عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ ص إِلَى الْمَدِينَةِ فَقَالَ لَا تَدَعْ صُورَةً إِلَّا مَحَوْتَهَا وَ لَا قَبْراً إِلَّا سَوَّيْتَهُ وَ لَا كَلْباً إِلَّا قَتَلْتَهُ
الكافي ج : 6 ص : 528 ، وسائل الشيعة 2/869 ، جامع أحاديث الشيعة 3/445.
انا اسـألك بالله مامعنى سوية فهل معنى التسوية في قوله (إلا سويته) أي ساويته بالأرض، بمعنى هدمته، أم معنى تسوية الشيء عبارة عن تعديل سطحه، وتسطيحه في قبال تقعيره أو تحديبه أو تسنيمه وما اشبه ذلك من المعاني المتقاربة؟
وقد فهم مسلم في صحيحه مافهمناه من الحديث، حيث عنون الباب قائلاً: (باب تسوية القبور) ولم يقل مساواة القبور
فرسول الله لم يقل وقبرا مشرفتا الاساويته بل قال سويته وهذا اختلاف كبير في اللغه فهنا يتضح للمخالف المعنى الصحيح .
أورد مسلم بسنده إلى تمامه قال: كنا مع فضالة بن عبيد بأرض الروم برودس فتوفي صاحب لنا، فأمر فضالة بقبره فسوّي، ثم قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يأمر بتسويتها (صحيح مسلم 2 / 666 باب 31 / 92).
*قال بتسويتها ولم يقل بمساواتها
ثم أورد بعده في نفس هذا الباب حديث أبي الهياج المتقدم: ولا قبراً مشرفاً إلا سويته.
وكذا فهم شارحوا صحيح مسلم وإمامهم النووي ذلك، حيث قال في شرح تلك العبارة ما نصه: أن السنة أن القبر لا يرفع عن الأرض رفعاً كثيراً ولا يسنم، بل يرفع نحو شبر، وهذا مذهب الشافعي ومن وافقه، ونقل القاضي عياض عن أكثر العلماء أن الأفضل عندهم تسنيمها (إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري 4 / 301).