لم يكن الغرب بقيادة اميريكية مرتاحا او مستعدا للقبول السهل برؤية التغير الرئيسي في العلاقات الدولية عبر السعي لاقامة نظام عالمي جديد يقضي على فكرة الاحادية القطبية و يقيم نوعا من التوازن العالمي الذي لا تستأثر بالقرار فيه دولة او جهة عالمية واحدة .
و كما بات مؤكدا فان ما يدور من مواجهات سياسية مكملة للموجهات الميدانية متصلة بالازمة السورية من شأنه دفع الامور او التحضير لولادة النظام العالمي الجديد المتعدد الاقطاب لا بل المتعدد المجموعات الاستراتيجية التي و ان كانت غير متعادلة او متكافئة فيما بينها لاعتبارات شتى ، فان وجودها بذاته و قدرة بعضها على رفض الاملاء و التمسك بالحقوق الوطنية و الدفاع عنها رغم المصاعب ، ان مجرد قيام ذلك كان يكفي للقول باهتزاز الاحادية القطبية و نعيها لاحقا بعد ان خسرت ورقة الفرض بالقوة الصلبة التي انكشفت عن اخفاقات شتى من افغانستان الى العراق و لبنان .
لقد انقلب الغرب الى استراتيجية القوة الناعمة بعد فشل الصلبة ، متكئا على قدراته الهائلة في الاعلام و الاستخبارات و الدبلوماسية ، فضلا عن الكم الكبير من الانظمة السياسية القائمة على حراسة المصالح الغربية و الجاهزة لفعل اي شيء يطلبه منها واثبت الغرب باستثماراته في” الحريق العربي” قدرات هائلة في التدمير و اراقة الدماء بيد الغير و البقاء في وضع المتقنع باقنعة ” الانسانية ” و “الحريص على امن الشعوب ” و قراراتها المستقلة و حقها في الحرية و الديمقراطية . و كان الغرب بالقيادة الامريكية يطمح الى اقتلاع او تدمير العقبة الاساسية التي اعترضت مسيرتة في السيطرة على منطقة الشرق الاوسط و منها السيطرة على العالم عملا بالقاعدة الاستراتيجية الذهبية الثابتة ان من يملك قرار الشرق الاوسط يملك قرار العالم . لذا قرر تفكيك محور المقاومة الممتد من ايران شرقا الى الساحل اللبناني شمال فلسطين المحتلة غربا مرورا بقلعته الوسطى سورية .
وفي سياق الهجوم الكوني على هذا المحور وضع الغرب الخطط و حشد الطاقات التي جعلته يعتقد ان اشهرا لا تتجاوز اصابع اليد الواحدة كافية لاسقاط سورية و تاليا محورها لكن الميدان كذب الاحلام ، و بعد ستة اشهر على المواجهة دخلت روسيا و معها الصين في المواجهة سياسيا و كان اعتراض دولي بوجه الولايات المتحدة و بشكل جدي ذو طبيعة استراتيجية للمرة الاولى منذ انحلال الاتحاد السوفياتي قبل عقدين من الزمن .
لقد كان الفيتو الروسي الصيني المزدوج على قرار اعده الغرب بتوجيه اميركي بشأن سورية ،قرار يمهد الطريق لتدخل اطلسي فيها ، كان بمثابة جرس الانذار لاميركا بان عهد التفرد بالقرار الدولي و النطق باسم ما تقول هي عنه ” مجتمع دولي ” انه عهد يجب ان تطوى صفحته .
ومنذ ذاك التاريخ و العلاقات الدولية تشهد تقدما روسيا بشكل خاص ، يثبت مقولة عودة روسيا الى المسرح الدولي كقوة عظمى تطرح نفسها مع حلفائها في مجموعة بريكس و تحالفها مع “محور المقاومة و الدفاع” ( ايران و سورية و المقاومة في لبنان ) شريكا رئيسيا في القرار الدولى في مواجهة الغرب الاطلسي بالقيادة الاميركية .
