قال مسؤول إقتصادي أميركي سابق إن الولايات المتحدة الأميركية إتفقت مع السعودية أن تمدها الرياض بالنفط بأسعار بخسة وسد النقص في حال تم فرض حظر نفطي عليها من قبل اي دولة من الاوبك، مقابل ضمان بقاء عائلة آل سعود في الحكم أطول فترة ممكنة وحمايتهم. وذكر أن أحد الأمراء كان لديه شرطا إضافيا محرجا ومفاجئا في هدا المجال(...!!).
وقد أرسل لنا أحد متابعينا مقطع فيديو يتحدث فيه المسؤول الأميركي جون بيركنس في مقابلة مع قناة روسيا اليوم عن تفاصيل هذا الموضوع.
وقال بيركنس: إلتقيت أحد المسؤولين الكبار في الخزانة الأميركية وقال لي "نحن لا نستطيع السماح للأوبك بإبتزازنا، وعليك الذهاب مع موظفيك الى السعودية وعليكم أن تضمنوا عدم تكرار إستخدام الحظر النفطي ضدنا وبالفعل فقد عانت الولايات المتحدة معاناة شديدة بسبب الحظر النفطي"، في اشارة الى الحظر النفطي الذي تعرضت له أميركا من قبل الدول العربية في عهد الملك فيصل).
وأضاف: كان البلد على وشك أن يغرق في ركود اقتصادي جديد، وكنا جميعا ندرك أن الطريقة الوحيدة التي يمكن أن تخلصنا من هذا الحظر هي أن نسيطر على الأوبك سيطرة كاملة، وكان ذلك يتطلب منا أن نعمل من خلال اسرة آل سعود، العائلة الحاكمة في السعودية.
دفع الرشاوى
وصرح المسؤول الإقتصادي الأميركي: "كنا نعرف من قبل أن الأسرة المالكة قد تفشى فيها الفساد ومن الممكن إستمالتهم الى ذلك، ولهذا الغرض تم ارسالي الى السعودية، وقدمنا للسعودية خطة لتطوير الطاقة الكهربائية كانت عدة شركات تطمح الى الفوز بهذا العقد، لكننا كنا واثقين تماما بفوز شركاتنا.
وتابع: في الخزانة الأميركية كانوا يدركون جيدا أن شركتنا ستسعى في الميدان السياسي لخدمة المصالح الأميركية ولن تكتفي بمد شبكات كهربائية، وقد فزنا طبعا بهذا العقد الذي كان مشروعا هائلا، وقد أقنعنا السعوديين بأن يفضلوا التعاقد معنا.
واضاف بيركنس: إلتقيت بالسعوديين مرارا قبل توقيع العقد لأقنعهم بتوقيعه معنا نحن بالذات، وبالإضافة الى ذلك كان علينا حسب مخططاتنا أن نقنعهم ببيع النفط السعودي مقابل الدولار الأميركي فقط، كان ذلك مهم للغاية لأن الرئيس ريتشارد نيكسون وسكرتير الخزانة الأميركية جون كونلي أوقفا سريان المعيار الذهبي للدولار.
وتابع بيركنس: كنا نريد فرض شروطنا على السعوديين، ومنها أن لا يسمحوا أبدا بتكرار الحظر النفطي وفي المقابل نتعهد نحن بحماية الأسرة المالكة، ونبذل كل ما في وسعنا لكي تبقى في الحكم أطول فترة ممكنة في حال حافظ ملوك السعودية على التعهد المتفق عليه فيما بيننا، وقد وفينا بالعهد وتدخلنا عندما إجتاح صدام حسين الكويت وراح يهدد العائلات المالكة في دول الخليج (الفارسي).
وأضاف: كانت الدول الأخرى في أوبك تعرف أن السعودية حسب الإتفاق مع الولايات المتحدة سوف تقوم بسد بثرواتها النفطية الهائلة أي نقص في الإمدادات النفطية للأمم المتحدة في حال هددت أي من هذه الدول بذلك، لذلك لم تحاول هذه الدول ذلك لعلمها بموقف السعودية وإدراكها أنه لا جدوى في الأمر إطلاقا.
للموافقة على إعتماد الصفقة، كان شرط أحد الأمراء مفاجئا..
وصرح بيركنس: كان التعامل مع السعوديين صعبا جدا، وكلفتني الصفقة مع آل سعود الكثير من الجهد، والمسألة أن الصفقة كان ينبغي أن يوافق عليها جميع أمراء عائلة آل سعود، وكان ينبغي إقناع كل واحد منهم على حدة، وكنت أنا مسؤولا عن أحدهم، وكان علي ان اقنعه بضرورة إبرام الصفقة وإضطررت للقبول ببعض شروطه.
