|
عضو جديد
|
رقم العضوية : 78963
|
الإنتساب : Jul 2013
|
المشاركات : 66
|
بمعدل : 0.02 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
السيد \ المسني
المنتدى :
منتدى العقائد والتواجد الشيعي
بتاريخ : 23-07-2013 الساعة : 07:44 AM
المناسبة للقيام بالعمل ولا يمكن ان يكون هناك عمل الا وفق وجود المادة الأساسية في مكوناته التي خلق منها تساهم في مده بالقدرات والطاقة اللازمة لقيامه بالعمل وعلى هذا الأساس فان جميع الأجسام الكونية تحتوي على الماء لانه المادة الاساسية المكونه له وان قلنا ان الماء وفق التحول تحول الى غازات فانه( وكما يقال بانه يتكون من اكسجين وهيدروجين) واقول وفق ذلك بانهم انفتقا وفق الحركة الى نسب متمايزة بحسب الذرات والتي ادت الى تنوع المخلوقات بموجب نسبها كما خضعت وفق التحول الى أعضاء جامدة متنوعة وفق الظروف البيئية.
وعلى ذلك فان حركة الحياة سارت وفق نظام اذ لو كانت الحكمة والعلم ليست منضوية في خلقه لسار الكون وفق الفوضى والعشوائية التي ستؤدي الى عدم استقرار الكون ووفق هذا النظام وهذا التكامل بين الاعضاء والاجسام المتعددة والمتباينة القدرات والمتنوعة التي بمجملها تشكل جسد الكون وفق الإبداع والتي حمت الكون من العودة لطبيعته الأساسية فسار وفق مراحل وسنن في مجملها تقر بان وراء خلقها رب عظيم ولولاه ما تحركت الحياة ولبقت عاجزة عن إخراج نفسها من مستوى الجمود إلى الحركة في ظل بقائها في المستوى الوجودي الاول وعلى ذلك فان الحركة والعمل ضمان لاستمرارية الحياة.
ملاحظات
-ان حركة الحياة الكونية قائمة وفق اساس وهو العمل التكويني المادي واساس مكمل هو العمل التكويني المعنوي وعلى هذا فان اصل الخلق مادة حركية تحتوي الجمود انتج ثنائي الاكسجين والهيدروجين كما انتج ثنائي الارض والسماء الخ تنازليا وفق الثنائيات .
- ان الكون هوامر بين امرين مادي ومعنوي وانه وسطي بين صفتين عكسية فهو تنازلي وتصاعدي – خير وشر- اتحاد وانفصال – الحياة والموت – التسيير والتخيير الخ
- ان الكمال المادي في مرحلته الاولي حتمي الوجود لما يقضيه الله تعالى وفق المشيئة والارادة والقدر وايضا العمل التكويني المعنوي بالنسبة لكائنات الكون او الاجرام السماوية فهو ايضا حتمي الوجود بالنسبة للعمل المعنوي الا انه عند خلق الله للانسان سخر السموات والارض وما بينهما للانسان أي اعطائه الحق في اختراق قضاء الله تعالى الكوني القائم وفق النظام والسنن الالاهية وان هذا الاختراق ناتج عن مشيئة الله تعالى في تسخير الخلق والمخلوقات للانسان ولا يعني هذا ان مشيئة الانسان تتفوق على مشيئة الله تعالى في الامر والنهي او ما يقوم به الانسان من عمل فلا يمكن ان يعمل الانسان أي عمل الا بموجب مشيئة الله تعالى وان لم يشأ فلا الانس ولا الجن ولا جميع المخلوقات قادرة على عدم انفاذ قضاء الله تعالى او الوقوف امامه .
