|
شيعي فاطمي
|
رقم العضوية : 74854
|
الإنتساب : Oct 2012
|
المشاركات : 4,936
|
بمعدل : 1.12 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتدى الجهاد الكفائي
لمناسبة ذكرى استشهاد صاحب امير المؤمنين عليه السلام مالك الاشتر النخعي
بتاريخ : 15-05-2013 الساعة : 09:53 PM
■ لمحات من مناقب وفضائل مالك الأشتر ناصر الإمام عليّ وحبيبه
قال أمير المؤمنين علي(ع) في وصف مالك: «ليت فيكم مثله إثنان، بل ليت فيكم مثله واحد يرى في عدوي مثل رأيه»(19).
وقد علّق المحدِّث القمّي (رحمه الله) على هذه الرواية في الهامش قائلا: «إن عمرو بن الحمق الخزاعي الذي كان من حواري أمير المؤمنين(ع) ومشهوراً بالجلالة والفضل، بل قيل في حقه أنه كان من أمير المؤمنين بمنزلة سلمان من رسول الله(ص)، أن أمير المؤمنين(ع) قال: «ليت أن في جندي مائة مثلك». لكنه قال في الأشتر: «ليت فيكم مثله واحد» فتأمل في ذلك ليدلك على مرتبة رفيعة وجلالة عظيمة للأشتر رضوان الله عليه(20).
■ دُخْنُ معاوية وديكُ عليّ
يُروى أنه لما بعث أمير المؤمنين(ع) بالطِّرمّاح بن عدي الى معاوية، أقبل معاوية على كاتبه فقال: أكتب للأعرابي جواباً، فلا طاقة لنا به. فكتب: أما بعد يا عليّ فلأوجهن إليك بأربعين جملا من خردل مع كل خردلة ألف مقاتل يشربون الدجلة ويسقون الفرات. فلما نظر الطرماح الى ما كتب به الكاتب، أقبل على معاوية فقال: سوأة لك يا معاوية، فلا أدري أيكما أقل حياءً أنت أم كاتبك؟ ويلك لو جمعت الجن والإنس وأهل الزبور والفرقان كانوا لا يقولون بما قلت.
قال معاوية: ما كتبه عن أمري. قال: إن لم يكن كتبه عن أمرك فقد استضعفك في سلطانك، وإن كان كتـبه بأمرك فقد استحييت لك من الكذب، أَمِنْ أيهما تَعْتذر وَمِنْ أيّهما تعتبر، أَمَا إنّ لعليٍّ صلوات الله عليه ديكاً أشتر جيداً أخضر، يلتقط الخردل بجيشه فيجمعه في حوصلته. قال: ومن ذلك يا أعرابي؟ قال: ذلك مالك بن الحارث الأشتر(21).
■ ذراع أمير المؤمنين القوية
ويُروى أنه لما بلغ نبأ استشهاد مالك بأرض الشام، وقد سُرَّ معاوية للغاية لهذا النبأ، قام خطيبا في أصحابه قائلا: إن علياً كان له يمينان قطعت إحداهما بصفين، يعني عماراً، والأخرى اليوم»(22).
■ أشجع الشجعان بعد أمير المؤمنين
قال ابن أبي الحديد المعتـزلي في شرح نهج البلاغة: لله أُمّ قامت عن الأشتر، لو أن إنساناً يقسم أن الله تعالى ما خلق في العرب ولا في العجم أشجـع منه إلا أستاذه عليّ بن أبي طالـب(ع) لما خشيت عليه الإثم(23).
ولله درّ القائل حينما سُئل عن شجاعة الأشتر فأجاب: ماذا أقول في رجلٍ هزمت حياته أهل الشام، وهزم مماته أهل العراق(24).
ويُروى أنه في ليلة الهرير واليوم الذي سبقها في حرب صفّين، لم يجد مالك الأشتر فرصة للسجود في أربع صلوات، فاكتفى بالتكبيرات نظراً لانشغاله بقتال الضالّين، وقد بلغ عدد قتلى ذلك اليوم سبعين ألفاً، وكان الأشتر يحمل على ميمنة العدو وميسرته برمحه وسيفه كالأسد الهصور، وكان يحرّض أهل كل قبيلة على مقاتلة من يقابلها من الأعداء، وكان يحثّ الجيش على النزال(25).
■ مُقيم الدين
كتب أمير المؤمنين(ع) الى مالك الأشتر حينما دعاه من نصيبين الى الكوفة لتوليته حكم مصـر: «أما بعد، فانك مَن استظهر به على إقامة الدين وأقمع به نخوة الأثيم، وأسدّ به ثغر المخوف»(26).
