من أمد ٌ بعيد والناس تتخذ من بعض الظواهر
(( عجائب ))
تتعجب منها أشد التعجب وتنبهر بها أشد الأنبهار
وتسميها
(( بعجائب الدنيا السبعة )) !!
وأنا
أتعجب من هذه الناس التي تعجبت بهذه الظواهر
وأدارت أظهرها
(( لعجائب الحسين الخالد ))
(( عجائب الدهر الخالدة ))
عجبا ً وألف ألف عجب
لمن يتجاهل عجائب الحسين الخالدة !!
الأولى
====
يوما ً ما كان عليه السلام وحيداً فريدا ً ويقول
(( هل من ناصر ينصرنا ))
فلا من مجيب !!
واليوم
عشرات الملايين تزحف على الأقدام
تنادي
لبيك ياحسين
لبيك ياحسين
لبيك ياحسين
فما من شيخ كبير ولا أمرأة عجوز ولا شاب ولا فتاة ولا سليم معافى ولا مقعد على كرسي متحرك ولا زاحف على ركبتيه أو مقعده
إلا وتراه يحث الخطى ويقول
لبيك ياحسين
لبيك ياحسين
لبيك ياحسين
فهل وجدتم في التاريخ مثله !!!
الثانية
====
في عاشر عاشورا كان عليه السلام يطلب قطرات من الماء
له ولعياله !!
فلا من مجيب !!
واليوم
عشرات الملايين تفترش الطرق على مسافات مئات الكيلومترات
وتعرض على زوار الحسين عليه السلام
أعز ماتملك وما لذ وطاب من مأكولات ومشروبات وكل مايخطر على بال الزائر من الأبرة والخيط وترقيع الأحذية والنعلان
الى توفير أعقد وسائل الراحة والخدمات المتاحة
والجميع يتسابق في بذل ماله وتسخير عياله وكل مايملك
في خدمة
(( زوار الحسين عليه السلام )) !!!!
فهل وجدتم في التاريخ وليمة أكبر من هذه الوليمة !!!
الثالثة
====
في يوم ٍ ما كان الحسين الشهيد
جسداً مطروحا ً مرملاً بالتراب تصهره شمس الفلا
لا من معز ٍ ولا من يدفن ولا من باكي ولا ناعي
واليوم
في مثل هذا اليوم من كل عام
ملايين البشر تأتي مضمخة بدمائها قد أرخصتها
فدآء ً للحسين الشهيد ووفآء ً لذلك الشهيد السعيد
والكل تنزف دما ً وتذرف دمعا ً وتحترق ألما ً
وتنادي
لبيك ياحسين
بالروح بالدم نفديك ياحسين !!
فهل وجدتم مواساة أعظم من هذه المواساة !!!
وهل في التاريخ القريب والبعيد هناك من ناح وبكى على شخص بقدرر عدد الباكين والنائحين على الحسين الشهيد عليه السلام ؟
الرابعة
====
في غابر الزمن الأغبر زمن الطواغيت والجبابرة
كلهم أجمعوا على أن يمحوا ذكر الحسين
أبتداءً من يزيد اللعين ومروراً بالمتوكل العباسي اللعين
الذي نبش القبر الشريف وحرث الأرض وفتح نهر الفرات ليغمره بالمآء ويمحو أثره
ولكن أبى الله تعالى إلا أن يعز الحسين ويرفع شأنه
واليوم
هذه منارات وقبة وضريح الحسين
أضحت كعبة للمسلمين من كل أصقاع المعمورة تأتيها زحفاً
أفواجا أفواجا
تتسابق في تلبية ندآء الفدآء وتنادي
لبيك ياحسين
وهاهية قبة الحسين تلوح للزائرين من أفق السمآء تعلو وتعلو
وتشع كما تشع الشمس في واضحة النهار
فمن أهلك مَـن ؟
خـَلـُد َ الحسين وهَــلــَك َ أعداءه ُ الى مزبلة التاريخ
جميعا وعلى مدار 1400 عام
لم يخاصم ويعادي الحسين أحد إلا أخزاه الله تعالى وأهلكه
شر هلاك
وما بصدام حسين الذي قصف المرقد المقدس بالمدفعية والصواريخ
ببعيد عنا
حيث سَلط َ الله تعالى عليه الكفرة والزناديق من أمثاله
من الأميركان واليهود فقضّوا مضجعه ُ وقصفوا كل قصوره وحصونه الواحد بعد الآخر بالقنابل والصواريخ
ولم يبقوا له باقية وشردوا أهله وعياله
فياله من خزي وعار وشنار !!