- ان الله يبدي ويعيد نفهم من هذا ان كل لحظة او فعل يقوم به أي مخلوق فيه بداء في الفعل وتهيئته وفيه اعادة في اكتماله وحدوثه مهما بلغت هذه اللحظة من زمن ولو جزء من الثانية اضيف مثل لفهم هذه المسالة عندما قضا الله لنبيه إبراهيم عليه السلام في ذبح إسماعيل عليه السلام هنا لم تكن المشيئة تتمثل في هذا العمل ولكن سار متدرج من القضاء ومن ثم القدر لما فعله نبي الله إبراهيم عليه السلام من طاعة لله تعالى ومن ثم الاراده في تهيئته للذبح الا ان المشيئة لم تنفذ لاكتمال الفعل المعنوي فاستبدل الذبح بكبش هنا الله تعالى تبدل وتغير قضائه لانه لم تشأه المشيئة وانما كانت تسير وفق القضاء الغير حتمي الحدوث باعتباره فرع من فروع الحياة وهنا يكمن فائدة الدعاء الى الله تعالى في اكتمال ما يخلق من فروع كالابناء او مما يحدث من قبل الاجرام والارض كالزلازل والاعاصير اما ان كان الامر صادر من المشيئة والارادة فالقدر والقضاء فان هذا القضاء حتمي الوجود ولا مرد له لان المشيئة قد انفذت امرها . ولن يستطيع الانس ولا الجن ولا أعظم مخلوقات الله ردها . الا بالدعاء والاستجداء والترجي للخالق عز وجل في ان يخفف منها كدعاء فرعون وهو غريق فأنجاه ببدنه.ومن هنا ندرك ان دعاء الله تعالى يخفف ويزيل قضاءه بمشيئته وفق هذا الترجي حيث قال تعالى ( ادعوني استجب لكم ) (واذا سالك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداعي اذا دعان )
- ان اساس الخلق يدخل كشيء اساسي في خلق جميع المخلوقات الفرعية فمثلا الماء وهو اساس الحياة فانه يدخل في جميع الفروع كاساس وجودي فيه كما يدخل في تكوين الفعل التكويني المعنوي كأساس مكمل وغذائي له . وكذلك المشيئة والارادة والقدر والقضاء تحتوي كل الفروع التكوينية المادية وتدخل كاساس مكمل للفروع المعنوية أي ان العمل المعنوي لايكتمل الا فيها .
- ان العمل المادي يكون مسير من قبل المشيئة في خلقة اما العمل المعنوي فيمثل التخيير للمخلوقات ولكن هذا التخيير لاينفذ الا بمشيئة الله تعالى . الا ان الكون ليس له ان يخرج عن اطار المشيئة والقضاء وان اراد الخروج عن العمل الذي خلق لاجل فعله عمل مكرها . لان الحياة سوف تتاثر في حالة المعصية لذا فان الكون مخلوق مطيع وملبي لاوامر الله تعالى . وان جميع المواد والاجسام خاضعة وملبية لكل شيء يعمل فيها.
ثالثا:- الإنسان
وفق السنن السابقة فان الإنسان سيكون خاضع لها في خلقة ولو تفحصنا في كيفية خلق الإنسان لوجدنا السنن نفسها ولكن بالاختلاف بالمواد المكونة له وفق نسبها بمعنى ان المادة الأساسية التي خلق منها الكون تدخل كعضو أساسي لخلق المكونات الفرعية اذ بدونها يكون الخلق مختلا وغير موزون لافتقاده التغذية الأساسية له التي وجد منها فهي تدخل كمادة أساسيه في خلقه كما أنها تكون من ضمن الغذاء المادي للجسم تزوده بالطاقة اللازمة لمواصلة حياته ونحن نعلم من القران ان سنن الله ثابتة حيث قال في كتابه العزيز سنة الله في الخلق ولن تجد لسنة الله تبديلا . وهنا يجب ان نعلم ان هذه السنن في الخلق أي في وجود خلق الكائنات وهي ثابتة اما في ما يقوم به من عمل فهي معرضة للخرق وفق تسخير الله للسموات والارض وما بينهما للانسان كما انها تضل ثابتة . بمعنى ان السنن الالاهية غير قابلة للتحول او التبدل في الخلق بل تضل ثابتة يخضع لها الكون وفق تكويناته وبما تحملها من صفات وقدرات وان السنن ثابتة لكونها تشير الى وجودية الله تعالى وانه خالق حكيم بديع عظيم كما ان التوحد في السنن تعزز من وحدانية الله تعالى .
وان هذه المنظومة المتكاملة وفق السنن لا يمكن ان تكون الا من اله واحد ولو فرض انها من آلهة متعددة فان الكون لن يكون مستقيما ولكان كل شيء منفصل عن الأخر لا يكمله في المسيرة الحياتية إلا أن هذا النظام البديع يشير انه صادر من اله واحد وهو الله تعالى لا شريك له في الخلق .
و ان الانسان هذا المخلوق لا يمكن ان يكون اوجد نفسه بذاته ولا يمكن للصدفة أن توجده و توجد التكامل الحياتي للخلق وان قيل أن الصدفة تخلق فهل ستعلم الصدفة الإنسان ما يضره وما ينفعة سوى في اكله ومنافعة وهل الصدفة ستخلق بجواره الانثى التي ستكمل الحياة والحركة الإنسانية . انه لمن الجهل ان يقول انسان بان الصدفة هي من اوجدته وخلقت له معايشة وارزاقه وانه من الغباء ان يشبه الخالق بالمخلوق او ان يتم تشبيهه بالإنسان أو المخلوقات الأخرى حيث سيذهب كل مخلوق بتشبيه الله بنفسه وبما يحمله من وسائل حياتية تخدم حياته .
أما من يجعل لله الولد والزوجة (استغفر الله العظيم) كما يقول المسيحيين لكان هناك تعدد للالهه ولفسدت الأرض وفق هذا التعدد كون كل الاه سيذهب فيما خلق نحو تضاد للأخر ولما كان هناك تكامل حياتي ولما وجد هدف من وراء الحياة إذ أن كل مخلوق سيكون هدفه مختلف عن الأخر لا يخدم الحياة وفق التكامل والتوازن وسيكون هناك فساد فيها حيث كل اله سيسعى الى إثبات قوته على الاخر وان من يقول ان لله ولد وزوجة ( واستغفر الله عما يقولون ) لكان الأبناء يحملون الالوهية وهذا ما ينفيه العقل فهل هناك إلاه كما تقول المسيحية وترفع شعارها بالصليب يقبل لنفسه الموت ومن يقتله ويزيحه من الحياة . المخلوقات التي أوجدها عجبا كيف يسمح لنفسه ان يقتل ويموت من قبل من أوجدها فيكون العيش والبقاء لها والموت لابن الاهها .وان رفع الله لعيسى عليه السلام لهو اكبر دليل انه ليس الاها وانما نبي ومخلوق من مخلوقات الله تعالى .
كما ان من له أبناء ويقبل التكاثر لا يمكن ان يكون متصف بالكمال والربوبية اذ لا يكون الولد إلا لإكمال حركة أو مسيرة حياتية والله ليس محتاج لولد لكي يكمل مسيرة حياته ومن قال ذلك فانه يلصق النقص بالخالق عز وجل كونه يحتمل الموت وان من يتصف بالنقص لا يخلق كمال . وان الكمال لله تعالى .
وان الله خلق الإنسان وحمله أمانة و جعل له هدف حياتي في الدنيا هو الحفاظ على الحياة والأخذ بحركتها نحو الكمال وان تحميل الله للإنسان هذه الأمانة وجعله خليفة له في الأرض (ادم عليه السلام ) ليس لان الله محتاج إلى الإنسان لا بل ان الله في غنا عن الدنيا ومن فيها وحمل (مع فتح الحاء ) الإنسان الأمانة ظلما وجهلا ومع ذلك فان الله لايقبل لعباده الظلم فامد الانسانية بكل الوسائل العلمية والجسمية والفكرية والقدراتية لاكمال مهمته في حمل الامانة فسخر له الله السموات والأرض وما فيها وجعل فيه أعظم القدرات الخلقية التي بموجبها فضل عن بقية المخلوقات كما جعل الله تعالى من الانسانية خلفاء له يعلمون الناس ويوجهونهم لاجل اقتدارهم على حمل الامانة رحمة من الله للعباد.