مالك لعليٍّ (ع) كما عليٌّ للنبيّ(ص)
يكـفي مالك عظمة وعلـوّ مقـام أن الإمـام علياً(ع) قال عنه: «كان الأشـتر لي كما كنت لرسول الله(ص)»(27). وهذا بمفرده فخر كبير لمالك وذريته الى يوم القيامة.
■ سيف الله
يروي المحدّثون أنه لما بعث الإمام علي(ع) مالكاً الى مصر، كتب في حقه رسالة الى أهل مصر، وقد عُـثر بعد استشهاده على هذه الرسالة بين ملابسه ورحله، وقد ورد فيها: «وإني قد بعثت اليكم عبداً من عباد الله لا ينام أيام الخوف ولا ينكل عن الأعداء، حذر الدوائر، من أشد عبيد الله بأساً وأكرمهم حسباً، أضرّ على الفجّار من حريق النار، وأبعد الناس من دنس أو عار، وهو مالك بن الحارث الأشتر، لا نابي الضريبة ولا كليل الحد، حليم في الحذر رزين في الحرب، ذو رأي أصيل وصبر جميل، فاسمعوا له وأطيعوا أمره، فإنْ أمركم بالنّفر فانفروا وإن أمركم أن تقيموا فأقيموا، فانه لا يقدم ولا يحجم إلا بأمري، فقد آثرتكم به على نفسي نصيحة لكم وشدّة شكيمة على عدوّكم. عصمكم الله بالهدى وثبّتكم بالتقوى، ووفقنا واياكم لما يحب ويرضى»(28).
■ لماذا اختير مالك لولاية مصر؟
قال أمير المؤمنين علي(ع) في كتاب له عندما ولّي محمد بن أبي بكر خلفاً للأشتـر، موضحا سبب اختياره مالك الأشتر لولاية مصر:MalikAshtarAlNakhaee-2011- (1) «إن الذي كنت وليته أمر مصر كان رجلاً لنا ناصحاً وعلى عـدونا شديداً ناقماً، فرحمه الله، فلقد استكمل أيامه ولاقى حمامه، ونحن عنه راضـون، أولاه الله رضوانه، وضاعف الثواب له»(29).
■ أخلاقه الحسنة وسيطرته على الهوى
كان مالك الأشتر متحلياً بالزهد والحلْم وحُسْن الخُلق والصبر والتواضع، في ذات الوقت الذي كان يشتهر بالحكمة والشجاعة والفضيلة والنُّبل. ورغم ما عُرف عنه من أنه الفارس الذي لا يشق له غبار في ميادين القتال، وما اشتهر به من شجاعة وشدّة في ذات الله، إلا أن هذه الصفات كانـت متلازمة مع لينٍ وسكينة وعاطفة جيّـاشة. وقـد ورد في مجموعة ورّام (وهو كتاب أخلاقي من تأليف الأمير الزاهد ورّام بن أبي فراس) أن مالك الأشتر كـان مجتازاً، ذات يوم ـ بسوق الكوفة ـ وعليه قميص خام وعمامة منه، فرآه بعض السوقـة، فأزرى بزيِّه، فرماه ببندقـة تهاوناً به، فمضى ولم يلتـفت، فقيل له: ويلك أتعرف لمن رميت؟ فقال: لا، فقيل له: هذا مالك صاحب أمير المؤمنين(ع)، فارتعد الرجل ومضى إليه ليعتذر وقد دخل مسجداً وهو قائم يصلي، فلما انفتـل، إنكبّ الرجل على قدميه يقبلهما، فقال: ما هذا الأمر؟ فقال: أعتـذر إليك مما صنعت. فقال: لا بأس علـيك، فوالله ما دخلت المسجد إلا لأستغفرن لك»(30).
قال المرحوم القاضي نور الله التُستري بعد رواية هذه القصة: أجل، هكذا ينبغي أن تكون النفس النبيلة، التابعة والمطيعة لأمير المؤمنين(ع) والتي لم تعبأ بالوساوس الشيطانية والرغبات النفسانية، والتي تمكنت من الاقتداء بالإمام علي(ع) عبر ممارسة الرياضات والمجاهَدات الروحية(31). وقد ظهر من هذا الخبر أن الأشتر رضي الله عنه كان ممن يصدق عليه قوله تعالى: {وَعِبَادُ الرَّحْمَـٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا}(32). ومن هنا نجد أن أمير المؤمنين كتب الى أهل مصر لما بعث الأشتر إليهم: «فقد بعثت إليكم عبداً من عباد الله». وحسب تعبير المحدِّث القمّي صدق عليه أيضاً معنى الشجاع في قول أمير المؤمنين(ع): «أشجع الناس مَن غَلَبَ هواه»(33).
