عذراً سيدي المسيح إن أقبلنا عليك بثوب أسود,
ولم نشعل لميلادك الأنوار وشجرة العيد.
فـ ذكرى ميلادك تذكرنا بمصاب الحسين!
و العين للحسين دامعة والقلب لمصابه حزين.
في مولدك كانت السيدة مريم فرحة لنور وجهك المجيد.
أما الحسين في يوم مقتله حزنت أمه فاطمة,
و أدمعت عيناها من شدة الشوق والمصاب والحنين.
كيف لا.. وسيدا شباب أهل الجنة قد قتلا؟
فـ الحسن بـ السم مات عليل,
والحسين بالسيف سقط شهيد.
في يوم ميلادك أحتضنتك أمك في حجرها الدافئ الفسيح.
أما الطُهر فـ كان على الرمضاء ذبيح.
في يوم ولادتك خضب الفرات بدم الحسين الغريب.
في يوم بزوغك رفع الراس على القنا كـ القمر مشع و منير.
في يوم أنبلاج نورك قد رموا شبل المصطفى بـ السهام فـ هشموا الوجه الشريف.
قد غذيت يا سيدي بحليب الطهر من مريم,
أما الحسين فقد مات عطشاناً محروماً من ماء جرى تحت أقدامه كـ الغدير.
أتجهت أمك لتلدك الى مكان مقدس شرقي جميل.
والحسين أتجه نحو كربلاء الصحراء فـ كان الموت والشهادة هي المستقر والمصير.
أمك ولدتك تحت فيء شجرة النخيل.
والحسين كمنوا له بينها وأنهالت عليه السيوف كـ المطر الغزير.
أمك قد هزت الجذع فـ تساقط الرطب لتطعمك يا أعز جنين.
أما الحسين فـ قتلوا أولاده وأصحابه وحرموا أبنائه من الماء والطعام,
وأضرموا الخيام بالنار والحريق.
قد حملتك أمك الى قومها مستبشرة بك يا أجمل رضيع.
وهو حمل أبنه راجياً شربة ماء فـ رموه بسهم قد حز النحر من الوريد الى الوريد.
تكلمت في مهدك المبارك وقلت أنك عبد الله المسيح.
أما رأس أبا عبد الله فـ تكلم على الرمح وهو مقطع الأوصال والشرايين.
قائلاً أنا الحسين بقية الله و جدي الرسول الأمين.
أتت أمك القوم وهي صائمة عن الكلام,
مستبشرة بميلادك وبنور وجهك الملائكي القديس.
أما الحسين فقد رحل حزيناً على السبايا ودمعه قد غسل الدم والتراب عن وجهه التريب.
رحلت وكلماتك ما تركتنا تسري بالعروق وباقية ما دام الدم فينا يجري يسيل.
هيهات منا الذلة صرخة تدوي من الولادة الى المشيب