لا نعرف من هم هؤلاء أصحاب الصخرة بالتحديد ولكن الطبري ذكر أن منهم
طلحة وعمر بن الخطاب مع مجموعة من المهاجرين والانصار (1) .
والنص الذي ذكره الطبري في تاريخه والذي سوف تقرأه لاحقا
آثار لدينا عدة تساؤلات اهمها :
1- اذا كان النبي صلى الله عليه وآله قد قتل في معركة أحد
فلماذا لم يقاتلوا على ما قاتل عليه النبي صلى الله عليه وآله
كما قال لهم ذلك أنس بن النضر ؟
2 - قول بعضهم أن محمدا قد قتل من دون ذكر رسول الله او نبي الله
وتمنيهم بارسال رسول الى عبدالله بن أبي لياخذ لهم الامان من ابو سفيان
والرجوع الى الشرك ألا يدل على أنهم من المنافقين ؟
3- أراد أحد أصحاب الصخرة أن يرمي النبي صلى الله عليه وآله بسهم ليقتله..
بحجة انه لا يعرفه !
عجبا" كيف لمسلم لا يعرف ان يميز نبيه من غيره ؟
4 - الا تتفق معي أن الردة والانقلاب بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله
ليس بالأمر الصعب او المستحيل على هؤلاء القوم ..؟
فهم في الحقيقية قد أرتدوا بعد النبي صلى الله عليه وآله
واذا كانت الشيعة تقول انهم ارتدوا ما عدا ثلاثة او أربعة
فعائشة وفي الحديث الصحيح قالت أن العرب قد ارتدت قاطبة بعد وفاة
النبي صلى الله عليه وآله..
وهؤلاء العرب لم يكونوا كفار او مشركين بل كانوا يدينون بدين الإسلام
وإلا أن لم يكونوا مسلمين فلا معنى لكلمة( أردت ) في قول عائشة (2)
القصة
وفشا في النَّاس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد قُتل
فقال بعض أصحاب الصخرة:
ليت لنا رسولًا إلى عبد الله بن أبيّ فيأخذ لنا أمَنة من أبي سفيان!
يا قوم إن محمدًا قد قتل، فارجعوا إلى قومكم قبل أن يأتوكم فيقتلوكم.
قال أنس بن النّضر: يا قوم إن كان محمَّد قد قتِل؛ فإن ربّ محمد لم يقتل.
فقاتِلوا على ما قاتل عليه محمَّد
اللهمّ إني أعتذر إليك مما يقول هؤلاء
وأبرأ إليك مما جاء به هؤلاء!
ثم شدّ بسيفه فقاتل حتى قتل
وانطلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
يدعو النَّاس حتَّى انتهى إلى أصحاب الصخرة
فلمّا رأوه وَضَعَ رَجُلٌ سهمًا في قوسه فأراد أن يرميَه
فقال: أنا رسولُ الله
ففرحوا بذلك حين وجدوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حيًّا
وفرح رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
حين رأى أنّ في أصحابه مَنْ يمتنع به
فلمَّا اجتمعوا وفيهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
ذهب عنهم الحزن؛ فأقبلوا يذكرون الفتح
وما فاتهم منه، ويذكرون أصحابهم الذين قتلوا
فقال الله عزّ وجلّ للذين قالوا: إن محمدًا قد قتل، فارجعوا إلى قومكم:
{وَمَا مُحَمَّدٌ إلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ
وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ} (3)
=====================
1- كتاب صحيح وضعيف تاريخ الطبري / محمد بن طاهر البرزنجي/ ج 7 ص 118
2- كتاب شرح الكوكب المنير = شرح مختصر التحرير /ابن النجار الفتوحي/ ج3 ص 123 - 124
3- كتاب صحيح وضعيف تاريخ الطبري / محمد بن طاهر البرزنجي/ج 2 ص 140 - 141