وطالما أن الإنسان يحمل الأمانة فلا بد أن لا يستغني عن خالقه في حملها إذ لابد من عون الله له مالم فانه لن يستطيع حملها فأرسل الله الرسل والأنبياء وجعل الأئمة هداة للناس للاستعانة بالله لما يحيهم .وعلى ذلك فان الله تعالى قريب من الإنسان إن دعاه يعينه ويهديه وينصره ويقضي حوائجه ويمده بالقوة وبكل الوسائل العلمية والفكرية والجسمية التي بمجملها تمثل الخير للإنسانية والحياة والتي تسهم في جعل الإنسان مقتدر في حمل الأمانة ولولا الله تعالى ما استطاع الإنسان الأخذ بالحركة الحياتية نحو الكمال او النهاية ومن استغنى عن الله فانه سيكون مخلا بالهدف الذي وجد لأجله في الدنيا والمتمثل بعبادة الله وفق حمل الامانه والأخذ بحركتها نحو الكمال أي أن الانسان المضر بحركة الانسانية اساسا يضر بالحياة كما ان من اعظم المعاصي قتل الانسان بغير حق اي الانسان المحافظ على الحياة وحركتها اما الانسان المضر بالحياة فان جزاءه على قدر اسائته إلى الحياة في مدى كبرها وأهميتها بالنسبة اليها وان مهمة الانسان الصالح تكمن في منع الإنسانية من السعي وراء الشرور للحياة .
واننا نعبد الله وفق اقامة الشعائر الإسلامية وآدابها من صلاة وصوم وزكاة وحج وعمرة الى اخره ليس لان الله محتاج الينا ولكن لاننا محتاجون الى الله والتقرب اليه وفق الشعائر لما فيه صلاحنا وصلاح الإنسانية ليكون لنا عونا وسندا وتوفيقا لعمل الخير وطلب الصحة في أبداننا وقوة علومنا وتعاوننا وإخوتنا وكل أمور حياتنا الخيره كما ان الحمل لايكون الا بموجب العمل والعمل لايكون الا في وجود كل الوسائل الحياتية الموزونه(الفكرية والعلمية و الصحية والمادية الخ )
للاخذ بالحركة فامدنا الله بهذه الوسائل كلها ولم يبخل علينا باي شيء نحتاجه لخدمة الحياة وحركتها ولكن بعض الناس استغنى عن خير الله وأبدلها بالشرور التي تضر بالحياة وجعل من التكبر والاستكبار شعار كما فعل إبليس في تكبره واستكباره برفضه السجود لأدم عليه السلام وعلى ذلك فان قوى الشر من صفاتها الاستكبار والتكبر على الله تعالى . وكل المستكبرين يسيرون في طريق واحد نحو معصية الله تعالى والتي في صلبها حب الذات لدرجة الاضرار بالحياة على حسابها وعلى حساب الكائنات الوجودية المخلوقه فيها .
وعلى ذلك فان كل الشعائر الإسلامية تمثل الخير للإنسانية بما تحمله من أواصر وروابط وأهداف قيمة تحمل في كنفها الخير والمتمثلة في الارتباط بالخالق عز وجل لأجل الخير وكذلك ارتباط الإنسانية فيما بينها في تعزيز روابط الخير.
ومعلوم ان هناك من يقيم الشعائر الإسلامية ويسير في طريق الظلم والباطل للإضرار بالحياة وبذلك يكون قد اخل بقواعد الخير التي من صلبها إقامة الشعائر الإسلامية لأجل خير الإنسانية وان الخير للإنسانية هو الهدف الأساسي للحياة وان إقامة الشعائر ومن ثم السير في طريق الظلم لا تغني ان لم تكن في طريق الكف عن الإضرار بها وبحسب خطورتها على كامل الحياة وحركتها .