لكن الغرب العاجز عن العودة الى استراتيجية القوة الصلبة و فتح جبهات حروب يزج فيها جيوشه التقليدية ، و المضطرب الى حد ملامسة الخطر الجدي على الصعيد الاقتصادي ، رفض كما يبدو التسليم بهذا المستجد ، خاصة و ان خصومه – فيما لو استقام الامر لهم في اقامة نظام دولي متعدد المجموعات الاستراتيجية – سيقدرون على تجاوز الغرب و اميركا في السنوات الثلاثين القادمة نظرا لقدراتهم الاقتصادية و مواقعهم الجيوسياسية و فضاءاتهم الاسترتيجية الحيوية القابلة للتوسع و الثبيت السهل . و هنا رأى الغرب – كما يبدو- ان يترجم رفضه بعمل ما يعتمد القوة الناعمة الذكية ، التي يكرر فيها ما سماه “ثورات ملونة ” او ربيع الشعوب ” ك”الربيع العربي” الكاذب الذي ثبت و بكل تأكيد انه ” حريق عربي ” يلتهم الاخضر و اليابس.
وفي التنفيذ ، اعد الغرب لكل دولة من الدول الاساسية التي لا توافقه على سياسته اعد ملفا ناعما بدءا بروسيا الى الصين وصولا الى فنزويلا ( بالاضافة الى محور المقاومة و الدفاع ). و كان الاهم لديه الملف الروسي لتأثيره في الازمة السورية من وجهين رئيسين السياسي – الدبلوماسي المترجم في مجلس الامن و في المفاوضات التي تجري في جنيف حول الازمة السورية ، و عسكري ميداني متصل بما تدعيه اميركا من دعم روسي للجيش العربي السوري في مواجهة المجموعات الارهابية المسلحة .
واختار الغرب اوكرانيا لتفجير “القنبلة الناعمة ” بوجه روسيا . ذلك لانها على حد تعبير بريجنسكي :” المفتاح للسيطرة على روسيا إما لتفكيكيها أو لتطويعها” ، وقع الاختيار على اوكرونيا التي تشترك مع روسيا بحدود برية طويلة ، و تتقاسم معها في الماء المشاطأة على البحر الاسود ، فضلا عن وجود عنصر ديمغرافي و ديني مشترك بين البلدين يمنع روسيا من التفريط . كما وقع الاختيار على الحقبة الزمنية للتفجير في المدة التي حددت لاجراء المباريات الاولولمبية للالعاب الشتوية في سوتشي ، تلك المباريات التي رأت فيها روسيا و الرئيس بوتين خصوصا انها فرصة تاريخية لاثبات عراقة روسيا و حضارتها و قدرتها على الانفتاح و مواكبة العصر ، فانفق من اجلها ما يربو على ال 50 مليار دولار – ما ازعج اوباما لانه راى فيه عاملا مؤثرا في النجاح – .
وهكذا و مع انطلاق الالعاب الاولومبية الشتوية في سوتشي انطلقت “الحرب الناعمة ” في كييف مع تصور غربي بان من السهولة بمكان احراج روسيا و الانتقام منها عبر المس بهيبتها و تشكيل خطر يتهددها في حديقتها الخلفية و على شواطئها ايضا ، و احداث وضع سلبي ضدها يمكن صرف تداعياته مباشرة في الازمة السورية لصالح الغرب .
وبمنطق الاولويات و تحديد الخسائر دفعت روسيا او لنقل قبلت ببعض التنازلات من اجل ارضاء المعارضة الاوكرانية المسيرة غربيا ، و كانت تسوية مؤلمة وفقا لما رأى فيها الاستراتيجيون حيث تنازل فيها الرئيس الاوكراني (المدعوم روسيا ) للمعارضة و اعطاها معظم ما طلبت ، و قبل بالذهاب الى انتخابات مبكرة في غضون اشهر قليلة . مع انه يعرف ان ذلك اذا تم و بالشكل الذي حصلت التسوية فيه لن يكون في صالحه خاصة مع تهويل ممنهج تَبرع في احداثه منظومات الاعلام التي تتحكم بها الدوائر الغربية و الصهيونية ، ما يعني نوع من المغامرة الروسية المحفوفة بالمخاطر .
ورغم ذلك قبل الرئيس الاوكراني بالامر و قبلت روسيا بالتسوية المؤلمة . لكن الغرب – كما يبدو – طمع اكثر و اراد ان يستثمر الليونة الروسية التي اعتبرها ضعفا يمكن البناء عليه و الذهاب للاخر ، فانقلب على التسوية و اندفعت جماعات المعارضة الى القصر الجمهوري متنصلة من الاتفاق مطالبة بطرد الرئيس الشرعي للبلاد فورا دونما انتظار للاشهر الاربعة التي كان تفاهم على اجراء الانتخابات خلالها .
لقد شعرت روسيا بان خديعة جديدة حبكت لها ، و كان عليها ان تتصرف بما يحفظ مصالحها و حقوقها الوطنية ، فمررت الالعاب الشتوية بايامها الاخيرة و ما ان اسدلت الستار عليها في ذاك الاحتفال الحضاري الرائع ، الا و خلعت ثوب الرياضة و البروتوكول و ارتدت بزة الميدان و اتخذت من الاجراءات كل ما يلائم الوضع الخطير ، و قررت ان تدافع عن نفسها و مصالحها حتى و لو اقتضى الامر اللجوء الى الميدان و استعمال القوة العسكرية المباشرة .
جاء التصرف الروسي ببزة الميدان ليوجه رسالة قوية للغرب بان روسيا غير مستعدة للتراجع او التنازل ، و ان ما تم من تسوية قبل ايام كان له ظرف املاها ، اما اليوم فلم يعد للتنازل و التسويات المؤلمة على الصعيد الروسي محل . و مع المناورات الروسية على حدود اوكرانية و التحركات الداخلية في جزيرة القرم – التي هي روسية في الاصل مهداة لاوكرانية منذ 5 عقود فقط ابان الاتحاد السوفياتي الذي كان يضم اوكرانيا – تحركات آلت بشكل او باخر الى نوع من الانفصال الواقعي عن اوكرانيا و العمل مباشرة بالتناغم مع القرار الروسي ، يطرح السؤال عن مسار الازمة الاوكرانية و تداعياتها .خاصة و انه بات من السلم به ان روسيا لا يمكنها التراجع مهما كلفها الموقف من تضحيات لان الامر بات بالنسبة لها عملا دفاعيا مباشرا ، كما انه يطيح بالمكتسبات الاستراتيجية الهائلة التي حصدتها في السنتين الاخريتين لذلك و نرى ان اوكرانيا قد تتجه في ازمتها في اتجاه مما يلي :
1) اقدام روسيا على عمل عسكري واسع النطاق فيها ينهي الحالة الانقلابية و يعيد الرئيس الشرعي الى سدة الحكم بعد ان عزله البرلمان . لكن هذا الاحتمال محفوف بالمخاطر و قد يتخذه الغرب ذريعة ينسج على منوالها في امكنة اخرى من العالم و هذا ما لا تريده روسيا و ليس في مصلحتها ايضا سواء على الصعيد العسكري او على الصعيد السياسي ، لذلك نرى ان التدخل العسكري الروسي الشامل في اوكرانيا كلها مستبعدا .
2) تقسيم اوكرانيا بين شرق و جنوب غني يدور في الفلك الروسي ، و غرب وشمال فقير يلتحق بالقرار الاروب، و هذا لامر يريح روسيا و يزعج الغرب الذي لن يستطيع تحمل اعبار دولة فقيرة يلقى امرها على كاهله ، كما انه يتناقض مع تفاهم بودابست للعام 1994 بين روسيا و اميركا و بريطانيا حول ضمان وحدة اوكرانيا . لذلك فاننا لا نرى اللجوء اليه امرا سهلا و لكنه يبقى غير مستبعد.
3) استمرار روسيا بوضع اليد على شبه جزيرة القرم بشكل مرن ، و الضغط على السلطات الانقلابية في كييف لحملها على التراجع و الدخول في تسوية تحفظ المصالح الروسية من جهة و تحقق للغرب شيء من مصالحه في اوكرانيا دون الوصول الى لي الذراع الروسي . و هذا الامر هو الاكثر احتمالا في ظرفه الان لحاجة الجميع اليه .
4) استمرار التخبط و التأجج في الملف بكامله و ربطه بملفات ساخنة اخرى في العالم كالملف السوري و غيره ، و جعله عنوانا للبحث عندما يحين زمن التسويات الدولية و اعادة تقاسم النفوذ عالميا .
نقول بهذه الاحتمالات مع استبعادنا كليا قبول روسيا بواقع في اوكرانيا يجعل موسكو تحت رحمة القبضة الاطلسية ،و عجز الغرب اصلا عن مواجهة عسكرية او تحمل اعباء اقتصادية من اجل اوكرانية ، كما و عدم امكانية المقايضة بين سورية و اوكرانيا لان قرار سورية لن يكون الا في يد حكومتها القائمة التي تدافع عنها بكل جدارة مدعومة بمحور المقاومة و الدفاع المطمئن الى نتائج المعركة الدفاعية فيها .
(CNN)-- تبنى برلمان القرم، الاثنين، قراراً بإعلان الإقليم دولة مستقلة ذات سيادة، وتقدم بطلب للانضمام إلى روسيا، بحسب ما أعلن البرلمان على موقعه الرسمي على الانترنت.
جاء ذلك بعد ساعات من إعلان البرلمان الروسي أنه سيناقش الجمعة،21 مارس/ آذار، تشريعاً يسمح بضم القرم إلى الفدرالية الروسية، بحسب ما أعلن نائب رئيس البرلمان سيرغي نيفيروف على الموقع الرسمي لحزبه.
وكانت مفوضية الانتخابات أعلنت قبل ساعات أيضا من قرار البرلمان، النتائج النهائية للاستفتاء الذي جرى الأحد، على مصير الإقليم، وسط معارضة من الحكومة المؤقتة في كييف والدول الغربية الداعمة لها.
وقال رئيس المفوضية ميخائيل ماليشيف إن 96.74 % صوتوا لصالح انضمام القرم إلى روسيا، وأن 2.51 % صوتوا لصالح الخيار الآخر، موضحاً أن عدد المقترعين الذين أدلوا بأصواتهم، بلغ مليون و 274 الفاً و69 مقترعاً، ما يشكل نسبة إقبال بلغت 83.1%
وأعلن الاتحاد الأوروبي، على لسان الممثلة العليا للاتحاد، أنه مخالف للدستور الأوكراني والقانون الدولي، ويدرس الاتحاد الأوروبي في اجتماع يعقد في بروكسل الاثنين، احتمال فرض عقوبات على روسيا التي دعمت إجراء الاستفتاء.
وقد أثار إجراؤه ردود فعل غاضبة من جانب الولايات المتحدة ووصفه بيان صادر عن البيت الأبيض بأنه "أدير تحت التهديد بالعنف والتخويف من التدخل العسكري الروسي الذي ينتهك القانون الدولي."
موسكو، روسيا (CNN)-- وقع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مرسوماً بالاعتراف بإقليم القرم كـ"جمهورية مستقلة"، في الوقت الذي توعد فيه الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، بفرض عقوبات إضافية على روسيا، على خلفية الأزمة المتفاقمة في أوكرانيا.
