محبة اهل البيت عليهم السلام لعراق وشيعته
عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن جميل بن دراج، عن زرارة بن أعين، عن الصادق (عليه السلام) قال: «أهل خراسان أعلامنا، وأهل قم أنصارنا، وأهل الكوفة أوتادنا، وأهل هذا السواد منا ونحن منهم» (1).
وفيهما وفي مجالس الشيخ: عن الحسين بن عبيد الله الغضائري، عن التلعكبري، عن محمد بن همام، عن عبد الله الحميري، عن الطيالسي، عن رزيق الخلقاني قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) يوما إذ دخل عليه رجلان من أهل الكوفة من أصحابنا، قال أبو عبد الله (عليه السلام): «تعرفهما؟» قلت: نعم هما من مواليك.
فقال: «نعم الحمد لله الذي جعل أجلة موالي بالعراق» الخبر (2).
وفيهما وفي مجالس الشيخ أيضا: عن ابن عبدون، عن علي بن محمد بن الزبير، عن علي بن الحسن بن فضال، عن العباس بن عامر، عن عبد الله بن الوليد قال: دخلنا على أبي عبد الله (عليه السلام) فسلمنا عليه وجلسنا بين يديه فسألنا من أنتم؟
فقلنا: من أهل الكوفة.
فقال: «أما إنه ليس بلد من البلدان أكثر محبا لنا من أهل الكوفة ثم هذه العصابة خاصة، إن الله هداكم لأمر جهله الناس أحببتمونا وأبغضنا الناس وصدقتمونا وكذبنا الناس واتبعتمونا وخالفنا الناس، فجعل الله محياكم محيانا ومماتكم مماتنا» الخبر (3).
قال المجلسي: بيان: ثم هذه العصابة، أي هم فيها أكثر من غيرها من البلدان والمراد عصابة الشيعة، فإن المحب أعم منها والعصابة بالكسر الجماعة من الناس (4).
الكوفة ما قصدها جبار بسوء إلا وانتقم الله منه إن الكوفة نزلت بها النوازل، وحدثت فيها الحوادث، وحكمت فيها الجبابرة، وإن الله عاقبهم وأهلكهم، لأن من فضلها ما قصدها جبار إلا وانتقم الله منه.
ذكر المجلسي في السماء والعالم: فقال: من كلام له (عليه السلام) يعني أمير المؤمنين في ذكر الكوفة: «كأني بك يا كوفة تمدين مد الأديم العكاظي، تعركين بالنوازل، وتركبين بالزلازل، وأني لأعلم أنه ما أراد بك جبار سوء إلا ابتلاه الله بشاغل، أو رماه بقاتل».
قال المجلسي: بيان، الأديم: الجلد المدبوغ، وعكاظ: بالضم موضع بناحية مكة كانت العرب تجتمع فيه في كل سنة، ويقيمون به سوقا مدة شهر، ويتعاكظون: أي يتفاخرون ويتناشدون، وينسب إليه الأديم لكثرة البيع فيه، والأديم العكاظي: مستحكم الدباغ شديد المد وذلك وجه الشبه، والعرك: الدلك والحك، وعركه: أي حمل عليه الشر، وعركت القوم الحرب إذا مارستهم حتى أتعبتهم، والنوازل: المصائب والشدائد، والزلازل: البلايا، وتركبين: على بناء المجهول كالفعلين السابقين، أي تجعلين مركوبة لها أو بها على أن تكون الباء للسببية كالسابقة، والشدائد التي أصابت الكوفة وأهلها معروفة مذكورة في السير.
وروي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: «هذه مدينتنا ومحلنا ومقر شيعتنا».
وعن الصادق (عليه السلام) أنه قال: «تربة تحبنا ونحبها».
وعنه (عليه السلام): «اللهم ارم من رماها وعاد من عاداها» (5).
وذكر ابن أبي الحديد في شرح النهج الخطبة كما ذكرها المجلسي، ثم قال قوله: تمدين مد الأديم، استعارة لما ينالها من العسف والخبط، وقوله: تعركين، من عركت القوم الحرب إذا مارستهم حتى أتعبتهم (6).
قال في المجمع: مدت: أي بسطت، ومد الأرض: أي بسطها طولا وعرضا (7).
ما ذكره ابن أبي الحديد في شرح النهج في فضل الكوفة قال ابن أبي الحديد في شرح النهج: قد جاء في فضل أهل الكوفة عن أهل البيت (عليهم السلام) شيء كثير، نحو قول أمير المؤمنين (عليه السلام): «نعمت المدرة».
وقوله (عليه السلام): «إنه يحشر من ظهرها يوم القيامة سبعون ألفا وجوههم على صورة القمر».
وقوله (عليه السلام): «هذه مدينتنا ومحلتنا ومقر شيعتنا».
وقول جعفر بن محمد (عليه السلام): «اللهم ارم من رماها وعاد من عاداها».
وقوله (عليه السلام): «تربة تحبنا، ونحبها».