والآية الكريمة التي تلوناها تشير صراحة الى ان هناك من يتربص بالنبي .. يترصده .. يريد ان ينصب له كميناً ليوقع به الاذى .. وقد حدث هذا الامر بالفعل مرات عديدة .. احداها في مثل هذه الايام تماماً .. ولدى عودة النبي الاكرم صلى الله عليه وآله من موقع الغدير الى المدينة المنورة .. حيث تربصته مجموعة من كبار المنافقين الذين سبقوه الى المدينة عند هضبة هريشه .. وحاولوا قتله صلى الله عليه وآله .. لتدبير الانقلاب الذي خططوا له على الاسلام وقيادته الربانية
نماذج من محاولات الاغتيال التي تعرض لها النبي من قبل ( المسلمين ) :
في قوله سبحانه وتعالى :
يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ هم قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم فكف أيديهم عنكم واتقوا الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون
قال الزمخشري في الكشاف في تفسير الاية :
وقيل:
نزل منزلاً وتفرق الناس في العضاه يستظلون بها، فعلق رسول الله صلى الله عليه وسلم سلاحه بشجرة، فجاء أعرابي فسلّ سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أقبل عليه فقال: من يمنعك مني؟ قال: الله، قالها ثلاثاً، فشام الأعرابي السيف فصاح رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصحابه فأخبرهم، وأبى أن يعاقبه
عفا عنه لانه من المسلمين كما يبدو .. وكلمة اعرابي غامضة .. تحتمل اكثر من احتمال .. ولكنها تشير الى محاولة اخفاء هويته الحقيقية .
محاولة اخرى في حنين من قبل احد ( المسلمين ) ايضاً :
قال شيبة بن عثمان: لما غزا النبي صلى الله عليه وسلم حنينًا، تذكرت أبي وعمي قتلهما علي وحمزة فقلت: اليوم أدرك ثأري في محمد،
فجئت من خلفه فدنوت منه ودنوت حتى لم يبق إلا أن أسوره بالسيف، رُفع لي شواظ من نار كأنه البرق فخفت أن يحبسني فنكصت القهقرى
فالتفت إلي النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا شيبة! قال: فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على صدري فاستخرج الله الشيطان من قلبي، فرفعت إليه بصري وهو أحب إلي من سمعي وبصري ومن كذا.
ومحاولة اخرى في العقبة : مسند احمد : 22676
حدثنا يزيد أنبأنا الوليد يعني ابن عبد الله بن جميع عن أبي الطفيل قال
لما أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك أمر مناديا فنادى إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ العقبة فلا يأخذها أحد فبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوده حذيفة ويسوق به عمار إذ أقبل رهط متلثمون على الرواحل غشوا عمارا وهو يسوق برسول الله صلى الله عليه وسلم وأقبل عمار يضرب وجوه الرواحل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لحذيفة قد قد حتى هبط رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما هبط رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل ورجع عمار فقال يا عمار هل عرفت القوم فقال قد عرفت عامة الرواحل والقوم متلثمون قال هل تدري ما أرادوا قال الله ورسوله أعلم قال أرادوا أن ينفروا برسول الله صلى الله عليه وسلم فيطرحوه قال فسأل عمار رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال نشدتك بالله كم تعلم كان أصحاب العقبة فقال أربعة عشر فقال إن كنت فيهم فقد كانوا خمسة عشر فعدد رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم ثلاثة قالوا والله ما سمعنا منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم وما علمنا ما أراد القوم فقال عمار أشهد أن الاثني عشر الباقين حرب لله ولرسوله في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد قال الوليد وذكر أبو الطفيل في تلك الغزوة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للناس وذكر له أن في الماء قلة فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم مناديا فنادى أن لا يرد الماء أحد قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم فورده رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد رهطا قد وردوه قبله فلعنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ القتلة اذن اشخاص مهمين ,, والدليل ان النبي تجنب ذكر اسمائهم .. لانهم من الكبار .. وكتم اسمائهم عند حذيفة وعمار .. لان اعلان الاسماء يعني الاعلان عن محاولة انقلاب داخلي .. وما يعنيه ذلك من اعلان لحرب داخلية في ذلك الوقت العصيب والحساس .
لو كانوا اناساً عاديين لامكن اعلان اسمائهم بكل سهولة .. ولكن الصمت على الاسماء .. حتى اليوم طبعاً .. السنة لا يهتمون بمعرفة من اراد قتل نبيهم في العقبة .. !! لماذا ؟
لماذا لا تحاولون او لا تريدون التعرف على هوية من حاول قتل النبي نبيكم في العقبة ؟
اليس الامر مهماً بالنسبة لكم ؟ اليس النبي مهماً عندكم
السؤال هو .. هل ان رسول الله صل الله عليه واله وسلم