وأعلن مكتب الرئيس الروسي "الكرملين" أن الرئيس بوتين وقع مساء الاثنين مرسوماً رئاسياً، ينص على اعتراف روسيا الاتحادية بجمهورية القرم دولة مستقلة ذات سيادة، مشيراً إلى أن الرئيس الروسي سيعلن موقفه بشأن الاستفتاء حول استقلال إقليم القرم وطلب انضمامه إلى روسيا الاتحادية، في وقت لاحق الثلاثاء.
وبينما قال أوباما، في مؤتمر صحفي مقتضب بالبيت الأبيض الاثنين، تعليقاً على نتائج الاستفتاء الذي أجري في إقليم القرم الأحد، لضم الإقليم إلى روسيا، إن "الحل الدبلوماسي مازال ممكناً"، فقد حذر من أن "أي استفزازات جديدة لن تؤدي إلا إلى زيادة عزل روسيا، وتراجع مكانتها في العالم."
وأصدرت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عدة قرارات الاثنين، بفرض عقوبات على مسؤولين روس وأوكرانيين سابقين، تتضمن حظر منح هؤلاء الأشخاص تأشيرات دخول إلى أمريكا أو بلدان الاتحاد الأوروبي، وكذلك تجميد أصولهم المصرفية في عدد من البنوك الغربية.
وبينما شمل القرار الذي أصدره أوباما 11 شخصية، بينهم الرئيس الأوكراني "المعزول"، فيكتور يانكوفيتش، فقد تضمن قرار وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، عقب اجتماعهم في بروكسل الاثنين، 21 مسؤولاً روسياً وأوكرانياً، لتُضاف أسماؤهم إلى قائمة سابقة تضم 25 شخصية.
تأتي هذه العقوبات رداً على الاستفتاء الذي أجري في القرم الأحد، والذي تعارضه الحكومة الأوكرانية المؤقتة، ومعها الولايات المتحدة ودول أوروبا، باعتباره مخالفا لدستور البلاد وللقانون الدولي، بينما يصر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، على أن الاستفتاء جرى بشكل شرعي.
وفي أعقاب إعلان "مفوضية الانتخابات في القرم" أن 96.74 في المائة من المقترعين صوتوا لصالح انضمام الإقليم إلى روسيا، مشيرةً إلى أن نسبة المشاركة بلغت 83.1 في المائة، أعلن البرلمان الروسي أنه سيناقش يوم الجمعة المقبل، تشريعاً يسمح بانضمام الإقليم إلى روسيا الاتحادية.
وفي وقت لاحق بعد ظهر الاثنين، استدعت كييف سفيرها لدى موسكو، فلاديمير يليتشينكو، للتشاور بشأن ما وصفته بـ"التداعيات الدولية للوضع في منطقة القرم"، بعد تصويت سكان الإقليم ذي الأغلبية الروسية، لصالح الانضمام إلى روسيا، بحسب ما جاء في بيان للخارجية الأوكرانية.
من جانبه، أعرب الرئيس الأوكراني "المؤقت"، أولكسندر تيرتشينوف، في خطاب عبر التلفزيون الرسمي الاثنين، استعداد كييف لإجراء محادثات مع موسكو، بشأن إنهاء الأزمة الراهنة، إلا أنه شدد على أن أوكرانيا لن توافق مطلقاً على ضم شبه جزيرة القرم إلى روسيا.
قضت المحكمة الدستورية الروسية اليوم بتطابق معاهدة انضمام القرم ومدينة سيفاستوبول إلى روسيا الاتحادية مع الدستور الروسي التي تم توقيعها في موسكو أمس.
وقال رئيس المحكمة فاليري زوركين في بيان نقله موقع روسيا اليوم: "أقرت المحكمة الدستورية بأن هذه المعاهدة تتماشى مع دستور روسيا الاتحادية".
