندفاعاً تجاه مثلهذه المغامرات.

الثالثة ـ المزيد من الحروب، والمزيد من الإنحدار

بالرغم من مشاركة السعودية في كثير من الحروب، والزعم بأنها نجحت فيها، كما يفعلجهاد الزين، إلاّ أن أول ما يلاحظه المراقب هو أن مكانة السعودية الإقليمية تدهورت،مع ملاحظة أنها ـ كما يقول اصحابها انتصرت! فهي قد أنهت النظام العراقي وتخلصت منصدام، كما أضعفت ايران بالحرب، وأسقطت حكم الطالبان الذي كانت تعترف به مع دولتينأخريين (الإمارات والباكستان)، وأعادت آل صباح الى الكويت، وأشعلت النار في سوريا.

لماذا إذن لم يتجلّ النصر والنجاح السعودي المزعوم على وضع الحكم السعوديومكانته الإقليمية وتوسعة نفوذه؟ هل عوامل تقزّم النفوذ السعودي منفصلة عن عواملالإنتصار السعودي في الحروب الأميركية ـ الغربية؟ كلاّ، بل هي عوامل مشتركة، مايجعل المراقب يشكك في أصل حكاية النجاح السعودي من أساسها. وبنظرنا فإن تلك الحروبالتي خاضتها السعودية تعدّ العامل الأساس في تراجع نفوذها، وهي بهذا تعتبر حروباًخاسرة في محصلتها النهائية بمقياس المصالح السعودية وحتى الغربية.

ترى ما هي قيمة النصر السعودي الغربي في أفغانستان، ماذا حصل الأفغان منه، وماذاحصلت السعودية نفسها منه..
وفي الوقت الحالي: أية امتياز للسعودية في أفغانستان: سياسة ورجالاً ومكانة؟
ما هو المكسب السعودي الذي تحقق من حرب امريكا على العراق وزوال نظام صدام حسين؟

السؤال الذي يطرح على المكاسب السعودية قائم بشأن المكاسب الأميركية والغربية منتلك الحروب، وإن كان الأمر ليس متطابقاً بالضرورة. قد تتحمّل السعودية غرماً فيمساهمتها في الحروب، ويكون مكسبها منها رفع شأن المحور الأميركي الذي تنتمي اليه،وليس الى ذاتها بالضرورة. لكن كقاعدة عامة، فإن انحسار النفوذ الأميركي يقابلهانحسار في النفوذ السعودي نفسه، وهذا واحد من أهم أسباب انحدار مكانة السعوديةنفسها. لكن بعض الموالين للنظام في الرياض، وهم إذ يقرّون بتراجع نفوذ أميركا فيالشرق الأوسط، يضخّمون في الوقت نفسه من قوّة ونفوذ الدور السعودي، وهذان أمرانمتناقضان. الحقبة السعودية جاءت على موج انتصارات اميركية (مشاريع وحروب) فيالمنطقة، ونهاية الحقبة جاءت ايضاً على أنقاض سلسلة من الهزائم الأميركية.

الرابعة ـ حروب السعودية قذرة ولا أخلاقية

كل الحروب قذرة ودموية وتحمل استخفافاً بآدمية الإنسان وحرمة الدم. آل سعودنقلوا حروبهم الى مواقع الخصوم بعيداً عنهم. عمدوا الى التحريض وصبّ النار عليها،ولم يمارسوا دوراً وسيطاً لحلحلتها. والسبب: إنهم جزء فاعل وطرف أساس فيها، ولذافإن المآسي من القتلى والجرحى والأيتام والمعذبين والمهجرين لا يلحظها الحاكمالسعودي، وربما تبرّع بقليل من المال تعبيراً عن التعاطف، وتمريراً للسياسةالمتبعة.

أيّة حرب كانت (نظيفة) من حروب آل سعود؟

هل هي الحرب الأفغانية التي حصدتولاتزال تحصد أرواح مئات الألوف من البشر وصلت الى ما يقرب من المليونين، ودمرتبلداً كاملاً وهجرت نحو اربعة ملايين إنسان؟ أم هي الحرب العراقية الإيرانية التيكانت نتيجتها البشرية أكثر من مليون قتيل ومئات الألوف من الجرحى، فضلاً عن الخرابوالدمار في البنية التحتية؟ أم هي حرب الكويت وما تلاها من حصار للعراق استمرلسنوات وقضى على نصف مليون طفل عراقي بحسب تقارير الأمم المتحدة؟ حتى بضعة آلاف منالفارين من جحيم صدام حسين الى رفحا السعودية لم تتحملهم، وما أكثر التقارير التيتحدثت عن المعاملة السيئة، فيما كان الاعلام السعودي يتحدث عن أماكن الإيواء ويصفهابأنها تشبه (فنادق خمس نجوم)!

الحروب السعودية ـ الإعلامية والسياسية والعسكرية والإقتصادية والإستخباراتية ـكلها قذرة:

فجور في الخصومة؛ وتفجيرات تقتل الأبرياء كتلك التي استهدفت المرجعالشيعي محمد حسين فضل الله في بيروت والتي أدت الى مقتل ما يقرب من مائة انسانبريء، تلك العملية مولتها السعودية ـ الأمير بندر ـ حسب كتاب وودورد: (الحجاب).

أيةنظافة في الحرب السعودية على الحوثيين، وهي بعد ان فشلت في المواجهة العسكرية،
عمدتالى استخدام الطيران لتقصف بيوت الطين والحجر وتدمرها على رؤوس السكان في صعدةوغيرها؟
أية نظافة في حروب السعودية في سوريا اليوم وهي تمدّ الحرب الأهليةبالتحريض الطائفي والمال والرجال السعوديين القاعديين والسلفيين، اضافة الى السلاح؟
أية نظافة في حروب السعودية الإقتصادية: زيادة الإنتاج الى اقصى حد لتنخفض الأسعار،تنفيعاً للغرب وإضراراً بالخصوم؟

لا توجد مبررات سياسية أو أخلاقية في الحروب التي انخرطت فيها السعودية، وربمالهذا السبب ارتدّت عليها سلباً وخسائر باهضة الثمن.


من مواضيع : kumait 0 تأملات في فتوى جهاد النكاح
0 وجه واحد!
0 هل الهاتف المحمول كان موجودا عام 1938؟
0 الاعلام العربي و أشكالية الضمير..
0 الأرض تستعد لمواجهة «عاصفة شمسية مدمرة»
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 11:44 AM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية