قال تعالى: (أيحسب الانسان ألن نجمع عظامه بلى قدرين على
أن نسوي بنانه) [ القيامة ]
هذه بعض الاجوبة على من ينكرون إستحالة إعادتهم يوم القيامة
(أإذا متنا وكنا ترابا وعظاما أإنا لمبعوثون) ويجيب
الحق تبارك وتعالى في أسلوب توكيدي، أن الله ليس بقادر على أن يجمع عظام
الانسان فقط، وأن يعيد خلقه فحسب، بل قادر على أن يعيد تسوية بنانه -
والبنان هو :-
نهاية الإصبع - ولكن لماذا خصص الله البنان دون سائر أجزاء البدن الكثيرة؟
هل إن البنان أشد تعقيدا من العظام؟
لقد توصل العلم إلى سر البصمة في القرن التاسع عشر، وبين أن البصمة
تتكون من خطوط بارزة في بشرة الجلد تجاورها منخفضات وتعلو الخطوط البارزة
فتحات المسام العرقية، تتمادى هذه الخطوط وتتلوى، وتتفرع عنها تغصنات
وفروع، لتأخذ في النهاية في لكل شخص شكلا مميزا،
وقد ثبت أنه لا يمكن للبصمة أن تتطابق وتتماثل في شخصين في العالم
حتى في التوائم المتماثلة التي أصلها من بويضة واحدة.
يتم تكون البنان في الجنين في الشهر الرابع، وتظل ثابتة ومميزة له طوال
حياته، ويمكن أن تتقارب بصمتان في الشكل تقاربا، ولكنهما لا تتطابقان البتة،
ولذلك فإن البصمة تعد دليلا قاطعا ومميزا لشخصية الانسان معمولا به في كل بلاد
العالم. ويعتمد عليه القائمون على تحقيق القضايا الجنائية لكشف المجرمين
واللصوص. فأن مليارات البشر الذين عاشوا على وجه الكرة الارضيه ولو ليوم واحد
فان بصتم أحدهما تخالف بصمات الذين قبله والذين في عصره والذين يأتون من بعده .
لو أنا إفترضنا عدد الذين خلق هم خمسة مليار فإن هناك خمسة مليار بصمة مختلفة أحدهما عن الاخرى
ومع هذا فإن قد الذي خلقها هكذا قادرٌ على أن يرجعها كما كانت في اول الخلق .
فأيهما الاسهل على الصانع والخالق
هل الخلق الاول الذي خلق الاشياء من العدم ؟
ام الخلق الثاني الذي هو إعادة لما كان على شكله الذي كان موحودٌ به ؟
وقد يكون هذا هو السر الذي خصص الله تبارك وتعالى من أجله البنان!
إنه يريد أن يبين للانسان ولو بعد قرون من نزول هذه الآية أن الله قادر على أن يعيد بناء
ما يميزه عن باقي بني البشر الذين مروا على هذه الحياة، وفي هذا بيان كاف لان
يؤمن الانسان بأن البعث حق، كما أن الموت حق.