قراءة جديدة في رواية اذربيجان
بسم الله الرحمن الرحيم
ورد في روايات العامة كالترمذي ، وأحمد في مسنده ، وابن كثير في نهايته ، والبيهقي في دلائله ، وغيرهم. وصححه ابن الصديق المغربي في رسالته في الرد على ابن خلدون. ونصه :*( تخرج من خراسان رايات سود*فلا يردها شئ*حتى تنصب بإيلياء ) .
إيلياء تعني بيت المقدس .
الرواية رغم أنها عامية ولعله بحسب اطلاعي متفردة في نقل هذا الحدث لكن سوف نمضي باستخصال مضامينها بقدر الإمكان .
النظرة العامة للرواية تفيد ان هناك رايات سود تخرج من اذربيجان وهذا يعني إنها تحرك عسكري وفق الفهم الروائي لتفسير خروج الرايات .
وكونها سوداء فهذا يذكرنا او يحتمل فيها الحيثية العقائدي التي تؤسس مبادئها او اتجاهها السياسي حسب المفهوم الحديث .
وعبارة ( لا يردها شيء ) يفهم منها قوة تحركها وبأسها وسرعتها بحيث لا يوقفها شيء ، وهنا اطلب من المتابع تذمر هذه العبارة جيدا حيث سنستفاد منها في فهم رواية أخرى
وعبارة ( حتى تصب بايلياء ) ، إيلياء أسم قديم لمدينة القدس الحالية .
وهذا يعني ان هذه الرايات السود ( القوة العسكرية ) التي تخرج من اذربيجان ( ايران ) سوف تدخل القدس .
لا تذكر الرواية تفاصيل عن سبب تحرك هذه الرايات السود ولا يظهر منها من سيكون اصلا يحكم القدس وقتها ولا يظهر منها متى سيكون هذا الحدث المهم إلا أنه يفهم منه أمر ما يحصل بينهما ويتطور الى صراع عسكري تنطلق رايته من اذربيجان ولكن فقط انه مدرج في علامات آخر الزمان او المستقبلية ، والمراجعة التاريخية لحد الآن لا اظن تذكر مثل هذا الحدث حصل بالماضي .
الآن ننتقل إلى رواية أخرى وردت في مصادر آل البيت ع وطرقنا ولكن ننقل هنا ليس النص المشهور والأكثر تداولا عنها بل النص والقرآئة الثانية منها والاختلاف بينهما هو حرف واحد في كلمة ولكن له اهمية كبيرة تغير المضامين والجغرافيا والاحداث برمتها ، فتأمل
الرواية كالتالي : بحار الانوار / المجلسي /
عن الباقر عليه السلام*: لابد لنا من آذربيجان*لا يقوم لها شئ فإذا كان ذلك فكونوا أجلاس بيوتكم [وألبدوا ما ألبدنا] (1) والنداء [وخسف] بالبيداء فإذا تحرك متحرك فاسعوا إليه، ولو حبوا، والله لكأني أنظر إليه بين الركن والمقام يبايع الناس على كتاب جديد، على العرب شديد، وقال: ويل للعرب من شر قد اقترب.
وقريب كثيرا منها وردت الرواية التالية
كتاب الغيبة
حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الكوفي، قال: حدثنا أحمد بن يوسف بن يعقوب الجعفي أبو الحسن، قال: حدثنا إسماعيل بن مهران، قال: حدثنا الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه ووهيب بن حفص، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله ع ، قال: إنه قال لي أبي ع : لا بد لنار من أذربيجان لا يقوم لها شئ ، وإذا كان ذلك فكونوا أحلاس بيوتكم ، وألبدوا ما ألبدنا ، فإذا تحرك متحركنا فاسعوا إليه ولو حبوا ، والله لكأني أنظر إليه بين الركن والمقام يبايع الناس على كتاب جديد ، على العرب شديد ، وقال: ويل لطغاة العرب من شر قد اقترب .
اذربيجان الإيرانية هي الأرض التي كانت تُدعى تاريخيا أذربيجان. وقد خصصت جمهورية أذربيجان المنطقة المجاورة لها والتي يسكنها سُكان أذريون باسم أذربيجان الإيرانية خلال القرن ال20 .
اذن الرواية الاولى تقول ( لنا ) والرواية الثانية تقول ( لنار ) ... ( لا بد - لنا او لنار - من آذربيجان لا يقوم لها شيء ) .
اقول ( انتبه ) إذا أخذنا بالصيغة الاولى وهي لنا ( لا بد لنا من اذربيجان ) واستفدت من صفة واشارة روائية توصيفية وهي [ لا يقوم لها شيء ] واضفنا هذا إلى الرواية العامية السابقة والتي تذكر خروج رايات سود من اذربيجان وتصفها أيضا [ لا يصدها شيء ] فلعلنا هنا أمام نفس الحدث الروائي والذي يشترك فيه
١- خروجها من اذربيجان ( ايران حاليا كمحتمل مهم )
٢- لا يصدها شيء او لا يقوم لها شيء
فإذا علمنا ان أحداث الرواية التي من مصدرنا يبين انها من علامات الظهور القريبة فإن هذا وفق الترابط الروائي إذا صدق ستكون رواية العامة من علامات الظهور تحديدا .
الآن إذا أردنا ان ننقل مضامين هاتين الروايتين إلى الواقع الحالي وفق فرضية عصر الظهور فإن هناك حدث ما سيكون بين ايران ( اذربيجان ) والكيان الصهيوني ( إيلياء - القدس ) يرفع مستوى التوتر بينهما إلى حرب فتنطلق الرايات السود من ايران وتدخل القدس .
ملاحظة : الرواية تنتهي بالعبارة التالية ( ويل لطغاة العرب من شر قد اقترب )
هذا لعله اشارة الى حكام العرب وقتها وما سيجري عليهم
سؤال هل الأحداث التي تجري بين اسرائيل والمقاومة في غزة قد تنطبق عليها الرواية وفق ما يحتمل من التطورات العسكرية والسياسية والتهديد والتحذيرات بين الأطراف؟
الجواب : واقعيا وفق الأحداث الجارية وبغض النظر عن الروايات فهذا ممكن
فإذا حصل فإن الانطباق الروائي وفق هذه الاطروحة الجديدة سيكون ممكن وحسب مجريات الأحداث وقتها سوف نقيمه روائيا . والله أعلم
الباحث الطائي
https://t.me/+PH_c0nuZM0A1ZDY1