وقال: كان من شروطه أن أجد له إمرأة في كل مرة يزور فيها أميركا لمقابلتي أو خلال زياراته الشخصية، وحدد مواصفاتها بأن تكون شقراء بارعة الجمال، ويجب أن تكون أميركية من أسرة محترمة وليست من النساء المأجورات، وكنت مضطرا أن أعثر له على إمرأة كهذه لأنه رفض الموافقة على إعتماد الصفقة حتى نحقق له نزوته.
وأضاف: كان هذا الأمير من العائلة المالكة، وحسب القواعد المتبعة كان ينبغي الحصول على موافقته بصفته أحد الأمراء. ورفض بيركنس الكشف عن إسمه وقال إنه كتب عنه في كتابه وايضا لم يذكر اسمه فيه.
وتابع بيركنس: كان شرطه الاساسي أن تكون الفتاة شقراء ومن عائلة محترمة، وفي ذلك الحين كانت الاسرة كلها قد وافقت على شروطنا مقابل ضماننا لهم البقاء في الحكم، أما هذا الأمير فإشترط شرطا خاصا به كمكافأة شخصية صغيرة.
وصرح: "سبب لي حرجا كبيرا، لقد فاجأني بهذا الطلب، حيث انه طلب إمرأة متزوجة من أسرة كريمة! وإضطررت الى القيام بهذا الدور وعثرت على هذه المرأة، كانت زوجة لطيار مدني كانت تعرف أن لزوجها علاقات غرامية بنساء أخريات وكان ذلك يؤلمها كثيرا، ولم تكن تملك دخلا خاصا إذ كانت كل الأموال تحت سيطرة زوجها، وهكذا فقد كانت لها مصلحة في أن يكون لها دخلها الخاص وأن تنتقم من زوجها".
وتابع بيركنس: عندما إستعد الأمير للعودة الى بلده أبدى رغبة في أن يأخذ معه هذه الشقراء المتزوجة، وبالطبع لم يكن بوسعي أن أدبر هذا الأمر بأي حال، عندئذ إستعنت ببعض معارفي من اللبنانيين، ورتبنا شيئا لهذا الأمير، ومع ذلك فإنني أعتقد أنه كان يختبرني ليعرف كيف سيكون تصرفي، لأنه كان يعلم أننا بحاجة ماسة إليه.
صعوبة التعامل
وقال: كان التعامل مع ذلك البلد صعبا للغاية، كانوا مثلا يسمونني في السعودية "الكلب الكافر"، أحد الوزراء سماني هكذا، وهذا كان أمرا مهينا جدا، وكان علي أن أتعرض لمواقف كريهة للغاية لإتمام الصفقة، وكانوا يطلقون علينا نحن الأميركيين شتى التسميات المسيئة.
وتابع: بعض الناس الذين كنا على علاقة مباشرة بهم، كانوا سيئي الطباع وكريهي الأخلاق وكانوا يسألوننا في إستعلاء "ولماذا ينبغي ان نتعامل معكم؟"، ومع ذلك كانوا يوافقون في نهاية المطاف على العمل معنا بهذا الشكل أو ذاك، ربما لأن الصفقات كانت مربحة لهم الى حد كبير.
متاجرة زعماء السعودية بالمصالح الوطنية ومصالح المنطقة للبقاء في الحكم بدعم اميركي
وقال بيركنس: زعماء السعودية كانوا يتاجرون بالمصالح الوطنية وبمصالح شعبهم ليبقوا في الحكم أو لتوسيع سلطتهم، و"القتلة الإقتصاديون" من أمثالي كانوا يستغلون ذلك، كنا نعرف أن للزعماء ثغرات وهم مهتمون بعقد صفقات جديدة تعود عليهم بالفائدة، وهم بحاجة الى حماية.
إستخدام العصا والجزرة
وصرح بيركنس: في كل حالة من واقع عملنا كانت لدينا في ترسانة وسائلنا العصا والجزرة، في حالة السعودية تحديدا كانت الجزرة هي الوعد بالإبقاء على الاسرة المالكة في الحكم مقابل بيع النفط للأميركان بأسعار بخسة، كانت الجزرة أيضا هي تطوير العربية السعودية وضمان بقاء العائلة في الحكم، وكنا بحاجة الى العصا حتى لا يعدل أحد عن موقفه.
نقلا عن موقع قناة العالم