كانت المشاركة السابقة جواب وتوضيح للاسئلة التي وضعها جنابكم
ولقد سألت التالي : هل وفق الاية الكريمة , ورث بنو اسرائيل ارض وادي النيل ( بلاد فرعون ) ؟
فجاوبنا كما في سابق ، والظاهر لي وفق احداث وتفاصيل قصة موسى مع فرعون ان بني اسرائيل لم يورثهم الله تعالى ارض وادي النيل التي كانت تحت سيطرة فرعون ، لان موسى ع عبر البحر مع بني اسرائيل ثم انطبق البحر على فرعون وجنده ثم سار بني اسرائيل وموسى ع في الضفة الاخرى وحدث ما حدث من قصة ميعاد موسى مع ربه و السامري وعبادة العجل ثم التيه الى عهد النبي داوود وملكهم طالوت الذي دخل بهم الارض المقدسة التي وعدهم الله ، واصلا موسى منذ البداية مع حديثه مع فرعون طلب منه ان يرسل معه بني اسرائيل ( فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِى إِسْرَءِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ ... الخ )
لذلك يجب تثبيت هذه النقطة والاستنتاج اولا وهو : لم يورث الله تعالى موسى ع وبني اسرئيل ارض ومملكة فرعون في بلاد النيل ( مصر القديمة ) بل ارض غيرها وهذه هي التي تقع ما وراء البحر الذي عبروه .
بقي هنا تحديد هذه الارض ومطابقتها مع تفاصيل القرآن
يقول القرآن انها ارض مقدسة ( يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ )
اذن هي ارض مباركة ومقدسة تقع جهة الضفة الاخرى من البحر أي مقابلة للارض التي كان يحكمها فرعون
فاذا كان فرعون في مصر بلاد نهر النيل فان البحر الذي عبروه هو البحر الاحمر وستكون الشام او ارض فلسطين تحديدا حيث بيت المقدس هي الارض المباركة المقدسة وهي معروفة بذلك تاريخيا ودينيا حتى وإن اختلف المفسرون في سعة حدودها او دقة تحديدها ولكن عموم موقعها يجب ان يكون هناك وفق هذا الاستدلال . وآلله اعلم
أما مشارق الارض ومغاربها فهي تخص وتتعلق بالارض المقدسة التي باركها الله لا عموم الارض ولا يمكن تصديق غير هذا لانه ليس هناك قرينة قرآنية ولا منطقية تساعد على فرض ان تكون هذه مشارق كل الارض ومغاربها !
ولعل القصد المفهوم ان الله اورثهم ليس جزء محدود من هذه الارض المباركة المقدسة بل اورثهم مشارقها ومغاربها اي كلها وهذا يدل على سعتها ولو نسبيا بحيث يصدق ان لها مشارق ومغارب
التعديل الأخير تم بواسطة الباحث الطائي ; 06-02-2021 الساعة 03:45 PM.