بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
اللّهم صلّ على محمّد وآل محمّد وعجّل الفرج لوليّك القائم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
متابعة لموضوع // أبشروا بخلافكم يا شيعة
أحبتي
آسف جداً إذا أثار هذا الموضوع بعض الحساسية عند البعض
الروايات ثابتة في الكتب المعتبرة لدينا
وأستغرب عدم مروركم عليها،
ولا يعني عدم وجود الرواية في صفحة من الكتاب
عدم وجودها في الكتاب كله، وذلك لإختلاف الطبعات.
ثم أن الأمر ظاهر للعيان، إختلاف الشيعة وتبرأ أحدهم من الآخر، ووجود البغضاء والكراهية فيما بينهم. وقد وصل الأمر إلى ضرب صور المراجع العظام بالأحذية وتمزيقها كما حدث في الزيارة الشعبانية وقد كنت شاهد عيان على ذلك.
وهذه روايات أخرى في المقام (( على سبيل الإختصار لا الحصر ))
@ عن عبد الله بن أبي يعفور عن أبي عبد الله عليه السلام أنه سمعه يقول ((ويل للعرب من شر قد اقترب . قلت : جعلت فداك ، كم مع القائم من العرب؟ قال: شئ يسير . فقلت: والله إن من يصف هذا الأمر منهم لكثير . فقال: لابد للناس من أن يمحصوا ويميزوا ويغربلوا ، ويخرج مع الغربال خلق كثير )) الغيبة/ ص 93 .
أقول هذا أكبر دليل على أن الناس قبل الظهور وخاصة الشيعة تتحدث بأمر الإمام المهدي عليه السلام وتنتظره ظاهرا . ولكن الله يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور فتسقط أكثر الناس من خلال الغربلة والتمحيص حتى لا يبقى إلا من أخذ الله ميثاقه .
عن علي بن الحسين عليه السلام قال: لا يكون الأمر الذي تنتظرونه حتى يبرأ بعضكم من بعض ، ويتفل بعضكم في وجوه بعض ، ويشهد بعضكم على بعض بالكفر ، ويلعن بعضكم بعضا . فقلت له: ما في ذلك الزمان من خير ؟ فقال علي بن الحسين عليه السلام : الخير كله في ذلك الزمان ، يقوم قائمنا ويدفع ذلك كله )) الغيبة/ ص213 .
@ عن مالك بن ضمرة ، قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام ((يا مالك بن ضمرة ، كيف أنت إذا اختلفت الشيعة هكذا – وشبك أصابعه وأدخل بعضها في بعض - ؟ فقلت : يا أمير المؤمنين ، ما عند ذلك من خير ؟ قال: الخير كله عند ذلك يا مالك ، عند ذلك يقوم قائمنا فيقدم سبعين رجلا يكذبون على الله وعلى رسوله صلى الله عليه وآله فيقتلهم ، ثم يجمعهم الله على أمر واحد )) الغيبة ص214 .
أقول هذه الأحاديث تدل دلالة واضحة على اختلاف الشيعة قبل الظهور حتى يعادي بعضهم بعضا وهذا ما يشهد به واقع الحال الذي نعيشه الآن من الفرقة والتناحر ((كل حزب بما لديهم فرحون)) .
@ عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال: ((لتمحصن يا شيعة آل محمد تمحيص الكحل في العين ، وإن صاحب العين يدري متى يقع الكحل في عينه ولا يعلم متى يخرج منها ، وكذلك يصبح الرجل على شريعة من أمرنا ، ويصبح وقد خرج منها)) . الغيبة/ ص214 .
أقول يدل هذا الحديث علة أن غالب الفتن سوف تكون في الدين بحيث يصبح الرجل على شريعة أهل البيت ويمسي وقد خرج منها إلى غيرها ، وهذا تحذير إلى كافة المؤمنين أن ينظروا إلى من يتبعونه ، فإذا كان يمثل أخلاق أهل البيت اتبعوه وإلا فهم خارجين عن شريعة أهل البيت .
@ عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: (( والله لتكسرن تكسر الزجاج ، وأن الزجاج ليعاد فيعود كما كان ، والله لتكسرن تكسر الفخار ، وإن الفخار ليتكسر فلا يعود كما كان ، ووالله لتغربلن ، ووالله لتميزن ، ووالله لتمحصن حتى لا يبقى منكم إلا الأقل ، وصعر كفه )) . ثم يعلق الشيخ النعماني (فتبينوا – يا معشر الشيعة – هذه الأحاديث المروية عن أمير المؤمنين عليه السلام ومن بعده من الأئمة عليهم السلام ، واحذروا ما حذروكم ، وتأملوا ما جاء عنهم تأملا شافيا ، وفكروا فيها فكرا تنعمونه ، فلم يكن في التحذير شئ أبلغ من قولهم ((إن الرجل يصبح على شريعة من أمرنا ، ويمسي وقد خرج منها ، ويمسي على شريعة من أمرنا ، ويصبح وقد خرج منها)) . أليس هذا دليل على الخروج من نظام الإمامة وترك ما كان يعتقد منها إلى تبيان الطريق .
وفي قوله عليه السلام ((والله لتكسرن تكسر الزجاج وأن الزجاج ليعاد فيعود كما كان ، والله لتكسرن تكسر الفخار فإن الفخار يتكسر فلا يعود كما كان )) فضرب ذلك مثلا لمن يكون على مذهب الإمامية فيعدل عنه إلى غيره بالفتنة التي تعرض له ، ثم تلحقه السعادة بنظرة من الله فتبين له ظلمة ما دخل فيه وصفاء ما خرج منه ، فيبادر قبل موته بالتوبة والرجوع إلى الحق فيتوب الله عليه ويعيده إلى حاله في الهدى كالزجاج الذي يعاد بعد تكسره فيعود كما كان ، ولمن يكون على هذا الأمر فيخرج عنه ، ويتم على الشقاء بأن يدركه الموت وهو على ما هو عليه غير تائب منه ، ولا عائد إلى الحق فيكون مثله كمثل الفخار الذي يكسر فلا يعاد إلى حاله ، لأنه لا توبة له بعد الموت ولا في ساعته ، نسال الله الثبات على ما من به علينا ، وأن يزيد في إحسانه إلينا فإنما نحن له ومنه .
@ أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد ، قال: حدثنا أبو عبد الله جعفر بن عبد الله الحمدي من كتابه في سنة ثمان وستين ومائتين ، قال: حدثنا محمد بن منصور الصقيل ، عن أبيه ، قال: دخلت على أبي جعفر الباقر عليه السلام وعنده جماعة ، فبينا نحن نتحدث وهو على بعض أصحابه مقبل إذ التفت إلينا وقال: (( في أي شئ أنتم؟ هيهات هيهات لا يكون الذي تمدون إليه أعناقكم حتى تمحصوا ، هيهات ولا يكون الذي تمدون إليه أعناقكم حتى تميزوا ، ولا يكون الذي تمدون إليه أعناقكم حتى تغربلوا ، ولا يكون الذي تمدون إليه أعناقكم إلا بعد إياس ، ولا يكون الذي تمدون إليه أعناقكم حتى يشقى من شقي ، ويسعد من سعد )) الغيبة /216 .
@ عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: (( كونوا كالنحل في الطير . ليس شئ من الطير إلا وهو يستضعفها ، ولو علمت الطير ما في أجوافها من البركة لم تفعل بها ذلك . خالطوا الناس بألسنتكم وأبدانكم ، وزايلوهم بقلوبكم وأعمالكم فوالذي نفسي بيده ما ترون ما تحبون حتى يتفل بعضكم في وجوه بعض ، وحتى يسمي بعضكم بعضا كذابين ، وحتى لا يبقى منكم – أو قال من شيعتي – إلا كالكحل في العين ، والملح في الطعام وسأضرب لكم مثلا وهو مثل رجل كان له طعام فنقاه وطيبه ، ثم أدخله بيتا وتركه فيه ما شاء الله ، ثم عاد إليه ، فإذا هو قد أصابه السوس فأخرجه ونقاه وطيبه ، ثم أعاده إلى البيت فتركه ما شاء الله ، ثم عاد إليه فإذا هو قد أصابته طائفة من السوس فأخرجه ونقاه وطيبه وأعاده ولم يزل كذلك حتى بقيت منه رزمة كرزمة الأندر لا يضره السوس شيئا ، وكذلك أنتم تميزون حتى لا يبقى منكم إلا عصابة لا تضرها الفتنة شيئا )) الغيبة للنعماني ص218 .
@ عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: (( لو قد قام القائم عليه السلام لأنكره الناس ، لأنه يرجع إليهم شابا موفقا ، لا يثبت عليه إلا مؤمن قد أخذ الله ميثاقه في الذر الأول )) . الغيبة للنعماني ص219 .
@ عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام قال: ((قال: إن حديثكم هذا لتشمئز منه قلوب الرجال ، فانبذوه إليهم نبذا ، فمن أقر به فزيدوه ، ومن أنكره فذروه ، إنه لابد من أن تكون فتنة يسقط فيها كل بطانة ووليجة حتى يسقط فيها من يشق الشعرة بشعرتين حتى لا يبقى إلا نحن وشيعتنا )) الغيبة للنعماني ص210 .
أقول : لا يسلم من هذه الفتنة إلا من كان مواليا لأهل البيت بقلبه وليس بلسانه فقط أي من سار على نهجهم وتحلى بأخلاقهم وكان من أهل البصائر وأصحاب القلوب الصافية التي تهوي إلى أهل البيت لأول وهلة ((وجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم)). وهذه الفتن عامة لجميع الناس لا ينجو منها جاهل ولا عالم والدليل على ذلك أن الناجين في ذلك الامتحان قليل من الناس . وإلا إذا كان العلماء غير مشمولين بالغربلة والتمحيص وأنهم يعرفون الإمام عند ظهوره وقيامه أو أن الإمام يعرف عن طريق العلماء ، فلا توجد مشكلة أصلا فإن أكثر الناس مقلدون للعلماء فإذا عرفه العلماء اتبعهم الناس وبالتالي فإن الذين ينصرون الإمام ملايين الناس ولا توجد أي غربلة أو تمحيص أصلا وهذا مخالف لما جاء في الروايات .
@ نظر أمير المؤمنين علي عليه السلام إلى الحسين عليه السلام فقال : إن ابني هذا سيد كما سماه رسول الله صلى الله عليه وآله سيدا ، وسيخرج الله من صلبه رجلا باسم نبيكم يشبهه في الخلق والخلق ، يخرج على حين غفلة من الناس ، وإماتة للحق، وإظهار للجور ، والله لو لم يخرج لضربت عنقه ، يفرح بخروجه أهل السماوات وسكانها ، وهو رجل أجلى الجبين ، أقنى الأنف ضخم البطن ، أزيل الفخذين ، بفخذه اليمنى شامة ، أفلج الثنايا ، ويملأ الأرض عدلا كما ملئت ظلما وجورا )) غيبة النعماني ص222 .
أقول : إن في هذا الحديث دلالة واضحة على أن قبل ظهور الإمام المهدي عليه السلام تكون غفلة عند الناس ويموت الحق ويظهر الباطل . وموت الحق سببه هو الخروج عن سيرة أهل البيت عليهم السلام كترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وكثرة الاختلاف والفتن في الدين ، وعدم الاهتمام بأمور المسلمين كمراعاة اليتيم وإطعام الفقير والمسكين وغيرها كثير من الانحرافات عن سلوك أهل البيت عليهم السلام .
فعلى الناس أن ينهضوا من نوم الغفلة وأن يحاسبوا أنفسهم قبل أن يحاسبهم الإمام قبل حساب الله تعالى ، وأن لا يتبعوا أحدا حتى يضعوه تحت مجهر أهل البيت عليهم السلام ليعرفوا الخبيث من الطيب ولا يكونوا مصداقا لقوله تعالى ((هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا * الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا)) الكهف / 103 – 104 .
اللهم ثبتنا على دينك ودين نبيك
وأحشرنا حين تحشرنا في رحال محمد وآل محمد
اللّهم صلّ على محمّد وآل محمّد وعجّل الفرج لوليّك القائم
أسألكم الدعاء