فهل وجدتم في التاريخ من يعاديه كل الطواغيت والجبابرة
طيلة أربعة عشر قرنا
فيخلد هو ويندحر أعداءه !!
وهو وحيداً في قبره
وهم بين ملايين جيوشهم وحصونهم !!!
واعجبي ياحسين !!!
الخامسة
====
على مدى التاريخ الأغبر الذي مر على المسلمين
أجمع كل الطواغيت وعلماء السوء ونواصب آل محمد
صلى الله عليه وآله وسلم
أرادوا وأجمعوا
أن يمحوا ذكر الحسين عليه السلام بشتى الطرق !!
حتى أنبرى
(( مفتي الديار السورية ))
(( أحمد الحسون ))
وهو عالم كبير
فيقول :
عشرات من السنين وأنا على مقعد الدراسة
لم أسمعها من أستاذ لي
((
أن في يوم عاشورا كان فيه ماساة الأمة الإسلامية )) !!
الى هذا الحد من الكتمان وصل بالأمر أن يكون عالما ً كبيرا جهبذا
لايعلم أن في يوم عاشر عاشورا كان فيه
مقتلة عظيمة
(( لسبط الرسول المعظم ))
صلى الله عليه وآله وسلم وجميع من معه وسبي جميع نسائه وأطفاله ونهب أملاكه !!!
واليوم
لاترى ولاتسمع
بأي دولة في العالم من أقصاه الى أقصاه
إلا وتجد فيها
(( حسينية ))
منبرا ً حراً للحسين
يعلو فيها ذكر الحسين وحب الحسين والبكاء والنوح على الحسين
عليه السلام !!
ولاترى ولا تسمع بفضائية مسلمة أو غير مسلمة
إلا وترغم على ذكر الحسين وأتباع الحسين
ولا ترى ملايين المواقع في الأنترنيت إلا وتتحدث عن الحسين الخالد
ولا تجد دولة واحدة في كل أقطار العالم
إلا ونصب فيه عزاء للحسين عليه السلام !!!
فهل وجدتم شخصا ما في التاريخ
أشتهر بين البشر أكثر من الحسين الخالد
حتى تعلم منه الكفار دروسا في الأخلاق !!
فأنبرى
عظيم الهندوس غاندي ليقول
(( تعلمت من الحسين كيف أكون مظلوما ً وأنتصر )) !!!
فهل وجدتم شخصا ً أرادوا أن يمحوه فمحاهم !!!
وأرادوا أن ينساه الناس فنسوهم وتذكروه !!
وأرادوا أن يقبروا الحسين ويخلدوا
فأقبرهم الحسين وخَلُد ْ !!!!
السادسة
=====
لم يمر في التاريخ البعيد والقريب
شخص
قد أرخصت الناس له
الأموال والأرواح
مثلما
اليوم
هذه مئات الملايين من الناس في تصرف عجيب
وأعجب من العجب
تنصب موائد للطعام بحق هي أكبر الولائم في التاريخ وعلى طول مئات الكيلومترات بأتجاه
(( كربلاء المقدسة ))
(( الحسين الخالد ))
من أسفل جنوب العراق الى
كربلاء
ومن أقصى نقطة في شمال العراق الى
كربلاء
ومن شرق العراق وغربه الى
كربلاء
تحول العراق
الى مائدة طعام وتحول الشعب العراقي الى
(( خدام ))
يتوسلون بكل من يحث الخطى الى
(( الحسين الخالد ))
بأن
(( يشرفهم بخدمته )) !!
