يظن الكثير من الناس أن كلمة مطر يقصد بها قطرات الماء المتساقطة من السحاب في السماء فتسقى الأرض وينبت نباتها ، والحقيقة أن كلمة [مطر] لم تستعمل في القرآن الكريم إلا بمعنى العذاب و الأذى والانتقام ،، وتأملوا معي الآيات التي ذكر الله تعالى فيها المطر ومشتقاته والتي جاءت في خمسة عشر موضعاً من القرآن الكريم ، فتأملوا معي لتروا حقيقة القول ، يقول تعالى :
{وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَرًا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ / الاعراف 84} ، {فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ / الحجر74} ، {وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَرًا فَسَاء مَطَرُ الْمُنذَرِينَ / الشعراء 173 ومثلها في سورة النمل 58} ، {وَإِذْ قَالُواْ اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاء أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ / الأنفال 32} ، {فَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ / هود 82} ، {وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَهَا بَلْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ نُشُورًا / الفرقان 40} ، {فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُم بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ / الأحقاف 24} { إِنْ كَانَ بِكُمْ أَذًى مِنْ مَطَرٍ ... /النساء 102}.
بينما استعمل القرآن الكريم مفردات اخرى أطلقها على الماء النازل من السماء لسقي الأرض والأنعام والناس ، فاستعملت له ألفاظ غير لفظة المطر منها : 1- (الغيث)
وقد وردت لفظة الغيث ثلاث مرات في القرآن وهي قوله تعالى {إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ / لقمان34} ، {وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ / الشورى 28} ،{ اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ / الحديد 20} .
والغريب في الامر ان القليل من الكتاب من يستخدم كلمة (الغيث) للتعبير عن نزول الماء من السماء، والحق أن جُل المعاجم اللغوية لا تفرق في المعنى بين الكلمتين، فالغيث عندهم بمعنى المطر، وفي الوسيط: الغيث: المطر، أو الخاص منه بالخير، وجمعه غيوث وأغياث. والمطر: الماء النازل من السحاب وجمعه أمطار ، ولكن القرآنُ ميّز بين الكلمتين، وفّرق بينهما ؟ فتأمل الآيات آنفة الذكر لتجد أن القرآن الكريم استخدم مفردة الغيث فيما يدل على النفع والرحمة، أو الدلالة على طلب النفع أو الاستنجاد والنصرة ، بعكس المطر كما مرّ . 2- (مدرار)
وجاءت كلمة مدرار في القرآن الكريم لوصف الماء المرسل من السماء الى الارض لينتفع الناس به ، وقد وردت في ثلاث مواضع ايضا وهي في الآيات { أَلَمْ يَرَوْاْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّن لَّكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاء عَلَيْهِم مِّدْرَارًا وَجَعَلْنَا الأَنْهَارَ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ / الأنعام 6} ، { وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلاَ تَتَوَلَّوْاْ مُجْرِمِينَ / هود 52 } { يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا / نوح 11} .ولو تأملت هذه الآيات المباركات لوجدت ان كلمة (مدرار) تشبه كثيرا كلمة (الغيث) في الآيات السابقة ، وتطابق دلالاتهما في مقصودها . 3- ( الماء )
وفي آيات اخرى كثيرة وردت لفظة الماء بدلا من المطر في التعبير القرآني عن هطول القطرات من السحاب والغيوم ، نحو قوله تعالى {وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالاً سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَنزَلْنَا بِهِ الْمَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْموْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ / الأعراف 57} ، { وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ / الحج 5} ، {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاء إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنفُسُهُمْ أَفَلَا يُبْصِرُونَ / السجدة 27} ، {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ / فصلت 39} ، {أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاء الَّذِي تَشْرَبُونَ أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ / الواقعة} ، {أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاء صَبًّا / عبس 25} ، {الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاء بِنَاء وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَّكُمْ فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ / البقرة 22} ، {إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن السَّمَاء مَاء لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ / الأنفال 11} ، {وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ / الحجر22} ، {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء لَّكُم مِّنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ / النحل 10} ، {وَاللّهُ أَنزَلَ مِنَ الْسَّمَاء مَاء فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ / النحل 65} ، والآيات في ذكر الماء كثيرة نكتفي منها بهذا القدر ، وهي المعنى الثالث التي وردت في القرآن للتعبير عن الماء النازل من السماء الى الأرض. 4- ( الودق )
ووصف الله تعالى ما ينزل من السماء بالودق ، وجعل نزوله مدعاة للبشرى ، وقد وردت في القرآن الكريم في آيتين فقط وهما : { أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاء مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاء وَيَصْرِفُهُ عَن مَّن يَشَاء يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ / النور 43} ، {اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاء كَيْفَ يَشَاء وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ / الروم 48)
وبهذا يتبين لك أخي القارئ أن كلمة مطر لم تستخدم في الخير في كتاب الله وإنما استخدمت في العذاب أو الأذى ولم تكن مرادفة لكلمة غيث أو ماء ، وذكر أبو هلال العسكري في كتابه (الفروق اللغوية) : الغيث: المطر الذي يغيث من الجدب ، وكان نافعا في وقته.والمطر: قد يكون نافعا وقد يكون ضارا في وقته، وفي غير وقته، قاله الطبرسي.