سيأتي احد ويقول ان الله لم يخلقنا الا لأجل عبادته وهنا أقول له كلامك سليم فان الله قال في كتابه العزيز
(وما خلقت الجن والإنس الا ليعبدون )
وفي سورة اخرى قال(وعرضنا الأمانة على السموات والارض والجبال فابينا ان يحملنها واشفقنا منها وحملها الانسان انه كان ظلوما جهولا) لكن هذا القائل يقصد بان العبادة تتمثل في إقامة الشعائر الإسلامية فقط واقصد أن العبادة تتمثل في شكلها الإجمالي في الحفاظ على الحياة و الأرض والأخذ بحركتها نحو الكمال والتي تمثل الامانة وان الشعائر الاسلامية هي جزء أساسي للأخذ بحركة الحياة وللحفاظ عليها ولأننا محتاجون الى الله لاجل حمل الأمانة .
وهنا الفرق بين انسان ياخذ بالجزء دون الكل ويعكس الأساس من احتياج الإنسان إلى الله تعالى لحمل الأمانة والحفاظ عليها إلى احتياج الله لعبادة الإنسان ونفي الهدف الذي كلف به وبنفيه يعني ان الإنسانية في هذه الحياة تسير بدون هدف لها ومن نفا الهدف جعل الإنسان لا قيمة له ونقول لبعض الإخوة الذين يفتقدون المعارف الإسلامية بشكلها الحقيقي (ان النقص يتمثل في عدم الإلمام بالعلوم والمعارف الإسلامية وليس عيبا السعي لأجل الإلمام بها ولو بشكل جزئي ولكن العيب يتمثل في الاستكبار عن الحقيقة وإتباع أهواء الشياطين والإصرار على الخطأ بعد أن أكرمك الله بالمعارف)
وعندما ننظر الى خلق الإنسان فان الله شاء وأراد وقدر ادم قبل أن يخلقه فتمثلت عظمة الله في خلق ادم عليه السلام لإثبات ربوبيته وقدرته على خلق مايشاء وهل هناك من يستطيع ان يمنع الخالق عز وجل من خلق الإنسان المفضل على كثير من مخلوقاته. وبموجب هذا التفضيل خلق ادم عليه السلام و امر الله تعالى الملائكة ان يسجدوا لأدم فسجدوا الا إبليس ابى واستكبر فكان من الكافرين فكان اول من يعصي الله تعالى ولو فرض ان إبليس عليه لعنة الله لوكان لديه القوة على المنع والاعتراض على خلق ادم عليه السلام لفعل ولكن قدرة المخلوق لا ترقى أمام قوة الخالق عز وجل .
ووفق الاية القرانية في قوله تعالى ( اني جاعل في الارض خليفة قالو أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني اعلم ما لا تعلمون(30)وعلم ادم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين(31) قالوا سبحانك لاعلم لنا الا ما علمتنا انك أنت العليم الحكيم 32) البقرة
وفق الآية اختار الله ادم عليه السلام ليكون خليفته في الأرض إكراما وتفضيلا منه للإنسان إذ أن هناك من كان يعترض على خليفة الله في الأرض ومنها الملائكة ليس كرها للإنسان ولكن خوفا على الارض من الفساد و سفك الدماء . و من الآية يتبين أن الإنسان لم يخلق عالما إذ تلقى العلوم من الله تعالى ولولا تعليم الله له ما استطاع معرفة الأسماء الذي تميزبه عن الملائكة عليهم السلام كما تشير الآية ان الإنسان ليس باستطاعته الاستغناء عن الله تعالى خالقه اذ لولا الله ما ابدع علميا وبموجب هذا الارتقاء العلمي سجدت الملائكة لأدم عليه السلام طاعة لله تعالى و احتراما وإجلال لما يحمله من علم رباني تفوق به عليهم حتى جعل لهم بمثابة المعلم ومن هنا نعلم أن العلماء العارفين الصالحين (أولياء الله ) لهم فضل على الامة في تعليمنا وصلاحنا وهل ياترى سيحترمهم ويقدرهم الناس كما احترمت الملائكة ادم عليه السلام ام انهم سيتكبرون ويستكبرون كما فعل إبليس وسيجعلون من إجلالهم واحترامهم وزيارة قبورهم بدع وخرافات تعكس عن عدم احترام هؤلاء للعلوم والعلماء والأساتذة والمدرسين وتقديرهم بقدر إسهامهم في المجال العلمي كما إن ادم عليه السلام باعلامه الملائكة بالأسماء عكس عدم أنانية ادم في احتكار العلم كما توضح طاعة ادم للخالق عز وجل.
