نقلت صحيفة "القدس العربي" اللندنية عن مصادر مطلعة في حركة حماس امس الثلاثاء، بأن كتائب القسام الجناح العسكري للحركة حسمت موقفها لصالح استمرار التحالف مع محور المقاومة ، كطريق لتحرير فلسطين من الاحتلال الاسرائيلي بقوة السلاح بعد ان فشل المال العربي بتحرير اي شبر من الاراضي العربية المحتلة.
وعبرت القيادة العسكرية لحماس بدعم من قيادات ذات الوزن الثقيل في غزة عن رفضها للاتهامات التي وجهها يوسف القرضاوي للمقاومة اللبنانية المتمثلة في حزب الله بخطبة صلاة الجمعة الماضية والتي القاها بالدوحة بحضور خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة.
ووفق المصادر فان قيادة كتائب القسام عبرت في رسالة وجهتها للمكتب السياسي للحركة عن تمسكها بالتحالف القائم مع حزب الله اللبناني، كاطار مقاومة على الجهة الشمالية من فلسطين.
وجاء في الرسالة التي وجهت لمشعل وباقي اعضاء المكتب السياسي للحركة في الخارج يوم الاثنين الماضي بان "تحرير فلسطين يأتي بالسلاح وليس بالمال" في اشارة الى رفض القسام امكانية ارتهان حماس الى التحالف مع دولة قطر كدولة داعمة ماليا لغزة على حساب ايران التي تدعم المقاومة لتحرير فلسطين وباقي الاراضي العربية المحتلة وفق ما جاء في الرسالة.
واشارت المصادر بان قيادات من الوزن الثقيل للحركة في قطاع غزة مثل الدكتور محمود الزهار تساند الموقف الذي اتخذته القيادة العسكرية في حماس لصالح استمرار تحالف الحركة مع حزب الله وايران.
واوضحت المصادر بان رسالة القسام التي ابرق بها الاثنين الماضي لمشعل وباقي اعضاء المكتب السياسي للحركة طالبت بتجنيب الحركة من الوصول لمرحلة الاختيار ما بين قطر وايران، لان الاختيار سيكون لصالح المقاومة في اي مكان كانت.
وحسب المصادر فان رسالة القسام شددت على ان صمود المقاومة وتمكنها من اطلاق صواريخ الى داخل عمق الاراضي المحتلة في الحرب الاخيرة التي شنت على قطاع غزة كانت بفضل التحالف مع ايران وحزب الله اللبناني، وليس بفضل المال العربي، وذلك في اشارة للدعم المالي القطري.
وجاء موقف كتائب القسام الذي قرر الانحياز لصالح استمرار التحالف مع حزب الله وايران في ظل الجدل الدائر في صفوف الحركة حول موقف ايران وحزب الله من النظام السوري، في حين تواصل قطر التي تستقبل قيادة حماس السياسية على اراضيها عقب خروجها من سوريا بالعمل العلني ضد ايران وحزب الله والتحريض عليهما.
وفيما تدفع قيادات حماس في غزة الى تعزيز التحالف مع ايران وحزب الله حتى لو على حساب العلاقات مع قطر، يحاول تيار مشعل امساك العصا من الوسط بحيث يتم الحفاظ على استمرار الدعم القطري المالي والسياسي لحماس مع الحفاظ على قناة اتصال مع ايران وحزب الله دون اظهار التحالف الاستراتيجي معهما الامر الذي لم يرق لكتائب القسام التي ابرقت للقيادة السياسية للحركة معبرة فيها عن موقفها المتمسك بالتحالف الاستراتيجي مع حزب الله وايران كطريق لتحرير فلسطين من الاحتلال الاسرائيلي بقوة السلاح وليس بالمال وفقا للصحيفة.