[عبدالله مرتضى محمد]

5 - عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) : ( لو اجتمع الناس على حب علي بن أبي طالب لما خلق الله النار )1

الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيدنا و نبينا رسول الله صلى الله عليه و اله وبعد : فإن الحديث الشريف يعتبر المصدر الثاني من مصادر المسلمين النقلية في العقيدة و التشريع ويمتاز بتأثيره الخاص على متلقيه لأنتسابه للمبعوث رحمة للعالمين بل الذي لا ينطق عن الهوى فقد تناول النبي صلى الله عليه و اله في أقواله و دلالات افعاله لما يوجه الأمة و يسددها في مسيرتها ولأن حكمة النبي الأعظم (صلى الله عليه واله وسلم) وعلمه كانا يحتمان عليه (صلى الله عليه واله وسلم) بان يتخذ موقفا مناسبا تجاه تعين خليفة من بعده لذا نجده (صلى الله عليه واله وسلم) قد أكد مرارا و تكرارا من خلال الأحاديث الكثيرة على أفضلية أمير المؤمنين (عليه السلام ) ، وقد أثبتت الشواهد والمواقف إن أمير المؤمنين شخصا ممتازا صالحا لقيادة الأمة الإسلامية . فالمتمعن في حياة النبي الأعظم (صلى الله عليه واله وسلم) منذ نزول الوحي عليه وتكليفه بتبليغ الدعوة إلى أقرباءه وعشيرته { وأنذر عشيرتك الأقربين }2، ثم إلى الناس كافة يؤكد إن النبي الأعظم (صلى الله عليه واله وسلم) قد مهد الطريق لتعيين خليفته من بعده من خلال سلوكه " طريق التنصيص في مسألة القيادة والخلافة مرارا دون طريق الانتخاب الشعبي " .3
ان النبي صلى الله عليه و اله و لاشك كان يعلم ان حياة العرب حياة قبلية , عشائرية و ان افراد هذه القبائل كانت متعصبة لرؤسائهم فهم كانوا يطيعون الرؤساء بشدة , ويخضعون لهم خضوعاً كبيراً , و لهذا فان ترك مثل هذا المجتمع من دون نصب قائد معين سوف يؤدي الى التشتت و التنازع بين هذه القبائل , وسيستفيد الأعداء من هذا التخاصم و التنازع و الأختلاف وانطلاقا من هذه الحقيقة قال الشيخ الرئيس أبو علي بن سينا الاستخلاف بالنص أصوب فأن ذلك لا يؤدي إلى التشعب و التشاغب والاختلاف ).4
و أورد هذه الرواية و اسأل هل بقي شيء في بيان منزلة علي عليه السلام لم يخبر به النبي صلى اله عليه واله روى شريك بن عبد الله ، قال : كنت عند الأعمش حين حضرته الوفاة فدخل عليه أبو حنيفة النعمان وابن شبرمة و ابن أبي ليلى فقالوا له : يا أبا محمد انك في أخر يوم من الدنيا و أول يوم من الآخرة و كنت تحدث في علي بن أبي طالب [عليه السلام] أحاديث فتب إلى الله منها . فقال الأعمش : أسندوني ،أسندوني ، فأسندناه .
فقال : حدثنا أبو المتوكل الناجي عن أبي سعيد ألخدري ، قال : قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) : إذا كانا يوم القيامة يقول الله تعالى لي ولعلي { القيا في جهنم كل كفار عنيد}.4 قال أبو حنيفة للقوم : قوموا لا يجيء بشيء اشد من هذا).6
-------------------------
1- الأربعون حديثاً للسيد محمد صادق الخرسان ص30
2- سورة الشعراء / الآية 214
3- العقيدة الإسلامية على ضوء مدرسة أهل البيت (ع) للمحقق الفقيه جعفر السبحاني ص187
4- نفس المصدر السابق ص186
5- سورة ق /الآية 23
6- علي إمام البررة ج1 ص123