■ درع المسلمين
قال أمير المؤمنين علي(ع) في إحدى رسائله لاثنين من قادة جيشه ـ وهما زياد بن نصر، وشُرَيْح بن هانئ، واللذان جعل مالك الأشتر أميراً عليهما ـ مشيراً الى مالك: «لقد أمّرتُ عليكما وعلى من في حيِّزكما، مالك بن الحارث الأشتر، فاسمعا له وأطيعا واجعلاه درعاً ومجنّـاً، فانه ممن لا يخاف وهنه ولا سقطته، ولا بطؤه عما الإسراع إليه أحزم ولا إسراعه الى ما البطؤ عنه أمثل»(34).
لقد بذل مالك جهده لنيل رضـا الله ولم يتردد أبداً ولم يتحدث عبثاً من أنه سوف لن يقوم بهذا العمل أو ذاك(35).
إن هذا الحديث، يبيّن مدى عقل وكفاءة وقوة شخصية وكثرة تجارب مالك، ويُعلم من خلاله أن ثـقة أمير المؤمنين(ع) به كانت راسخة.
■ الأشتر وأُمنية الشهادة
عند اشتداد أوار حرب صفّين التي استشهد خلالها عدد من أصحاب وأنصار الإمام علي(ع) بكى الأشتر ذات يوم، فسأله الإمام عن سبب بكائـه فأجاب: أبكي لأنني لم أُرزق بما رُزق به أنصارك الشهداء الفائزون، فقال له الإمام علي(ع): «أَبْـشِر بالخير يا مالك، ثم ترنَّم بالبيتن التاليين:
أيَّ يَوْمَيْـكَ من الموتِ تَـفِـرْ
يَـومَ لا يـقـدر أو يـومَ قُـدرْ
يـوم لا يـقدر لا أرهـبه
ومن المقدور لا يُنجي الحَذَرْ(36)
وقد كتب أمير المؤمنين في خاتمة عهـده الى مالك الأشتـر داعياً: «وأنْ يختم لي ولك بالسعادة والشهادة»(37). وقد استُجيب دعاؤه بحقِّه وبحقِّ مالك.
■ نصير المهدي الموعود (ع)
تـشير إحدى الأصول الراسخة والأعمدة المحكمة للـشيعة الإمامية والتي تُعرف بـ «الرجعة» إلى أن أنبياء الله والأئمة المعصومين(ع) وكثير من أولياء الله سيرجعون الى هذا العالم ويساهمون في إقامة دولة المهدي المنتظر (عج). وقد ورد في روايات أهل البيت(ع) إلى أن مالك الأشتر النخعي هو أحد الذين اختيروا للخروج مع الإمام صاحب الزمان (عج) وسيكون أحد أنصاره الأوفياء وآمري جيشه وقادة حكمه.
وقد ورد في مضمونه حديث المفضل عن الإمام الصادق(ع) أنه قال: «يخرج مع القائم من ظهر الكوفة سبع وعشرون رجلاً، خمسة عشر من قوم موسى(ع) الذين كانوا يهدون بالحق وبه يعدلون، وسبعة من أهل الكهف، ويوشع بن نون وسلمان وأبو دجانة الأنصاري والمقداد ومالك الأشتر، فيكونون بين يديه أنصاراً وحكاماً»(38).
■ أفضل تذكار لمالك الأشتر
مع أن مالك الأشتر لم يحكم مصر مطلقاً، ورغم انه لم يتسلم مقاليد الولاية التي أوكلت إليه، ولم يتمكن من تنفيذ العهد الذي خصصه الامام أمير المؤمنين(ع) اياه، بالنسبة الى مصر وأهلها، ولكنه(ع) خلّده الى الأبد في عهده هذا عندما وجهه الى مصر(39) وأوضح الإمام للجميع أن أناساً مثـل مالك لائقون لتـرأُس وحكم البلاد والعباد. ويتّضح من خلال الخصائص والصفات التي بينها الإمام(ع) في هذا العهد للولاة والقضاة والأمراء والقادة وسائر المسؤولين الثـقافيين والسياسيين والاجتماعيين أن مالك الأشتر ـ من وجهة نظر الإمام ـ كان يمتلك كل هذه الصفات بأحسن ما يكون. وهذا العهد هو ـ على حدّ تعبير الشريف الرضي جامع نهج البلاغة ـ أشمل ما كتب من العهود التي أعدّت لتطبيق العدالة ـ من قبيل قانون القضاء وقواعد رعاية شؤون الناس وسنن إدارة الدولة وأسلوب الحرب ووعظ الجميع والخ... وأكثرها تفصيلاً. وقد كتب أمير المؤمنين هذا العهد لكي يلتزم بمواعظه وقواعده عملياً كل أمراء العالم وسلاطينه على مرّ الزمان وفي كل ولاية وإمارة ما داموا يسيطرون على الحكم، ولكيلا يحيدوا عنه قيد أنملة. وهذا العهد ـ في الواقع ـ هو ميثاق هداية وإسعاد البشر الكبير وقد تخلّد باسم مالك الأشتر النخعي(40).
