|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 52
|
الإنتساب : Jul 2006
|
المشاركات : 1,376
|
بمعدل : 0.21 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى العقائدي
منازل الآخرة (البرزخ)
بتاريخ : 06-09-2006 الساعة : 03:54 AM
من المنازل المهولة البرزخ، وقد ذكره الحق تعالى - في سورة (المؤمنون): (ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون).
* وقال الإمام الصادق - عليه السلام - في حديث : ولكني والله أتخوف عليكم من البرزخ!..
قلت : وما البرزخ؟.. قال : القبر منذ حين موته إلى يوم القيامة.
* ونقل عن لب اللباب للقطب الراوندي قال : وفي الخبر :
كان الموتى يأتون في كل جمعة من شهر رمضان فيقفون، وينادي كل واحد منهم بصوت حزين باكياً : يا أهلاه!.. ياولداه!.. ويا قرابتاه!.. اعطفوا علينا بشيء يرحمكم الله!.. واذكرونا ولا تنسونا بالدعاء، وارحموا علينا وعلى غربتنا!..
فإنا قد بقينا في سجن ضيق، وغم طويل وشدة، فارحمونا، ولا تبخلوا بالدعاء والصدقة لنا!.. لعل الله يرحمنا قبل أن تكونوا مثلنا..
فواحسرتاه!.. قد كنا قادرين مثل ما أنتم قادرون.
فيا عباد الله!.. اسمعوا كلامنا ولا تنسونا.. فإنكم ستعلمون غداً.. فإن الفضول التي في أيديكم كانت في أيدينا، فكنا لا ننفق في طاعة الله، ومنعنا عن الحق، فصار وبالاً علينا ومنفعة لغيرنا!..
اعطفوا علينا بدرهم أو رغيف أو بكسرة!..
ثم ينادون : ما أسرع ما تبكون على أنفسكم ولا ينفعكم!.. كما نحن نبكي ولا ينفعنا!.. فاجتهدوا قبل أن تكونوا مثلنا!..
* ونقل في جامع الأخبار عن بعض الصحابة أنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله -:
أهدوا لموتاكم.. فقلنا : يا رسول الله!.. وما هدية الأموات؟..
قال - صلى الله عليه وآله -: الصدقة والدعاء..
قال - صلى الله عليه وآله -: إن أرواح المؤمنين تأتي كل جمعة إلى السماء الدنيا بحذاء دورهم وبيوتهم ينادي كل واحد منهم بصوت حزين باكين : يا أهلي ويا ولدي ويا أبي ويا أمي ويا أقربائي!.. اعطفوا علينا - يرحمكم الله - بالذي كان في أيدينا، والويل والحساب علينا والمنفعة لغيرنا!..
وينادي كل واحد منهم إلى أقربائه : اعطفوا علينا بدرهم أو برغيف أو بكسوة!.. يكسوكم الله من لباس الجنة..
ثم بكى النبي - صلى الله عليه وآله - وبكينا معه، فلم يستطع النبي - صلى الله عليه وآله - أن يتكلم من كثرة بكائه.. ثم قال : أولئك إخوانكم في الدين، فصاروا تراباً رميماً بعد السرور والنعيم، فينادون بالويل والثبور على أنفسهم، يقولون : يا ويلنا!.. لو أنفقنا ما كان في أيدينا في طاعة الله ورضائه ما كنا نحتاج إليكم..
فيرجعون بحسرة وندامة، وينادون : أسرعوا صدقة الأموات!..
* وروي في هذا الكتاب أيضا أنه قال : ما تصدقت لميت فيأخذها ملك في طبق من نور ساطع ضوؤها يبلغ سبع سماوات، ثم يقوم على شفير الخندق، فينادي : السلام عليكم يا أهل القبور، أهلكم أهدوا إليكم بهذه الهدية، فيأخذها ويدخل بها في قبره، فيوسع عليه مضاجعه.
فقال (عليه السلام): ألا من أعطف لميت بصدقة فله عند الله من الأجر مثل أحد، ويكون يوم القيامة في ظل عرش الله يوم لا ظل إلا ظل العرش.. وحي وميت نجى بهذه الصدقة.
* وحكي عن أمير خراسان أنه رأى في المنام بعد موته، وهو يقول : ابعثوا إلي ما ترمونه إلى الكلاب!.. فإني محتاج إليه.
* وقال العلامة المجلسي - رحمه الله -: ولابد أن لا ينسى الأموات، لأن أيديهم تقصر عن أعمال الخير، فإنهم يأملون من أبنائهم وأقربائهم وإخوانهم المؤمنين ويترقبون منه إحسانهم، خصوصاً في أدعيتهم في صلاة الليل، ومن بعد الصلاة المكتوبة، وفي المشاهد المشرفة.
ولابد أن يدعى للأب وللأم أكثر من الآخرين، وأن يعمل أعمال الخير لهم..
