أكدت مصادر عسكرية إسرائيلية للإذاعة الصهيونية صباح الأحد أن أكثر من خمسين في المائة من الدبابات الإسرائيلية التي شاركت في المعارك الضارية في الجنوب اللبناني يوم السبت قد تعرضت للقصف بالصواريخ المضادة للدروع من نوع ساغر المضادة للدروع،
والقادرة على اختراق دبابة الميركافا 4 ، الإسرائيلية التي تعتبر من أكثر الدبابات في العالم تحصيناً.
وأضافت المصادر تقول: لقد تعرضت نحو خمسين في المائة من الدبابات لإطلاق صواريخ مضادة للدروع من جانب حزب الله. مشيراً في الوقت ذاته إلى أنه تم دفع المزيد من الدبابات إلى أرض المعركة.
وكان حزب الله قد أعلن أنه تمكن من تدمير وإصابة أكثر من أربعين دبابة من طراز ميركافا خلال يوم السبت فقط، كما تمكن من إسقاط مروحية عسكرية إسرائيلية، ناقلة جند، تستطيع حمل ما يزيد عن ستين عسكرياً على متنها، حيث قتل خمسة كانوا على متنها، بحسب الجيش الإسرائيلي، وما زالوا في عداد المفقودين.
ونقلت عن وسائل الإعلام العبرية أن معظم القتلى الإسرائيليين العسكريين الذي قتلوا في المعارك خلال الشهر الماضي ماتوا بسبب الصواريخ المضادة للدبابات.
ويرجع بعض الخبراء العسكريين قوة ضربات المقاومة اللبنانية، لا سيما بتدمير الدبابات، إلى الصواريخ السوفيتية والفرنسية ، مشيرين إلى أن تلك الصواريخ هي السبب في قدرة رجال حزب الله على تدمير آخر جيلين من الدبابات التي يروج لها الإسرائيليون على أنها أسطورة القتال البري.
ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية عن ضابط في جيش المدرعات الإسرائيلي قوله إن حزب الله درس بتأن خصائص مدرعاتنا وتمكن من معرفة مواطن ضعفها.
وأكدت الصحيفة أن 25 في المائة على الاقل من الصواريخ التي تستهدف الدبابات توقع بها إصابات في طاقمها، بحيث تحوّلت هذه الدبابات إلى مصائد موت مشتعلة، بحسب وصف أحد المحللين العسكريين.
وكان السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله قد هدد في خطابه قبل الأخير بتحويل دبابات الميركافا الإسرائيلية إلى مقابر للجنود الإسرائيليين في الجنوب اللبناني.
وفي حصيلة إجمالية أكدت مصادر اسرائيلية ان الجيش الاسرائيلي مني في أول أيام معركته البرية الموسعة، والتي جاءت بعد شهر من العدوان الإسرائيلي الجوي والبحري والبري على لبنان، بأكبر حجم من الخسائر البشرية والعتاد العسكري في المعارك العنيفة التي دارت طوال يوم السبت مع مقاتلي حزب الله في الجنوب اللبناني.
فقد أقر الناطق بلسان الاحتلال بمقتل ما لا يقل عن أربعة وعشرين قتيلاً وجرح ما يزيد عن 120 آخرين، ثلاثة عشر منهم جراحهم بالغة الخطورة، في حين يدور حديث عن فقدان خمسة من الجنود هم قتلى ركاب المروحية، وهي أكبر حصيلة في يوم واحد منذ بدء الحرب على لبنان في الحادي عشر من يوليو الماضي.
كما أكد المتحدث العسكري بإسقاط مروحية إسرائيلية ناقلة جند، قادرة على حمل نحو ستين عسكرياً إسرائيلياً على متنها، وذلك في الوقت الذي أعلنت فيه تل أبيب أنها قامت بأكبر عملية إنزال عسكري في تاريخها في عمق الجنوب اللبناني، حيث شارك في عملية الإنزال هذه أكثر من خمسين مروحية عسكرية هجومية.
وتبنى حزب الله إسقاط هذه المروحية، والتي هي من نوع يسعور. معلناً استخدام صاروخ من طراز جديد أطلق عليه اسم "وعد"، حيث أكد الاحتلال أن هذه الطائرة كان على متنها أكثر من خمسة جنود وقد قتلوا جميعاً.
وقال المراسل العسكري للتلفزيون العسكري إن المروحية اسقطت بعدما استهدفها المقاومون بصاروخ مضاد للطائرات ما ادى الى اسقاطها وتحطمها واصابة من فيها.
وقد قتل الجنود في اماكن مختلفة في مقاطع من الجنوب اللبناني. وقد قال حزب الله في بياناته الصادرة انه دمر اكثر من 40 دبابة اسرائيلية من طراز ميركافا في ارض الجنوب. وهذا ما أسماه ايضًا الأمين العام للحزب حسن نصر الله بـمجزرة الدبابات.
يشار هنا إلى أن القرار الإسرائيلي بتوسيع العمليات العسكرية البرية في الجنوب اللبناني، ودفع بأكثر من ثلاثين ألف عسكري للمشاركة في هذه المعارك، جاء بعد أن أقر مجلس الأمن الدولي قراراً بوقف العمليات العسكرية، وفي الوقت الذي أكد لبنان موافقته على ذلك.
ويرى متابعون أن جيش الاحتلال حاول من خلال توسيع العمليات العسكرية تحقيق نصر عسكري في الوقت الضائع، لإعادة جزء من هيبة الجيش الإسرائيلي، الذي تلقى أقصى ضربات وأقسى خسائر في حرب خاضدها ضد حزب زادت عن الشهر، والتي أخفق فيها في تحقيق أي من الأهداف التي حددها في بداية الحرب والتي كان يتم التراجع عنها شيئاً فشيئاً.
إلا أن السحر انقلب على الساحر، كما يقول هؤلاء المتابعون، فمحاولة اسرائيل استعادة ما يسمى "قوة الردع" ارتدت إليها، وتمكن مقاتلو حزب الله من تكبيد هذا الجيش أكبر خسائر له منذ بدء الحرب خلال يوم واحد، هو أول أيام العملية البرية الموسعة.