■ مهابة مالك ونفوذه الاجتماعي
يروى أنه عندما هاجم جيش معاوية مدينة الأنبار، قتل جمعاً من الناس وسبى عدداً من النساء، فبلغ ذلك أمير المؤمنين(ع). فجمع الإمام الناس ودعاهم الى حرب معاوية، لكنهم ترددوا في ذلك وصدر عنهم ما هو غير مقبول من الكلام، وهنا تعالى صوت أحد أبناء الكوفة بين الجموع بالقول: لقد تبينت مكانة مالك الأشتر في العراق، فلو كان حيّـاً، لما صدر عن أحد مثل هذا الكلام السخيف (لانعدمت الضجّة) وفهم كلٌّ ماذا يقول (وتحدّث بحكمة) (41). النص العربي موجود في شرح نهج البلاغة: 2/90.
■ قدوم مالك الى إصفهان
نقل الحافظ أبو نعيم تحت عنوان مالك الأشتر: أنه كان باصبهان أيام عليّ بن أبي طالب(ع). وروى عن عمر بن سعيد أنه قال: ذهبت ضمن جمعٍ من أهالي نَخَع لعيادة الأشتر في إصفهان، وقد توفّي على أثر السُّم عام 37هـ، في القلزم(42).
وقال مؤلف كتاب فتح ايران: مع أن مجيء شخصية شيعية رفيعة المستوى وموالية للإمام أمير المؤمنين عليّ(ع) مثل مالك الأشتر الى إصفهان يؤيد الهدف الأصلي من وراء تأليف هذا الكتاب في مجالس تشيّع إصفهان وتأصيل هذا التشيّع، لكن الناقل الوحيد لهذا الموضوع هو الحافظ أبو نعيم، ولم نجد مِن سواه أية إشارة إلى ذلك في أيٍّ من المصادر التاريخية الشيعية والسنّية المتوفرة، رغم إن قدومه الى إصفهان لم يكن مستبعداً، وذلك لأداء واجبٍ أو حلِّ مشكلةٍ ما.
■ الأشتر في رأي العظماء وأصحاب الرأي
يصف ابن أبي الحديد المعتزلي في كتابه الشهير شرح نهج البلاغة مالك الأشتر بأسلوب جميل وكلام بليغ فيقول: «كان شديد البأس جواداً رئيساً حليماً فصيحاً شاعراً، وكان يجمع بين اللين والعنف، فيسطو في موضع السطوة ويرفق في موضع الرفق، كان فارساً شجاعاً ورئيساً، من أكابر الشيعة وعظمائها، شديد التحقق بولاء أمير المؤمنين عليّ(ع) ونصره، وقد خاطبه الإمـام في عهده إليه بما لا يمكن أن يتضمّنه كلام مفصّـل، على ايجاز ذلك العهد. ووالله لأنَّ الأشتر خليق بمثل ذلك المديح(43).MalikAshtarAlNakhaee-2011- (9)
وقد ورد في مجالس المؤمنين(44) نقلا عن بعض العلماء أن: «الأشتر كان جليل القدر وعظيم المنزلة، وكانت صلته الوثيقة بأمير المؤمنين أوضح من أن تُخفى، وقد أسِفَ الإمـام لوفاته، وقال عنه: «إنه كان لي كما كنت لرسول الله(ص)».
ونقل الكتاب المذكور ذاته عن تاريخ اليافعي أن الأشـتر كان من دُهاة وعقلاء العرب، وأبطال الدهر وشجعانه، وسيّد قومه وخطيبهم وفارسهم(45).
ويتّضح جيداً من خلال الرسائل العديدة التي صدرت عن أمير المؤمنين عليّ(ع) بشأن مالك الأشتر أنه نموذج واقعي للانسان المتكامل ومن خاصّة أمير المؤمنين عليّ(ع) مثلما وصفه الشيخ المفيد (رحمه الله) في الاختصاص(46): إنه من المقرّبين من أصحاب أمير المؤمنين(47).
