نجي كربلاء الإمام زين العابدين عليه السلام وسر إبقاء الله له للشيخ السني المغامسي
بتاريخ : 12-09-2020 الساعة : 07:43 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
الشيخ المغامسي يذكر سبب عدم قتل الامام زين العابدين عليه السلام في كربلاء
( سلسلة المدائح النبوية [أبيات من بائيَّة شوقي] )
للشيخ : ( صالح بن عواد المغامسي )
نسب آل البيت إلى النبي
فأي نسب اليوم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم -لا إلى آل البيت؛ لأن كلمة آل البيت أعم، لكن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم- إنما هو إما من الحسن أو من الحسين ، ولهذا قدر الله في أن الحسين بن علي رضي الله عنه شهيد كربلاء لما مات في كربلاء كان الناجي الوحيد من الرجال ابنه علي المعروف بـزين العابدين ، فكما أن الحسين يقال له: شهيد كربلاء فإنه يقال لابنه علي بن الحسين المعروف بـزين العابدين يقال له: نجي كربلاء، فأبقى الله علي بن الحسين حياً ولم يتسلط عليه الأعداء ولم يقتلوه؛ حتى يبقي الله جل وعلا على عقب نبيه صلى الله عليه وسلم من ذرية الحسين الممتدة إلى فاطمة إلى ظهره صلوات الله وسلامه عليه.
فكل من ينتسب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم اليوم قطعاً هو إما من ذرية الحسن أو من ذرية الحسين ، ومن كان من ذرية الحسين فهو قطعاً من ذرية زين العابدين بن علي ، وأكرر أن مسألة آل البيت أوسع وأعم، وسيأتي تفصيلها.
حب آل البيت وإجلالهم
فهذا زين العابدين هو الذي قال فيه الفرزدق أبياته الشهيرة لما حج هشام بن عبد الملك في خلافة أبيه، فلما حج رأى الناس عند الطواف إذا رأوا علي بن الحسين يفسحون له كي يستلم الحجر، ويطوف بالبيت على سعته وراحته، فقال مستنكراً: من هذا؟ يريد أن يتجاهله، والعظيم من الناس حتى لو تجاهلته لا يضره، وهو يريد أن يزهد أهل الشام يومئذ فيه، فقال الفرزدق الشاعر رغم أن الفرزدق معروف بفسقه، لكن يجتمع فيه كل أحد صفات خير وصفات شر، والمنصف ينظر إلى هذه وهذه، فقال الفرزدق مجيباً لـهشام بعد أن استنكر واستفهم مستنكراً من هذا، فقال:
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته والبيت يعرفه والحل والحرمُ
هذا ابن خير عباد الله كلهم هذا التقي النقي الطاهر العلم
وليس قولك من هذا بضائره العرب تعرف من أنكرت والعجم
كلتا يديه غياث عم نفعهما يستوكفان ولا يعروهما عدم
سهل الخليقة لا تخشى بوادره يزينه اثنان حسن الخلق والشيم
ما قال لا قط إلا في تشهده لولا التشهد كانت لاؤه نعم
عم البرية بالإحسان فانقشعت عنها الغياهب والإملاق والعدم
مشتقة من رسول الله نبعته طابت مغارسه والخيم والشيم
هذا ابن فاطمة إن كنت تجهله بجده أنبياء الله قد ختموا
فهذه الأبيات قالها الفرزدق الشاعر الأموي المعروف في مدح زين العابدين بن علي ، هذا يسوقنا إلى أن محبة آل بيت رسول صلى الله عليه وسلم دين وملة وقربة، وقد قال الفرزدق في هذه القصيدة:
من معشر حبهم دين وبغضهم كفر وقربهم منجى ومعتقد
والإمام أحمد بن حنبل -إمام أهل السنة في زمانه- لقي ما لقي من العنت من المعتصم الخليفة العباسي، والمعتصم أبوه هارون الرشيد وهو عباسي، وهو ابن عم رسول صلى الله عليه وسلم، فكان الإمام أحمد رحمة الله تعالى عليه من تعظيمه لآل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم رغم ما وجده من سياط المعتصم وعنته وجلده وسجنه له كان يقول: جعلتك في حل؛ لأنني أستحيي أن ألقى نبينا صلى الله عليه وسلم يوم القيامة وبيني وبين أحد أبناء عمومته خصومة، فهذا مثل ونموذج يحتذى في التعامل مع آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم. اهـ
بمجرد رجل له فطرة سليمة سيميل الى اهل البيت عليهم السلام والشيخ المغامسي رغم ذكره الفضائل لاهل البيت باستحياء ومداراة لكن سياط التيار الوهابي المتطرف لم ترحمه وكيلت له الشتائم من كل صوب وفقك المولى اخت وهج الايمان