يشكو المواطن العربي من أشياء كثيرة مؤلمة وموجعة ومرشحة بأن تصبح علة مزمنة، ينفرد عن غيره من الشعوب بما له من صبر عجيب على تحملها، وصدر كبير على استيعابها، أنه بامتياز “مواطن خائف”، يخاف من الجديد، لأنه قد تكون فيه بدعة، والبدعة من الضلالة، والضلالة من النار، ويخاف من إبليس وأعوانه، والشيطان وهمزاته، ووساوسه، يخاف من النار، والوقوع فيها، والطريق المؤدي إليها، يخاف من أقوال الأولين من الأولياء والصالحين، يخاف من القبر وعذابه، وما قد يسجله الملكان عن يمينه وشماله، يخاف من مديره، ويخاف على رزقه، وعلى عياله، يخاف من المسؤولية، ويخاف من الوحدة، يخاف من الأيام، وما تخبئ له، يخاف من الشرطي ومخالفاته، يخاف من بلوى تنحذف عليه، يخاف من السجن يدخله مظلوماً، ولا يخرج منه، يخاف من مأمور الضرائب، ويخاف من فواتير المستشفيات الخاصة، ويخاف من الغلاء، وزيادة الأسعار، يخاف من أن تباع له بضائع منتهية الصلاحية، وبضائع غير صالحة للاستخدام الآدمي، يخاف من الكهرباء وانقطاعها وفواتيرها، يخاف ألا تنتهي الأزمة المالية، يخاف من الأسهم، يخاف من اللوم وما يقوله الجار، وما ينتقده فلان وعلان فيه، يخاف إن ضحك كثيراً، بأن لا يبشر بخير، ولا يلقى خيراً، فيثني الضحكة الطويلة بدعاء الاستفاقة: اللهم أجعله خيراً.
يخاف من الخضراوات والفواكه، لأنه يسمع أن بعضها مسرطّن، ويخاف من الدجاج والطيور، لأنها مهددة بأنفلونزا جديدة لم يعهدها، يخاف من اللحوم، لأنه ما زال يتذكر جنون البقر، وحمى تصدع الوادي، يخاف من ألا تصل شكواه إلى المسؤولين، يخاف من حماته، ومن صراخ زوجته، يخاف من الخُلع، والخَلعة، يخاف من المشاكل وما يعترض طريقه، يخاف من الصراحة، ومن نفسه اللوّامة، يخاف أن يكسر كلام مسؤوله، أو يأتي بفعل لا يعجبه، يخاف أن يمسكوه في المطار، يخاف من العار، وأن تسوّد وجهه ناقصة العقل والدين، يخاف من بعض الأحلام، وكوابيس المنام، يخاف أن يفشل ليلة زواجه، يخاف أن ينقطع نسله، يخاف أن تجبره الأيام على النكوص بالواجبات المنزلية.
يخاف ألا يحصل ناديه على بطولة الدوري هذا العام، يخاف أن يضيع جواز سفره، يخاف أن تنشب معاملته في مكتب من هذه المكاتب الباردة، وأن لا تجدد إقامته، ولا تحصل زوجته على فيزا الزيارة، يخاف من المرض، والفحوص الطبية، يخاف من عار الإيدز، لا مرض الإيدز، ومن شكة الإبرة، ومن حفر ضرسه، يخاف من “التفنيش” ويخاف من تفتيش جيوبه، ورسائل هاتفه الواردة والصادرة، يخاف من ظهور الشيب، ومن أول خطوط التجاعيد في الوجه، يخاف المواطن العربي من كل شيء،
وحين يصبح مسؤولاً، ويتحكم في رقاب الشعب،
لا يخاف من ربه!
~~~~~~~~~~~~~~~
هذه هي العباره التي كتب لاجلها الموضوع , نعم مقاله رائعه لكن ما الحل ولماذا ؟
هل فعلا ان الكرسي والدينار يعميان النفوس الضعيفه .. وحتى النفوس التي تعاني من ضعف بسيط ؟
هل ان المنصب يحتاج لاراده قويه لابعاد الشيطان العياذ بالله منه