ومن المناسب أن نورد هنا زيارة ولي الله مالك الأشتر النخعي رضوان الله عليه(48):
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام على رسول رب العالمين * السلام على خاتم الأنبياء والمرسلين * السلام على محمد بن عبد الله الأمين * السلام على عليّ أمير المؤمنين * السلام على قائد الغرّ المحجّـلين * السلام على أبي الأئمة الميامين * السلام على فاطمة سيدة نساء العالمين * السلام على زوج سيد الوصيين * السلام على أُمّ الحسن والحسين * السلام على مَن ناصرَ الحقّ المبين * السلام على مَن رافق إمام المسلمين * السلام على مَن حارب الناكثين * السلام على مَن قاتل القاسطين * السلام على مَن ناجَزَ المارقين * السلام على سيد الـنَّخَعِ أجمعين * السلام على مالك الأشتر سيد العارفين * السـلام على مَن هاجر شوقاً لرؤية سلالة الطاهرين * السلام على الموصوف بأنه المؤمن حقاً على لسان نبي المسلمين * السلام على المنعوت بأنه سيف من سيوف الله على لسان يعسوب الدين * السلام على الملقب بيمين عليّ على لسان ثمالة الأمويين. أشهد أنك كنت لعليّ كما كان عليّ لرسول الله * وأشهد أنك حملْتَ الى أهل مصر النجباء عهد وليّ الله * وأشهد أن مَن اغتالك في القلزم بالسُّم عدوّ الله * وأشهد أنك سَعَيْتَ الى تطبيق كتاب الله * وأشهد أنك قمت بالعمل على سُنّة نبيّ الله * وأشهد أنك جاهدت فقُتلت في سبيل الله.
لقد قال فيك إمام المتقين عند شهادتك: لله درُّك يا مالك، وما مالك، لو كان من جبل لكان فنلدا، ولو كان من حجر لكان صلدا. أما والله ليهدنَّ موتك عَالماً وليفرحنّ عَالماً، على مثل مالك فلتبكي البواكي، وهل مرجوّ كمالك؟ وهل موجود كمالك؟. وقال أمير المؤمنين(ع): رحم الله مالكاً، فلقد وفّى بعهده وقضى نحبه ولقي ربّـه، ومع أنّـا قد وطَّـنّا أنفسنا أن نصبر على كل مصيبة بعد مصابنا برسول الله(ص)، فانها من أعظم المصائب، إنا لله وإنا إليه راجعون والحمد لله ربّ العالمين، اللهم إني أحتسبه عندك فان موته من مصائب الدهر. وعرّفه أبا السبطين في عهده الى أهل مصر بأنه عبد من عباد الله، لا ينام في الخوف، ولا ينكل من الأعداء حذار الدوائر، أشدّ على الكافرين من حريق النار، وأنه سيف من سيوف الله، لا نابي الضريبة ولا كليل الحدّ، فانه لا يقدم ولا يحجم إلا بأمري، إنه ممن لا يُخاف وهْـنَه ولا سقطته ولا بطؤه عما الإسراع إليه أحزم، ولا إسراعه الى ما البطء عنه أمثل.
السلام عليك أيها العبد الصالح المطيع لله ولرسوله ولأمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته.
(2) سبب تسمية الصحابي مالك بـ «الأشتر» يعود الى أنه في إحدى المعارك التي خاضها تشققت جفن عينه إثر الضربات التي أصيب بها من قبل الأعداء. ومَنْ تتمزّق جفن عينه يطلق عليه في اللغة أشتر عينه، وعلى هذا الأساس لقب بالأشتر.
(3) وقد شاع هذا اللقب حتى صار لا يُعرف إلا به ـ نجل المؤلف.
(4) كبش العراق: لقِّب مالك الأشتر بذلك لأن الكبش عادة يتقدم الأغنام والقطيع يتبعه، فكان مالك الأشتر في حرب صفين قائد جيش الإمام علي(ع) وقد أبلى في الحرب بلاءً حسناً وأبدى شجاعة فائقة، فنال لقب كبش العراق.
(5) نرجح أن ولادته كانت في سنة 25 ق.هـ، لتصريحه في حرب الجمل والتي وقعت في سنة 36هـ: «إني شيخ لم أكن متماسكاً». فالشيخ غير المتماسك مَن تجاوز الستين، وقد كانت ولادته باليمن ـ
قام باعداد الموضوع حسين منجل العكيلي يرجو دعائكم
|
|
|
|
|