وصف الناس الحيوانات:
درج الناس على وصف الحيوان فيقولون مثلا :
الأسد شجاع ،الثعلب مكار ،الكلب وفى ،الذئب غدار ،الطاووس متكبر وهى أوصاف لا أساس لها من الصحة والسبب أن كل مخلوق من الحيوانات يكون فى موقف شجاع وفى موقف مختلف جبان وفى موقف أخر مكار وفى رابع غير مكار وفى أخر غدار وفى سادس .. وفى ...وهكذا ولكى نضرب أمثلة نقول إن الكلب مثلا إذا أمسك اللص فهو شجاع فى رأينا وإذا لم يمسكه فنحن نقول عليه كلب خائب جبان والكلب إذا ظل متمسكا بصاحبه نقول عنه وفى وإذا نبح علينا أو عضنا نقول عنه مسعور وغدار .
إذا الإنسان هو الذى يضفى على المخلوق الصفة وإنما الحيوان هو الذى يفعل ما يريد وما نسميه غدر عند الذئب مثلا هو فى شريعته حلالا وما نسميه عند الثعلب مكر هو فى شريعته أمر محلل ،إذا ليس من العدل أن نقول الوصف على أى نوع من الحيوان لأن ما يعتبره الإنسان رذائل فى الحيوان يعتبر فى شرائعهم فضائل أو أمور أباحها الله ولذا قال الله عن كل المخلوقات أنهم مسلمون فقال تعالى بسورة آل عمران :
"وله أسلم من فى السموات والأرض"
هذه الصفات التي تنسب للحيوانات ، هي صفات حقيقية تكوينية فيها ،
ولقد ورد الينا ان بعض الناس في الدنيا وبعض في الاخرة يمسخون على اشكال حيوانات لعلة ذنوب وتقارب طباع لنوع حيوان معروف بصفة ما ، كالقرود والكلاب والخنازير .
اقتبس التالي :
ولكى نضرب أمثلة نقول إن الكلب مثلا إذا أمسك اللص فهو شجاع فى رأينا وإذا لم يمسكه فنحن نقول عليه كلب خائب جبان والكلب إذا ظل متمسكا بصاحبه نقول عنه وفى وإذا نبح علينا أو عضنا نقول عنه مسعور وغدار .
إذا الإنسان هو الذى يضفى على المخلوق الصفة وإنما الحيوان هو الذى يفعل ما يريد
اقول : إنما تؤخذ الصفة بالاطلاق والعموم لا بالشواذ
فانت اذا ثبت عندكم فلان من الناس بانه كريم حقا ، فلا تخرج عنه الصفة والتوصيف اذا شذ مرة واحدة ولم يكرم كعادته !
لذلك ما درج على توصيف بعض الحيوانات بصفات معينة ،إنما هي من فعلها وطبعها المجبولة عليه .
--------------------
اقتبس التالي :
وما نسميه غدر عند الذئب مثلا هو فى شريعته حلالا وما نسميه عند الثعلب مكر هو فى شريعته أمر محلل ،إذا ليس من العدل أن نقول الوصف على أى نوع من الحيوان لأن ما يعتبره الإنسان رذائل فى الحيوان يعتبر فى شرائعهم فضائل أو أمور أباحها الله
اقول : لا علاقة بمطابقة الوصف على الموصوف مع اباحة وحلية فعلها ام لا بحسب دورها وكمالها الوجودي
هذين امرين مختلفين ، فالصفة اذا اتصف بها الموصوف تثبت عليه ، ولكن تبقى تقييمها نسبي بالنسبة لكمال موجود اخر كلانسان مثلا فعند الانسان يكون الغدر والمكر رذيلة وعند الحيوان مباح لانه لا يتنافى وكماله الوجودي الخاص به بل كماله في مكره كالثعلب ....
----------------------
اقتبس التالي :
ولذا قال الله عن كل المخلوقات أنهم مسلمون فقال تعالى بسورة آل عمران :
"وله أسلم من فى السموات والأرض"
اقول : نعم - وله اسلم من في السموات والارض بمعنى خضع لارادته التكوينية في خلقهم وما فطر الموجودات عليها .
فمنها من اكرمه وشرفه وجعل له اعلى الغايات ومقام القرب منه تعالى كالانسان ، ومنهم من شرفه في اسباب نظام الكون وتنفيذ اوامره وارادته تعالى كالملائكة ، ومنهم من له غاية ادنى من الملائكة والانسان ومسخر لغيره كالحيوانات محل الذكر فهم مسلمون مجبولون مفطورون على تحقيق غايتهم ولهم صفاتهم التي اتصفوا بها وهي بها كمالهم وإنْ كانت عند الغير نقص ورذيلة ،
بل حتى بين بني الانسان تفاوت في المقامات يستلزم اختلاف في توصيف نفس الفعل الم تسمع القول ( حسنات الابرار سيئات المقربين ) اي ما عند الابرار هو حسنة يكون نفس العمل لمقام اعلى منه هو سيئة في حقهم ،،، فتامل
والله اعلم
التعديل الأخير تم بواسطة الباحث الطائي ; 15-12-2015 الساعة 01:37 AM.
حياك الله على قولك :
اقول : نعم - وله اسلم من في السموات والارض بمعنى خضع لارادته التكوينية في خلقهم وما فطر الموجودات عليها .
فمنها من اكرمه وشرفه وجعل له اعلى الغايات ومقام القرب منه تعالى كالانسان ، ومنهم من شرفه في اسباب نظام الكون وتنفيذ اوامره وارادته تعالى كالملائكة ، ومنهم من له غاية ادنى من الملائكة والانسان ومسخر لغيره كالحيوانات محل الذكر فهم مسلمون مجبولون مفطورون على تحقيق غايتهم ولهم صفاتهم التي اتصفوا بها وهي بها كمالهم وإنْ كانت عند الغير نقص ورذيلة ،