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقع ورئيس برلمان القرم فلاديمير قسطنطينوف ورئيس وزراء القرم سيرغي أكسيونوف وعمدة سيفاستوبول اليكسي تشالي في موسكو أمس على معاهدة انضمام القرم وسيفاستوبول إلى روسيا الاتحادية.
من جهته أعلن سيرغي ناريشكين رئيس مجلس الدوما الروسي أن النواب الروس سيصدقون على معاهدة انضمام القرم ومدينة سيفاستوبول إلى روسيا والقانون الدستوري الخاص بإنشاء وحدتين إداريتين جديدتين في قوام روسيا.
وقال ناريشكين في تصريحات له اليوم: "إننا مستعدون لتبني هذين القانونين القانون الخاص بالتصديق على المعاهدة والقانون الدستوري بأسرع وقت وبمراعاة تامة لأحكام القانون الدولي والإجراءات المعتمدة وسنقوم بذلك بحلول نهاية الأسبوع الجاري".
وأضاف.. "إن النواب الروس مستعدون لعقد جلسة إضافية لتسريع عملية تبني القانونين" متوقعا أن يحيل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المعاهدة مع القرم الى المجلس للتصديق عليها اليوم.
وتابع.. "لدينا أسس لنتوقع أن تنظر المحكمة الدستورية اليوم في المعاهدة التي تم التوقيع عليها أمس وتتخذ قرارا إيجابيا بشأن مطابقتها للدستور ومن المتوقع أن يحيل الرئيس الروسي اليوم المعاهدة ومشروع القانون الدستوري الخاص بها إلى مجلس الدوما اليوم".
بدوره قال سيرغي جيليزنياك نائب رئيس مجلس الدوما الروسي.. إن المجلس يخطط للتصديق على معاهدة انضمام القرم ومدينة سيفاستوبول إلى روسيا يوم الجمعة المقبل.
وأضاف جيليزنياك للصحفيين.. "سيبذل زملائي جهودا قصوى كي نتمكن من التصديق على المعاهدة الجمعة وبدء عملية إصدار قوانين دستورية ليقوم زملاؤنا في مجلس الاتحاد الشيوخ بإنجاز قسطهم من العمل".
وتابع.. "إن مجلس الدوما سيعقد جلسة دورية له الجمعة المقبلة بينما قرر مجلس الاتحاد عقد جلسة إضافية بالتزامن مع اجتماع مجلس الدوما".
وأضاف.. "إن النواب الروس سيجرون اليوم مشاورات مع نظرائهم من القرم بشأن التصديق على المعاهدة حيث ستنظر المحكمة الدستورية الروسية في مدى قانونية معاهدة انضمام القرم دون عقد جلسات علنية".
ومن المقرر أن تنضم القرم ومدينة سيفاستوبول الى روسيا كوحدتين إداريتين جديدتين وستصبح سيفاستوبول مدينة ذات وضع خاص في قوام روسيا.
يذكر أن الرئيس بوتين أكد في خطاب استثنائي له أمام البرلمان أمس أن الاستفتاء في القرم جرى بتوافق تام مع الاجراءات الديمقراطية وأحكام القانون الدولي مبينا أن 82 بالمئة من السكان شاركوا بالتصويت مشيرا في الوقت ذاته إلى أن أكثر من 96 بالمئة صوتوا لمصلحة الانضمام إلى روسيا.
ولفت بوتين إلى أهمية روسيا بالنسبة للقرم والقرم بالنسبة لروسيا التي يشهد عليها التاريخ المشترك كما أن مدينة سيفاستوبول هي قلعة روسية وهي موطن الأسطول الروسي في البحر الأسود مشددا على أن كل شيء في شبه جزيرة القرم له صلة بروسيا والتي كانت جزءا لا يتجزأ من روسيا الاتحادية.
