الكثير من الايات القرانية المباركة جاءت مباشرة في توضيح الامامة وشأنها , وان الإمامة والنبوة تكون من الله عزوجل بالتفضل دون الاستحقاق او الاكتساب ..
كما روي الشيخ الكليني في ( أصول الكافي ) ( 1 / 201 ) عن الامام الرضا عليه السلام في كلامه عن الإمامة يؤيد كونها بالتفضل وليس بالكسب قوله -الْإِمَامُ وَاحِدُ دَهْرِهِ لَا يُدَانِيهِ أَحَدٌ وَ لَا يُعَادِلُهُ عَالِمٌ وَ لَا يُوجَدُ مِنْهُ بَدَلٌ وَ لَا لَهُ مِثْلٌ وَ لَا نَظِيرٌ مَخْصُوصٌ بِالْفَضْلِ كُلِّهِ مِنْ غَيْرِ طَلَبٍ مِنْهُ لَهُ وَلا اكْتِسَابٍ بَلِ اخْتِصَاصٌ مِنَ الْمُفْضِلِ الْوَهَّابِ,
والعديد من الاحاديث النبوية في كتب الفريقين والتي تبين امامة اهل البيت عليهم السلام وقد اختصت باثني عشر اماما من ذرية النبي ولد علي وفاطمة صلوات الله عليهم اجمعين ..
لست بصدد تبيان من هم الائمة الاثني عشر وهم المختصين بالامامة من عند الله والايات النازلة بهذا الشأن كثيرة والاحاديث المتواترة اكثر , وقد تطرقنا اليها في بحوث سابقة ...
الواضح من الاية المباركة انه يستدل فيها على قضية الامامة, ولكننا هل نستدل من هذه الاية
المباركة على قضية امامة اهل البيت عليهم السلام؟!!
الجواب : هذه الاية ذكرت امامة النبي ابراهيم عليه السلام مثالا والا امامة الانبياء لايمكن ان تًقاس بامامة اهل البيت صلوات الله عليهم ولاحتى بنسبة 1%
لايوجد وجه للمقايسة اصلا ..
جاء في بحار الانوار
- العلامة المجلسي - ج 2 - الصفحة 210.
قال الصادق (ع) : إنّ أمرنا صعبٌ مستصعبٌ لا يحتمله إلا ملكٌ مقرّبٌ .. أو نبيٌّ مرسلٌ .. أو عبدٌ مؤمنٌ امتحن الله قلبه للإيمان .
اقول : المرسلون عددهم قليل جدا بعدد الاصابع ,
اذن فالامر يذهب الى افق ابعد من ذلك ..
ومن يحتمله ؟قال نحن فقط ..
فاين وجه المقايسة بين امامة ابراهيم عليه السلام وبين امامتهم , وعليه فهذه الاية وردت على
سبيل المثال فقط ..
والا فحصر امامتهم بهذا الحد الضيق خلاف ماجاء عنهم عليهم السلام ..
فأماماتهم واسعة..
قال تعالى " وكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ"
جاء في حسام الدين المردي الحنفي في آل محمد ص 515 / القندوزي الحنفي في ينابيع المودة باب 14 ص 77 ط إستانبول بتركيا / الشيخ الصدوق في ألامالي ص 95، 235 وفي معاني الأخبار ص 95 / المجلسي في بحار الأنوار ج 35 ص 427-428 /
عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عن أبيه عن جده (عليهم السلام) قال: " لما نزلت هذه الآية على رسول الله (صلى الله عليه وآله) * (وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ) (يس: 12) قام أبو بكر وعمر من مجلساهما فقالا: يا رسول الله هو التوراة؟
قال: " لا " قالا: هو الإنجيل؟ قال: " لا " قالا: فهو القرآن؟ قال: " لا "، فأقبل علي أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال رسول الله: هو هذا، إنه الإمام الذي أحصى الله تبارك وتعالى فيه علم كل شئ "
اقول: القران شيء ايضا مًحصى في هذا الامام المبين وهو نفس المضمون في
الزيارة الجامعة الكبيرة الواردة عن اهل البيت صلوات الله عليهم قولهم (وَذَلَّ كُلُّ شَىْءٍ لَكُمْ،)
ولكن الخارجون من هذه القاعدة الله لأنهم عليهم السلام ذلولهُ ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال تعالى " ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين .."
قال تعالى " إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ "
نعود الى قوله تعالى " مَا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ...
اذن كان هناك مجموعة الله اشهدهم وكانوا قبل هذا الخلق ...!
ودليلنا هنا رواية الكافي الشريف الكافي:1/441(( عن محمد بن سنان قال: كنت عند أبي جعفر الثاني(عليه السلام) فأجريت اختلاف الشيعة فقال: يا محمدإن الله تبارك وتعالى لم يزل متفرداً بوحدانيته ، ثم خلق محمداً وعلياً وفاطمة(عليهم السلام) فمكثوا ألف دهر ، ثم خلق جميع الأشياء فأشهدهم خلقها وأجرى طاعتهم عليها ، وفوض أمورها إليهم ، فهم يحلون ما يشاؤون ويحرمونما يشاؤون ، ولن يشاؤوا إلا أن يشاء الله تبارك وتعالى . ثم قال: يا محمد هذه الديانة التي من تقدمها مرق ، ومن تخلف عنها محق ومن لزمها لحق ، خذها إليك يا محمد..
وعليه فهذا التحريم والتحليل ليس تشريعي بل تكويني ..
الى هنا اكتفي بالبحث حول هذه القضية والتي بيناها بصورة مختصرة جدا والا بحث الامامة بحث اعمق وابلغ من هذا ..
نسأل الله القبول
هذا والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الخلق اجمعيم محمد واله الطاهرين ...