السلام عليكم يااهل لا اله الا الله . محمد رسول الله . علي ولي الله ( وال بيته الطاهرين ع )
مفهوم اصيل يجمعنا وتفصيل قد يفرقنا . ان كنا اهل حق واتباعه تمسكنا بالاصل . وان كنا اتباع اهوائنا ومصالحنا تفرقنا وذهبت ريحنا
احببت هنا ان ادير نقاش علمي منطقي بعيد عن التعصبات والحوار والجدل الجانبي الزائد الذي لا فائدة منه ترجى الا زيادة تشويش وخلق روح سلبية . فارجوا الانتباه لذالك
الموضوع محل النقاش هو تكملة وتعمق اكثر في قضية الاتفاق الاولي حول المشروع النووي الايراني مع الغرب . وكذالك ربطه باحداث الصراع العالمي في سوريا وما يجري ايضا من احداث مرافقة ومتعلقة به في الشرق الاوسط
* اولا احب ان ابداء بمقدمة لمن سيأتي لاحقا ليناقش . وهو اننا منذ ان قامت الثورة الاسلامية المباركة في ايران . وقام امامها طواغيت العالم في الداخل والخارج وبكل اصنافهم جرت مراحل من الصراع . ولكن اختصارا نقول حرب طويلة بين العراق صدام حسين ومن ورائه ضد ايران . ثم تعرض العراق لحصار كبير وطويل بعد حرب الخليج . ثم الحرب مؤخرا الحرب على العراق وازالة حكومة البعث وانشاء حكومة المحاصصة والتفرقة والتفتيت . ثم وفي فجأة من امرنا ظاهريا واذا بما يسمى الربيع العربي وثورات في المنطقة وتغيير في الحكومات وكل ذالك ونحن نسمع ونرى عناوين كبيرة يراد بها ان تفرض على العالم والمنطقة الشرق اوسطية وهي النظام العالمي الجديد . والشرق الاوسط الجديد ونضريات سياسية مرافقة كالفوضى الخلاقة .
واخر واهم الثورات التي ما زالت في مرحلة الصراع هي الحرب الشبه عالمية في ارض سوريا . او حرب القوى العالمية الكبرى في سوريا
وكل هذا كانت دولة ايران الاسلامية ومن بعد خروجها من الحرب مع العراق تعيش في عزلة مفروضة من القوى العالمية الشبه مسيطرة على العالم وتعيش ايران تحت حصار بدرجات متفاوته ومجالات متعددة ولكن يبدوا انها صمدت وكان لها تطور كبير في الانتاج والصناعة الحربية والتكنلوجيا والصناعة الذرية
* ونرجع لملف سوريا ونقول فيه يبدوا انه وكما يظهر ان العالم والقوى الكبرى اصبحت في هذا الملف على طرفين
الطرف الاول تقوده امريكا والغرب الاوربي واسرائيل وتركيا ودول الخليج وبعض الدول الاخرى المتحالفة كالاردن واحزاب وتيارات مرافقة لها
الطرف الثاني تقوده روسيا والصين وايران وحكومة بشار الاسد وجبهة المقاومة في حزب الله واطراف اخرى لعله في العالم او المنطقة بدرجة اقل وكما هو معروف للجميع
* الحرب في سوريا ولحد الان وبعد اكثر من سنتين ونصف لم يشهد فيها الغرب الداعم بقيادة امريكا اي حسم . بل ما يترشح من تقارير ومؤشرات في التقييم ان الغرب متجه نحو الخسارة وان حكومة الاسد وجبهة المقاومة ومن يدعمها تحقق انتصارات وفي تقدم مستمر على الارض .
هذا اذا اخذنا بالعتبار الخسائر الكبيرة في الارواح والاموال والتي تقع في صفوف المعارضة المسلة ومن ورائهم .
وكذالك ما يبدوا من مشاكل يعاني منها الغرب الاوربي وامريكا في الاقتصاد وفي اطالة هذا الصراع وكلها مؤشرات مع ما يمكن بافتراض غيرها هي عبارة عن نتائج ضاغطة في استمرار صمود المعارضة .