وفي الخبر : إن العبد ليكون باراً بوالديه في حياتهما، ثم يموتان فلا يقضي عنهما دينهما ولا يستغفر لهما، فيكتبه الله - عزوجل - عاقاً.. وإنه ليكون عاقاً لهما في حياتهما غير بار بهما، فإذا ماتا قضى دينهما واستغفر لهما، فيكتبه الله - عزوجل - باراً.
وأهم الخيرات للأب وللأم وسائر أقربائه : أداء دينهم، وأن يبرئهم من حقوق الله والخلق، وأن يسعى في قضاء ما فاتهم من الحج وسائر العبادات إما بالإجارة أو بالتبرع.
* وروي في الحديث الصحيح أن الإمام الصادق - عليه السلام - كان يصلي عن ولده في كل ليلة ركعتين، وعن والديه في كل يوم ركعتين، وكان يقرأ في الركعة الأولى إنا أنزلناه، وفي الركعة الثانية إنا أعطيناك الكوثر.
* ونقل بسند صحيح عن الإمام الصادق - عليه السلام -: إنه يكون في ضيق فيوسع الله عليه ذلك الضيق، ثم يؤتى فيقال له : خفف عنك هذا الضيق لصلاة فلان أخيك عنك..
قال : فقلت له : فأشرك بين رجلين في ركعتين؟.. قال : نعم.
فقال - عليه السلام -: إن الميت ليفرح بالترحم عليه والاستغفار له، كما يفرح الحي بالهدية تهدى إليه.
* وقال - صلى الله عليه وآله - : يدخل على الميت في قبره : الصلاة، والصوم، والحج، والصدقة، والبر، والدعاء.. ويكتب أجره للذي يفعله، وللميت.
* وفي حديث آخر قال - صلى الله عليه وآله -: (من عمل من المسلمين عن ميت عملاً صالحاً، أضعف له أجره، ونفع الله به الميت).
* وورد في رواية : (إذا تصدق الرجل بنية الميت أمر الله جبرائيل أن يحمل إلى قبره سبعين ألف ملك في يد كل ملك طبق فيحملون إلى قبره، ويقولون : السلام عليك يا ولي الله!.. هذه هدية فلان بن فلان إليك!.. فيتلألأ قبره.. وأعطاه الله ألف مدينة في الجنة، وزوجه ألف حوراء، وألبسه ألف حلة، وقضى له ألف حاجة).
حكاية : ونقل عن القاضي سعيد القمي أنه قال : وصل إلينا من أحد الثقات عن استأذنا الشيخ بهاء العاملي :
أنه ذهب في أحد الأيام لزيارة بعض أصحاب الحال، وكان يأوي في مقبرة من مقابر أصفهان، فقال ذلك الشخص العارف للشيخ : شاهدت قبل هذا اليوم في هذه المقبرة أمراً غريباً!.. فقد رأيت جماعة جاؤوا بجنازة ودفنوها في هذه المقبرة في الموضع الفلاني، وبعد مضي ساعة شممت رائحة طيبة لم تكن من روائح هذه النشأة، فبقيت متحيراً، فنظرت إلى يميني وشمالي لأعرف من أين جاء ت هذه الرائحة، فرأيت فجأة شاباً جميل الصورة في لباس الملوك وهو يذهب إلى ذلك القبر حتى وصل عنده، فتعجبت كثيراً من مجيئه إلى ذلك القبر.. فعندما جلس عند ذلك القبر رأيته قد غاب وكأنه صار داخل القبر.
فلم يمض زمن من تلك الحادثة حتى شممت رائحة كريهة أنتن من كل رائحة، فنظرت فرأيت كلباً يذهب بأثر ذلك الشاب حتى وصل إلى ذلك القبر واختفى.. فتعجبت لذلك وما كاد تعجبي ينقضي حتى خرج ذلك الشاب بحال سيئة وهيئة قبيحة وبدن مجروح، وقد رجع من حيث أتى.
فذهبت وراء ه ورجوته أن يخبرني بحقيقة الأمر، فقال : أنا العمل الصالح لهذا الميت، وكنت مأموراً أن أصير معه في قبره، فإذا بذلك الكلب - الذي رأيته - أتى وهو عمله غير الصالح، فأردت أن أخرجه من القبر لأفي بصحبته، فعضني ذلك الكلب بأنيابه، وجرحني ومزق لحيتي كما ترى، ولم يتركني أبقى مع ذلك الشاب، فلم أقدر بعد ذلك أن أبقى معه في قبره، فخرجت وتركته لوحده.
فعندما نقل العارف المكاشف هذه الحكاية للشيخ، قال الشيخ : ما قلته صحيح، فنحن قائلون بتجسم الأعمال وتصورها بالصورة المناسبة بحسب الأحوال.
|
|
|
|
|