[أحمد إبراهيم الربيعي]

لو كان أصبعي بعثياً لقطعته

حزب البعث ..وما أدراك ما حزب البعث ؟
أنه ليس مجرد حزب بالمعنى المتعارف عليه من حيث الهيكلية والتنظيم ، بل هو أكبر من ذلك بكثير.
ولعلنا نستطيع وصفه بأنه : مدرسة سياسية شوفينية ذات نزعة تسلطية إقصائية لا تؤمن بمعنى الحرية وحرية الرأي والرأي الآخر، وتعني هذه المدرسة بتخريج المجرمين المتأصلين في الجريمة والانحراف الأخلاقي والعقائدي، وتعمل على استقطاب ضعاف النفوس وشذاذ الآفاق وذوي الشعور بالنقص المطلق، وتعمل على تطوير نزعاتهم وإرضاء نوازعهم وإشباع شهواتهم ، وصقل روح الجريمة وحب الانتقام لديهم وتوظيفها لصالح الرؤى التي يستوطن فيها ذلك الكيان المقيت.
فالبعث نقيض لكل خير وصلاح وسلام واستقرار وفضيلة ، بل هو الشر والإفساد والعنف والفوضوية والرذيلة بعينها.
وأنصح التعبير هو شيطان مصغر ، ولعله يكون أحد أبرز معالم الفتن المنقولة في آخر الزمان، كأن تكون تجسيداً لفكرة الدجال أو السفياني وسواهم من رموز الشر والفتنة.
فمن وراء اغتيال وتصفية العلماء الأعلام والمراجع الكرام من آل الصدر والحكيم وغيرهم وسائر المؤمنين من أتباعهم غير حزب البعث؟
ومن وراء تشويه صورة الإسلام، وتعطيل شرائع وشعائر الله غير حزب البعث؟
ومن وراء أقتتال المسلمين بعضهم مع بعض كما حدث في الحرب (البعثية-الإيرانية) غير حزب البعث؟
ومن ملأ أرض العراق الأشم شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً بالمقابر الجماعية التي ضمت خيرة أبناء هذا الشعب المظلوم غير حزب البعث؟
ومن وراء استقدام دول الغرب الكافر والاستكبار العالمي إلى المنطقة من خلال مسرحية احتلال دولة الكويت غير حزب البعث؟
ومن وراء فرض الذل والهوان تحت عناوين واهية كالتطبيع والمصالحة وخارطة الطريق في فلسطين وغيرها من توابع مآسي حرب تحرير الكويت في بداية تسعينات القرن الماضي غير حزب البعث؟
ومن وراء أستقدام القوات الامريكية والتمهيد لاحتلال العراق وما رافقه من ويلات سوى حزب البعث؟
ومن وراء تدنيس أرض العراق من قبل الكفرة الأنجاس والنواصب الأرجاس من قوات الاحتلال ومجرمي القاعدة الأنذال سوى حزب البعث؟
ومن وراء تجويع أغنى شعوب الأرض وهو شعب العراق الأبي في حصار التسعينات سوى حزب البعث؟
ومع ذلك تعزف في الأفق أنشودة سقيمة تدعو إلى عودة هذا الكيان الإجرامي التعسفي للمشاركة في العملية السياسية في العراق، العراق الذي لا يزال يئن من سياط جلادي حزب البعث؟
وقد نقل عن المفكر الإسلامي العظيم آية الله العظمى السيد الشهيد محمد باقر الصدر (رضوان الله عليه) أنه قال : ((لو كان أصبعي بعثياً لقطعته)).
فشهيدنا المقدس (رضوان الله عليه)
يشبه حزب البعث ونظام البعث وأزلامه بالورم السرطاني الخبيث الذي يجب بتره للحفاظ على الجسم من أنتشار الورم فيه. علماً أن أكثر الجرائم التي ذكرناها والتي تعد جزء مصغر من جرائم البعث التي لا تعد ولا تحصى ، جميعها قد حدثت بعد أستشهاده (رضوان الله عليه) فقد استقرأ شهيدنا العظيم بفكره الثاقب خطورة هذا الكيان الإجرامي ، وحذر الأمة منه، وقدم حياته قرباناً لله تعالى في مجابهته وفضح مخططاته ومؤامراته.
لذا يتوجب على حكام العراق السابقون واللاحقون عموماً أن يضعوا هذه الكلمات نصب أعينهم، ويتوجب على كل من سار على نهج شهيدنا المقدس (رضوان الله عليه)
خصوصاً أن يضعها نصب عينيه.