وبالنظر إلى الآيات الواردة في المطر نجد أن القرآن استخدمها مع الأذى، ونزول العذاب، ولعل استخدام القرآن لكلمتي (الغيث والمدرار والماء والمطر) بهذا التشكيل الصيغي كان استخدما دقيقا للتفرقة بين دلالتها والتميز بينها فهذ دالُ النفع والرحمة، والمطر يدل على الأذى والضرر والعذاب.
يقول الدكتور أحمد مختار عمر في قاموس القرآن "ذهب كثير من اللغويين إلى ترادف لفظي الغيث والمطر وتطابقهما في المعنى، ولكن تتبع استعمال القرآن يدل على وجود صفة مميزة تفرق بينهما بعد إشراكهما في أصل المعنى، وهذا يتمثل فيما نقله الثعالبي من أن المطر إذا جاء عقيب المحل أو عند الحاجة إليه فهو الغيث. وفيما نقله القرطبي: "والغيث المطر وسمي غيثا لأنه يغيث الخلق .. وعن الأصمعي قال: مررت ببعض قبائل العرب وقد مطروا فسألت عجوزا منهم: أتاكم المطر؟ فقالت غثنا ما شئنا غيثا" وقد عقب القرطبي نقلا عن الماوردي قائلا : والغيث ما كان نافعا في وقته، والمطر قد يكون نافعا وضارا في وقته وفي غير وقته (الجامع لأحكام القرآن) ويعقب الدكتور عمر قائلا: "ولا شك أن الاستعمال القرآني يؤيد هذه التفرقة الدقيقة في المعنى" وهذا إشارة إلى أن الغيث يستخدم في النفع بينما يُستخدم المطرُ في الضرر.
واما في السنة النبوية فقد جاءت متطابقة تماما مع المضمون القرآني لتلك الالفاظ ، فلم ترد كلمة مطر للدلالة على نزول الماء من السماء وانما وردت (الغيث) و(السقي) وغيرها .. واليك بعض من هذه الأحاديث الشريفة للرسول الآكرم محمد صلى الله عليه وآله سلم اللهم اسقنا اللهم اسقنا اللهم اسقنا )، وفي رواية (أغثنا) بدل اسقنا، (اللهم اسقنا غيثاً مغيثاً مريئاً) (وفي رواية مريَّاً)( اللهم اسقنا غيثاً مغيثاً طبقاً مريعاً غدقاً عاجلاً غير رائثٍ ) (اللهم اسقنا غيثاً مغيثاً مرياً مريعاً غدقاً طبقاً عاجلاً غير رائثٍ نافعاً غير ضار فما كانت إلا جمعة أو نحوها حتى سقوا) ( اللهم اسق عبادك وبهائمك وانشر رحمتك وأحي بلدك الميت) (اللهم اسق بلادك وبهائمك وانشر رحمتك وأحي بلدك الميت اللهم اسقنا غيثًا مغيثًا مريئًا مريعًا طبقًا واسعًا عاجلاً غير آجل نافعًا غير ضار اللهم اسقنا سُقْيا رحمةٍ لا سُقيا عذاب ولا هدم ولا غرق ولا محق، اللهم اسقنا الغيث، وانصرنا على الأعداء) ( اللهم ضاحت جبالنا، واغبرت أرضنا، وهامت دوابنا، معطي الخيرات من أماكنها، ومنزل الرحمة من معادنها، مجري البركات على أهلها بالغيث المغيث، أنت المستغفر الغفار فنستغفرك للحامات من ذنوبنا، ونتوب إليك من عوام خطايانا، اللهم فأرسل السماء علينا مدرارًا، وصل بالغيث واكفًا من تحت عرشك حيث يسقينا، ويعود علينا غيثًا مغيثًا عامًا طبقًا مجللاً غدقًا خصيبًا رايعًا ممرع النبات) .
بيان لبعض المفردات التي وردت في مجمل الاحاديث الشريفة عن الاستسقاء:
1- (غيثاً): الغَيْثُ المطر والكَلأُ، وقيل الأَصلُ المطر، ثم سُمِّي ما يَنْبُتُ به غَيْثاً .
2- (مُغِيثًا): بِضَمِّ أَوَّله أَيْ مُعِينًا مِنْ الْإِغَاثَة بِمَعْنَى الْإِعَانَة ، وقيل: أي مشبعاً، وقيل: منقذا من الشدة.