فيتسابق الصغير والكبير في
(( نزع أحذية الزائر وغسل قدميه ))
بل
وقام الكثير منهم
(( بتقبيل أقدام --- زوار الحسين )) !!
بل
قام البعض
(( أحد أفراد الحرس الوطني ))
بأن جعل نفسه منصة !!!
وحنى ظهره أمام المركبة الكبيرة التي عجز الشيوخ الكبار والعجائز من الصعود اليها
فحنى ظهره وداست الزوار على ظهره ورأسه وأعتلوا
المركبة وصعدوا أليها وهو الفرحان الممنون لهم !!!
فهل وجدتم في التاريخ مثلها !!
السابعة
=====
لم يذكر لنا التاريخ البعيد ولا القريب
أن شخصا ً مات أو قتل
وبقى أتباعه ومحبيه ينوحون عليه ويبكون عليه
طيلة أكثر من
1400 عام !!!
اليوم
وبعد أكثر من أربعة عشر قرنا من الزمان على واقعة الطف الخالدة
وعلى مصرع الحسين الشهيد
يوما بعد يوم
تزداد هذه الجموع المليونية في أكبر حملة نياح وعزاء في التاريخ
فلم يذكر التاريخ أن شخصا ً ما
قد أستمر عزاءه أكثر من أربعة عشر قرنا ً !!!!
أو أستمر الناس تبكيه وتتذكره أكثر من أربعة عشر قرنا ً !!!
بل
وتلطم الرؤوس بالسيوف وتبذل الأرواح
فداء لفقيدهم المذبوح منذ
أكثر من 1400 عام !!!
فهل وجدتم أعجب من هذا !!!
الثامنة
====
لم يذكر التاريخ ولم ينجب شخصا ً
(( مثل الحسين الخالد ))
قد زاره وزار قبره الشريف
(( المليارات من البشر )) !!!
شيء أعجب من العجب
رغم كل المعوقات والصعوبات والقتل والتشريد والتعذيب الذي تعرض له أتباع وأحباب وأنصار الحسين الشهيد على مدار الدهر من قبل الحكومات الطاغوتية ومن أتباعهم من نواصب آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم ومنذ أكثر من أربعة عشر قرنا والى يومنا هذا قد زار الحسين الشهيد المليارات من البشر !!!
سيل من الحشود البشرية تأم وتزحف أفواجا الى مرقد الحسين الشهيد غير آبهة بالموت !!!
واليوم
بلغت أحصاءات عدد زوار الحسين عليه السلام في المناسبات الى أرقام عجيبة
أن المسؤولين عن هذا الأمر يتحدثون عن أرقام تصل الى
أكثر من عشرين مليون شخص ويزيد في أقل التقديرات !!
وفي ليالي الجمع فقط يزيد الزوار على أكثر من مليوني شخص تقريبا كل أسبوع !!!
وبمعادلة بسيطة
مليونان أسبوعيا × 4 × 12 = 96 مليون زائر سنويا فقط في ليالي الجمع
وإذا ما اضفنا لها الزيارت المليونية المخصوصة
كزيارة العاشر من عاشورا وزيارة الأربعين وزيارة عيدي الأضحى والغدير وزيارة عرفة
ففي زيارة العاشر والأربعين وحدها تقارب
العشرين مليونا
والباقيات فلنقل خمسة ملايين على أقل التقديرات سنويا
وبجمع الجميع
96 + 20 + 5 = 121 مليون سنويا تقريبا !!!!!
أي بما معناه وفق هذه المعدلات
أن في عشر سنين الأخيرة قد زار الحسين الخالد
121 × 10 = 1210
مليون شخص !!!!
أكثر من مليار وربع المليار
زوار الحسين الخالد للعشر سنوات الأخيرة !!!!
فكم عدد زوار الحسين الخالد على مدى
1400 عام مضت !!!
واعجبي
فهل لازلتم تتعجبون من عجائب الدنيا
السبعة
ولا تتعجبون من عجائب الحسين السبعة !!!