لا أن يميل إلى مجرد التفاهم والتحاور مع من يمثل هذا الكيان من الأوباش المتواجدين في بعض دول الجوار، فضلاً عن عودتهم للساحة السياسية ومشاركتهم في العملية السياسية.
ولعل سائل يسأل: ماذا لو عاد حزب البعث إلى الحياة السياسية في العراق؟!
أجيبه جازماً : إذا عاد حزب البعث إلى الساحة السياسية في العراق فسوف تعود المآسي بعودة عقارب الساعة والزمن ليس إلى ما قبل 9/4/2003 فحسب بل تعود إلا ما قبل عام 1980. عام تسلم المجرم المقبور صدام نظام الحم رسمياً في العراق، وبداية سيل وسلسلة الكوارث والمحن والكروب والحروب والشدائد ليس في العراق فحسب بل في المنطقة ككل. إن عودة حزب البعث تعني عودة الليل المظلم الحالك السواد، عودة جمهورية الرعب ودولة القتل والإرهاب المنظم.
ذلك لأن الطريق الممهد إلى عودتهم الظلامية يعتمد على عدة أسباب أهمها :-
أولاً: ضعف الحكومات التي تسنمت الحكم في العراق بعد سقوط النظام البعثي وعجزها وأخفاقها في توفير الأمن والاستقلال والرفاهية بشكل تام.
ثانياً: أنهم – البعثيون – تسللوا إلى أهم مفاصل الدولة العراقية الجديدة، وأخترقوا الأعم الأغلب من الأحزاب السياسية، إسلاميةً كانت أو علمانيةً أو ليبرالية، وقد رحبت بعض هذه الأحزاب بعناصر البعث واستقطبتهم، خصوصاً تلك الأحزاب التي تفتقر إلى ركائز أساسية متينة وإلى قواعد جماهيرية ليصبح لحزب البعث موطأ قدم في داخل تلك الأحزاب، وهذا بحد ذاته يشكل عاملاً مساعداً ومؤثراً في عودتهم وعدم التأثير على القرارات الرافضة لعودتهم أو المؤيدة لاجتثاثهم.
ثالثاً: إذا ما حدثت انتخابات في المستقبل فسوف يتسلق حزب البعث بسهولة إلى أعلى المناصب في الحكومة والبرلمان والحكومات المحلية، ذلك لأن حزب البعث ذي الخمس وثلاثون عاماً من الحكم في العراق أستقطب الكثير الكثير من أبناء الشعب العراقي ومن مختلف طبقات المجتمع، وبما أن (أكثرهم للحق كارهون) فسوف يرشح وينتخب البعث كل من كان بعثياً وكل من استشعر من هذه الطبقات بالاستهجان والاستقصاء بعد سقوط صنم البعث في 9/4/2003 لتعمل جاهدةً على عودة هذا الحزب إلى دفة الحكم في العراق ولو بصورة تدريجية.. وأبسط مثال على ذلك هو أياد علاوي، فعلاوي هذا لم يكن لينجح في تأسيس قائمة برلمانية كـ(القائمة العراقية) أو حزب سياسي كـ(حركة الوفاق) اللذان يتزعمهما لولا متاجرته بأسم البعث، وبهويته البعثية القديمة.
في الختام أتوجه إلى الأخ القارئ الكريم بهذا السؤال: ماذا يحدث للإنسان إذا أجريت له عملية جراحية لأستئصال ورم سرطاني خبيث في جسمه، وتم نجاح العملية باستئصال ذلك الورم، لكنه بقي يعاني تبعات ذلك الورم حتى في فترة النقاهة، ثم يعود الطبيب إلى إجراء عملية أخرى ليعيد ذلك الورم السرطاني إلى ذلك الجسم المُتعب؟؟
أنا في انتظار جوابكم...
ولا أريد الجواب من الأطباء..
بل أتركه للعقــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلاء.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

[عشق الكلمة]

ثم يعود الطبيب إلى إجراء عملية أخرى ليعيد ذلك الورم السرطاني إلى ذلك الجسم المُتعب؟؟ أنا في انتظار جوابكم...
الجواب: الامر يعنى عودة ذلك الورم مجددا بل وإنتشاره فى اكثر من موضع ويدمر جهاز المناعة فلا جدوى للاستئصال ومن المؤكد معاناة أشد من السابق وانهيار القوى ومن ثم الاجل المحتوم لا قدر الله .
الابراهيمى ,أأيد ما جاء فى طرحك بانه لا جدوى من مصالحة الورم السرطانى (البعثيين) والسماح لهم بالعودة والعبث مجددا بسلامة الوطن وشعبه .
شكرا جزيلا لك ويعطيك الف عافية .