من طب الائمة قال الامام الصادق (عليه السلام): إن للدم ثلاث علامات: البثر في الجسد والحكة ودبيب الدواب. وفي حديث آخر والنعاس. وكان إذا اعتل إنسان من أهل الدار قال: انظروا في وجهه، فإن قالوا: أصفر قال: هو من المرة الصفراء، فيأمر بماء فيسقى وإن قالوا: أحمر قال: دم، فيأمر بالحجامة.
وروي عنهم، عن (علي عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): احتجموا، فإن الدم ربما يتبيغ بصاحبه فيقتله .
وروى الانصاري قال: كان الرضا (عليه السلام) ربما تبيغه الدم، فاحتجم في جوف الليل.
عن جعفر بن محمد (عليه السلام) قال: يحتجم الصائم في غير شهر رمضان متى شاء فأما في شهر رمضان فلا يغدر بنفسه ولا يخرج الدم إلا أن تبيغ به وأما نحن فحجامتنا في شهر رمضان بالليل وحجامتنا يوم الاحد وحجامة موالينا يوم الاثنين.
عن ابي عبد الله (عليه السلام) قال: إياك والحجامة على الريق .
وعنه (عليه السلام) قال في الحمام: لا تدخله وأنت ممتلئ من الطعام، ولا تحتجم حتى تأكل شيئا، فإنه أدر للعرق وأسهل لخروجه وأقوى للبدن.
وروي عن العالم (عليه السلام) أنه قال: الحجامة بعد الاكل، لانه إذا شبع الرجل ثم احتجم اجتمع الدم وأخرج الداء، وإذا احتجم قبل الاكل خرج الدم وبقي الداء.
ـــــــــــــــ
(1) البثر: خراج صغير بالبدن كالدمل ونحوه. ودبيب الدواب: ما ساروا من الحيوانات سيرا لينا كالنمل والقمل ونحوهما ولعل المراد به ههنا القمل.
(2) تبيغ أي هاج. والتبييغ: ثوران الدم وهيجانه. وفي بعض النسخ " فقتله ".
(3) الريق: لعاب الفم ما دام فيه، فإذا خرج فهو بزاق.
(4) يقال: أدر للشئ أي أنفع له، من الدر بمعنى خير كثير. وفي بعض النسخ " للعروق ".
(5) والمراد بالعالم في الاخبار والروايات، الامام السابع، موسى بن جعفر (عليه السلام)
عن زيد الشحام قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام)، فدعا بالحجام، فقال له: إغسل محاجمك وعلقها ودعا برمانة فأكلها، فلما فرغ من الحجامة دعا برمانة أخرى فأكلها وقال: هذا يطفي المرار.
وعنه (عليه السلام) أنه قال لرجل من أصحابه: إذا أردت الحجامة وخرج الدم من محاجمك فقل قبل أن تفرغ والدم يسيل: " بسم الله الرحمن الرحيم أعوذ بالله الكريم في حجامتي هذه من العين في الدم ومن كل سوء "، فإنك إذا قلت هذا فقد جمعت الخير، لان الله عزوجل يقول في كتابه: " ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء " .
عن أبي بصير قال: قال أبوجعفر (عليه السلام): أي شئ تأكلون بعد الحجامة ؟ فقلت الهندباء والخل، فقال: ليس به بأس.
وروي عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه احتجم، فقال: يا جارية هلمي ثلاث سكرات، ثم قال إن السكر بعد الحجامة يرد الدم الطمي ويزيد في القوة.
عن الكاظم (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من كان منكم محتجما فليحتجم يوم السبت.
وقال الصادق (عليه السلام): الحجامة يوم الاحد فيها شفاء من كل داء.
وعنه (عليه السلام)، إنه مر بقوم يحتجمون، فقال: ما عليكم لو اخترتموه إلى عشية يوم الاحد، فإنه يكون أنزل للداء.
وعنه (عليه السلام) قال: كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يحتجم يوم الاثنين بعد العصر.