وطبعا لتداخل المصالح الاقليمية والعالمية في المنطقة . اصبحت هذه القضية عبارة عن ملف شائك ومعقد كما يبدوا ولا مجال يمكن افتراض فيه الحل الكامل الا على اساس بحث كل مصالح الاطراف واهدافها وما بيدها من استحقاقات ونفوذ تفاوض به او قوة تثبت بها ا ارادتها بالقوة
* وعليه وليكون النقاش علمي وواقعي ودقيق نطرح اسئلة بعد هذا المقدمة اعلاه
1- هل ان قضية الملف الايراني النووي وما نتج عنه من خلاف مع الغرب هو مشكلة حقيقة ام ذريعة مفتعلة من الغرب للضغط على ايران او محاولة لاتخاذ اجراء بحقها .
2- هل ان الحرب في سوريا والاختلافات السياسية المرافقة لها علاقة او ربط بالملف الايراني عندما يراد التفاوض ام كل ملف على حدة وهما مسألتين منفصلتين
3- هل ان وصول حكومة صالحي للحكم وما جرى على يدها من تغيرات في السياسية كما يبدوا ظاهرا وانتج الوصول الى اتفاق مع الغرب بخصوص الملف النووي هو مسألة سياسية متعلقة بحكومة صالحي ورؤيتها ام للسلطة الاعلى بقيادة السيد الخامنئي دور وتأثير عليها .
4- كيف وما الدليل لتقييم نتائج الاتفاق النووي الاولي الاخير ومن هو تعتقدون سعى اليه وهل يمكن وصف ان كلا الطرفين تسامح بمقدار ما في مطالبه السابقة ليخرج الاتفاق الاولي ام لا وهل اذا صح الفرض الاول فهذا يعني ان الغرب وامريكا بدأت تشعر بالضعف والحرج وتريد مخرج سريع باقل الخسارة او لعله تكتيك مؤقت . ونفس الشيئ في الطرف الاخر اي ايران هل يمكن افتراض هذا بخصوصها ام لا .
5- هل ان جنيف 2 حول الملف السوري له علاقة مباشرة بما تم سابقا في بالملف الايراني ام لا وهل جنيف 2 وتحديد موعد له يعتبر مؤشر قوة او انتصار لاحد طرفي النزاع حوله ام لا .
من هذه الاسئلة الرئيسية في القضية ولعله غيرها نحاول ان ندير الحوار الاستراتيجي اذا وفقنا الله مع من يريد اتحافنا برأيه او رؤيته سواء شاملة او محدودة
وارجوا بتشدد كبير ورجاء اخوي ابابتعاد عن العصبيات والعبارات الغير داخلة في النقد والتعليق والتي تستفز الاخرين وتبعد النقاش عن علميته وواقعيته
وشكرا
الباحث الطائي
احسنت كثيرا مولانا الباحث الطائي على فتح هذا الموضوع و ارجوا ان يكون متجددا
ستكون مشاركاتي نقل وجهات نظر متزنة واقعية تعكس تطورات الوضع الراهن و كما قلت لك سابقا ان الموضوع السوري انا
لست ملما حوله كثيرا
و الاختلاف في وجهات النظر هو الشيء الطبيعي و لكن بدون تعصب و تشنج فالمناقش قد يدخل موضوعا ربما لا يجد نفسه ملما حوله ذلك الالمام و لكنه يستفيد منه بمشاركات الاخرين و وجهات نظرهم و بما يفتحه النقاش من افاق للاطلاع .
و اشدد معك على ان التهكم و الاستخفاف يفسد الموضوع على الاخرين .
بالنسبة لقضية الملف النووي الايراني فهو ذريعة, بل ان عداء الغرب لايران و محور الممانعة هو عداء استراتيجي كان منذ بداية الثورة الايرانية و لو لم يكن الملف النووي موجودا فان درجة العداء و المؤامرات لن تتغير طالما ظلت ايران على مواقفها المعروفة.
لا اعتقد ان هدف ايران هو الحصول على السلاح النووي و الغرب يعلم ذلك . فهذا السلاح مثلا لا يشكل هدفا استراتيجيا معاديا ضد مصالح الغرب فيما لو امتلكته باكستان او دول الخليج مادام تحت الهيمنة الغربية و لكن تشكيل نوع من التوازن الاستراتيجي لدى محور الممانعة و لو بقوى تقليدية هو الذي يشكل كابوسا لدى الغرب و اسرائيل.