واسكن ادم وزوجته الجنة فأزلهما الشيطان في الأكل من الشجرة التي نهاه الله عن الاكل منها .
وطالما ان الله فضل الإنسان وجعله خليفتة في الارض وهناك خلاف في مسالة الخلافة في الأرض هل هي مخصصة لادم عليه السلام ام للإنسانية بأكملها . حيث ان هناك تباين فخص بها ادم عليه السلام وهو الإنسان الأول كما خص بها داوود عليه السلام ولو كانت كلية أي تعني الإنسانية بأكملها لما خص داوود عليه السلام في قوله تعالى ( يا داوود إني جاعلك في الأرض خليفة ) ص 26 كما انها تاتي احيانا في تخصيصها للمؤمنون كما قال عز وجل ( وعد الله الذين امنوا ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف اللذين من قبلهم ) النور وقد اشرنا سابقا ان الله تعالى يكون قضاءه خير للإنسانية وليس شرا بها وعلى ذلك فان من تخصه الخلافة هم أهل الخير الأنبياء والصالحين والمؤمنون الصادقون من الناس وليس الأشرار والظلمة وبموجب الاسباب والعلل السابقة فان الخلافة متاثرة بها حيث بدات باساس الانسانية وستنتهي بالفروع أي ان الخلافة تشمل الكل أي كل الخيرين وتشمل الجزء الأخير للخيرين وبموجب النظرية الكلية وفق الأساس والأساس المكمل فان الخلافة في الأرض أساسها الأخير من الناس وأساسها المكمل هم الخيرون من الناس وعلى ذلك فان الخلافة تتمثل في من لديه القدرات التي تؤهله لحمل هذه الأمانة المتمثلة في الأرض والحفاظ على صلاحها وفي صلبها الخير للإنسانية وعلى ذلك سخر الله للإنسان السموات والأرض ومابينهما للاستفادة منها في رقيه العلمي والعملي وفي الحفاظ على صلاح الأرض من الفساد وان مهمة الانسان في الارض تكمن في الحفاظ على صلاحها ومقاومة المفسدين فيها والأخذ بحركة الإنسانية وفق الخير وعبر المراحل الزمنية حتى الوصول الى الكمال او النهاية والتي بموجبها تنتهي مهمة استخلاف الإنسان على الأرض وعلى هذا الأساس فمن يعمل الشرور للإضرار بالإنسانية أو بالحياة فانه بذلك يعصي الله تعالى ويعيق هدف الإنسانية وهنا نقول بان الاستخلاف لاتعني الزعامة والرئاسة والحكم والمشيخه في ظل الجهل وإنما تكون لأولي العلم والمعارف لان ادم عليه السلام لم يستخلف على الأرض إلا لأنه تميز عن من سواه بالعلم و حاز علي الخلافة بموجبه . ومن الضرورة ان يكون ادم عليه السلام عالما وعارفا بشؤون المستخلف فيه وبما هو أصلح للإنسانية وللأرض اذ انه ان استخلف وهو جاهل يشؤونها وادارتها فانه سيضر بها وعلى هذا الأساس فان من يكون خليفة الله في الأرض يكون متعلما وفاهما وغير جاهل كما يكون مؤمنا ومطيعا لله تعالى اذ ان ادم عليه السلام لم ينل الاستخلاف في الأرض الا لأنه اعلم من الملائكة ولانه لم يحتكر العلم في إعلامهم به كما انه من الباطل والظلم ان يحكم الجاهل المتعلم فكيف سيكون خيرا للارض وللإنسانية وهو لايعي مفهوم الإصلاح ومفهوم الأخذ بحركة الحياة إلى الكمال عبر الزمن كما لايعي ولايفهم التوازن الحياتي للحياة بمافيها من احياء تخدم الأرض وصلاحها ولا يفهم أسماء المستخلف عليهم من الكائنات . ان تعيين الجاهل على رقاب الناس ماهو الا جزء من الفساد في الأرض وطالما ان الإنسان يحمل الامانه على الحياة فيجب ان يعمل لاجل عدم تنصيب اهل الشر باستخلافهم على الحياة كونهم سيضرون بالامانة الالاهية وسيسعون في الارض فساد.
