يا أبا ذر ... المتقون سادة والفقهاء قادة، ومجالستهم الزيادة. إن المؤمن ليرى ذنبه كأنه صخرة يخاف أن تقع عليه، وإن الكافر يرى ذنبه كأنه ذباب مر على أنفه.
يا أبا ذر ... إن الله تبارك وتعالى إذا أراد بعبد خيرا جعل ذنوبه بين عينيه، وإذا أراد بعبد شرا أنساه ذنوبه.
يا أبا ذر ... لا تنظر إلى صغر الخطيئة ولكن انظر إلى من عصيته.
يا أبا ذر ... إن المؤمن أشد ارتكاضا من الخطيئة من العصفور حين يقذف به في شركه.
يا أبا ذر ... من وافق قوله فعله فذاك الذي أصابه حظه. ومن خالف قوله فعله فإنما يوبق نفسه.
يا أبا ذر ... أن الرجل ليحرم رزقه بالذنب يصيبه.
يا أبا ذر ... دع ما لست منه في شيء، فلا تنطق بما لا يعنيك. واخزن لسانك كما تخزن ورقك.
يا أبا ذر ... إن الله جل ثناؤه ليدخل قوما الجنة فيعطيهم حتى يملوا وفوقهم قوم في الدرجات العلى، فإذا نظروا إليهم عرفوهم فيقولون: ربنا إخواننا كنا معهم في الدنيا فبم فضلتهم علينا ؟!! فيقال هيهات هيهات، إنهم كانوا يجوعون حين تشبعون ويظمؤن حين تروون ويقومون حين تنامون ويشخصون حين تخفضون.
يا أبا ذر ... جعل الله قرة عيني الصلاة وحبب إلي الصلاة كما حبب إلى الجائع الطعام، وإلى الظمآن الماء، وإن الجائع إذا أكل شبع، وإن الظمآن إذا شرب روى، وأنا لا أشبع ولا أروى.
يا أبا ذر ... أيما رجل تطوع في يوم وليلة اثنى عشرة ركعة سوى المكتوبة كان له حقا واجبا بيت في الجنة.
يا أبا ذر ... إنك ما دمت في الصلاة فإنك تقرع باب الجبار، ومن يكثر قرع باب الملك يفتح له.
يا أبا ذر ... ما من مؤمن يقوم مصليا إلا تناثر البر عليه ما بينه وبين العرش ووكل به ملك ينادي : يا ابن آدم لو تعلم ما لك في الصلاة ومن تناجي ما انفتلت.
يا أبا ذر ... طوبى لأصحاب الألوية يوم القيامة يحملونها فيسبقون الناس إلى الجنة، ألا هم السابقون إلى المساجد في الأسحار وغير السحار.
يا أبا ذر ... الصلاة عمود الدين واللسان أكبر، والصدقة تمحو الخطيئة واللسان أكبر، والصوم جنة من النار واللسان اكبر، والجهاد نباهة واللسان أكبر