أطلقت شركة ويكيا سيرش المسؤولة عن موسوعة ويكيبيديا على الانترنت محرك بحث جديد يعمل بواسطة النظام المفتوح القابل للتغيير والتطوير من قبل المستخدمين، الذين يمكنهم تقييم وتكملة النتائج والحصول على الشفرة. وأعلن جيمي ويلز مؤسس موسوعة ويكيبيديا على الانترنت أن النسخة الموجودة حالياً على شبكة الانترنت و هي تجريبية.
حيث لا يمكنها سوى البحث عن 50 إلى 100 مليون صفحة، وهذا لا يشكل سوى جزءاً من إمكانيات البحث المتوفرة في قاعدة بيانات محركات البحث الأخرى كغوغل وياهو وإم إس إن. وسيتم تطوير عمل المحرك خلال الأسابيع القادمة بشكل كبير. وعلى خلاف موسوعة ويكيبيديا المجانية فإن محرك البحث يعد مشروعاً تجارياً، تديره شركة فيكيا دوت كوم Wikia.com، التي أسسها ويلز عام 2004، وسوف يتم تمويل نفقاته من خلال عائد الإعلانات، التي لا يشترك فيها المتطوعون في تطوير الموقع.
ووفقا لما ذكرته الوكالة الألمانية ، أضاف ويلز أن اتفاق عدد كبير من المستخدمين على أن صفحة ما ليست سوى دعائية، أو "سبام" كما يطلق عليها خبراء الكمبيوتر، يؤدى إلى حذف هذه الصفحة من قائمة نتائج البحث ، بالإضافة إلي أن محرك البحث الجديد يعتمد على برمجيات المصادر المفتوحة وهو ما يتيح الحصول على الشفرة الأصلية ، على عكس الحال لدى جوجل ، مما يتيح للمستخدمين الإطلاع على أساسيات ومكونات البرنامج التشغيلية، كطريقة سير عملية البحث والمساهمة في تطوير البرنامج وغيره.
ويكيبيديا تحتفل بالمقالة 50000
وبعيداً عن الجدل حول مصداقية معلومات ويكيبيديا الإلكترونية إلا أن ذلك لم يمنع عشاقها من الاحتفال بوصول النسخة العربية منها للمقالة رقم 50000 . يأتي ذلك فى الوقت الذي نجحت فيه الموسوعة العربية فى التفوق على نظيرتها باللغتين الكورية واللومباردية، ويطمح كتابها أيضاً أن تتجاوز البلغارية التي وصلت هي الأخرى إلى نفس الرقم الذي وصلت إليه العربية. أما في العشرة الأوائل تأتي الموسوعة الإنجليزية بمليوني مقالة وبعدها الألمانية إلى السويدية في آخر القائمة الـسويدية ب266 ألف مقالة.
وبالرغم من اتساع دائرة ويكيبيديا وزيادة عدد مقالاتها إلا أن ما يضعف موقف هذه الموسوعة هو الاتهام الدائم لها بالتحريف والتشويه فى المعلومات التي تتضمنها وهو ما ذكره جهاز مسح للشبكة الدولية حيث أظهر أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA تملك اليد العليا في "تنقيح" وتعديل بعض مواد هذه الموسوعة. وأشار هذا الجهاز الذى يزعم أنه قادر على الكشف عن هوية الجهات التي تشارك في إعداد وتنقيح صفحات موسوعة الإنترنت ويكيبيديا إلى أن موظفين أجروا تعديلات على المادة المتعلقة بالرئيس الإيراني في الموسوعة الإلكترونية، وذلك انطلاقا من حواسيب وكالة المخابرات الأمريكية.
ويقوم جهاز التدقيق هذا الذي طوره خبراء أمريكان بمسح حوالي خمسة ملايين وثلاثمائة ألف عملية تنقيح أو إضافة، ويتقصى مصدرها ليصل إلى عنوانها الإلكتروني على شبكة الإنترنت.وأغلب التنقيحات والتعديلات التي يرصدها الجهاز هي عبارة عن تصحيحات إملائية أو لمعلومات وردت في الموسوعة، لكن بعض الإضافات هدفت إلى إزالة بعض المواد التي اعتبرت مواد مضرة أو تشويه الموقع.