ان خليفة الله في الارض تكمن فيه كل صفات الخيرللانسانية والحياة والذي سيعمل ويسعى لتعزيز مكانة اهل الخير في جعلهم خلفاء لله في الأرض سوى في تفوقهم العلمي او السلوكي والإنساني وغيره.
وكما اوضحت سابق بان الأمانة متمثلة في الحفاظ على الحياة والأخذ بحركتها نحو الكمال هي من مسؤولية الإنسانية بأكملها وسوف يحاسب كل من يضر بها او يفسد فيها أما الخلافة فهي منصب تكون في الأخير من أهل الخير في الإنسانية كأساس والخيرون من الإنسانية كأساس مكمل كما وجب على الأساس المكمل (الخيرون )الالتفاف حول الأساس( الاخير) وعلى ذلك فان خليفة الله في الأرض جعل ليعزز مسار الإنسانية في حمل الأمانةومن الغير منطقي ان يجعل الله الارض من دون وجود خليفة له فيها .
ويبقى السؤال هل استخلف ادم على الأرض في ظل وجود المشورة والانتخابات ام انه تعيين وتكليف من الله تعالى ؟ وهل نقول من الضرورة ان تكون هناك شورى لاتخاذ قرار الاستخلاف وبين من تكون الشورى ؟ بين الخالق والمخلوقات !وعلى أي شيء على ملك الخالق عز وجل! وهل يعقل ان يكون احد معه مزرعة ويريد ان يعين عليها مدير فهل سيقول لأبناء مجتمعه تعالوا نعمل شورى لنعين احد عليها. من المؤكد ان هذا سيكون في قمة السخف وبعد من سيعين عليها هل إنسان فاهم يعمل لأجل مصلحة المزرعة ويدر عليه خيراتها ام سيعطيها لإنسان جاهل لا علم له بشؤون الزراعة والفلاحة والتخطيط والبيع والشراء والتجارة المبنية على القيم والسلوك الحسن ؟من المؤكد إن الإجابة ستكون لمن هو اعلم وافهم وانسب وأنزه لإدارة المزرعة لأنه بنظره سيدر عليه أموال أكثر . فكيف تسمح لنفسك ايها المخلوق ان تعين شخص لإدارة مزرعتك بينما لا تقر لمن عينهم الله لإدارة أرضه ومخلوقاته (الرسول( ص ) والأئمة الاثنى عشر عليهم السلام ). والفرق ان خيرات المزرعة ستكون لصالح صاحبها بينما ارض الله بخيراتها تكون لمصلحة العباد. فأيهما أكرم الخالق ام المخلوق ؟ وعلى ذلك فان الأنبياء والرسل وأئمة الله العظام لايعينون من الناس وإنما يعينون من الله تعالى ورسوله الكريم إذ هل من العقل ان يكون هناك شورى بين الخالق والمخلوقات في اختيار النبي أو الإمام أو خليفته في الأرض . وهل يعقل أن يكون هناك أناس بعيدين عن الله تعالى وعن الخير ويعبدون الأوثان والأصنام ويتم مشاورتهم في تعيين نبي وإمام لهم أو خليفة الله في الأرض. إن الله تعالى اختار ادم عليه السلام وجعله خليفته في الأرض وكذلك الله تعالى يختار الأنبياء والأئمة عليهم السلام لكونهم هم الأخير للناس لإصلاح حياتهم ومقاومة المفسدين والمستكبرين في الأرض وجعل المؤمنون خلفاء الله في أرضه وعلى ذلك فان الخلافة منصب إلاهي يجعله الله في الأخير للناس كأساس كما يجعلها في الخيرون من خلقه كأساس مكمل .