الخارجية الروسية: الاتحاد الأوروبي لا يرغب بالاستماع إلى الحقيقة بشأن أوكرانيا والدليل منع الأوروبيين فان رومبوي من زيارة روسيا
وفي بيان لوزارة الخارجية الروسية نقلته وكالة ايتار تاس أكدت الوزارة اليوم أن رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي هيرمان فان رومبوي تقدم بطلب لزيارة عاجلة إلى روسيا وأن الأخيرة وافقت على استقباله اليوم غير أن زملاءه لم يسمحوا له بذلك.
وجاء في البيان أن فان رومبوي تقدم في السابع عشر من الشهر الجاري بطلب لزيارة عاجلة إلى موسكو بهدف "الاستماع إلى المعلومات من المصدر بشأن موقف الجانب الروسي حول الأزمة في أوكرانيا وما حولها" إضافة إلى السبل التي تمكن من الخروج من الوضع الذي لا يزال متدهورا هناك.
واستطردت الخارجية قائلة "إن موسكو استجابت فورا لطلبه واقترحت استقباله اليوم غير أن زملاء رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي لم يسمحوا له بالسفر إلى موسكو" معتبرين أنه "ليس بحاجة لمعرفة الحقيقة بما أن كل شي قد قرر بالفعل فهناك أبطال الأزمة الأوكرانية وهم مسلحو القطاع الأيمن وهناك الحكومة غير الشرعية التي يدخل في قوامها عدد من الفاشيين السافرين وهناك المذنبون أيضا وهم روسيا وشعب القرم الذين رفضوا قبول منطق التمرد النازي الجديد وهناك أخيرا العقوبات الممكنة التي يجري فرضها بغض النظر عما قامت به روسيا أو لم تقم به" .
وأشارت الوزارة إلى "قائمة العقوبات الجديدة التي ظهرت وتتضمن أسماء الممنوعين من السفر إلى روسيا من أعضاء الاتحاد الأوروبي" مضيفة أنه "من سخرية القدر أنه تم تسجيل اسم رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي نفسه في رأس هذه القائمة تحت الرقم واحد".
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أكد في اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي جون كيري أمس إن العقوبات المفروضة من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على روسيا غير مقبولة ولن تبقى دون رد.
كما أكد المستشار النمساوى فيرنر فايمان بدوره أن عقوبات الاتحاد الأوروبي بحق روسيا ليست هي الحل الصحيح والأمثل لحل الأزمات بين الدول.
ونقلت التلفزة النمساوية عن فايمان قوله في تصريح له بعد انعقاد جلسة لمجلس الوزراء النمساوي إن "النمسا ترفض مبدأ حياد الدولة واتخاذ العقوبات بحق موسكو لأن ذلك يعني إغلاق كل أبواب الحوار بين الدول وخاصة في الأزمة الروسية الأوكرانية مع الغرب وواشنطن".
كما أكدت الخارجية الروسية أن الغرب ساهم في الانقلاب بكييف منتهكا مذكرة بودابست حول الضمانات المعطاة لأوكرانيا بشأن سيادتها ووحدة أراضيها.
روسيا تؤيد فكرة إرسال بعثة مراقبة أوروبية إلى أوكرانيا
إلى ذلك قال يوري أوشاكوف مساعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن روسيا تؤيد فكرة إرسال بعثة مراقبة في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا إلى أوكرانيا.
ونقلت وكالة الأنباء الروسية ريا نوفوستي عن أوشاكوف قوله إنه تمت مناقشة الفكرة على نطاق واسع في إطار منظمة الأمن والتعاون في أوروبا مضيفا إن هناك شعورا إيجابيا حول هذه الفكرة لافتا إلى ضرورة أن تجري هذه المهمة في مناطق أخرى أيضا وليس فقط في جنوب شرق أوكرانيا.
بدورها قالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أكد في اتصال هاتفي مع وزير الخارجية الأمريكية جون كيري أمس على ضرورة منع الاستفزازات من القوات المتطرفة والراديكالية ضد الناطقين بالروسية ومواطنين جنوب شرق أوكرانيا وغيرها من المناطق.