وسرد الجهاز بعض المواقف التى تؤيد ما توصل إليه ومنها أن موظفاً بالسي آي إيه أضاف تعبيرا للتعجب "واااااو" إلى فقرة تتحدث عن مشاريع الرئيس الإيراني وخطط ولايته في المادة المتعلقة بمحمود أحمدي نجاد. وكشف أيضاً عن إضافات أخرى غير ضارة، تمثلت في سخرية لاذعة من مدير السي آي إيه السابق بورتر جوس، أو من معدة برامج المشاهير المعروفة في الولايات المتحدة أوبرا وينفري.
ومن جانبها ، لم تنف ولم تؤكد الـ "سي أى ايه" ما تم ذكره سابقاً حيث رد ناطق باسم وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية حول ما إذا كانت حواسيب الوكالة استخدمت فى هذه التعديلات أم لا، فقال فى تصريحات أوردها موقع بي بي سي على الإنترنت "لا أستطيع التأكيد...أود أن أذكر فقط بشيء لا ينبغي أن يغيب عن ذهن أحد: مهمة السي آي إيه المصيرية هي حماية الولايات المتحدة".
يذكر أن شركة مايكروسوفت لجأت إلى صرف منح مالية لعدد من الخبراء ليتصفحوا الموقع، وليدخلوا تعديلات على كل ما يتعلق باسم الشركة، كذلك الإسترالي الذي اتفق مع مايكروسوفت على ان يقوم بتحوير مقالات تخص إحدى تقنياتها, أو كالمحاولات العديدة التي تقوم بها جهات حكومية وأمنية كتلك التي قامت بها وكالة المخابرات الامريكية "سي أي إيه".
ولعل أطرف محاولات التدليس تلك التي قام بها فرنسي أثناء المناظرات التي صاحبت الانتخابات الرئاسية الفرنسية الأخيرة, حيث قام بالدخول لويكيبيديا وأبدل معلومة علمية تتعلق بمفاعلات نووية, لكي تتوافق ما قاله مرشحه المفضل نيكولاي ساركوزي, ولأن الموضوع كان مثار تتبع, فقد تم اكتشاف عملية التزوير ووقع الكشف عن صاحبها وتم إصلاح الخطأ.
وبناء على ماسبق اهتز عرش ويكيبيديا حينما أعلنت غوغل عن عزمها إنشاء موسوعة جديدة على الإنترنت باسم "نولز Knols" حيث تقوم الشركة حالياً بتجربة خدمة جديدة تهدف إلى أن تصبح أكبر مستودع للمعارف عن طريق كتاب خبراء في مختلف الموضوعات ويتوقع أن يكون المنافس الأول لويكيبيديا.
والخدمة الجديدة عبارة عن موقع سيكون عبر الصفحات، وسيسمح بإنشاء صفحات لمواضيع في أي مجال، وتختلف الخدمة الجديدة عن ويكيبيديا في أن المقالات لا يمكن إعادة تحريرها إلا من خلال كاتبها الأصلي، وأيضاً ستكون هناك تعليقات وتقييم للصفحات من خلال الزوار.
وستنافس نولز، وهي اختصار لكلمة "knowledge" أو المعرفة، موسوعة ويكيبيديا فى عدة جوانب حيث سيكون لكل مقال كاتب واحد، على عكس ويكيبيديا التي يشترك في تحرير مقالاتها أكثر من كاتب، كما سيكون المقال موقعاً و إن كان بوسع متصفحي الانترنت إضافة تعليقات، أو مراجع أو صور.
من جانبها، ذكرت غوغل أن ما دفعها لذلك هو وجود ملايين الأفراد ممن لديهم معلومات مفيدة ويرغبون في إطلاع الآخرين عليها، مشيرة إلى أن الهدف الأساسي وراء المشروع هو لفت انتباه الكتاب الذين لديهم خبرة في الكتابة عن مواضيع معينة.
وعلى الجانب الآخر، قلل جيمي ويلز مؤسس ويكيبيدبا من محاولة جوجل قائلاً إنها تفعل أشياء رائعة ولكن لا ينجح الكثير منها، كما أن استعداد ويكيبيديا نفسها لإطلاق محرك بحث جديد يزيد من حدة المنافسة بينهما.
وتعد ويكيبيديا مشروع متعدد اللغات في أكثر من 250 لغة لإعداد موسوعة دقيقة ومتكاملة ومتنوعة ومفتوحة ومحايدة ومجانية للجميع، يستطيع الجميع المساهمة في تحريرها، وبدأت النسخة العربية منها في سبتمبر 2001.