3- (صيّباً): بتشديد الياء والصيب هو المطر كما فسره ابن عباس، وقيل المطر الشديد الذي يصوب أي ينزل ويقع، وقيل الصيب السحاب، وفي رواية (سيباً) بالسين مبدلة من الصاد، وقيل: (سيباً) بمعنى العطاء؛ لأن العطاء يعم المطر وغيره من أنواع الخير والرحمة وَمُنَاسَبَة وصف الصيب وتقييده بالنافع؛ لأَنَّ الصَّيِّب لَمَّا جَرَى ذِكْره فِي الْقُرْآن قُرِنَ بِأَحْوَالٍ مَكْرُوهَة ، فوُصِفَ في الحديث بِالنَّفْعِ احترازاً عن النوع الآخر من الصيب وهو الضار.
4- (مريعاً): مَرِيعًا بِفَتْحِ الْمِيم وَبِضَمٍّ أَيْ كَثِيرًا، مِنْ الْمَرَاعَة وَهُوَ الْخِصْب يُقَال مِنْهُ أَمْرَعَ الْمَكَان إِذَا أَخْصَبَ، أي: صارت الأرض كثيرة الماء والنبات، وغَيْث مَرِيع لم يُجَدَّعْ نَباتُه أَي لم ينقطع عنه المطر.
5- (ربيعاً): الربيع المطر الذي يكون في الربيع، وربما سمي الكَلأُ والغَيْثُ، ورُبِعَت الأَرضُ فهي مَرْبُوعة إِذا أَصابها مطر الربيع ومُرْبِعةٌ ومِرْباعٌ كثيرة الرَّبِيع.
6- ( طبقاً): أي مالئا للأرض مغطيا لها. يقال غيث طبق أي: عام واسع يقال هذا مطر طَبَقُ الأَرض إِذا طَبَّقها.
7- (مجللاً): أي: يجلل الأرض بمائه أو بنباته، ويروى بفتح اللام على المفعول, وجَلَّل الشيءُ تجليلاً أَي: عَمَّ والمُجَلِّل السحاب الذي يُجَلِّل الأَرض بالمطر أَي يعم .
8- (غدقاً مغدقاً): الغدق بفتح الدال: المطر الكبار القطر. يقال : أغدق المطر يغدق إغداقا فهو مغدق، والمُغْدِقُ مُفْعل منه أَكَّده به، وقيل الغدق المطر الكثير الغزير العام .
9- ( فَأَرْسِلْ السَّمَاءَ): أَيْ السَّحَابَ أَوْ الْمَطَرَ،ويجوز أن يكون السماء المظلة؛ لأن المطر ينزل منها إلى السحاب.
10- (مدراراً): بِكَسْرِ الْمِيمِ، والمدرار الكثير الدر والقطر المتوالي وقيل: معناه غيثا مغيثا، وَالْمَعْنَى أَرْسِلْ عَلَيْنَا مَاءً كَثِيرًا متوالياً .
11- (سُقْيَا رَحْمَةٍ وَلَا سُقْيَا عَذَابٍ): عَلَى وزن فُعْلَى بِضَّمِّ السين: أَيْ اسْقِنَا غَيْثًا فِيهِ نَفْعٌ بِلَا ضَرَرٍ وَلَا تَخْرِيبٍ.
12- (مونقاً): الأَنَقُ: الإعْجابُ بالشيء تقول أَنِقْت به وأَنا به أَنِق مُعْجَب، وإنه لأَنِيقٌ مؤنق لكل شيء أَعجبَك حُسْنه، وقد أَنِق بالشيء وأَنِق له أَنَقاً فهو به أَنِقٌ أُعْجِبَ، وأَنا به أَنِق أي مُعْجَب.
احسنت وبارك الله فيك على هذا النقل للفائدة
.
.
.
واقول ( والله اعلم ) : القران والكلمات التي فيه وان كان ظاهرها هو نفس ما نعرفه ونستخدمه في لغتنا العربية . ولكن القرآن يذهب بهذه الكلمات الى معانيها الحقيقية
فالمطر هذه الكلمة اصلها مطر وال التعريف اذا جاء في مقدمتها يصبح معنى الكلمة هي ما اصطلح عليه المعنى والعرف السائد في اللغة عن تلك القطرات المتساقطة والمستمرة من الغيوم على الارض
فاذا جاء الوصف للمصدر بدون ال التعريف اي فقط مطر فلا ينحصر المعنى هنا بالمطر العرفي بل يكون مطلق
ولذالك فقد تمطر السماء حجارة ويسمى ذالك مطر ولا يسمى ويعرف بالمطر لان المطر هو مختص بالماء النازل من الغيوم وبتلك الصفة التي نعرفها
فكل نزول او تساقط لشيئ شبيه بتساقط المطر يمكن وصفه مطر
لذالك لما تعود لنفس المعاني والاحوال التي استخدمت فيها لفضة مطر للعذاب لا تجد انها تبتدأ ب ال التعريف وهذا يؤكد ما شرحناه