عن ابي سعيد الخدري قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من احتجم يوم الثلاثاء لسبع عشرة او لتسع عشرة او لاحدى عشرين كان له شفاء من داء السنة.
وقال ايضا: احتجموا لخمس عشرة وسبع عشرة وإحدى وعشرين، لا يتبيغ بكم الدم فيقتلكم.
ـــــــــــــــ
(2) الطمي من طمي الماء: ارتفع وملا. وفي بعض النسخ " الطري ".
وفي الحديث أنه نهى عن الحجامة في يوم الاربعاء إذا كانت الشمس في العقرب. عن زيد بن علي، عن آبائه، عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من احتجم يوم الاربعاء فأصابه وضح فلا يلومن إلا نفسه.
وروى الصادق عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): نزل علي جبريل بالنهي عن الحجامة يوم الاربعاء وقال: إنه يوم نحس مستمر.
عن الصادق (عليه السلام) قال: من احتجم في آخر خميس في الشهر آخر النهار سل الداء سلا. وعنه (عليه السلام) قال: إن الدم يجتمع في موضع الحجامة يوم الخميس، فإذا زالت الشمس تفرق، فخذ حظك من الحجامة قبل الزوال.
وعن المفضل بن عمر قال: دخلت على الصادق (عليه السلام) وهو يحتجم يوم الجمعة، فقال: أو ليس تقرأ آية الكرسي ؟ ونهى عن الحجامة مع الزوال في يوم الجمعة.
عن ابي الحسن (عليه السلام) قال: لا تدع الحجامة في سبع من حزيران فإن فاتك فلاربع عشرة.
عن الصادق (عليه السلام) قال: اقرأ آية الكرسي واحتجم أي وقت شئت.
عن شعيب العقرقوفي قال: دخلت على ابي الحسن (عليه السلام) وهو يحتجم يوم الاربعاء [ في الخميس ]، فقلت: إن هذا يوم يقول الناس: من احتجم فيه فأصابه البرص فلا يلومن إلا نفسه، فقال: انما يخاف ذلك على من حملته امه في حيضها.
عن الصادق (عليه السلام) قال: إذا ثار الدم بأحدكم فليحتجم، لا يتبيغ به فيقتله وإذا اراد احدكم ذلك فليكن في آخر النهار.
من الفردوس، عن أنس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الحجامة على الريق دواء وعلى الشبع داء وفي سبع وعشر من الشهر شفاء ويوم الثلاثاء صحة للبدن، ولقد أوصاني جبريل (عليه السلام) بالحجم حتى ظننت أنه لابد منه.
ـــــــــــــــ
(1) الوضح ـ محركة ـ: البرص
(2) العقرقوف: قرية من نواحي دجيل، أربعة فراسخ من بغداد، والمنسوب إليها هو شعيب بن يعقوب من أصحاب الصادق والكاظم عليهما السلام، إبن اخت أبي بصير ـ يحيى بن قاسم ـ ثقة، وله كتاب.
وقال (عليه السلام): الحجامة يوم الثلاثاء لسبع عشرة تمضي من الشهر دواء لداء سنة.
وقال (عليه السلام): الحجامة في الرأس شفاء من سبع: من الجنون والجذام والبرص والنعاس ووجع الضرس وظلمة العين والصداع.
وعنه (عليه السلام) قال: الحجامة تزيد العقل وتزيد الحافظ حفظا.
وعنه (عليه السلام) قال: الحجامة في نقرة الرأس تورث النسيان.
وعن أبي الحسن (عليه السلام) قال: احتجم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في رأسه وبين كتفيه وقفاه وسمى الواحدة النافعة والاخرى المغيثة والثالثة المنقذة. وفي غير هذا الحديث التي في الرأس المنقذة والتي في النقرة المغيثة والتي في الكاهل النافعة وروي المغيثة.
عن الصادق (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأشار بيده إليه رأسه: عليكم بالمغيثة، فانها تنفع من الجنون والجذام والبرص والاكلة ووجغ الاضراس .