امريكا ادركت ان التوازن التقليدي اصبح رادعا ما فيه الكفاية فضلا على انها لا طاقة لها بشن عدوان على سوريا او ايران يجر الحلفاء الاخرين معها ناهيك عن تضعضعها و مشاكلها الداخلية و تنامي عجزها.
و لكن مع استمرار التهديد السعودي الصهيوني ضد ايران فان الاتفاق ايضا قد يجعل القواعد الامريكية في الخليج و حول ايران بمناى عن ان يطالها الدمار فيما لو تهورت اسرائيل و السعودية بطبيعة الحال. و هذا يطرح تساؤلات حول جدوى وجود هذه القواعد و جدية الاتفاق مع وجود التهديدات الاسرائيلية و الرد الايراني المؤكد على الاطراف المعتدية مما يجعل هذه القواعد الامريكية غير ذات جدوى في حماية المصالح الاقتصادية الغربية التي ستنهار بين عشية و ضحاها و القواعد سليمة و لكن مكتوفة الايدي.
و حتى لا يفهم من هذا الاتفاق انه مناورة و خديعة من امريكا بمشاركة حلفاءها الاستراتيجيين و توزيع للادوار و حتى الان لا توجد بوادر حسن نية مع وجود التهديدات الصهيونية السعودية فانه على الغرب ان يثبت انه يلتزم بوضع الحياد على اقل تقدير تجاه اي رد ايراني ضد اسرائل و القوى المساندة و المتورطة معها و هذا سيكون حاصلا لامحالة فيما لو تحول التهديد الى واقع.
هذه هي الاسالة الاساسية التي من وجهة نظري تحدد كبف ستسير الامور بعد ذلك. و التفاصيل الاخرى ستكون اما انها لا تعني شيئا اذا لم يكن هناك جدية في الهدنة او انها ستكون تحصيل حاصل و النتائج ستكون في حينها. .
شكرا للاخ الكريم عابر سبيل سني على مشاركته القيمة ورؤيته
ولعلي استحصل منها خلاصة وهي كما يلي
١- موضوع الازمة النووية التي يقف ورائها الغرب ضد حق ايران النووي هو في الحقيقة ازمة مفتعلة ضد ايران . لكون ايران حسب فهم وطرح الاخ عابر سبيل هي ليست بصدد استخدام التكنلوجيا النووية لانتاج السلاح النووي وما يفتعله الغرب واسرائيل وبعض الدول العربية هو في الاصل حجة ومبرر لتكوين ضغط عالمي على ايران وحتى افتعال عذر ربما لاجرائات سياسية وحتى عسكرية ضدها لو تطلب الامر ذالك .
٢- يرى الاخ عابر سبيل ان امريكا والغرب اصبح وضعها في المنطقة العربية ضعيف وغير قادر على حسم الموقف بالقوة وفي ضل الصراع والتحديات والضروف المحيطة بها وما ادت اليه من نتائج
وعليه يرى هذا الاتفاق الاولي النووي مع ايران هو ليس تكتيك من جانب الغرب بل هو اعتراف عملي بالضعف والذهاب الى تنازل للخروج من الازمة والتي لعله لو لا ذالك ليكون الغرب في وضع اكثر حرجا وخسارتا مع استمرار تقدم الحلف المقابل لهم في تحقيق المكاسب
٣- ويستشف ضمنيا من رايه ان الحرب في سوريا والمفاوضات النووية لها نوع علاقة وترابط ولا يمكن فصلها لتداخل المصالح والقضايا
اخي ابو مرتضى البراك ، اشكر مروركم الكريم ، وكنت احب لو تعطينا رأيك وتصورك بقدر الامكان ولو انه كان لك مداخلة سابقة ولكن نريد منهجة ومنطقة القضية وتحليلها سياسيا ( او حتى علاماتيا ) وبشكل يتجرد من العواطف والاتجاهات والاهواء
وكذالك احب ان يشارك الاستاذ النجف الاشرف ويبين رؤيته وبتفصيل اوسع وادق لكي يسمع رأي جميع الاطراف ،
هذا بالاضافة طبعا لبقية الاخوة جميعا ، اذا كتب الله لهذا الموضوع التوفيق بالاستمرار والحصول على اهتمام الكتاب والمطالعين والمهتمين ، وشكرا للجميع ومع الاحترام والتقدير