كل السعي في هذه الأيام الخطيرة لتهيئة الهجوم على دمشق. سيظلون على ارباكهم وقلقهم وعدم قدرتهم طالما ان العاصمة السورية عاصية عليهم. يحلمون بدخولها صبح مساء، وبإسقاطها عن بكرة أبيها، شارعاً شارعاً، وحارة حارة، وبيتاً بيتاً، وقتل أكبر عدد من أناسها لتخويف الآخرين وابهارهم بطبيعة الشراسة التي سوف تمارس، وقد فعلوها في حلب، وفي غيرها من المدن والبقاع السورية.
الأميركي يخطط لهذا الحلم، وبعض العربي يشتغل عليه، والأوروبي يقوم بهندسته، وعشرات الدول تجهز نفسها للتصفيق. دمشق العصية يشحذون سكاكينهم ليقولوا انهم قادمون، وهل غير السكاكين تليق بهذا الصنف من البشر.
خطط الدخول إلى دمشق جاهزة، والتدريب عليها حصل ويحصل يوميًّا، والاستعدادات لتلك الأيام المصيرية يقترب، وثمة من يعتقد انها خلال هذين الشهرين تحديدا.. لابد لهم كما هي احلامهم عبر كل الأزمة ان يصلوها عبر كل الطرق من اقصرها إلى أطولها، ومن كافة اتجاهاتها لأن سقوط العاصمة اسقاط للدولة والنظام والمؤسسات ونهاية دراماتيكية للحرب.
سيكون سعيا من اجل اختلالها، لكن الانتقام سيكون عظيما، كل الأحزاب الفاشية في العالم تنتقم بشدة من الأماكن التي تعصى عليها. ولأن هذا النوع من الأحزاب لا يهدأ له بال الا بالقتل والسحل والذبح والتدمير، فإنه سيكون ممتنا لو تمكن من تحقيق اهدافه في عاصمة العرب أجمعين، دمشق التي لم يسبق ان دخلها اي من الطامعين سوى تيمورلنك الذي عصيت عليه ايضا.
وليست العاصمة وحدها مكمن الخطر القادم على سوريا، كل مكان فيها سيكون عرضة لضربات لم يسبق وقوعها من قبل. يريدون ان يمر الشهران القادمان بأقصى ما يمكن تحقيقه من هجمات ومكاسب. هما شهر الحسم كما يعتقدون، وعلى ضوئهما ستتحدد ملامح مستقبل سوريا..
اعدوا لخطة دخول دمشق فيلما أخبرني أحد العارفين انه جرى تصويره في تركيا ويقوم على معارك تم تصويرها على اساس انها حصلت في دمشق، حيث تتقدم المعارضة المسلحة بعد القضاء على قوى الجيش العربي السوري وصولا إلى القصر الجمهوري الذي يصوره الفيلم بوقوع معارك ضارية مع حراسه ثم التمكن من الاستيلاء عليه والقيام بتنظيف طوابقه وصولا إلى المكان الذي يقطنه الرئيس بشار الأسد والذي ستجري فيه أعنف المعارك يقتل على إثرها الرئيس كما يظهره الفيلم أيضا.
هل بعد هذا ما يستدعي انتظار المتوقع الذي نعرفه جميعا سوى ان يخلع الرئيس الأسد بزته المدنية ليلبس العسكرية وليعلن خلالها هجومه الشامل في أكثر من اتجاه، وقد تكون اسرائيل ضمن هذا الهجوم، اذا عرفنا ان العدو الصهيوني يرعى كل تلك التفاصيل بالاتحاد والتوافق مع تركيا وبعض العرب. فلماذا تظل سوريا أسيرة الدفاع والمدافعة والجيش العربي السوري يمتلك القوة الضاربة التي لم تستعمل بعد..
ولا شك أن الرئيس السوري يعرف أكثر مما نعرف بكثير.. فهل يسبق خططهم فيكون الهجوم خير الدفاع للتفويت عليهم فرصة الانقضاض عليه وعلى عاصمته.. وهل تكون الحرب شاملة يذهب السوريون إليها بدل ان تأتيهم كعاصفة هوجاء.
الضربة لمن سبق كما تقول الحكمة، لا يريد السوريون حياة مثل النعاس، بل يقظة كاملة.. "فإما حياة تسر الصديق وإما ممات يغيظ العدى".