روى الحافظ سليمان القندوزي في كتابه «ينابيع المودة/ص510» عن عبد السلام بن صالح الهروي عن علي الرضا بن موسى الكاظم في تفسير الآية المصدّرة أعلاه قال: نزلت في الحسين والمهدي.
وقفات:
1- الآية إذن تعني أنه لا يأخذ ثأر الحسين «عليه السلام» إلا المهدي «عليه السلام».
2- يتساوى البشر في العقوبات الإسلامية الدنيوية في الحدود والتعزيرات المنصوصة وفقا للتشريعات الإسلامية ، أمّا في الحقائق الكونية فلا يتساوون مطلقا ، وإلا فمن هو عبد الرحمن بن ملجم المرادي «لعنة الله عليه» الذي قتل أمير المؤمنين «صلوات الله عليه» حتى يجازى ضربة بضربة؟ وبنفس المنطق نقول: أن كل ما فعله المختار بن أبي عبيدة الثقفي من أخذ الثأر من قتلة الإمام الحسين «صلوات الله عليه» لا يعتبر ثأراً لأن الحسين أعظم من هذا ، فالثأر الحقيقي للإمام الحسين هو الذي يأخذه الإمام المنتظر «عجّل الله فرجه الشريف».
3- الرواية أوّلت أو فُسِّرت من قبل الإمام الرضا «صلوات الله عليه» بأن وليّ دم الإمام الحسين هو الإمام المنتظر «عليه السلام» وهو إمام معصوم فكيف الله ينهى المعصوم الذي هو اختاره وجعله معصوم فيقول في الآية: {فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ} وكأنه يقول له لا تفعل الحرام! ، والواقع أنه لا يوجد إسراف في الثأر للإمام الحسين «عليه السلام» لأنه أفضل من كل ما سوى الله تبارك وتعالى والنبي والوصي والسيّدة والحسن عليهم السلام؟.
خلاصة الملاحظة الثالثة: التشكيل أو الحركات الإعرابية الموجودة على كلمة (يُسْرِف) محل شك لوجود نصوص دينية تقول (فَلاَ يُسْرِفُ فِّي الْقَتْلِ) أي بضم الفاء لا بجزمها ، وبذلك تصبح الجملة خبرية وليست ناهية فتعني (كلما يقتل المهدي ثأراً للإمام الحسين فهو لا يُسرِفُ في القتل) وليس (يا مهدينا لا تُسْرِف في القتل!) ، والدليل على أن الصحيح هو (لا يُسرِفُ) هو تتمة الآية: {إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا} فالحكّام عندما يكثرون من القتل تنقلب الشعوب عليهم وتقلبهم عن كرسي الحكم ، أمّا الإمام «عجل الله فرجه» فكلما يقتل فأن الشعوب لا تتمكن أن تثور ضده فتقلبه عن الحكم الإسلامي لأنه منصور من الله تعالى.