بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد و ال محمد
و عجل فرجهم ياكريم
و اللعن أعدائهم أجمعين من الأولين و الآخرين إلى قيام يوم الدين
أمــــا بعد
الامام الخامنئي:
واجب العالم الاسلامي الدفاع عن أهالي غزة بأي نحو كان ومن يقتل في هذا الدفاع المشروع والمقدّس فإنه شهيد
وكالة الأنباء الإيرانية - 28/12/2008
وجه الامام القائد السيد علي الخامنئي يوم الاحد نداءاً شجب فيه بشدة دعم إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش الاجرامية للصهاينة، معتبراً "صمت وعدم اكتراث المنظمات الدولية وبعض الدول العربية بأنه "مهد الأرضية لهذه الجرائم".
وأعلن سماحته يوم الاثنين بوم حداد عام في الجمهورية الاسلامية الإيرانية، داعياً كافة المجاهدين الفلسطينيين والشعوب الاسلامية الحرة والعملاء والمفكرين ووسائل إعلام العالم الاسلامي إلى تحمّل مسؤولياتها الجسيمة في مواجهة جرائم الصهاينة السفاكين
وفي ما يلي نص النداء:
بسم الله الرحمن الرحيم.. انا لله وإنا اليه راجعون..
إن الجرائم المروعة التي ارتكبها الصهاينة في غزة وإبادتهم لمئات الرجال والنساء والأطفال الأبرياء أماط مرة أخرى اللثام عن الوجه الدموي للصهاينة المتوحشين، وكشف الستار عن نفقاهم الذي كانوا يتسترون خلفه خلال السنوات الأخيرة ودق أجراس الخطر للغافلين والمتسامحين حيال وجود هذا الكافر الحربي في قلب أراضي الأمة الاسلامية.
إن رزية هذه الحادثة المروّعة عظيمة ومدمرة لأي مسلم بل لي انسان شريف يتحلى بالضمير في أي نقطة من العالم. ولكن المصيبة العظمى هي الصمت المحفّز لبعض الدول العربية التي تتشدق بالاسلام.. أي رزية أعظم من أن تعتمد الدول الاسلامية التي يجب أن تدعم أهالي غزة المظلومين في مواجهة الكيان الصهيوني الغاصب والكافر المحارب، موقفاً يسمح للمسؤولين الصهاينة المجرمين تقديمها بكل صلافة على أنها موافقة ومتناغمة مع هذه الفاجعة العظيمة؟!
ماذا سيكون جواب قادة هذه البلدان لرسول الله (ص)؟! ماذا سيكون جوابهم لشعوبهم التي هي لا شك تقيم العزاء لهذه الفاجعة؟! لا شك في أن قلوب شعبي مصر والأردن وسائر البلدان الاسلامية الأخرى دامية بسبب هذه المجزرة التي تلت الحصار الغذائي والعلاجي الممتد لأهالي غزة.
إن إدارة بوش الإجرامية وفي آخر أيام حكمه المخزي وعبر مشاركتها في هذه الجريمة العظمى سوّدت وجه أمريكا أكثر من ذي قبل، وزادت من حجم ملفها الإجرامي باعتبارها مجرمة حرب. إن الدول الأوروبية أيضاً ومن خلال عدم اكتراثها وفي بعض الأحيان من خلال مواكلتها لهذه الجريمة المروّعة كشف مرة أخرى عن زيف مزاعمها المتمثلة بالدفاع عن حقوق الانسان وأثبتت وقوفها إلى جانب الجبهة المعادية للاسلام والمسلمين.
والآن أوجه سؤالاً إلى العلماء وعلماء الدين في العالم العربي وقادة الأمصار، ألم يئن الأوان لكي تشعروا بالخطر حيال الاسلام والمسلمين؟ ألم يئن الأوان لكي تعملوا بواجب النهي والمنكر وتقولوا كلمة الحق عند إمام جائر؟ هل من الضروري أن يكون هناك مسرح آخر أوضح مما يجري في غزة وفلسطين يكشف تعاضد الكفار الحربيين مع منافقي الأمة لقمع المسلمين، لكي تشعروا بالتكليف؟
وسؤالي إلى وسائل إعلام ومفكري العالم الاسلامي لا سيما العالم العربي هو إلى متى تتنصلون من مسؤولياتكم الاعلامية والتنويرية؟ هل من المكن أن تنفضح منظمات حقوق الانسان الغربية المفضوحة أصلاً ومجلس ما يسمى بالأمن الدولي أكثر مما هي الآن؟
إن من واجب كافة المجاهدين الفلسطينيين والمؤمنين في العالم الاسلامي الدفاع عن أهالي غزة العزّل بأي نحو كان، ومن يقتل في الدفاع المشروع والمقدّس فإنه شهيد، ويجب أن يأمل بأن يحشر مع شهداء بدر وأحد ومع رسول الله (ص).
كما أن على منظمة المؤتمر الاسلامي أن تنوء بمسؤوليتها التاريخية في هذه الظروف الحساسة وتشكل جبهة موحّدة في مواجهة الكيان الصهيوني بعيداً عن أي انفعال وبكل حزم ومعاقبة الكيان الصهيوني بواسطة الدول الاسلامية. كما ينبغي محاكمة ومعاقبة قادة الكيان الصهيوني الغاصب بسبب جريمتهم هذه وحصارهم الممتد لأهالي غزة.
إن بإمكان الشعوب الاسلامية ومن خلال عزمها الراسخ ترجمة هذه المطالب على الأرض ومسؤولية الساسة والعلماء والمفكرين في هذه الظروف الحساسة جسيمة جداً..
إنني وبسبب فاجعة غزة المروّعة أعلن الحداد العام غداً ا
لاثنين في كافة أنحاء البلاد وأطالب المسؤولين أن يضطلعوا بمسؤولياتهم حيال هذه الحادثة الأليمة.
وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
السيد علي الخامنئي