وصف بعض المفسرين من جامع الأزهر في مصر بأن الحركات في الصلاة من القيام والركوع والسجود هي رياضة بدنية، لكن حينما نرجع الى فلسفة الامام علي بن ابي طالب عليه السلام في تفسيره لحركات الصلاة، نلاحظ أنه يرشدنا بأن كل هذه الحركات فيها معان روحية، تعطي للمصلي عقلاً، ليَعيَ المعنى الحقيقي لهذه الحركات، ويتزوَّدَ منها روحاً شفافاً، ليرتبط بالملكوت الأعلى مباشرة، وينجذب نحو خالق السماوات والأرضين، ويخلع نفسه من الأرض، فالصلاة تجعلنا بين الجاذبتين :
الجاذبة الموجبة : وهي تعلقنا بالسماء، وما تعلمنا من الأخلاق الفاضلة والدعوة الى الحق والعدل، سواء مع النفس، او مع العائلة، او مع المجتمع.
وجاذبة الأرض : وهي التعلق بالدنيا وزخارفها الزائلة.
سُـئِـل أمير المؤمنين علي بن ابي طالب (ع): ما معنى أفعال الصلاة؟
فقال (ع): عندما يرفع الـمُصلي يداه في تكبيرة الإحرام ويضعها على جوانب رأسه، فمعناه : بسم الله الواحد الذي لا تدركه الحواس، ولا تلمسه الأخماس.
وأما ركوع الـمُصلي في الصلاة، فمعناه : آمنت بالله ولو ضُرِب عنقي.
وأما نزول الـمُصلي للسجود الأول على الارض، فمعناه : بسم الله منها خلقتني.
وأما القيام من السجود الأول، فمعناه : ومنها أخرجتني.
وأما النزول للسجود الثاني، فمعناه : وإليها ترجعني.
وأما القيام من السجود الثاني، فمعناه : ومنها تبعثني.
وأضاف على ذلك، بأن الـمُصلي في السجود يضع أفضل شيء خلقه له الله تعالى، ويميزه عن غيره من المخلوقات وهو العقل، على أحقر شيء وهو التراب تواضعاً.