اليوم نختار مقتطفات من مقدمة الكتاب للمؤلف الدكتور نوري جعفر ليطلع المسلم الحقيقي ..المسلم الذي سلم المسلمون من لسانه ويده..ولا تعليق لدينا ..ويقول الدكتور في المقدمة..
(( ان الدين الجديد قد شجع العرب على التوغل في البلاد الآخرى عن طريق الفتح ..غير ان احتكاك العرب المسلمين بالامم الاخرى عن طريق الفتح قد أصبح في العهد الأموي بخلافة عثمان بن عفان لا بحكم معاوية كما هو الشائع ..
وسيلة من وسائل اشغال العرب المسلمين بالتوغل في بلاد غريبة عنهم في مواردها وفي طبائع أهلها,وعاملا من عوامل توجيه أنظارهم نحو الانتفاع بتلك الموارد من الناحية المادية... وواسطة من وسائط النفي اليها الذين يطالبون الخليفة بوجوب السير وفق تعاليم الدين كما جاء في القران وسيرة النبي . أي أن الفتح الاسلامي قد أصبح وسيلة من الوسائل التي يتخلص بها الخليفة من العناصر المتمردة على الاوضاع السياسية والاقتصادية القائمة غير المنسجمة مع مبادئ الدين الحنيف...وواسطة من وسائط ابتزاز موارد البلاد المفتوحة ليتصرف بها الخليفة وفق هواه على حساب الدين...
فعثمان ابن عفان – الذي بدأ في عهده وضع أسس الحكم الأموي – مثلا :
قد أسرف في تبذير أموال المسلمين على أصهاره وأنصاره وذوي قرباه ,,,
فمنح مروان ابن الحكم – زوج ابنته ام ابان – كما منح ابنته عائشة زوج الحرث ابن الحكم اخي مروان مثلا ( مائتي ألف درهم من بيت المال سوى ما قطعه من قطائع...
ومنح أبا سفيان – شيخ بني أمية – مئة ألف درهم )
(عبد الفتاح عبد المقصود , الامام علي بن ابي طالب ج2 ص 20 – 21 )
(كما انه وهب مروان ابن الحكم خمس الغنيمة التي غنمها المسلمون في أفريقية..
وأعطى الحكم – أبا مروان – وابنه الحرث ثلثمائة الف..
وأعطى عبد الله بن خالد بن أسيد الأموي ثلثمائة الف..
وأعطى لكل واحد من الذين وفدوا مع عبد الله بن خالد مئة مئة الف..
وأعطى الزبير بن العوام ستمائة الف , وطلحة مئة الف , وسعيد بن العاص مئة الف..
وزوج ثلاثا او اربعا من بناته لنفر من قريش فاعطى كل واحد منهم مئة الف دينار)
(الفتنة الكبرى للدكتور طه حسين- عثمان بن عفان ص 193 )
....هذه نماذج من تبذير الامويين اموال المسلمين....حصلت في عهد ثالث الخلفاء الراشدين ..
لقد مر بنا القول بأن الفتح الاسلامي قد أصبح في عهد الامويين وسيلة من وسائل اشغال الناس بالغزو لصدهم عن التحدث في أوضاعهم العامة.. وقد اتضح ذلك عندما أخذ الامر يتفاقم على عثمان بن عفان..
فقد جمع ابن عفان سنة34 هج كبار امرائه للتداول معهم في ايجاد حل للخروج من تلك الازمة السياسية الحادة وتلك الفتنة الغليظة المظلمة..فاقترح عبد الله بن عامر على عثمان أن يرسل المسلمين الى الجهاد ويلهيهم بالحرب ويطيل اقامتهم بالثغور..
ويلوح لي ان بعض المسلمين قد انتبه الى هذه الحيلة فحاول ان يفسدها..فمحمد بن ابي حذيفة ابن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس.. الذي آلمته سياسة عثمان , مثلا قد بدأ يندد به ويحرض على قتله رغم صلة القربى التي تجمع بين الرجلين...
( فكان يلقى الرجل عائدا من غزوة الروم فيتخابث ويسأل : أمن الجهاد ,فيجيبه الرجل بنعم , فيشير بابهامه الى ناحية الحجاز ويقول : لقد تركنا خلفنا الجهاد جهاد عثمان بن عفان )
(عبد الفتاح عبد المقصود,الامام علي بن ابي طالب 2/48 والبلاذري في انساب الاشراف 5/50/51 )
هذا ما يقوله محمد بن ابي حذيفة فيما يتعلق بتصرفات ثالث الخلفاء الراشدين..ولاندري ما يقوله محمد لو قدر له ان يعيش فيشهد سيرة الامويين بعد مصرع ابن ابي طالب.. حيث اصبحت القاعدة العامة للحكم الاموي هي : الخروج على القرآن وسيرة النبي , وصار الحكام الامويون يتسابقون على الانغماس في الموبقات.. الأمر الذي اضطر فريقا من خيرة المسلمين الى توجيه روح الجهاد الذي غرسه الاسلام في نفوسهم نحو محاربة الامويين فوقعوا صرعى في ساحات الشرف .وفي مقدمتهم الحسين بن علي وصحبه وعمار بن ياسر وحجر بن عدي وصحبه وعمر بن الحمق الخزاعي وميثم التمار ومن هم على شاكلتهم)
ولقد جاهد اولئك المسلمون الامويين لارجاعهم الى احضان الدين ولردعهم من الايغال في الموبقات ولصدهم عن السير في وثنيتهم السياسية والاخلاقية جريا مع مستلزمات القرآن.)
ولنا عودة لاكمال الموضوع باذن الله تعالى والحمد لله