كما أن الاستخلاف خص به ادم عليه السلام ولم تخص به حواء عليها السلام وهو ما يشير ان الخلافة لا تتمثل بالإنسانية بأكملها بل تمثلت بآدم عليه السلام وبموجب النظرية الكلية فان الجزء الأساسي للإنسانية وهو ادم عليه السلام وهذه إشارة أن الخلافة تكون من مسؤولية الرجل كأساس للإنسانية ومن مسؤولية آهل الخير كأساس للناس ومن مسؤولية الأخير كأساس لأهل الخير وبموجب التفضيل فان الإنسانية مفضله عن المخلوقات وان أهل الخير هم المفضلون من الإنسانية وان الأخير هو المفضل من أهل الخير .
. وللتوضيح أيضا في مسالة الحفاظ على الحياة والأخذ بحركتها نحو الكمال نوضح الأتي .
ان الأرض وفق الدراسة وبحسب فهمي هي أساس الكون وان السموات أساس مكمل للكون وفق النظرية الكلية وهذا يعني إن الأرض لها أهمية اكبر من أهمية بقية الأجرام السماوية كونها هي الأساس التي تستند إليها الحياة الكونية وان بقية الأجسام تمد الأرض بما يخدمها من منافع لاستمرارية الحياة فيها ولو اختلت حياة الأرض فإنها ستؤثر على حياة السموات وطالما ان الله استخلف الإنسان على الأرض وهي الأساس الحياتي للكون فانه وبموجب ذلك يكون الإنسان مستخلف على الحياة الكونية كون السموات تتبع الأرض ومن استخلف على المتبوع استخلف على متبوعاته وعلى هذا سخر الله تعالى السماوات والارض ومابينهما للإنسان وان القول لاجل صلاح الارض او الحفاظ عليها يكون المقصود فيه الأرض والسموات وما بينهما او بمعنى الكون او الحياة وعلمنا ان مهمة الإنسان في الاستخلاف هو الحفاظ على الحياة واستمرارها وفق التوازن حتى الوصول الى الكمال وان من صلب الحفاظ على الارض هو الحفاظ على الانسان كونه أساس الأحياء فيها . كما أن الاستخلاف يمثل الخير للأرض فلا يمكن ومن المستحيل ان يكون اي انسان اضربها خليفة لله تعالى . كما يمكن القول بان المؤمنون هم خلفاء الله في الارض.وان من استغنى عن الخير للارض بالخير لنفسه واتجه نحو الشرور والإضرار بالأرض فانه بذلك يكون قد تخلى عن مهمته الحياتية وجعل من نفسه انسان لاقيمة ولا هدف له في الحياة .كما ان الصامتون امام قوى الشر التي تعبث بالحياة هم ايضا قد تخلوا عن قيمتهم وهدفهم الحياتي وجعلوا من انفسهم احياء ولكن ميتون وسيدخلون دائرة العقاب الالاهي بسكوتهم ورضوخهم أمام أعمال أهل الشر . يقول الله تعالى ( الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيما كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قال الم تكن ارض الله واسعة فتهاجروا فيها اولائك لهم عذاب جهنم وساءت مصيرا ) المائدة
إن حياة الإنسان وحركته ستكون أيضا خاضعة لنفس السنن كون السنن لا تتبدل في الخلق وعلى هذا فإنني سأشير إلى لمحة موجزة وبسيطة للحركة التكوينية للإنسان بكونه مخلوق فرعي فان خلقه يعتبر مرحلة فرعية أيضا منبثقة من المشيئة وفق السنن السابقة :-
1- المشيئة ان الإنسان لا يمكن ان يخلق الا وفق مشيئة الله تعالى وان خلق الإنسان وسلوكه وحركته الحياتية وعمله وان ارتكب المعاصي والآثام واخترق التوازن الكوني فهي من ما شاءه الله تعالى فلا يفكر الإنسان أن مايقوم به من عمل مضر
|
|
|
|
|