• روى ابن الصبّاغ المالكي بإسناده عن عيسى بن الفتح، قال
لمّا دخل علينا أبو محمد الحسن السجن، قال لي يا عيسى لك من العمر خمس وستّون سنة وشهر ويومان، قال وكان معي كتاب فيه تاريخ ولادتي، فنظرت فيه فكان كما قال، ثمّ قال لي هل رُزقت ولداً فقلت لا قال اللهمّ ارزقه ولداً يكون له عضداً فنعم العضد الولد ثمّ أنشد من كان ذا عضد يدرك ظلامتة إن الذي ليست له عضد
فقلت له يا سيدي، وأنت لك ولد؟ فقال والله سيكون لي ولد يملئ الأرض قسطاً وعدلاً و أما الآن فلا فأنشد ممتثلاً
لعلك يوم أن تراني كأنما بني حوالي الأسود اللوابد فإن تميماً قبل أن تلد العصا أقام زماناً وهو في الناس واحد
الإمام العسكري عليه السلام يقع في البئر
وروى الحر العاملي عن الصراط المستقيم قال: ووقع الإمام عليه السلام وهو طفل ببئر وأبوه يصلي، فصاح النسوان فلما فرغ من صلواته قال: لا بأس به فرأوه وقد ارتفع به الماء إلى رأس البئر
من حكمه وأقواله ووصاياه
من وصية له عليه السلام لشيعته
أوصيكم بتقوى الله، والروع في دينكم، والاجتهاد لله وصدق الحديث، وأداء الأمانة إلى من ائتمنكم من بر أو فاجر، وطول السجود، وحسن الجوار، فبهذا جاء محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، صلوا في عشائرهم، وشاهدوا جنائزهم، وعودوا مرضاهم،وأدّوا حقوقهم، فان الرجل منكم إذا ورع في دينه، وصدق في حديثه، وأدى الأمانة، وحسن خلقه مع الناس، قيل هذا شيعي فيسرني ذلك، اتقوا الله وكونوا زيناً ولا تكونوا شيئاً، جروا إلينا كل مودة، ودافعوا عنا كل قبيح، فانه ما قيل فينا من حسن فنحن أهله، وما قيل فينا من سوء فما نحن كذلك، لنا حق في كتاب الله، وقرابة من رسول الله وتطهير من الله، لا يدعيه غيرنا إلا كذاب،. اكثروا ذكر الله وذكر الموت، وتلاوة القرآن، والصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم فان الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عشر حسنات. احفظوا ما أوصيتكم به واستودعكم الله واقرأ عليكم السلام
إن في الجنة بابا يقال له باب المعروف لا يدخله إلا أهل المعروف
من رضي بدون الشرف من المجلس لم يزل الله وملائكته يصلون عليه حتى يقوم
ليست العبادة كثرة الصيام والصلاة، وإنما العبادة كثرة التفكر في أمر الله
عن أبي هاشم الجعفري قال سمعت أبا محمد عليه السلام يقول
من الذنوب التي لا تغفر قول الرجل ليتني لا أؤاخذ إلا بهذا
فقلت في نفسي أن هذا لهو الدقيق, ينبغي للرجل أن يتفقد من أمره ومن نفسه كل شيء فأقبل علي أبو محمد عليه السلام فقال
يا أبا هاشم صدقت فالزم ما حدثت به نفسك فإن الإشراك في الناس أخفى من دبيب الذر على الصفا في الليلة الظلماء ومن دبيب الذر على المسح الأسود.حالات القلب إذا نشطت القلوب فأودعوها, وإذا نفرت فودعوها
• قال داود بن القاسم الجعفري
سألت أبا محمد عن قول الله عزّ وجلّ (ثمّ أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصدٌ ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله
كلهم من آل محمد الظالم لنفسه الذي لا يقرّ بالإمام، قال: فدمعت عيني وجعلت أفكر في نفسي في عظم ما اعطى الله آل محمد على محمد وآله السلام، فنظر إليّ أبو محمد فقال: الأمر أعظم ممّا حدّثتك نفسك من عظم شأن آل محمد، فأحمد الله فقد جعلت متمسّكاً بحبلهم تدعى يوم القيامة بهم إذا دعى كلّ أناس بإمامهم فأبشر يا أبا هاشم فإنّك على خير
• قال علي بن محمد عن بعض أصحابنا قال
سلم أبو محمد عليه السلام إلى نحرير فكان يضيّق عليه ويؤذيه، قال: فقالت له امرأته: ويلك اتّق الله، لا تدري من في منزلك؟ وعرّفته صلاحه، وقالت: انّي أخاف عليك منه، فقال: لأرمينّه بين السّباع، ثمّ فعل ذلك به فرئي عليه السلام قائماً يصلّي، وهي حوله
• قال ابن شهر آشوب
روى ان يحيى بن قتيبة الأشعري أتاه بعد ثلاث مع الاستاد، فوجداه يصلّي والأسود حوله فدخل الاستاد الغيل فمزّقوه وأكلوه وانصرف يحيى في قومه إلى المعتمد فدخل المعتمد على العسكري وتضرّع إليه وسأل أن يدعو له بالبقاء عشرين سنة في الخلافة
مدّ الله في عمرك، فأجيب وتوفّي بعد عشرين سنة
وواضحٌ أن أبرزَ عنصر من العناصر المقومة للإمامة، هو عنصر الإخلاص لله، والتعلق به دون سواه، وإن أبرزَ معالم هذا الإخلاص والعبودية لله في حياة البشرية هو العبادة والتسليم لأمر الله سبحانه، والاتجاه إليه في كل الأحوال والظروف، ومن يدرسُ حياة أئمة أهل البيت عليهم السلام وسيرتهم، يجدهم المثل الأعلى بالتقوى والزهد والعبادة، واستقامة السلوك والشخصية
وما كانت دعوتهم وجهادهم، إلا لتوحيد الله وعبادته، وقيادة البشرية في طريق الهدى والصلاح
• قال أبو هاشم
سمعت أبا محمد يقول انّ لكلام الله فضلاً على الكلام كفضل الله على خلقه ولكلامنا فضل على كلام الناس كفضلنا عليهم
• قال الحسن بن ظريف
كتبت إلى أبي محمد أسأله، ما معنى قول رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لأمير المؤمنين عليه السلام
من كنت مولاه فهذا عليٌّ مولاه
أراد بذلك أن يجعله علماً يعرف به حزب الله عند الفرقة
عن أبي هاشم الجعفري قال: قال لي أبو محمد الحسن بن علي عليه السلام قبري بسر من رأى أمان لأهل الجانبين
- عن المنصوري، عن عم أبيه اقل قلت للإمام علي بن محمد عليهما السلام
علمني يا سيدي دعاء أتقرب إلى الله عز وجل به، فقال لي هذا دعاء كثيراً ما أدعو به وقد سالت الله عز وجل أن لا يخيب من دعا به في مشهدي وهو: يا عدتي عند العدد ويا رجائي والمعتمد، ويا كهفي والسند ويا واحد يا أحد ويا قل هو الله أحد، أسألك اللهم بحق من خلقته من خلقك، ولم تجعل في خلقك مثلهم أحداً،صلى على جماعتهم وافعل بي كذا وكذا
عتقل صلوات الله وسلامه عليه في سجون الظالمين ولا تزال آثار تلك السجون باقيه إلى اليوم
توفي سلام الله عليه يوم الجمعة الثامن من شهر ربيع الأول سنة 260هـ وعمره الشريف 28سنه،وقبره مع أبيه الإمام الهادي في سر من رأى