وعنه (عليه السلام) قال: بلغ الصبي أربعة أشهر فاحتجموه في كل شهر مرة في النقرة فانه يخفف لعابه ويهبط بالحر من رأسه وجسده.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الداء ثلاث والدواء ثلاث، فالداء المرة والبلغم والدم، فدواء الدم الحجامة ودواء المرة المشي ودواء البلغم الحمام
وفي حادثة وقعت فى عهد رسول الله وقد شرب عبد الله بن الزبير دم حجامة رسول الله
حين دخل ابن الزبير وعمره 8 سنوات على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فيجد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يحتجم -كما صح في ذلك الحديث- فناوله صلى الله عليه وآله وسلم دم الحجامة، وقال: {يا عبد الله ! اذهب بهذا الدم واجعله في مكان لا يراه أحد، فأخذ ابن الزبير دم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم _دم الحجامه_ وذهب به في إناء، فلما اختفى وراء بيوت المدينة شرب ذاك الدم الطاهر، حتى انتهى من الشرب، فلما رآه صلى الله عليه وآله وسلم سأله وقال: يا عبد الله ! أين وضعت الدم؟ قال: وضعته في مكان لا يراه فيه أحد، فقال عليه الصلاة والسلام: ويل لك من الناس وويل للناس منك، لا تمسّك النار } وبدأ عبد الله يزداد قوة إلى قوته، لأن دم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أصبح في جسمه فوصل إلى عروقه وشرايينه.
وأما قوله: ويل لك من الناس، وويل للناس منك، فويل لك من الناس: سوف تجد ما وجدت من الناس.. من إعراض وتكذيب وشتم وغيبة، ومن حروب، وسوف يجد الناس منك قوة شخصية وشجاعة كما يجدونها مني أنا، وأما قوله: فلا تمسك النار، فكيف تمس النار جسماً أصبح دم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في شرايينه
وعن معاوية بن الحكم قال: إن أبا جعفر (عليه السلام) دعا طبيبا، ففصد عرقا من بطن كفه .
وعن محسن الوشا قال: شكوت إلى أبي عبد الله (عليه السلام) وجع الكبد، فدعا بالفاصد، ففصدني من قدمي وقال: اشربوا الكاشم لوجع الخاصرة .
ـــــــــــــــ
(1) النقرة: حفرة صغيرة في الارض، ومنه نقرة القفا ونقرة الورك أي ثقبهما.
(2) الاكلة ـ بكسر الهمزة ـ: الحكة.
(3) الفصد: شق العرق.
(4) الكاشم: دواء يستف مع السكر. أو هو أنجذان الرومي وهو بضم الجيم، نبات يقاوم السموم، جيد لوجع المفاصل، جاذب مدر، محدر لطمث.
وروي عن الصادق (عليه السلام) أنه شكا إليه رجل الحكة، فقال: احتجم ثلاث مرات في الرجلين جميعا فيما بين العرقوب والكعب ، ففعل الرجل ذلك، فذهب عنه. وشكا إليه آخر، فقال: احتجم في أحد عقبيك أو من الرجلين جميعا ثلاث مرات تبرأ إن شاء الله.
قال (عليه السلام): وشكا بعضهم إلى أبي الحسن (عليه السلام) كثرة ما يصيبه من الجرب ، فقال: إن الجرب من نجار الكبد، فاذهب وافتصد من قدمك اليمنى والزم أخذ درهمين من دهن اللوز الحلو على ماء الكشك واتق الحيتان والخل ففعل ذلك، فبرئ باذن الله تعالى.
وعن مفضل بن عمر قال: شكوت إلى أبي عبد الله (عليه السلام) الجرب على جسدي والحرارة، فقال: عليك بالافتصاد من الاكحل ففعلت، فذهب عني والحمد لله شكرا.