وأضاف البيان أنه ولهذه الغاية يمكن لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا أن تنشر مراقبين بشرط أن يكونوا محايدين وأن تكون مواقع انتشارهم وشروطها متفقا عليها بشكل واضح.
أوكسيانوف: لن نسمح للنائب الأول لرئيس الوزراء الأوكراني والقائم بمهام وزير الدفاع بدخول أراضي القرم
في سياق آخر أكد رئيس وزراء القرم سيرغي أوكسيانوف أن سلطات بلاده لن تسمح للنائب الأول لرئيس الوزراء الأوكراني فيتالي ياريوما والقائم بمهام وزير الدفاع الأوكراني ايغور تينيوخ بدخول أراضي القرم.
ونقل موقع روسيا اليوم عن أوكسيانوف قوله اليوم: "لا ينتظرهما أحد في القرم ولا يسمح لهما بالدخول وسيرسلان إلى المكان الذي وصلا منه".
وكان رئيس الوزراء الأوكراني المعين أرسيني ياتسينيوك كلف ياريوما وتينيوخ في وقت سابق من هذا اليوم بالتوجه إلى القرم بشكل سريع "لتسوية الوضع ومنع تصعيد حدة التوتر وتحوله إلى نزاع عسكري" حسبما أعلن مصدر أوكراني في السلطات الأوكرانية الجديدة.
من جهة أخرى دعا أوكسيانوف السلطات الروسية إلى توحيد جهودها لضمان أمن سكان جنوب شرق أوكرانيا.
وقال أوكسيانوف في لقائه مع نواب مجلس الدوما الروسي اليوم في موسكو: "إنه من الضروري نشر الروح الوطنية التي تشهدها روسيا والقرم اليوم في جنوب شرق أوكرانيا التي تنظر إلى روسيا بأمل وتنتظر مساعدة ودعما منها".
وعبر أوكسيانوف عن ثقته بأن روسيا والقرم ستدعمان سكان جنوب شرق أوكرانيا في هذه المرحلة الصعبة وان روسيا ستستطيع الدفاع عن الروس المقيمين في هذه المناطق الأوكرانية.
من جهته قال رئيس برلمان القرم فلاديمير قسطنطينوف اليوم خلال لقائه مع نواب مجلس الدوما الروسي في موسكو "إن القرم عادت إلى منزلها ولن تغادره أبدا".
وأضاف إن "النبض الذي أعطاه الاستفتاء حول الانضمام إلى روسيا يجب تحويله إلى أفعال حقيقية الآن" معربا عن شكره لكل من شارك في هذا الحدث مشيرا إلى أنه من الضروري الآن القيام بعمل كبير.
من جانبه أضاف عمدة سيفاستوبول أليكسي تشالي أن دمج القرم بأوكرانيا بالقوة استمر خلال 23 عاما مشيرا إلى أن مواجهة هذا الدمج كانت موجودة خلال كل هذه السنوات.
وكان كل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس برلمان القرم فلاديمير قسطنطينوف ورئيس وزراء القرم سيرغي أكسيونوف وعمدة سيفاستوبول اليكسي تشالى وقعوا أمس في موسكو معاهدة انضمام القرم وسيفاستوبول إلى روسيا الاتحادية.
وأكد الرئيس بوتين في خطاب استثنائي له أمام البرلمان أمس أن الاستفتاء فى القرم جرى بتوافق تام مع الاجراءات الديمقراطية وأحكام القانون الدولي مبينا أن 82 بالمئة من السكان شاركوا بالتصويت وأكثر من 96 بالمئة صوتوا لمصلحة الانضمام إلى روسيا.
ولفت بوتين إلى أهمية روسيا بالنسبة للقرم والقرم بالنسبة لروسيا التي يشهد عليها التاريخ المشترك وقال إن مدينة سيفاستوبول هي قلعة روسية وهي موطن الاسطول الروسي في البحر الأسود.