وروي أن رجلا شكا إلى أبي عبد الله (عليه السلام) الحكة، فقال له: شربت الدواء ؟ فقال: نعم، فقال: فصدت العرق ؟ فقال: نعم فلم أنتفع به، فقال احتجم ثلاث مرات في الرجلين جميعا فيما بين العرقوب والكعب، ففعل فذهب عنه.
ـــــــــــــــ
(1) العرقوب: بالضم عصب غليظ فوق العقب وخلف الكعبين.
(2) الجرب ـ محركة ـ داء لها حكة شديدة ويحدث في الجلد بثورا صغارا.
(3) الكشك: ماء الشعير. وما يتخذ من اللبن، معروف عند العامة.
(4) الاكحل: عرق في الذراع يفصد.
ويرى بعض العلماء أن لعلم الطب مصدراً إلهيا لشفاء المرضى.
ولقد أندهش العلماء والأطباء في العالم عن ما قاله الإمام الرضا(ع) في الرسالة الذهبية الفريدة من نوعها حول الحجامة
وعن السر الإلهي العام لآلية الشفاء
التي تقوم بها عملية الحجامة في تخليص الجسم من الأمراض الخطيرة .
فقد قال الإمام علي بن موسى الرضا(ع)عن الحجامة ما نصه (ربما تبيغ به الدم, فاحتجم في جوف الليل) .
والرسالة الذهبية كتاب للامام علي بن موسى بن جعفر الملقب بالرضا ثامن ائمة الشيعة
ويختص هذا الكتاب بالعلوم الطبية القديمة والحديثة وبالاخص الحجامة "
ويقول الإمام الرضا (ع) في كتابه :-
فإذا أردت الحجامة فليكون في اثنتي عشرة ليلة من الهلال إلى خمس عشرة منه ,
فانه اصح لبدنك فإذا انقضى الشهر فلا تحتجم إلا أن تكون مضطراً إلى إخراج الدم ,وهو لان الدم ينقص في نقصان الهلال ويزيد في زيادته .
ولتكن الحجامة بقدر ما يمضي من السنين , ابن 20 سنة يحتجم في كل 20 يوماً وابن الثلاثين في كل 30 يوماً مرة واحدة
وكذلك كل من بلغ من العمر 40 سنة يحتجم كل 40 يوماً , وما زاد فبحساب ذلك .
واعلم... ان الحجامة إنما تأخذ دمها من صغار العروق المبثوثة في اللحم ومصداق ذلك ما اذكره انها لا تضعف القوة كما يوجد من الضعف عند الفصاد.
وحجامة النقرة تنفع لثقل الرأس , وحجامة الاخدعين تخفف عن الرأس والوجه والعينين وهي نافعة لوجع الأضراس.
وخد يحتجم تحت الذقن لعلاج القلاع في الفم ومن فساد اللثة وغير ذلك من أوجاع الفم ,وكذلك الحجامة بين الكتفين تنفع في الخفقان
الذي يكون من الامتلاء والحرارة, والتي توضع على الساقين قد ينقص من الامتلاء نقصاً بيناً
وينفع من الأوجاع المزمنة في الكلى والمثانة والأرحام ويدر الطمث غير أنها تنهك الصبر في الجسد وقد يعرض منها الغشي الشديد
إلا أنها تنفع ذوي البثور والدماميل والذي يخفف من ألم الحجامة تخفيف المص عند أول ما يضع المحاجم ثم يدرج المص قليلاً قليلاً والثواني أزيد في المص عن الأوائل
(ومعنى المص هو السحب بالطريقة الحديثة) ,
وكذلك الثوالث فصاعداً ويتوقف عن الشرط حتى يحمر الموضع جيداً بتكرير المحاجم عليه, ويلين المشراط على جلود لينة ويمسح الموضع قبل شرطه بالدهن.
يمسح الموضع الذي يفصد بدهن فانه يقلل الألم وكذلك يلين المشرط والمبضع بالدهن عند الحجامة.
وعند الفراغ منها يلين الموضع بالدهن ويقطر على العروق إذا فصد شيئاً من الدهن لئلا يحتجب فيضر ذلك بالمقصود).